دعم "دولة الملالي" للتنظيمات "السنية" المتطرفة !!
السبت 10/أغسطس/2019 - 01:00 م
طباعة
عرض: روبير الفارس
كشفت دراسة صادرة عن المكتب العربي الأوروبي للأبحاث والاستشارات السياسية، بعنوان "إيران والتنظيمات السنية المتطرفة: الغاية تبرر الوسيلة" عن العلاقات الخفية بين ايران والجماعات السنية المتطرفة وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين الارهابية وجماعة الجهاد الاسلامي وجماعة الترابي في السودان والقاعدة وتنظيم داعش وحركة النهضة في تونس وحماس وغيرها من الجماعات الاسلامية السنية المتطرفة.
وبدات الدراسة بالقاء الضوء علي صفقة الحرام بين تنظيم "داعش" وحزب الله البناني" في أكتوبر 2017، وقالت الدراسة أثارت مسألة قافلة داعش المنسحبة من الحدود اللبنانية وتعاطف حزب الله ا معها تساؤلات عن حقيقة العلاقة بين التنظيمين الإرهابيين وهما المتناقضان ظاهريا من الناحية المذهبية والعقائدية، والمتقاتلان في الكثير من مناطق القتال في سوريا.
وتابعت الدراسة ان المسألة تعود إلى أبعد من الأزمة السورية وحتى العراقية، وهما الساحتان اللتان ظهر فيهما تنظيم داعش ( الدولة الإسلامية في العراق والشام) ، لا بل تتجاوز كل الحدود ، لأنها تشير إلى موقف سياسي إيراني، كرس منذ ثورة الخميني، مبدأ التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ونقل النموذج الإيراني إليها، ومن أجل تحقيق هذه الغاية الإستراتيجية، يبرر الولي الفقيه الوسيلة، وهي التحالف مع الحركات المتطرفة والإرهابية داخل الطائفة السنية، باستخدام مخادع لشعار الوحدة الإسلامية.
سعت إيران بقوة منذ نجاح ثورة الخميني عام 1979 إلى توثيق صلاتها بالحركات الإسلامية في مصر وفي مقدمتهم جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد، وهو ما ظهر بقوة خلال زيارة وفد التنظيم الدولي للجماعة بقيادة رجل الأعمال يوسف ندا لطهران وتقديمه التهنئة للخميني بنجاح الثورة. تأييد بين رموز الجهاديين في مصر لتوثيق الصلات مع طهران.
وكانت فكرة التقارب والتنسيق بين الطرفين بدأت قبل أحداث مقتل الرئيس السادات في العام 1981 عبر ثلاثة من رموز الحركات الإسلامية هم سالم الرحال وفتحي الشقاقى ونبيل نعيم.
أما عن المرحلة الثانية، فقد عمل الدكتور أحمد حسين عجيزة القيادي البارز في الجماعة على توثيقها في تلك الفترة ما أثار استهجان باقي قيادات الجماعة، وعلى رأسهم أيمن الظواهري مما تترتب على ذلك حدوث انشقاق داخل التنظيم وتمرد عجيزة وتأسيسه طلائع الفتح الجناح العسكري للجماعة.ولكن في العام1991، أي بعد سنتين فقط من قيام حكم الولي الفقيه، وبعد تسلمه زعامة الجماعة في العام نفسه زار الظواهري إيران طالبًا من الإيرانيين تقديم الدعم لجماعته لإسقاط الحكم في مصر، ووفقًا لاعترافات أحد مسؤولي تنظيم القاعدة (لاحقا) فإن الإيرانيين ضمنوا مطالب الظواهري وبدؤوا بتدريب جماعته داخل الأراضي الإيرانية والسودانية، كما منحت إيران دعمًا ماليًا للجماعة بمليوني دولار. واستغل الظواهري علاقاته بإيران ليبدأ اجتماعات مهعم أفضت إلى عقد اتفاق غير رسمي بين هذا التنظيم الإرهابي، وإيران بتقديم الدعم للقاعدة ولو اقتصر ذلك على التدريب فقط مبدئيًا لتنفيذ عمليات تستهدف في المقام الأول الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل.
وبعد عودة القاعدة إلى أفغانستان عام 1996، ساهمت إيران في تقديم الدعم اللوجستي وتدريب أعضاء من التنظيم لتسهيل إنشاء شبكة لها في اليمن أسس أبو مصعب الزرقاوي الذي كان مقيما لفترة طويلة في إيران، وقاد من هناك عددا من العمليات الإرهابية في دول عدة، فرع تنظيم القاعدة في العراق لقتال الأميركيين ونال دعما إيرانيا كبيرا، ولاحقا انشق عن التنظيم وتحول مع جماعات أخرى إلى تنظيم داعش، وحقق بقيادة أبو بكر البغدادي سلسلة انتصارات مكنته من السيطرة على ثلثي مساحة العراق ومحافظتين كبيرتين وبعض المناطق في سوريا ، وأعلن الأخير ما يسمى الخلافة الإسلامية. ونجحت طهران في مد جسور التواصل مع الحركة الإسلامية السودانية بقيادة حسن الترابي، وأمنت لها التمويل والترويج السياسي والإعلامي، وفي المقابل روّجت الحركة لإيران داخل السودان، وخصوصا بعد أن وصل الترابي بجماعته إلى الحكم في السودان، عقب الانقلاب العسكري في العام 1989، وسجلت الحركة "إعجابها" الشديد بثورة الخميني وكانت ترى فيها مصدر إلهام كبير لها، هذا السلوك الذي وصف يومها بأنه براغماتي ويأتي ضمن سياقات سياسية مصلحية، شكل خطرا كبيرا على السودان وعلى وحدة مجتمعه الإسلامي. تتعدد أواصر العلاقة بين ايران والإخوان المسلمين بجميع فروعها في البلدان العربية حيث تنتشر هذه الجماعة المتطرفة في دول عديدة من العالم، ومن بينها إيران التي للإخوان فيها جماعة ناشطة يترأسها عبد الرحمن بيراني ، وعلاقتها ممتازة بالنظام الإيراني، وبعد خلع الرئيس محمد مرسي في مصر سمحت السلطات الإيرانية للإخوان الإيرانيين بالتظاهر في أحد أشهر ميادين طهران، رافعين شعار رابعة، ومنددين بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ووثقت الدراسة العلاقة بين طهران وحركة النهضة في تونس وحركة حماس في فلسطين