داعية سلفي: «المظاهرات بوظت المنتقبات» (فيديو)
الخميس 16/أغسطس/2018 - 07:45 م
طباعة
هناء قنديل
حذر الداعية السلفي، محمد الغليظ، من تغيرات خطيرة في المجتمع السلفي، كشفها ما طرأ من تحولات على عقلية الفتيات المنتقبات، حيث قال في مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة: إن «المظاهرات بوظت المنتقبات».
وأشار الداعية السلفي إلى أنه متخوف من تجاوز المجتمع السلفي -خاصة فتياته- للأفكار التقليدية المتشددة، حيث يقول: «مش عارف ليه المنقبات مابقوش زي زمان، نفسي أعمل كتاب أو أفتح قناة أو أعمل درس بعنوان (تبرجت ونسيت أني منتقبة)».
وأضاف: «النقاب بقى شكله عجيب شوية، بقى ملون شويتين، وضيق بعض الشيء، ومجسم على الجسم إلى حدٍّ ما، والعين مكشوفة والحواجب معمولة، والجوارب أصبحت منسية مش موجودة، وعمالين ننزل على فيس بوك قلوب ودبابيس وأطواق على الرأس وشنط ظهر مقسمة الجسم، وواقفة مع الأولاد في الشارع، واحنا شلّة ومؤدبين وبحدود واحترام وبأدب».
وتابع: «الكلام ده جديد شويتين، وأنا مابقولش اقلعي النقاب، لكن فين الستر فين الخوف من ربنا، فين الرجاء من الله أنه يقبلك، هتروحي فين من ذنوبك، فين الصوت والخنوع اللي هنعرف به الأخوات المتدينة الجميلة، فين الحياء».
تحولات سلفية
الفيديو المشار إليه يكشف بوضوح عن بدء سلسلة من التحولات داخل المجتمع السلفي، انتشرت إلى حدّ أنها بدأت تثير مخاوف شيوخ السلفيين؛ لأنها طرأت على المرأة، التي تعد عماد الأسرة المربية للفتيات والأولاد على أسس الفكر السلفي المتشدد.
ويبدو أن الشيخ الغليظ يستهدف من الفيديو، أن يطلق صيحة تمنع الحراك الحاصل بين نساء السلفية، على أمل أن يستمر الجمود الذي عاشوا عليه سنوات طويلة، من خلال التفسيرات الخاطئة والذكورية للنصوص الدينية المتعلقة بالمرأة.
وينظر السلفيون إلى المرأة باعتبارها ملكية خاصة، تخضع لسلطان الرجل، دون أن يكون لها إرادة الاختيار بين البدائل الحياتية المتاحة، متعللين بأن هذا الوضع هو الوحيد الذي يحمي المجتمع من مساوئ وأخطار الاختلاط، وأنه يمثل حقيقة مراد السماء من أهل الأرض.
ولعل من أبرز الصعوبات التي تصطدم بها المرأة السلفية الطامحة إلى التغيير، أن رجال هذا التيار الديني المتشدد، يعتبرون المرأة هي الحامي لشخصية الأمة الإسلامية وخصوصيتها وتميزها، معتبرين أن أي طمس لهوية الأمة كما يريدون لها أن تكون، يأتي من باب النساء، الأمر الذي يجعلهم يحاربون بقوة أي محاولة للتغيير، وهو ما أثار خوف «الغليظ»، الذي لاحظ أن التغيير يأتي من الداخل هذه المرة.
أما الأكثر إثارة في هذا الشأن فهو موقف السلفيين من مشاركة المرأة فيما يصفه شيوخ هذا التيار بأنه جهاد، إذ سُمح لها خلال الاضطرابات التي قادها التيار السلفي، بالتعاون مع الإخوان، ضد الدولة المصرية، في السنوات الأخيرة، بالمشاركة، الأمر الذي يمثل مخالفة صريحة لاتفاق علماء السلفية على أن جهاد المرأة، غير جائز إلا في حالة الحرب الشاملة.
وهذا التغيير تحديدًا هو الذي أثار ارتباك «الغليظ»، ودفعه إلى الاعتراف بأن «المشاركة في التظاهرات، بوظت المنتقبات» بحسب وصفه.
ولم يشفع للتغيير الذي حذر منه الداعية السلفي، أن يخدم فكرة مشاركة المرأة في الجهاد ضد أعداء الفكر السلفي، إذ إنه يكيل بمكيالين، فلم يحرم صراحة مشاركة المرأة في هذه الأنشطة، وفي الوقت نفسه انتقد التغيرات التي تطرأ عليها نتيجة هذه المشاركة، في ازدواجية اشتهر بها التيار السلفي وشيوخه على مدار سنوات طويلة جدًّا مضت.
ولا يمكن إنكار أن قضية مشاركة المرأة في العمل العام، تعد واحدة من الأمور بالغة الأهمية لدى التيار السلفي، باعتبارها أحد الحواجز التي تمنع مجتمعهم من الاندماج في عموم مجتمعات الدول، وهو ما يشير إلى أن ظهور هذه القضية على السطح، ومناقشة ما طرأ من تغيرات بشأنها، يمثل نقلة كبرى في الفكر السلفي، تعزز فرص حدوث انهيار للتشدد الذي عاش عليه هذا التيار منذ عقود.
كما أن اعتراف شيخ بحجم «الغليظ» بالتغير الذي طرأ على فتيات السلفية، يعني أن الأمر منتشر ومتوغل حتى نخاع التيار، وأننا لن نلبث إلا قليلًا، حتى تتفجر هذه التغيرات وتخرج إلى السطح لنرى أنفسنا أمام منتقبات سلفيات، لكنهن لسن كمن سبقتهن في التشدد والاحتفاظ بالتقاليد المتزمتة التي اعتاد عليها المجتمع