خبير استراتيجي.. يُوصي بتلازم المواجهة العسكرية والسياسية لداعش
الأحد 02/ديسمبر/2018 - 02:55 م
طباعة
حسام الحداد
أعلن مركز الإعلام الأمني العراقي، أمس السبت، عن اعتقال 13 متهماً في محافظة نينوى بينهم اثنان ينتميان إلى تنظيم «داعش». وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن في بيان: إن الشرطة العراقية ألقت القبض على أحد عناصر «داعش» الإرهابية المطلوب للقضاء والذي جاء باعترافاته، أنه بايع عصابة القاعدة الإرهابية منذ عام 2006 وأنه كان يعمل على تفجير العبوات الناسفة في مدينة الموصل ضد القوات الأمنية. وأضاف أنه «عمل أيضا بصفة قناص في منطقة حي الصحة واليرموك في الجانب الأيمن لمدينة الموصل كما عمل فيما يسمى بديوان الزكاة وديوان الجند»، لافتا إلى أن «اعتقاله تم في الجانب الأيسر لمدينة الموصل». وأكد المتحدث اعتقال ثلاثة متهمين كانوا يعملون مع عصابات «داعش» في كركوك.
وألقت القوات الأمنية في قيادة عمليات الأنبار، القبض على مطلوب بقضايا إرهابية في مخيم العامرية، كما ألقت القبض على مشتبه به في ناحية الوفاء. كما قامت بتفجير 40 عبوة ناسفة من مخلفات عصابات «داعش» في تقاطع السلام، وفجرت 32 عبوة ناسفة أخرى خلال عملية تفتيش في منطقة البو حسان
وفي نفس السياق أكدت قوات التحالف الدولي زيادة تحركات "داعش" الإرهابي في الفترة الأخيرة، مشددةً على أن القضاء النهائي على التنظيم لم يتحقق بعد، وحول هذا الموضوع قال ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي: "هناك نشاط ملحوظ لتنظيم "داعش" في هذه الفترة، فهو يستثمر مسألة أبطاء تشكيل الحكومة العراقية، وكذلك أزمة التوازنات التي تعصف في المنطقة، وتحديدا في المرحلة الانتقالية في سوريا و العقوبات الأمريكية ضد إيران، والخلاف في المنظومة الخليجية بين قطر والسعودية، وبين الاخيرة وبين تركيا. وهذا كله يؤدي الى إيجاد مغذيات لإعادة نشاط التنظيم العسكري، فهذه المشاكل حاضرة على المستوى الأمني، ونحن اليوم نحتاج إلى عمليات استباقية. وكنوع من إيجاد الحلول، كانت هناك ضربات للتنظيم عبر التحالف الدولي، وفي مناطق معقدة جغرافيا، وبعض الأهداف نفذت بواسطة القوات الجوية العراقية، وهذا كله يدل على أن المرحلة القادمة تحتاج إلى حلول، وهذه الحلول لا تقتصر فقط على البعد العسكري، وإنما يجب أن يكون هناك معالجة سياسية." وعن الدوافع التي أدت إلى قيام التحالف الدولي بتنشيط ضرباته الجوية، يقول الشريفي: "هناك محفزات للتحالف الدولي تدفعه في تنفيذ الضربات الجوية، منها التنسيق بين قوات البيشمركة الكردية والقوات الاتحادية، لكن باعتقادي، فإن التحالف الدولي ماضي باتجاه تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي و الاتفاقية الامنية وإعادة الانتشار، يعني اعطاء مجال أوسع من النشاط العسكري والأمني للتحالف الدولي، وهي القضية التي قد تشكل سببا في عدم الاتفاق على الشخصيات التي من المفترض أن تتصدى للملف الأمني العراقي، في حال ما إذا كانت تتفهم هذا الوضع، أم سوف تأتي في إطار إعادة إنتاج المرحلة السابقة في مسألة تحديد الوجود الأمريكي أو المطالبة بانسحابه وما إلى ذلك."
وعن ما إذا سارت وتيرة الضربات الجوية للتحالف الدولي بهذا المستوى هل سوف يتم القضاء بشكل تام على التنظيم، ام يبقى التهديد قائما، على اعتبار أن تنظيم "داعش" يعد تهديدا فكريا وليس فقط عسكريا، يقول الشريفي: "على مستوى الفكر والتأثير على المجتمعات المحلية لم يعد التنظيم يمتلك هذه القدرة، حيث سقط القناع الذي كان يرتديه بشكل كلي، ولم تعد نظريات التنظيم مقبولة من قبل السكان المحليين، ولكننا نحتاج إلى جملة إجراءات، تبدأ بإعادة الإعمار وتفعيل القطاع الخاص، حتى يكون هناك شغل شاغل للسكان المحليين، وكذلك تفعيل الجهد الأمني والاستخباري. هذه كلها سوف يكون حاضرا في البرنامج الحكومي القادم، ولكن قد يتعثر وقد ينطلق انطلاقة جيدة، فهو يتعثر إذا خضع السيد رئيس مجلس الوزراء الى ضغوط الكيانات السياسية والمحاصصة، أما إذا تحرر، فسوف يحقق عنصر جذب للإرادة الإقليمية والدولية الداعمة للعراق."