كتاب الغدة الدينية يكشف الإرهاب يبدأ باحتقار" المرأة "
الإثنين 25/فبراير/2019 - 11:37 ص
طباعة
روبير الفارس
في 176 صفحة من الحجم المتوسط صدر مؤخرا كتاب " الغدة الدينية " للكاتبة بسنت حسن والكتاب يضم عدد من المقالات التى تتحدي في جراءة وقوة تيارات الاسلام السياسي والاصولية الدينية وعن سبب تسمية كتابها بهذا الاسم قالت بسنت حسن : قررت أن أعلن الحرب على أنماط التفكير الظلامى في مصر والعالم العربي، وأن أوضح المفاهيم الصحيحة التى تعيد للدين مكانه الصحيح وهو قلب الإنسان لا كرسى الحكم، لذلك فكثير من المصريين والمسلمين في العالم التهبت عندهم غدتهم الدينية وأصبحت تفرز علينا إفرازات غير صحية.ومن المقالات التى ضمها الكتاب "فولتير ينتصر علي برهامي " و " الجنازة الحارة " و" تديين الشعب " وفي مقالتها هكذا قالت مريم .كشفت بسنت عن استهداف الارهابيين للمرأة كهدف اول ورئيس في طريقهم الاجرامي . واعطت نموذجا في ذلك من خلال تعامل الارهابي حبارة مع شقيقته " مريم "
والارهابي حبارة اسمه بالكامل عادل محمد إبراهيم محمد يبلغ من العمر 42 عاما ولد في قرية الأحراز بمركز أبوكبير بمحافظة الشرقية في دلتا مصر وانتقل للإقامة في مدينة العريش شمال سيناء في العام 2005 .كان يعمل بالجزارة فيما كان والده يعمل طباخا بالمدينة الجامعية لجامعة القاهرة وانفصل والده عن والدته وعمره 11 عاما ولم يتحمل الإقامة مع والده بسبب المشكلات الدائمة بينهما فترك منزله وعاش مع والدته وعندما أنهى الدراسة الثانوية الصناعية تلقفته مجموعات إرهابية وبدأت في إقناعه باعتناق الأفكار المتطرفة فأطلق لحيته وساعدوه في العمل بمحل جزارة، وفي العام 2005 توجه للإقامة في العريش بشمال سيناء بمساعدة أصدقائه في التنظيم الذي التحق به. في عام 2013 ارتكب حبارة وبمعاونة أعضاء من تنظيمه مذبحة رفح الثانية وتحديدا في 19 أغسطس ما أسفر عن مقتل 25 جنديا مصريا واعترف المتهم خلال تسجيل صوتي بارتكاب الحادث حيث ظهر وهو يبلغ أحد قادته ويقول له "بارك لي أنا عادل حبارة صاحب 25 شمعة منورة"، وخلال أيام قليلة قامت قوات الأمن بإلقاء القبض عليه بصبحة اثنين ممن شاركوا معه في الجريمة.وتمت محاكمته واعدامه .هذا الارهابي كتبت بسنت حسن عن علاقته بالمرأة في مقال "هكذا قالت مريم.." وجاء فيه هكذا حكت لنا مريم حكاية متكررة لم نتعلم منها بل لم ننصت لها ولم نعمل لها حساباً، بل لم نحسب حسابها!! مريم هى شقيقة حبارة الذى أعدم ويروج من يروج لخروجه خارج البلاد!!.
ذهب حبارة «أينما ذهب» لم يعد هنا.. صار هناك.. لكنه ترك وراءه ميراثاً وتراثاً لايزال حياً.. تظنون وتقولون عله يموت.. عذراً هو شر، والشر لا يموت ولا يفنى.. التراث العطن يتجدد كل يوم على يد حامليه، وحامليه كثر، شأنهم شأن الـ... يحمل أسفاره!!
هذا ما تركه لنا حبارة.. وإلى جانب ذلك الميراث الشرير.. ترك لنا مريم.. فهل هنالك من ينصت لها، ومن على شاكلة مريم هم أيضاً كثير.. يتبعون ويساقون لمصير واحد محتوم.. مصير مجهول لا تجديد أو إبداع فيه سوى المزيد من التنكيل والكثير من المأساوية.
قالت مريم عن حبارة «تلميذ حسان» النجيب، وصناعة «برهامى» المتقنة الفاسدة إن أخاها فرض عليهن الحجاب هى وبنات جيرتها بوصفه رباً عليهم ورباً للبيت بل للحى وأهله، فمنع تعليم البنات تماماً كما فعلت جماعة «بوكو حرام» التى تحرم وتجرم التعليم وأى بصيص نور قد يسطع ولو من بعيد.. فتفشى مصطلح و«ثقافة» التحريم والاتشاح بالسواد والبقاء فى ظلمة تشبه ظلمة القبور نختبئ فيها كى لا تطالنا المعاصى والذنوب والتى قد توقعنا فيها التجارب التى لا داعى لها ولا ضرورة.. فمساوئها أكيدة ومنافعها معدومة.
هكذا كان ينظر حبارة - ومن علموه - للحياة وللعلم وللتجارب التى أوجدها الخالق بنفسه لنمر بها ونختبر ونختار فيظهر الصالح والطالح ويعيشان سوياً على الأرض، ولكل خياره وحيرته، وقد تتبدل الأدوار فى الكثير من الأحيان.. ويعى هذا ما لا يعيه ذاك ويرصد الخالق واضع السيناريو الأعظم كل ما يحدث ويرقب ما أراده، فهكذا أراده أن يكون فكان وكانت الحيوات والخيارات.
أما نواب الله والمتحدثون باسمه والمحتكرون لوصفه والمنتحلون لصفاته فيعاقبون الخلائق ويحاسبونهم ويحكمون عليهم ثم يقولون لنا إنها إرادة الله وإن تلك هى مشيئته.. يقولون إنها حدوده وأوامره ونواهيه، فى حين أنها أوامرهم هم لا أوامره.
ويضيع من على شاكلة حبارة وسط كل هذا المجون ويسقط جراء مجونهم ضحايا نحتسبهم شهداء نبكيهم لغير رجعة وتصرخ مائة مريم على أخيها أو أبيها أو ابنتها الذين يذهبون أيضاً وإلى غير رجعة، ويبقى الأباطرة علماء السم والدم والشر ثابتين راسخين فى أماكنهم يمكثون ويعششون فى كل زاوية وسقف، يعتلونه ويصرخون فى العالمين.
ويتحينون دوماً الفرص لبث السموم والانقضاض على الفرائس وتسييرها بأسحارهم السوداء ومغناطيسهم الجاذب للخائفين أو المكبوتين أو من عانوا العوز أو اليتم أو أى نوع من أنواع الظلم أو النقص الراغب فى أن يستكمل ويتمم وتكون الشهادة هى الطريق والصراط المنصوب للوصول لذلك الكمال والتمام المرجو، ليكتشف أو لنكتشف نحن «الضحايا» أن الكمال فى عقيدة هؤلاء ما هو إلا الموت.. أى العدم المسمى كذباً بـ«الفردوس» والنعيم الأبدى الذى يسارع له العاجز ويهرول باتجاهه وكأنه زاده وزواده، فى حين أن الدود فقط هو المنتظر لهؤلاء وبالطبع اللعنات التى ستلحق بهم وتلاحقهم وذويهم من كل اتجاه.. حلقة مفرغة كساقية يدور فيها الضحايا ويتنازع ويتصارع المجتمع ويتفكك ويتشرذم لمئات النحل والفرق وينحرف الكوكب يمينا، ونقف حيارى بين وعود الجنة ورهاب النار وننسى أن نسلك طريق الحياة، طريق التجربة، ودروبها الرحيبة التى حرمتها آلهة الدم وأمراؤه فآثر الأتباع طريق الفناء نهايةً حتمية لهم ولنا، مخلفين وراءهم لعنات وأرامل وأيتامًا يلحق بهم الخزى والعار وأوجاع الفقد والوحشة وتظل مريم تصرخ وتطالب دون سميع يسمع لها سوى السميع العليم الذى لم يعين لنفسه نواباً ولم يطلب سواعد فتية تعاونه فهو من يعاون الجميع ولا يحتاج عون أحد ممن تطوع ليعاون، ففسد وأفسد الأرض وأهلها بل أفسد مشيئة الرب والحياة التى غزلها كالفسيفساء المتقنة فامتلأت بالثقوب والشروخ وصرنا نرى ونعيش واقعاً مذرياً محاطين فيه بمرضى ومبتسرين يعتقدون أنهم يحسنون صنعًا وتظل مريم تصرخ وتطالب وتحكى وتقول فهل تسمعون لها صوتاً أو تمسحون لها دمعاً أو تفعلون لأجلها شيئًا و هو شىء إن فعلناه فهو لأجلنا نحن فى حقيقة الأمر وليس من أجلها.. نحن جميعا قتلة ومقتولون ضحايا ومذنبون آلهة وبشر تلاميذ ومعلمون فاسدون أو صالحون ضعوا لآذانكم مكبرات لتسمعوا صوت مريم، فمكبرات الزوايا أصابت آذانكم بالصم اسمعوها وغيرها من أصوات الضحايا الأحياء أو الذين مازالوا على قيد هذه الحياة «أشباه أحياء» أفسحوا لهم المجال قبل فوات أوانكم أنتم لا أوانهم، فالراقدون فى القبور وتحت التراب لا يسمعون ولا يُسمعون، والمنتظرون خلف الزجاج أيضاً سيظلون هكذا فى خلف الخلف.