«لماذا تَقْتُلُ يا زيد؟».. الإجابة عند «تودينهوفر»
الإثنين 25/يونيو/2018 - 12:50 م
طباعة
إسلام محمد
أثار كتاب «لماذا تقتل يا زيد؟» ضجة كبيرة في الأوساط الغربية، ليس فقط لما يحمله من وجهات نظر مثيرة للجدل، بل بسبب تبنِّي تلك الأفكار من قبل مؤلفه «يورجن تودينهوفر»، القيادي بالحزب الديمقراطي المسيحي بألمانيا، الذي سافر بنفسه إلى العراق وسط آتون الحرب، وقضى فيه خمسة أيام دوَّن خلالها رحلته المثيرة التي التقى خلالها عناصر المقاومة العراقية، وحاول تقديم وجهة نظر محايدة لتفسير ظاهرة العنف والإرهاب، من خلال المعايشة الواقعية لمقاتلي المقاومة العراقية.
واختار الكاتب عنوان «لماذا تقتل يا زيد؟»، ليُلقِي الضَّوءَ على قصة شاب عراقي اختار له اسمًا وهميًّا «زيد»، وهو شاب في العشرينيات، أجبرته الأحداث على حمل السلاح وقتال الأمريكيين بالعراق، كان مولعًا بكرة القدم، ويحلم بالانتماء لأحد أندية كرة القدم الألمانية يومًا ما.
ووفق الكتاب، الذي صدرت نسخته المترجمة عام 2009 عن الدار المصرية اللبنانية، فإن «زيد» لم يكن له ولا لعائلته أي علاقة من قريب أو بعيد بالمقاومة العراقية، التي بدأت بعد الغزو الأمريكي في مارس 2003، حتى بعد مقتل أخيه في قصف للقوات الأمريكية.
لكن في أحد الأيام اقتحم الأمريكان حيَّهم، وفرضوا حظر التجوال، وشاهد «زيد» أخاه الثاني خارج المنزل وقد قنصه الأمريكان ببنادقهم، على مرأى من العائلة، التي كان أفرادها يبكون خلف النوافذ وابنهم ينزف أمامهم لفترة من الوقت، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة على مقربة أمتار منهم، ولم يستطع أيٌّ منهم مساعدته، ما دفع «زيد» للانضمام لفصائل المقاومة الذي طالما اعتبر نفسه مختلفًا عنهم، ويشير الكاتب إلى أن أفعال الاحتلال الأمريكي لم تترك له مجالًا سوى ذلك.
ويسرد «تودينهوفر» وقائع دامية تقود إلى الفكرة نفسها، وهي أن استهداف التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن للمدنيين، وغزو الدول الإسلامية، يولدان حالة من الغضب والانتقام، الذي سرعان ما يتحول إلى طاقة لهب ضد المصالح الغربية، في ظل مناخ الشعور بالقهر والاضطهاد.
نظريات تودينهوفر
يتكون الجزء الثاني من الكتاب من «نظريات لتودينهوفر» يقارن فيها بين الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، وتأملات في النصوص الدينية، ويؤصل لرفض فكرة التمييز ضد أتباع الدين الإسلامي، أو ما يُعرف بظاهرة «الإسلاموفوبيا»، إذ يستعرض التاريخ الحديث ليخلص إلى نتيجة، مَفَادُهَا أن الدول الإسلامية خلال الحقبة الزمنية الأخيرة لم تُسجل أي اعتداء على العالم الغربي، بل العكس ما كان يحدث دائمًا، باستثناء واقعة الغزو التركي لقبرص عام 1974، محملًا الحضارة الغربية مسؤولية تدهور العلاقات بينها وبين العالم الإسلامي.
ويلفت إلى أن الإرهاب العالمي إنما هو بسبب الغطرسة الأمريكية التي خاضت حروبًا كثيرة، وخلفت وراءها العديد من الضحايا، سواء في فيتنام أو أفغانستان أو العراق، كما يعرض صورًا لرحلاته في عدد من البلاد التي شهدت غزوات استعمارية غربية، لافتًا إلى أن الجمهور الأوروبي لا يسمع الحقيقة كاملة، مبينًا أن العراق يحدث فيه يوميًّا كثير من الهجمات التي تشنها قوات التحالف أو المقاومة العراقية، لكن ما يصل إليهم هو أخبار العمليات الإرهابية التي لا تُمثل إلا أحد أجزاء المشهد الدموي الكبير هناك.
واختار الكاتب عنوان «لماذا تقتل يا زيد؟»، ليُلقِي الضَّوءَ على قصة شاب عراقي اختار له اسمًا وهميًّا «زيد»، وهو شاب في العشرينيات، أجبرته الأحداث على حمل السلاح وقتال الأمريكيين بالعراق، كان مولعًا بكرة القدم، ويحلم بالانتماء لأحد أندية كرة القدم الألمانية يومًا ما.
ووفق الكتاب، الذي صدرت نسخته المترجمة عام 2009 عن الدار المصرية اللبنانية، فإن «زيد» لم يكن له ولا لعائلته أي علاقة من قريب أو بعيد بالمقاومة العراقية، التي بدأت بعد الغزو الأمريكي في مارس 2003، حتى بعد مقتل أخيه في قصف للقوات الأمريكية.
لكن في أحد الأيام اقتحم الأمريكان حيَّهم، وفرضوا حظر التجوال، وشاهد «زيد» أخاه الثاني خارج المنزل وقد قنصه الأمريكان ببنادقهم، على مرأى من العائلة، التي كان أفرادها يبكون خلف النوافذ وابنهم ينزف أمامهم لفترة من الوقت، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة على مقربة أمتار منهم، ولم يستطع أيٌّ منهم مساعدته، ما دفع «زيد» للانضمام لفصائل المقاومة الذي طالما اعتبر نفسه مختلفًا عنهم، ويشير الكاتب إلى أن أفعال الاحتلال الأمريكي لم تترك له مجالًا سوى ذلك.
ويسرد «تودينهوفر» وقائع دامية تقود إلى الفكرة نفسها، وهي أن استهداف التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن للمدنيين، وغزو الدول الإسلامية، يولدان حالة من الغضب والانتقام، الذي سرعان ما يتحول إلى طاقة لهب ضد المصالح الغربية، في ظل مناخ الشعور بالقهر والاضطهاد.
نظريات تودينهوفر
يتكون الجزء الثاني من الكتاب من «نظريات لتودينهوفر» يقارن فيها بين الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، وتأملات في النصوص الدينية، ويؤصل لرفض فكرة التمييز ضد أتباع الدين الإسلامي، أو ما يُعرف بظاهرة «الإسلاموفوبيا»، إذ يستعرض التاريخ الحديث ليخلص إلى نتيجة، مَفَادُهَا أن الدول الإسلامية خلال الحقبة الزمنية الأخيرة لم تُسجل أي اعتداء على العالم الغربي، بل العكس ما كان يحدث دائمًا، باستثناء واقعة الغزو التركي لقبرص عام 1974، محملًا الحضارة الغربية مسؤولية تدهور العلاقات بينها وبين العالم الإسلامي.
ويلفت إلى أن الإرهاب العالمي إنما هو بسبب الغطرسة الأمريكية التي خاضت حروبًا كثيرة، وخلفت وراءها العديد من الضحايا، سواء في فيتنام أو أفغانستان أو العراق، كما يعرض صورًا لرحلاته في عدد من البلاد التي شهدت غزوات استعمارية غربية، لافتًا إلى أن الجمهور الأوروبي لا يسمع الحقيقة كاملة، مبينًا أن العراق يحدث فيه يوميًّا كثير من الهجمات التي تشنها قوات التحالف أو المقاومة العراقية، لكن ما يصل إليهم هو أخبار العمليات الإرهابية التي لا تُمثل إلا أحد أجزاء المشهد الدموي الكبير هناك.