«الإسلام والمسلمون في الصين».. عن وطنية الإيمان وحضارة التاريخ
الإثنين 27/أغسطس/2018 - 04:00 م
طباعة
هناء قنديل
دولة تتصدر بسكانها قائمة الأكثر تعدادًا في العالم؛ حيث يُمثل مواطنوها ثلث البشر تقريبًا على الكرة الأرضية بـ1.3 مليار نسمة، وهذا العدد المهول يحتل مساحة 15% من اليابسة على سطح الأرض، بمساحة إجمالية 9.6 مليون كيلومتر مربع، إنها إمبراطورية الصين، التي يتنوع المجتمع فيها إلى نحو 56 قومية مختلفة، استطاعت جميعها أن تعيش معظم حياتها في سلام مع الآخر.
سمات إنسانية صنعت من الصين تنينًا عملاقًا، ووضعتها في صدارة دول العالم، بجميع المجالات، خاصة منذ مطلع القرن الـ21، وهذا كله يلقي الضوء على سؤال مهم حول دور الإسلام في حياة هذا التنين الآسيوي الخرافي.
ويجيب عن التساؤل السابق، كتاب للدكتور محمود أحمد قمر، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الزقازيق، يحمل عنوان: «الإسلام والمسلمون في الصين.. التاريخ والحضارة»؛ حيث يشرح باستفاضة دور الدين الحنيف في حياة شعب الصين.
الكتاب المهم يُلقي الضوء على علاقة الإسلام بالقوميات الصينية، في ضوء ما حققته الصين من استفادة واضحة بالعلوم عربية الأصل، مثل: الرياضيات، والفلك، والطب.
فيتناول الكاتب في البداية حالة التطور الإثني التي عاشها المسلمون الصينيون مع المجتمع، حتى صار للإسلام في الصين على وجه الخصوص هوية محددة، تعتمد على علاقة ناعمة بعيدة عن العنف مع جميع القوميات الأخرى داخل المجتمع، وسط حالة من الاحترام المتبادل، وانشغال كل فريق بنفسه، وبالأهداف العليا للوطن، الذي يعلو لدى الجميع على النعرات الطائفية كافة.
ويُشير الكتاب إلى أن بداية تعرف الصينيين على الإسلام كانت على يدي الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، خلال حكم الخليفة الراشد عثمان بن عفان، عام 651 ميلادية، في بعثة تجارية، معتمدة على ما جمع العرب وأهل الصين من علاقات تجارية ممتدة منذ ما قبل الإسلام.
للمزيد.. عبدالله ما تشانج تشينج.. لسان الصين العربي وإمام وسطية مسلميها
وشهدت الأراضي الصينية، انتشارًا سريعًا للإسلام، حتى إنه لم يمضِ زمن طويل على بعثة الصحابي سعد بن أبي وقاص إلى الصين، حتى أمر إمبراطورها المدعو «تانج»، ببناء مسجد في البلاد، أطلق عليه اسم «هوايشنج».
وتصل نسبة السكان المسلمين من أبناء الصين حاليًّا إلى نحو 2% من عدد السكان، إلا أنهم يُمثلون قومية معترفًا بها، ولها مكانتها في المجتمع، ضمن القوميات الـ56 الأخرى، وأهمها البوذية، والمسيحية.
أزمة القرن الـعشرين
وبحلول نهايات القرن الـتاسع عشر، ومطلع القرن الـعشرين عاش مسلمو الصين أزمة كبيرة؛ بسبب إصرار الحكومة هناك في ذلك الوقت على وقف انتشار الإسلام، وبحسب الكتاب، فإن الصراع الذي تفجر إثر ذلك؛ أدى إلى انخفاض أعداد المسلمين، إلا أن الأمور تحسنت بعدها، منذ اعتنقت الدولة التي تعتبر الشيوعية مذهبها الأساس، فكرة حرية الدين؛ حيث سمحت من جديد بإعادة بناء المساجد، وممارسة فرائض الإسلام دون تصدٍّ، أو منع.
وطبقًا لما ورد بكتاب الدكتور محمود قمر، فإن مسلمي الصين كانوا دائمًا في طليعة المدافعين عن الوطن، وتحسب لهم الشجاعة النادرة التي يبدونها دائمًا، وقت تعرض البلاد لأي ظروف طارئة، وهو أمر اعترفت به حكومة الصين غير مرة.
وتنتشر المنظمات الإسلامية في الصين، ومنها جمعية «التقدم الإسلامي»، التي أنشأت عددًا من المدارس؛ لتعليم مبادئ الإسلام للصينيين، والنهوض بالدين الإسلامي، ومساندة الأعمال الخيرية، كما يتشارك الصينيون المسلمون، مع غير المسلمين في النشاط التجاري، عبر الرحلات البحرية الطويلة.
ومن أجواء الكتاب: «استفادت الصين من التراث العلمي الإسلامي على تنوع مجالاته، فنجد لها حضورًا في كتب الأدب والشعر والجغرافيا والتاريخ والأديان والملل والنحل والفلسفة والرحلات والسياسة وطبقات الأمم».
للمزيد.. سباحة ضد التيار.. الصين تدعم «نظام الملالي» نكاية في أمريكا
سمات إنسانية صنعت من الصين تنينًا عملاقًا، ووضعتها في صدارة دول العالم، بجميع المجالات، خاصة منذ مطلع القرن الـ21، وهذا كله يلقي الضوء على سؤال مهم حول دور الإسلام في حياة هذا التنين الآسيوي الخرافي.
ويجيب عن التساؤل السابق، كتاب للدكتور محمود أحمد قمر، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الزقازيق، يحمل عنوان: «الإسلام والمسلمون في الصين.. التاريخ والحضارة»؛ حيث يشرح باستفاضة دور الدين الحنيف في حياة شعب الصين.
الكتاب المهم يُلقي الضوء على علاقة الإسلام بالقوميات الصينية، في ضوء ما حققته الصين من استفادة واضحة بالعلوم عربية الأصل، مثل: الرياضيات، والفلك، والطب.
فيتناول الكاتب في البداية حالة التطور الإثني التي عاشها المسلمون الصينيون مع المجتمع، حتى صار للإسلام في الصين على وجه الخصوص هوية محددة، تعتمد على علاقة ناعمة بعيدة عن العنف مع جميع القوميات الأخرى داخل المجتمع، وسط حالة من الاحترام المتبادل، وانشغال كل فريق بنفسه، وبالأهداف العليا للوطن، الذي يعلو لدى الجميع على النعرات الطائفية كافة.
ويُشير الكتاب إلى أن بداية تعرف الصينيين على الإسلام كانت على يدي الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، خلال حكم الخليفة الراشد عثمان بن عفان، عام 651 ميلادية، في بعثة تجارية، معتمدة على ما جمع العرب وأهل الصين من علاقات تجارية ممتدة منذ ما قبل الإسلام.
للمزيد.. عبدالله ما تشانج تشينج.. لسان الصين العربي وإمام وسطية مسلميها
وشهدت الأراضي الصينية، انتشارًا سريعًا للإسلام، حتى إنه لم يمضِ زمن طويل على بعثة الصحابي سعد بن أبي وقاص إلى الصين، حتى أمر إمبراطورها المدعو «تانج»، ببناء مسجد في البلاد، أطلق عليه اسم «هوايشنج».
وتصل نسبة السكان المسلمين من أبناء الصين حاليًّا إلى نحو 2% من عدد السكان، إلا أنهم يُمثلون قومية معترفًا بها، ولها مكانتها في المجتمع، ضمن القوميات الـ56 الأخرى، وأهمها البوذية، والمسيحية.
أزمة القرن الـعشرين
وبحلول نهايات القرن الـتاسع عشر، ومطلع القرن الـعشرين عاش مسلمو الصين أزمة كبيرة؛ بسبب إصرار الحكومة هناك في ذلك الوقت على وقف انتشار الإسلام، وبحسب الكتاب، فإن الصراع الذي تفجر إثر ذلك؛ أدى إلى انخفاض أعداد المسلمين، إلا أن الأمور تحسنت بعدها، منذ اعتنقت الدولة التي تعتبر الشيوعية مذهبها الأساس، فكرة حرية الدين؛ حيث سمحت من جديد بإعادة بناء المساجد، وممارسة فرائض الإسلام دون تصدٍّ، أو منع.
وطبقًا لما ورد بكتاب الدكتور محمود قمر، فإن مسلمي الصين كانوا دائمًا في طليعة المدافعين عن الوطن، وتحسب لهم الشجاعة النادرة التي يبدونها دائمًا، وقت تعرض البلاد لأي ظروف طارئة، وهو أمر اعترفت به حكومة الصين غير مرة.
وتنتشر المنظمات الإسلامية في الصين، ومنها جمعية «التقدم الإسلامي»، التي أنشأت عددًا من المدارس؛ لتعليم مبادئ الإسلام للصينيين، والنهوض بالدين الإسلامي، ومساندة الأعمال الخيرية، كما يتشارك الصينيون المسلمون، مع غير المسلمين في النشاط التجاري، عبر الرحلات البحرية الطويلة.
ومن أجواء الكتاب: «استفادت الصين من التراث العلمي الإسلامي على تنوع مجالاته، فنجد لها حضورًا في كتب الأدب والشعر والجغرافيا والتاريخ والأديان والملل والنحل والفلسفة والرحلات والسياسة وطبقات الأمم».
للمزيد.. سباحة ضد التيار.. الصين تدعم «نظام الملالي» نكاية في أمريكا