«الإمبريالية المتغطرسة».. سرّ كتاب قرأه «بن لادن» قبل مقتله
الإثنين 10/سبتمبر/2018 - 03:54 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
استحوذ «أسامة بن لادن» -زعيم تنظيم القاعدة السابق لسنوات- على اهتمامات الرأي العام العالمي، حتى بعد مقتله في 2 مايو 2011، لم ينقطع أو يختفِ هذا الاهتمام، فزعيم «القاعدة» تلاحقه أسراره وأهواله التي تتكشف بين الحين والآخر.
ولعل أكثر الأشياء غرابة في حياة «بن لادن»، هو ما وجدته المخابرات الأمريكية في منزله الأخير بباكستان؛ حيث احتوت مكتبته الشخصية على مجموعة كتب مختلفة، ولكن أبرزها كانت مطبوعةً للضابط المسؤول عن وحدة البحث عنه بالمخابرات الأمريكية وهو «مايكل شوير».
فكتاب «شوير»، المعنون بـ«الإمبريالية المتغطرسة.. لماذا يخسر الغرب حربه على الإرهاب»، كان ضمن المقتنيات التي عُثر عليها في منزل الزعيم الإرهابي، وهو الأمر الذي برره الضابط السابق بالمخابرات، قائلًا: إن «بن لادن كان يعي من يفهمه عن كثب، وهذا أنا الذي استوعبه».
فالكتاب الذي يحمل عنوان «IMPERIAL HUBRIS Why the West Is Losing the War on Terror»، يقدم رؤيةً نقديةً للسياسات الأمريكية تجاه ملفات الإرهاب والتطرف الراديكالي، متطرقًا إلى المفاهيم الإسلاموية التي جعلت من شخصية «بن لادن» ملهمًا للتطرف.
حيث تحدث الكتاب عن الاستراتيجية الأمنية والسياسية لإمبراطورية الولايات المتحدة، متهمًا إياها بالغطرسة والميول الاستعمارية التي ستقودها حتمًا نحو الهزيمة، فبينما يتجه الغرب لاستكمال الإدارة الدولية بعد حرب أفغانستان والعراق، تمنح الجماعات الراديكالية لعناصرها شرعيةً أكبر؛ لمحاربة أولئك الذين يعتبرونهم أعداء.
معاداة المسلمين
فيما يتهم «شوير» قادة الولايات المتحدة بأنهم غافلون عن هذه الحقيقة، وعن التهديد الشديد الذي تواجهه البلاد؛ جراء تلك السياسات التي تزيد العداء والراديكالية؛ لذا عليهم تجنب الفخر الزائف والإفراط في الجهل والجبن.
كما ينصح الضابط السابق مسؤولي الغرب جميعًا بالكف عن نشر الكراهية والعداء للمسلمين، وعدم التباهي بقدرتهم الخارقة على خلق الديمقراطية في أي مكان يختارونه، متجاهلين التاريخ الحقيقي للإنسانية.
للمزيد.. مسؤول مخابراتي أمريكي: هل كان «بن لادن» قديسًا؟
وأكد «شوير» أن الحرب في أفغانستان كانت ضروريةً، لكنها ضاعت بسبب الغطرسة الأمريكية المعهودة، معترفًا بالفشل في إحلال السلام في أفغانستان بعد عام 1992، إضافة إلى تكرار الحكومة نفس الإخفاقات.
أما بالنسبة للغزو الأمريكي للعراق، فيرى الكاتب أن هذه الحرب كانت اقتصاديةً بامتياز، معترفًا بأنها معركة عدوانية، وليس لها مبرر، بل على العكس كانت موجهةً ضدّ عدوٍّ لم يشكلْ تهديدًا فوريًّا للدولة.
فيما أشار المؤلف -في كتابه المعارض سياسات الدولة التي كان مسؤولًا عن تأمينها- إلى خطورة الاستخفاف بقوة الكراهية الجماعية، وهي تلك الكراهية التي ينشرها الغرب، ولا يأبه بسطوتها.
وهي أيضًا تلك الكراهية والمشاعر البغيضة التي يستغلها القادة الأصوليون؛ لشحذ همم العناصر صاحبة الأيديولوجيات المتعثرة والمتراخية، فسواء نظرنا إلى «بن لادن» على أنه متطرف مختل، أو صاحب قضية كما يزعم البعض، فإن نشر الكراهية يساعد هؤلاء الإرهابيين على تقوية شوكتهم.
اليمين المتطرف
وبرر شوير تلك المنهجية التي يتبناها على أساس قناعاته، بأن المسلمين أو كثيرًا منهم لديهم علاقة حماسية وجليلة مع الله والرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وبينما لم ينكر الكاتب وجود العلاقة نفسها لدى الأديان الأخرى، إلا أنه أشار إلى أن الإيمان المفرط لدى المسلمين واعتقادهم الراسخ بمبدأ «إنِ الحكم إلا لله» يختلف كليًّا عن عقائد الآخرين، فعندما تُهين دينهم وروافدهم الفكرية بدعوى الحرية أو الرجعية فهم يتأثرون كثيرًا.
وأوضح أن بعض عناصر اليمين المتطرف، أو متطرفي الديانات الأخرى، يتعمدون السخرية والتهكم على النبي محمد، قائلًا: «هؤلاء أيضًا يلعبون دورًا جليًّا في منح الشرعية للإرهاب، وإزكاء روح الكراهية مع شعوب لا تهدد الوجود الأمريكي».
وفي وسط صفحات الكتاب الذي يفند من وجهة نظر مخابراتية أسباب خسارة الحرب الغربية على الإرهاب، يشير الكاتب إلى دور المصري «سيف العدل» في قيادة الوحدة العسكرية والتكتيكية للتنظيم؛ حيث إن «سيف» كانت مهمته الأولى هي تأمين البقاء على قيد الحياة لعناصر التنظيم.
للمزيد.. المصريان الأخطر في العالم.. أمريكا تطلبهما وإيران تأويهما
وكانت عقيدته العسكرية ترتكز على 3 بنود رئيسية، وهي تجنب تركيز القوات في منطقة واحدة، ومن ثم منع هزيمة كارثية، إضافة إلى حماية كبار القادة إلى أقصى حد، وتدمير الخصم على كل المستويات المختلفة عسكريًّا، واقتصاديًّا، وسياسيًّا، ومعنويًّا، فالتنظيم كان يعي جيدًا قوة وسطوة القوات الأمريكية، في حين أن الأمريكان استهانوا بالعدو.
هذه الاستهانة تسببت في أحداث الـ11 من سبتمبر، وغيرها من الأحداث الدامية التي كبدت دول الغرب خسائر فادحة على مستوى الأرواح والممتلكات، بحسب الكاتب.
فيما يشير «شوير»، في أحد فصول كتابه إلى مصطلح «الديمقراطية الافتراضية»، وهي التي روجها صناع القرار السياسي بالغرب، بمساعدة الآليات الإعلامية والصحفية التي دعمت الأطروحة والتي تفيد بأن الرئيس الأمريكي الأسبق «جورج بوش» ليس حاكمًا للولايات المتحدة فقط، بل حاكم العالم الحر، وهو الدور الذي جعله يتسبب في منح العالم مزيدًا من الفوضى.
فالغرب يغرق العالم يوميًّا بأخبار ومتابعات تروج النصر في أفغانستان، وتدمير طالبان، والقضاء على قادة القاعدة في الكهوف الأفغانية، وإن الأنظمة الموالية للغرب والديمقراطية هي التي ستحكم العالم، وفقًا للكتاب.
بينما يُحمل أحد فصول الكتاب عنوان «بن لادن.. العدو الذي نريده وليس الشخص الذي نواجهه»، في اتهام واضح وصريح للإدارة الأمريكية بأنها تدير حربًا مع الإرهاب وفق شروطها الخاصة، ولما تريد الحصول عليه، وليس لما تقدمه المعلومات.
ولعل أكثر الأشياء غرابة في حياة «بن لادن»، هو ما وجدته المخابرات الأمريكية في منزله الأخير بباكستان؛ حيث احتوت مكتبته الشخصية على مجموعة كتب مختلفة، ولكن أبرزها كانت مطبوعةً للضابط المسؤول عن وحدة البحث عنه بالمخابرات الأمريكية وهو «مايكل شوير».
فكتاب «شوير»، المعنون بـ«الإمبريالية المتغطرسة.. لماذا يخسر الغرب حربه على الإرهاب»، كان ضمن المقتنيات التي عُثر عليها في منزل الزعيم الإرهابي، وهو الأمر الذي برره الضابط السابق بالمخابرات، قائلًا: إن «بن لادن كان يعي من يفهمه عن كثب، وهذا أنا الذي استوعبه».
فالكتاب الذي يحمل عنوان «IMPERIAL HUBRIS Why the West Is Losing the War on Terror»، يقدم رؤيةً نقديةً للسياسات الأمريكية تجاه ملفات الإرهاب والتطرف الراديكالي، متطرقًا إلى المفاهيم الإسلاموية التي جعلت من شخصية «بن لادن» ملهمًا للتطرف.
حيث تحدث الكتاب عن الاستراتيجية الأمنية والسياسية لإمبراطورية الولايات المتحدة، متهمًا إياها بالغطرسة والميول الاستعمارية التي ستقودها حتمًا نحو الهزيمة، فبينما يتجه الغرب لاستكمال الإدارة الدولية بعد حرب أفغانستان والعراق، تمنح الجماعات الراديكالية لعناصرها شرعيةً أكبر؛ لمحاربة أولئك الذين يعتبرونهم أعداء.
معاداة المسلمين
فيما يتهم «شوير» قادة الولايات المتحدة بأنهم غافلون عن هذه الحقيقة، وعن التهديد الشديد الذي تواجهه البلاد؛ جراء تلك السياسات التي تزيد العداء والراديكالية؛ لذا عليهم تجنب الفخر الزائف والإفراط في الجهل والجبن.
كما ينصح الضابط السابق مسؤولي الغرب جميعًا بالكف عن نشر الكراهية والعداء للمسلمين، وعدم التباهي بقدرتهم الخارقة على خلق الديمقراطية في أي مكان يختارونه، متجاهلين التاريخ الحقيقي للإنسانية.
للمزيد.. مسؤول مخابراتي أمريكي: هل كان «بن لادن» قديسًا؟
وأكد «شوير» أن الحرب في أفغانستان كانت ضروريةً، لكنها ضاعت بسبب الغطرسة الأمريكية المعهودة، معترفًا بالفشل في إحلال السلام في أفغانستان بعد عام 1992، إضافة إلى تكرار الحكومة نفس الإخفاقات.
أما بالنسبة للغزو الأمريكي للعراق، فيرى الكاتب أن هذه الحرب كانت اقتصاديةً بامتياز، معترفًا بأنها معركة عدوانية، وليس لها مبرر، بل على العكس كانت موجهةً ضدّ عدوٍّ لم يشكلْ تهديدًا فوريًّا للدولة.
فيما أشار المؤلف -في كتابه المعارض سياسات الدولة التي كان مسؤولًا عن تأمينها- إلى خطورة الاستخفاف بقوة الكراهية الجماعية، وهي تلك الكراهية التي ينشرها الغرب، ولا يأبه بسطوتها.
وهي أيضًا تلك الكراهية والمشاعر البغيضة التي يستغلها القادة الأصوليون؛ لشحذ همم العناصر صاحبة الأيديولوجيات المتعثرة والمتراخية، فسواء نظرنا إلى «بن لادن» على أنه متطرف مختل، أو صاحب قضية كما يزعم البعض، فإن نشر الكراهية يساعد هؤلاء الإرهابيين على تقوية شوكتهم.
اليمين المتطرف
وبرر شوير تلك المنهجية التي يتبناها على أساس قناعاته، بأن المسلمين أو كثيرًا منهم لديهم علاقة حماسية وجليلة مع الله والرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وبينما لم ينكر الكاتب وجود العلاقة نفسها لدى الأديان الأخرى، إلا أنه أشار إلى أن الإيمان المفرط لدى المسلمين واعتقادهم الراسخ بمبدأ «إنِ الحكم إلا لله» يختلف كليًّا عن عقائد الآخرين، فعندما تُهين دينهم وروافدهم الفكرية بدعوى الحرية أو الرجعية فهم يتأثرون كثيرًا.
وأوضح أن بعض عناصر اليمين المتطرف، أو متطرفي الديانات الأخرى، يتعمدون السخرية والتهكم على النبي محمد، قائلًا: «هؤلاء أيضًا يلعبون دورًا جليًّا في منح الشرعية للإرهاب، وإزكاء روح الكراهية مع شعوب لا تهدد الوجود الأمريكي».
وفي وسط صفحات الكتاب الذي يفند من وجهة نظر مخابراتية أسباب خسارة الحرب الغربية على الإرهاب، يشير الكاتب إلى دور المصري «سيف العدل» في قيادة الوحدة العسكرية والتكتيكية للتنظيم؛ حيث إن «سيف» كانت مهمته الأولى هي تأمين البقاء على قيد الحياة لعناصر التنظيم.
للمزيد.. المصريان الأخطر في العالم.. أمريكا تطلبهما وإيران تأويهما
وكانت عقيدته العسكرية ترتكز على 3 بنود رئيسية، وهي تجنب تركيز القوات في منطقة واحدة، ومن ثم منع هزيمة كارثية، إضافة إلى حماية كبار القادة إلى أقصى حد، وتدمير الخصم على كل المستويات المختلفة عسكريًّا، واقتصاديًّا، وسياسيًّا، ومعنويًّا، فالتنظيم كان يعي جيدًا قوة وسطوة القوات الأمريكية، في حين أن الأمريكان استهانوا بالعدو.
هذه الاستهانة تسببت في أحداث الـ11 من سبتمبر، وغيرها من الأحداث الدامية التي كبدت دول الغرب خسائر فادحة على مستوى الأرواح والممتلكات، بحسب الكاتب.
فيما يشير «شوير»، في أحد فصول كتابه إلى مصطلح «الديمقراطية الافتراضية»، وهي التي روجها صناع القرار السياسي بالغرب، بمساعدة الآليات الإعلامية والصحفية التي دعمت الأطروحة والتي تفيد بأن الرئيس الأمريكي الأسبق «جورج بوش» ليس حاكمًا للولايات المتحدة فقط، بل حاكم العالم الحر، وهو الدور الذي جعله يتسبب في منح العالم مزيدًا من الفوضى.
فالغرب يغرق العالم يوميًّا بأخبار ومتابعات تروج النصر في أفغانستان، وتدمير طالبان، والقضاء على قادة القاعدة في الكهوف الأفغانية، وإن الأنظمة الموالية للغرب والديمقراطية هي التي ستحكم العالم، وفقًا للكتاب.
بينما يُحمل أحد فصول الكتاب عنوان «بن لادن.. العدو الذي نريده وليس الشخص الذي نواجهه»، في اتهام واضح وصريح للإدارة الأمريكية بأنها تدير حربًا مع الإرهاب وفق شروطها الخاصة، ولما تريد الحصول عليه، وليس لما تقدمه المعلومات.