خلافات «لواء القدس» تفضح صفقات السلاح لـ«داعش»
الجمعة 17/أغسطس/2018 - 09:30 ص
طباعة
ليث الزعبي
اعتقل النظام السوري «سامر رافع» المسؤول عن عمليات ميليشيا «لواء القدس»، لبـيعه شحنات من السلاح لتنظيم داعش خلال معارك محافظة دير الزور(شرق سوريا)، وذلك بحسب معلومات مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.
وجاء الاعتقال إثر اتهامات وجهها قائد الميليشا المهندس محمد السعيد وجّه اتهامات لسامر رافع، وكانت قاعدة حميميم الروسية كرّمت سامر رافع قبيل أشهر «لجهوده بمكافحة الإرهاب».
وقالت قناة "اورينت" السوريّة، إن خلافات بين "السعيد" و"رافع" نشأت بسبب "الصفقة الكبيرة" التي نفّذها رافع مع داعش، فقام السعيد باتهامه علنًا بالتعاون مع داعش لإجباره على الإفصاح عن مكان مئات آلاف الدولارات كانت بحوزته، ليتّم مداهمة بيت رافع والقبض على المبالغ التي كانت بحوزته.
وكشفت وكالة "بلدي نيوز" السوريّة جزءًا من محاضر التحقيقات مع سامر رافع، وجاء بها أن "رافع" باع شحنات من الصواريخ الموجّهة (تستخدم ضد الدبابات) لداعش، بحجّة أن الصواريخ "مستهلكة"، وأضافت أن العمليّة تمّت بمعرفة وإشراف أحد ضبّاط الجيش السوري.
واعتقل "سامر رافع" في بداية الحرب السوريّة بمخيّم النيرب الفلسطيني الذي نشأ به (بمدينة حلب شمال سوريا)، بتهمة "السطو المسلّح وسرقة المنازل"، واعترف "رافع" بذلك على التلفزيون الرسمي السوري، قبيل الإفراج عنه لأسباب "مجهولة".
وتحدّثت شبكات إخباريّة محليّة من مدينة الحفّة (بمحافظة اللاذقية) سابقًا، عن عمليّة "قذرة" قام بها "السيّد" قتل بها 17 من جيش التحرير الفلسطيني بمدينة مصياف (غرب سوريا)، ليتّهم "فصائل الجيش الحر" وقتها بقتلهم، ويتمكّن من يحشد شباب مخيّم النيرب الفلسطيني حوله استعدادًا "لحماية نفسهم"، لتتحول لاحقًا لعمليّات هجوميّة إلى جانب ميليشات إيرانيّة بسوريا.
وتتكوّن ميليشا "لواء القدس" من مجموعة من بعض أبناء مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين بسوريا، أبرزها مخيّم النيرب وحندرات في حلب شمالي سوريا، وشاركت إلى جانب النظام السوري بأغلب المعارك ضد الفصائل المعارضة، بدءًا من معارك حلب وانتهاء يمعارك الغوطة الشرقيّة.
وتتلقى الميليشيا دعمًا إيرانيًّا من "قاسم سليماني" قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، ذلك منذ تأسيسيها في 2013 على يد "محمد سعيد"، وتتبع سياسيًّا لأحمد جبريل قائد "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وتتألف من مجموعة من الكتائب ككتيبة "القمصان السود".
وبدأ الارتباط مع الحرس الثوري الإيراني، بعدما تعرّف "السعيد" على ضباط إيرانيين بقاعدتهم العسكريّة في مطار النيرب العسكري، بعدما عرض "خدماته" لحفر خنادق تأمّن الحرس الثوري الإيراني داخل المطار.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "جرائم حرب وانتهاكات" نفذتها الميليشيا في مدينة حلب تحديدًا، أبرزها عمليّات خطف وقتل جعلت مؤسس الميليشيا "أمير حرب من أثرياء حلب"، وكذلك اتخذت الميليشيا المدنيين دروعًا بشريّة في حي جمعية الزهراء وقرية سيفات بحلب، وتحدّثت مصادر أخرى عن "عمليات اغتصاب" نفذتها عناصر الميليشيا.
وقتل خلال الحرب السورية أكثر من 200 وجرح 400 مقاتل من الميليشيا، وتلقت الميليشيا ضربة موجعه في معارك حلب 2016، حين قتل القائد الميداني محمد محمود رافع الملقّب "بالعرّاب"، ووثق موقع "سوريّتي" وقتها بالاسم ما يزيد على 40 قتيلًا للميليشيا.