«الطريق إلى الإخوان».. كتاب يُمجد الجماعة ويختزل الإسلام فيها فقط
السبت 14/يوليو/2018 - 04:27 م
طباعة
هناء قنديل
تكتظ أدبيات ومؤلفات جماعة الإخوان، بالكثير والكثير من الكلام المُرسل المجاني، عن الخلافة ودورها في إقامة دولة إسلامية! لكن النظرة المتعمقة فيما تنتجه قريحة مُنَظّري هذه الجماعة الإرهابية، تكشف بوضوح أنهم يتخذون من هذه الفكرة مَطِيَّةً لشرعنة العنف ضد الأبرياء، والسيطرة على الدول.
يجهل الإخوان أو يتجاهلون أنه لا توجد نصوص شرعية، تشير إلى أن الخلافة هي الصورة الوحيدة المعبرة عن أنظمة الحكم الإسلامية، كما أن تجربة الخلافة لم تكن ناجحةً إلا في مراحل زمنية نادرة ارتبطت فيها بشخص الحاكم لا بالخلافة كنظام؛ ما يعد دليلًا على أن العبرة بأسلوب الحكم وسياسة الحاكم، وليس للخلافة دور في هذا الإطار.
الطريق إلى جماعة الإخوان
العنوان السابق يشير إلى كتاب، أصدره إخواني يمني الجنسية، يُدعى حسين بن محسن علي، ويكرس من خلاله لفكرة شرعنة العنف ضد المجتمع؛ في سبيل إقرار الخلافة باعتبار جماعة الإخوان هي المختارة لتحمل مسؤولية إرساء دعائم هذه الخلافة، كممثل للمسلمين.
ويخلص الكتاب- الذي يحمل في طياته مبادئ الجماعة، التي لا تحيد عنها مطلقًا، ويلتزم بها جميع من ينتمون إليها- إلى فكرة مفادها أن العنف هو الوسيلة الوحيدة المعتمدة لدى الجماعة للتغيير، تمارسها وقت الحاجة إليها.
إنشاء الجماعة
مؤلف الكتاب حسين بن محسن، يشير في كتابه «الطريق إلى الإخوان»، إلى أنه يتعين إقامة جماعة للمسلمين عامة، ويصرح بوضوح كبير بأن «الإخوان»، هي الممثل لجموع مسلمي العالم، الذين يجب أن ينضووا تحت رايتها؛ من أجل استعادة الخلافة، وكأنه لا يمكن أن ينهض المسلمون إلا باستعادة الخلافة، ولا يمكن استعادة الأخيرة إلا تحت مظلة جماعة الإخوان، وهي رسائل مباشرة يسعى الكاتب لتوجيهها إلى الشباب؛ حتى يضمن سيطرة تامة على العقول!
التقية
وفي الطريق إلى الإخوان ينقل الكاتب اليمني (المجهول أدبيًّا)، خطواته عبر صفحات الكتاب ليصل إلى هدفه المعلن، وهو أن كل الطرق تؤدي للإخوان، فإن لم تكن قوة ويتوافر فيها مناخ استخدام العنف، تكون التقية مؤقتًا لحين التمكين، ومن ثم الإقصاء والعنف إزاء كل من يخالفهم.
ويؤكد مؤلف الكتاب هذا المعنى، بقوله: «أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر فواجب على غيرهم من أهل الملل اتباعهم، وإلا فليواجهوا بالسيف، وإن كان ذلك بحاجة إلى وقت مناسب لتنفيذه؛ إذ لا حتمية له الآن».
ويضيف: «ممانعة جميع الدول الإسلامية في تحكيم شرع الله، ورفع راية الجهاد؛ لأنها تأمر بالمنكر، وتنهى عن المعروف، وتقمع من يطلب عكس ما تريد، وإن الذين يسعون في ركابها بحسب ما تريد رغبة في التعايش السلمي معها مخطؤون، وعليهم أن يتوبوا ويقلعوا عن الذي هم فيه، ويستغفروا الله»، وهو ما يوضح أن إلقاء الاتهامات دون دليل، أحد عناصر المنهج الإخواني لصناعة الأعداء.
ويسعى المؤلف إلى دغدغة مشاعر أتباع الجماعة، بالتأكيد على أن هدف الإخوان هو استعادة «أمجاد المسلمين» و«رفع راية الإسلام في جميع أنحاء الكرة الأرضية»، مستخدمًا مصطلحات مفادها أن حدود الجماعة عالمية، ولابد أن تعلو رايتها جميع أرجاء المعمورة، انطلاقًا من دار الإسلام، إلى دار الحرب والكفر، بحسب وصفه، وهو اختصار واختزال لكل ما هو إسلامي في جماعة واحدة فقط، الإخوان.
ويشير المؤلف إلى أن كل أرض تحت راية الجماعة، هي بالضرورة دار عدل، وإسلام، والعكس صحيح فكل ما ليس تحت سلطانها دار كفر، يتعين الاستيلاء عليها، حتى يصبح الجميع دولةً واحدةً، تحت راية جماعة الإخوان.
ويوضح الهدف الرئيسي بقوله: «أن تعبد البشرية ربًّا واحدًا، وتتزعم مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتزيل الفتنة من الأرض، وتفتح الجماعة روما عاصمة إيطاليا».
ومن النقاط الغريبة في هذا الكتاب، هي جرأة الكاتب على قصر الجماعات الإسلامية في الإخوان، وبمعنى أوضح نفي صفة الإسلامية عن أي جماعة أخرى بخلاف تلك التي ينتمي إليها، قائلًا: «تعدد الجماعات في الأمة باطل يجب أن يزول، والواجب أن تصب جهود الأمة كلها في قالب واحد وفي اتجاه واحد، وهو الإخوان».
ويأتي هذا دون أن يشرح الكاتب لماذا تمتلك الإخوان الحقيقة وحدها؟ ولماذا لا تندمج هي في غيرها من الجماعات؟ ولماذا على الجميع الانصياع لها وحدها ولا يجوز لغيرها أن يطالبها بالطلب ذاته؟
وفي نهاية الكتاب يعود الكاتب لتأكيد أن الجماعة هي المخلص الوحيد للإسلام من كبوته، وأنه دون الانضمام لها، لن يكون هناك نهضة إسلامية على المدى القريب أو البعيد.
يجهل الإخوان أو يتجاهلون أنه لا توجد نصوص شرعية، تشير إلى أن الخلافة هي الصورة الوحيدة المعبرة عن أنظمة الحكم الإسلامية، كما أن تجربة الخلافة لم تكن ناجحةً إلا في مراحل زمنية نادرة ارتبطت فيها بشخص الحاكم لا بالخلافة كنظام؛ ما يعد دليلًا على أن العبرة بأسلوب الحكم وسياسة الحاكم، وليس للخلافة دور في هذا الإطار.
الطريق إلى جماعة الإخوان
العنوان السابق يشير إلى كتاب، أصدره إخواني يمني الجنسية، يُدعى حسين بن محسن علي، ويكرس من خلاله لفكرة شرعنة العنف ضد المجتمع؛ في سبيل إقرار الخلافة باعتبار جماعة الإخوان هي المختارة لتحمل مسؤولية إرساء دعائم هذه الخلافة، كممثل للمسلمين.
ويخلص الكتاب- الذي يحمل في طياته مبادئ الجماعة، التي لا تحيد عنها مطلقًا، ويلتزم بها جميع من ينتمون إليها- إلى فكرة مفادها أن العنف هو الوسيلة الوحيدة المعتمدة لدى الجماعة للتغيير، تمارسها وقت الحاجة إليها.
إنشاء الجماعة
مؤلف الكتاب حسين بن محسن، يشير في كتابه «الطريق إلى الإخوان»، إلى أنه يتعين إقامة جماعة للمسلمين عامة، ويصرح بوضوح كبير بأن «الإخوان»، هي الممثل لجموع مسلمي العالم، الذين يجب أن ينضووا تحت رايتها؛ من أجل استعادة الخلافة، وكأنه لا يمكن أن ينهض المسلمون إلا باستعادة الخلافة، ولا يمكن استعادة الأخيرة إلا تحت مظلة جماعة الإخوان، وهي رسائل مباشرة يسعى الكاتب لتوجيهها إلى الشباب؛ حتى يضمن سيطرة تامة على العقول!
التقية
وفي الطريق إلى الإخوان ينقل الكاتب اليمني (المجهول أدبيًّا)، خطواته عبر صفحات الكتاب ليصل إلى هدفه المعلن، وهو أن كل الطرق تؤدي للإخوان، فإن لم تكن قوة ويتوافر فيها مناخ استخدام العنف، تكون التقية مؤقتًا لحين التمكين، ومن ثم الإقصاء والعنف إزاء كل من يخالفهم.
ويؤكد مؤلف الكتاب هذا المعنى، بقوله: «أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر فواجب على غيرهم من أهل الملل اتباعهم، وإلا فليواجهوا بالسيف، وإن كان ذلك بحاجة إلى وقت مناسب لتنفيذه؛ إذ لا حتمية له الآن».
ويضيف: «ممانعة جميع الدول الإسلامية في تحكيم شرع الله، ورفع راية الجهاد؛ لأنها تأمر بالمنكر، وتنهى عن المعروف، وتقمع من يطلب عكس ما تريد، وإن الذين يسعون في ركابها بحسب ما تريد رغبة في التعايش السلمي معها مخطؤون، وعليهم أن يتوبوا ويقلعوا عن الذي هم فيه، ويستغفروا الله»، وهو ما يوضح أن إلقاء الاتهامات دون دليل، أحد عناصر المنهج الإخواني لصناعة الأعداء.
ويسعى المؤلف إلى دغدغة مشاعر أتباع الجماعة، بالتأكيد على أن هدف الإخوان هو استعادة «أمجاد المسلمين» و«رفع راية الإسلام في جميع أنحاء الكرة الأرضية»، مستخدمًا مصطلحات مفادها أن حدود الجماعة عالمية، ولابد أن تعلو رايتها جميع أرجاء المعمورة، انطلاقًا من دار الإسلام، إلى دار الحرب والكفر، بحسب وصفه، وهو اختصار واختزال لكل ما هو إسلامي في جماعة واحدة فقط، الإخوان.
ويشير المؤلف إلى أن كل أرض تحت راية الجماعة، هي بالضرورة دار عدل، وإسلام، والعكس صحيح فكل ما ليس تحت سلطانها دار كفر، يتعين الاستيلاء عليها، حتى يصبح الجميع دولةً واحدةً، تحت راية جماعة الإخوان.
ويوضح الهدف الرئيسي بقوله: «أن تعبد البشرية ربًّا واحدًا، وتتزعم مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتزيل الفتنة من الأرض، وتفتح الجماعة روما عاصمة إيطاليا».
ومن النقاط الغريبة في هذا الكتاب، هي جرأة الكاتب على قصر الجماعات الإسلامية في الإخوان، وبمعنى أوضح نفي صفة الإسلامية عن أي جماعة أخرى بخلاف تلك التي ينتمي إليها، قائلًا: «تعدد الجماعات في الأمة باطل يجب أن يزول، والواجب أن تصب جهود الأمة كلها في قالب واحد وفي اتجاه واحد، وهو الإخوان».
ويأتي هذا دون أن يشرح الكاتب لماذا تمتلك الإخوان الحقيقة وحدها؟ ولماذا لا تندمج هي في غيرها من الجماعات؟ ولماذا على الجميع الانصياع لها وحدها ولا يجوز لغيرها أن يطالبها بالطلب ذاته؟
وفي نهاية الكتاب يعود الكاتب لتأكيد أن الجماعة هي المخلص الوحيد للإسلام من كبوته، وأنه دون الانضمام لها، لن يكون هناك نهضة إسلامية على المدى القريب أو البعيد.