«نتاج الأفكار العوالي».. كتاب ينسف فتنة «سفر الحوالي»
السبت 11/أغسطس/2018 - 03:21 م
طباعة
عبدالهادي ربيع
لا يكاد المجتمع العربي المسلم يخرج من فتنة أحدثتها جماعات الإسلام الحركي، وجماعة الإخوان على وجه التحديد، حتى يدخل في أخرى، وفي الفترة الأخيرة اشتعل الصراع بين أتباع التيارات الإسلاموية المختلفة نتيجة للأزمة التي أحدثها الداعية السعودي سفر الحوالي، من خلال كتابه: «المسلمون والحضارة الغربية»، الذي اتهم فيه المملكة العربية السعودية بـ«موالاة الكفار»، وأثنى على تنظيمي القاعدة، وداعش، وجماعة بوكو حرام الإرهابية، مشرعنًا تعاون الإرهابيين مع إيران، وداعيًا في ختام كتابه إلى الحوار مع الدواعش في مكة المكرمة.
حاول العديد من الباحثين الرد على افتراءات «الحوالي»، وكان أشهرهم الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، والمتخصص في دراسة أيديولوجيا جماعة الإخوان «نايف العساكر»، الذي نشر كتابًا تحت عنوان: «نتاج الأفكار العوالي في كشف ما لفقه وافتراه الحوالي»، حيث فند فيه الأفكار التي أوردها «الحوالي»، في كتابه: «المسلمون والحضارة الغربية».
يقول «عساكر» في مقدمة بحثه، إن كتاب «الحوالي»، جمع رأسي الشر «الجهل والهوى»، موردًا 39 ردًا مفصلًا على أفكار صاحب كتاب: «المسلمون والحضارة الغربية»، وقسمها إلى 3 أقسام بين الفكرية، والتاريخية، والاقتصادية، وأبرزها ما يلي:
الحكم على الدولة بموالاة الكفار
يذكر «عساكر»، أن «الحوالي» أورد العديد من الافتراءات في كتابه، منها ما جاء في الصفحة 870، التي يقول فيها: «فموالة الكفار تجلب المنكرات، والمنكرات تجلب العقوبات، والتوبة تمحو ذلك كله؛ خذ مثلًا شروع وزارة التعليم في محاربة الفكر الديني كيف ابتلاها الله بأمراض لم تكن موجودة من قبل؟ إذ كل من حارب الله مغلوب خاسر»، كما قال في الصفحة 598: «ثم إنهم أخيرًا يحفظون (نسر) في المتحف الوطني بالرياض، أي أن هيئة السياحة والآثار تسير على نفس خطط قوم نوح».
ويرد «عساكر»، على هذه الافتراءات، قائلًا: «إن الحوالي يُصِرُّ على توسيع مفهوم الموالاة دون قيود شرعية ليشمل كل التحركات السياسية والاقتصادية للدولة السعودية، كما أن ما يذكره في كتابه يسقط به الكفر على الشعب السعودي على أنه يعبد الأصنام»، نافيًا مزاعم «الحوالي» حول وجود «نسر» في المتحف الوطني بالرياض، وأن ما ذكره حول محاربة وزارة التعليم للفكر الديني كذب وافتراء، وما يقصده بمحاربة الفكر الديني، هو مجابهة الأفكار المتشددة التي تحاربها السعودية التي تدعو إلى تعميم مناهج الاعتدال في المدارس السعودية الإلزامية بداية من مرحلة الروضة وحتى التخرج في الجامعة.
الحوالي يكفر العالم الإسلامي ويخترع شركًا جديدًا
كما أورد «عساكر»، على قول «الحوالي» بـ«شرك الدولة» الذي ذكره في الصفحة 797: «الشـرك الجديـد.. مـن أعظـم الذنـوب المنافية للتوحيد اتخـاذ أنـداد مـع الله أو من دونه، والشرك به مع نصب أصنام جديـدة لا يعلمهـا كثـر مـن النـاس، ومـن الإيمان ببعـض الديـن مـع الكفـر ببعـض، أن نـرى في الشـارع الواحـد مسـجدًا للصـلاة وبنـكًا للربـا، وهـذا شـرك جديـد لا يعلـم عنـه كثـر مـن أهـل الديـن حـتى بعـض المصليـن»، ورد على هذه المزاعم بقوله: «إن هذا يدل على هذيان، وافتراء على الله ورسوله»، مؤكدًا أن الحديث عـن شـرك جديـد يعنـي أن (الحوالي) نصـب نفسـه مشـرعًا مستحدثًا في الدين، على طريقة الجماعات الإرهابية التكفيرية من استحداث تشريعات جديـدة ثـم البدء بالتكفير ثم تنفيذ أعمالهـا الإرهابية، موضحًا أن هذه القاعدة الجديدة تشمل جميع الدول الإسلامية، في الكفر الجديد.
الحوالي يرفض مبايعة ابن سلمان
رفض «الحوالي»، الاعتراف بنظام الحكم السعودي، مدعيًا أنه يتنافى مع تعاليم الإسلام، وأن ولاية العهد أو انتخاب أكثر الناس لا تلزم الأمة بل تعتبر مجرد توصية، كما أنكر إجازة الاعتماد على ولاية العهد في الانتقال السلمي للسلطة، مشبهًا ذلك بحكومات الفرس والروم قبل الإسلام.
ورد «عساكر» على «الحوالي» في هذه الجزئية، مؤكدًا أن طريقـة انتقال الحكـم جزءٌ مـن السياسـة الشـرعية التـي يتخـذ فيهـا الحاكـم ما يراه الأصلح للدولة، مستدلًا باختلاف طرق انتقال الحكم في عهد الخلفاء الراشدين، خاصة حين استخلف أبوبكر عمر بن الخطاب، وكان ذلك ملزمًا لجميع الصحابة، وكذلك حين حدد «عمر» خليفته في ستة يختارون أحدهم وكان ذلك ملزمًا للجميع.
وأشار «عساكر»، إلى أن المملكة العربية السعودية تعتمد على طريقة شرعية لانتقال الحكم، من خلال نظام البيعة، الـذي يتفـق مـع الشـريعة الإسـلامية، مبينًا أن «الحوالي» يريد بدعواه هذه شق الصف واستهداف المصلحة العليا للدولة في الاستقرار وأن دعواه تدخل في إطار قول النبي (صلى الله عليه وسلم): «مـن أتاكـم وأمركـم جميـع علـى رجـل واحـد يريـد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه»، إضافة إلى أن قول الحوالي، فيه طعن في أبي بكر الصديق، الذي استخلف عمر بن الخطاب، وفيه طعن أيضًا في معاوية بن أبي سفيان، الذي استخلف ابنه يزيد، مشيرًا إلى أن ما فعله الحوالي كان متابعـة لمنهـج الإخـوان الـذي لا يلتزم بأي بيعـة لحاكـم أو نظام لا يرضاه خاصة أن الحوالي يستلهم من كتابات سـيد قطـب.
الحوالي يدعم إرهابيي القاعدة وداعش
يدافع «الحوالي»، حين يهاجم الولايات المتحدة الأمريكية عن الإرهابيين المنتمين لتنظيمي القاعدة وداعش، فيقول في الصفحة 114 من كتابه: «أمريكا تحصر الإرهـاب في المسـلمين لا سـيما أسـامة بن لادن، وأبو مصعب الزرقاوي، وأنور العولقي، أبـوبكـر البغـدادي، وعبـدالله المحيسني، وعمـر عبـدالرحمـن، وخالـد مشـعل، وإسماعيل هنيـة، وموسى أبـو مـرزوق، ورمضـان شـلح، وكل المجاهدين حتى من كان منهم في الشيشان»، ويضيف في الصفحة 584: «ورأى الغـرب أنه يتعين عليـه اسـتخدام الحكومات والمثقفين بثقافته في العالـم الإسلامي لمحاربة أعـداء الغـرب القاعـدة، داعـش، طالبـان، بوكـو حـرام، حمـاس، علـى أن أصعـب مـا يواجـه الغربيـين هـو الانتفاضـة الفلسـطينية».
وهـذا اعتـراف صريـح مـن «الحوالي» بدعم الإرهابيين والتنظيمات الإرهابية، كما نلاحظ أنه وضـع بعـض أسـماء قـادة «حمـاس» و«الجهـاد» الفلسـطينيتين مـع رمـوز القاعدة، وداعش، الذين يجمعهم فكـر جماعـة الإخـوان.
تحريم الابتعاث إلى الدول الأوروبية
كما حرم «الحوالي»، الابتعاث العلمي إلى الدول الأوروبية، ووصفه بـ«المنكر»، مستخدمًا ألفاظًا لا أخلاقية في هذا الشأن مثل الـ«دياثة»، فيقول في الصفحة 1940: «أما الزج بالمراهقين إلى بلاد الكفر والدياثة باسـم الابتعاث فليس صحيحًا، وهذا إجبار على فعل المنكر».
ويسير «الحوالي»، على نفس طريق سيد قطب، في إنكار الوطن، وعدم الاعتراف به مطلقًا، ويطلق عليه لفظة «الحظائر»، فيقول في الصفحة 329: «والمسلمون لا يؤمنون بالمسـخ المسمى جامعـة الـدول العربيـة، ولا بمـا هـو أضيـق كمجلـس التعـاون الخليجـي، أو مجلـس التعـاون العـربي، أو مجلـس التعـاون المغـاربي، ولا بمـا هـو أضيق كالحظائـر التـي رسـمها سـايكس بيكو، اعتباطيًا وسـموها أوطانـًا».
فتنة الحج
يصطنع «الحوالي» فتنة جديدة حول الحج، وإنفاق المملكة العربية السعودية على الحجيج؛ فبالرغم من أن المملكة تنفق بسـخاء المليـارات مـن ميزانيتها العامـة سـنويًا لتطويـر مشـاريع إعمار الحرمين، والمشاعر المقدسة في مكة والمدينة؛ حيـث أنفقت نصف تريليون ريال خلال السنوات الماضية فقـط علـى تلـك المشـاريع الكبرى لتقوم بأكبر توسعة للحرمين علـى الإطلاق، كمـا تحشـد طاقاتهـا كافـة لخدمـة ضيوف الرحمن؛ إلا أن صاحب كتاب: «المسلمون والحضارة الغربية»، يدعي أن المملكة تستغل الحج وحجاج بيت الله ماديًّا، قائلًا في الصفحة 2761: «وإعادة مـا كان عليـه الجاهليـون ودرج عليـه الخلفـاء المسـلمون مـن الرفـادة والسـقاية، وبـدلًا مـن امتصاص دمـاء الحجـاج نفتـح للجهات الحكوميـة وللمحسـنين المجـال لإكرامهـم وإسكانهم، وقد كان الجاهليون يتسابقون لإطعام الحجيج ولباب البر بشهد النحل، ولسقايتهم بماء زمزم مخلوطًا بالزبيب، ثم أصبح الناس اليوم يأخذون من الحاج رسم التأشيرة وقيمة السكن والطعام والشراب».
حاول العديد من الباحثين الرد على افتراءات «الحوالي»، وكان أشهرهم الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، والمتخصص في دراسة أيديولوجيا جماعة الإخوان «نايف العساكر»، الذي نشر كتابًا تحت عنوان: «نتاج الأفكار العوالي في كشف ما لفقه وافتراه الحوالي»، حيث فند فيه الأفكار التي أوردها «الحوالي»، في كتابه: «المسلمون والحضارة الغربية».
يقول «عساكر» في مقدمة بحثه، إن كتاب «الحوالي»، جمع رأسي الشر «الجهل والهوى»، موردًا 39 ردًا مفصلًا على أفكار صاحب كتاب: «المسلمون والحضارة الغربية»، وقسمها إلى 3 أقسام بين الفكرية، والتاريخية، والاقتصادية، وأبرزها ما يلي:
الحكم على الدولة بموالاة الكفار
يذكر «عساكر»، أن «الحوالي» أورد العديد من الافتراءات في كتابه، منها ما جاء في الصفحة 870، التي يقول فيها: «فموالة الكفار تجلب المنكرات، والمنكرات تجلب العقوبات، والتوبة تمحو ذلك كله؛ خذ مثلًا شروع وزارة التعليم في محاربة الفكر الديني كيف ابتلاها الله بأمراض لم تكن موجودة من قبل؟ إذ كل من حارب الله مغلوب خاسر»، كما قال في الصفحة 598: «ثم إنهم أخيرًا يحفظون (نسر) في المتحف الوطني بالرياض، أي أن هيئة السياحة والآثار تسير على نفس خطط قوم نوح».
ويرد «عساكر»، على هذه الافتراءات، قائلًا: «إن الحوالي يُصِرُّ على توسيع مفهوم الموالاة دون قيود شرعية ليشمل كل التحركات السياسية والاقتصادية للدولة السعودية، كما أن ما يذكره في كتابه يسقط به الكفر على الشعب السعودي على أنه يعبد الأصنام»، نافيًا مزاعم «الحوالي» حول وجود «نسر» في المتحف الوطني بالرياض، وأن ما ذكره حول محاربة وزارة التعليم للفكر الديني كذب وافتراء، وما يقصده بمحاربة الفكر الديني، هو مجابهة الأفكار المتشددة التي تحاربها السعودية التي تدعو إلى تعميم مناهج الاعتدال في المدارس السعودية الإلزامية بداية من مرحلة الروضة وحتى التخرج في الجامعة.
الحوالي يكفر العالم الإسلامي ويخترع شركًا جديدًا
كما أورد «عساكر»، على قول «الحوالي» بـ«شرك الدولة» الذي ذكره في الصفحة 797: «الشـرك الجديـد.. مـن أعظـم الذنـوب المنافية للتوحيد اتخـاذ أنـداد مـع الله أو من دونه، والشرك به مع نصب أصنام جديـدة لا يعلمهـا كثـر مـن النـاس، ومـن الإيمان ببعـض الديـن مـع الكفـر ببعـض، أن نـرى في الشـارع الواحـد مسـجدًا للصـلاة وبنـكًا للربـا، وهـذا شـرك جديـد لا يعلـم عنـه كثـر مـن أهـل الديـن حـتى بعـض المصليـن»، ورد على هذه المزاعم بقوله: «إن هذا يدل على هذيان، وافتراء على الله ورسوله»، مؤكدًا أن الحديث عـن شـرك جديـد يعنـي أن (الحوالي) نصـب نفسـه مشـرعًا مستحدثًا في الدين، على طريقة الجماعات الإرهابية التكفيرية من استحداث تشريعات جديـدة ثـم البدء بالتكفير ثم تنفيذ أعمالهـا الإرهابية، موضحًا أن هذه القاعدة الجديدة تشمل جميع الدول الإسلامية، في الكفر الجديد.
الحوالي يرفض مبايعة ابن سلمان
رفض «الحوالي»، الاعتراف بنظام الحكم السعودي، مدعيًا أنه يتنافى مع تعاليم الإسلام، وأن ولاية العهد أو انتخاب أكثر الناس لا تلزم الأمة بل تعتبر مجرد توصية، كما أنكر إجازة الاعتماد على ولاية العهد في الانتقال السلمي للسلطة، مشبهًا ذلك بحكومات الفرس والروم قبل الإسلام.
ورد «عساكر» على «الحوالي» في هذه الجزئية، مؤكدًا أن طريقـة انتقال الحكـم جزءٌ مـن السياسـة الشـرعية التـي يتخـذ فيهـا الحاكـم ما يراه الأصلح للدولة، مستدلًا باختلاف طرق انتقال الحكم في عهد الخلفاء الراشدين، خاصة حين استخلف أبوبكر عمر بن الخطاب، وكان ذلك ملزمًا لجميع الصحابة، وكذلك حين حدد «عمر» خليفته في ستة يختارون أحدهم وكان ذلك ملزمًا للجميع.
وأشار «عساكر»، إلى أن المملكة العربية السعودية تعتمد على طريقة شرعية لانتقال الحكم، من خلال نظام البيعة، الـذي يتفـق مـع الشـريعة الإسـلامية، مبينًا أن «الحوالي» يريد بدعواه هذه شق الصف واستهداف المصلحة العليا للدولة في الاستقرار وأن دعواه تدخل في إطار قول النبي (صلى الله عليه وسلم): «مـن أتاكـم وأمركـم جميـع علـى رجـل واحـد يريـد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه»، إضافة إلى أن قول الحوالي، فيه طعن في أبي بكر الصديق، الذي استخلف عمر بن الخطاب، وفيه طعن أيضًا في معاوية بن أبي سفيان، الذي استخلف ابنه يزيد، مشيرًا إلى أن ما فعله الحوالي كان متابعـة لمنهـج الإخـوان الـذي لا يلتزم بأي بيعـة لحاكـم أو نظام لا يرضاه خاصة أن الحوالي يستلهم من كتابات سـيد قطـب.
الحوالي يدعم إرهابيي القاعدة وداعش
يدافع «الحوالي»، حين يهاجم الولايات المتحدة الأمريكية عن الإرهابيين المنتمين لتنظيمي القاعدة وداعش، فيقول في الصفحة 114 من كتابه: «أمريكا تحصر الإرهـاب في المسـلمين لا سـيما أسـامة بن لادن، وأبو مصعب الزرقاوي، وأنور العولقي، أبـوبكـر البغـدادي، وعبـدالله المحيسني، وعمـر عبـدالرحمـن، وخالـد مشـعل، وإسماعيل هنيـة، وموسى أبـو مـرزوق، ورمضـان شـلح، وكل المجاهدين حتى من كان منهم في الشيشان»، ويضيف في الصفحة 584: «ورأى الغـرب أنه يتعين عليـه اسـتخدام الحكومات والمثقفين بثقافته في العالـم الإسلامي لمحاربة أعـداء الغـرب القاعـدة، داعـش، طالبـان، بوكـو حـرام، حمـاس، علـى أن أصعـب مـا يواجـه الغربيـين هـو الانتفاضـة الفلسـطينية».
وهـذا اعتـراف صريـح مـن «الحوالي» بدعم الإرهابيين والتنظيمات الإرهابية، كما نلاحظ أنه وضـع بعـض أسـماء قـادة «حمـاس» و«الجهـاد» الفلسـطينيتين مـع رمـوز القاعدة، وداعش، الذين يجمعهم فكـر جماعـة الإخـوان.
تحريم الابتعاث إلى الدول الأوروبية
كما حرم «الحوالي»، الابتعاث العلمي إلى الدول الأوروبية، ووصفه بـ«المنكر»، مستخدمًا ألفاظًا لا أخلاقية في هذا الشأن مثل الـ«دياثة»، فيقول في الصفحة 1940: «أما الزج بالمراهقين إلى بلاد الكفر والدياثة باسـم الابتعاث فليس صحيحًا، وهذا إجبار على فعل المنكر».
ويسير «الحوالي»، على نفس طريق سيد قطب، في إنكار الوطن، وعدم الاعتراف به مطلقًا، ويطلق عليه لفظة «الحظائر»، فيقول في الصفحة 329: «والمسلمون لا يؤمنون بالمسـخ المسمى جامعـة الـدول العربيـة، ولا بمـا هـو أضيـق كمجلـس التعـاون الخليجـي، أو مجلـس التعـاون العـربي، أو مجلـس التعـاون المغـاربي، ولا بمـا هـو أضيق كالحظائـر التـي رسـمها سـايكس بيكو، اعتباطيًا وسـموها أوطانـًا».
فتنة الحج
يصطنع «الحوالي» فتنة جديدة حول الحج، وإنفاق المملكة العربية السعودية على الحجيج؛ فبالرغم من أن المملكة تنفق بسـخاء المليـارات مـن ميزانيتها العامـة سـنويًا لتطويـر مشـاريع إعمار الحرمين، والمشاعر المقدسة في مكة والمدينة؛ حيـث أنفقت نصف تريليون ريال خلال السنوات الماضية فقـط علـى تلـك المشـاريع الكبرى لتقوم بأكبر توسعة للحرمين علـى الإطلاق، كمـا تحشـد طاقاتهـا كافـة لخدمـة ضيوف الرحمن؛ إلا أن صاحب كتاب: «المسلمون والحضارة الغربية»، يدعي أن المملكة تستغل الحج وحجاج بيت الله ماديًّا، قائلًا في الصفحة 2761: «وإعادة مـا كان عليـه الجاهليـون ودرج عليـه الخلفـاء المسـلمون مـن الرفـادة والسـقاية، وبـدلًا مـن امتصاص دمـاء الحجـاج نفتـح للجهات الحكوميـة وللمحسـنين المجـال لإكرامهـم وإسكانهم، وقد كان الجاهليون يتسابقون لإطعام الحجيج ولباب البر بشهد النحل، ولسقايتهم بماء زمزم مخلوطًا بالزبيب، ثم أصبح الناس اليوم يأخذون من الحاج رسم التأشيرة وقيمة السكن والطعام والشراب».