350 ألف يورو تلقتها حماس من
طهران عن طريق حزب الله
البرنامج القطرى
جمع تبرعات للجماعات الشيشانية المسلحة وأخرى تتبع القرضاوى
كشفت وثائق حصلت
عليها «البوابة نبوز»، النقاب عن اجتماع عقده التنظيم الدولى للإخوان الإرهابى، مع
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، للاتفاق على خطة التحرك الجديدة فى أوروبا ومنطقة الشرق
الأوسط.
وأظهرت الوثائق،
اتفاق قادة تنظيم الإخوان الدولى الإرهابى مع القادة الأتراك، بحضور شخصيات قطرية على
التنازل عن البنوك والشركات والمشاريع التابعة للجماعة الإرهابية فى أوروبا لتركيا،
بعدما أصبحت تدور الشكوك حول دورها فى دعم الإرهاب، وبعد المساءلة التى تعرضت لها من
بعض الدول الأوروبية وكشفها لعمليات تمويل غير مشروعة للمنظمات الإرهابية.
ويهدف التنظيم
الإرهابى، من وراء الاتفاق لعدم فقدانه توازنه الاستثمارى بعد موجة التضييقات التى
تشنها ضده عدد من الدول الأوروبية، وبهذا ستصبح الممتلكات بصفة رسمية تابعة لتركيا،
وتحت إشراف شركات من المحاماة والحقوقيين حول عملية الانتقال من أسماء قيادات التنظيم
إلى هيئة الاستثمارات الدولية التركية، وهى هيئة مرتبطة بحزب العدالة والتنمية.
واتفق الحضور على
أن تقوم تركيا بعمل محاضرات وندوات فى مجموعة من الدول الأوروبية، مستخدمة جميع الوسائل
الجاذبة للجاليات المسلمة بأوروبا لصفوف الإخوان عن طريق منظمة «دينب»، التى لها نفوذ
كبير فى ألمانيا وفرنسا.
وبموجب الوثائق،
يقوم التنظيم الدولى للإخوان الإرهابى بالتنسيق مع رئاسة الشئون الدينية التركية «ديانت»،
المسئولة عن توظيف الأئمة الأتراك بأوروبا، لتوظيف أئمة موالين للتنظيم الإرهابى، ونشرهم
بين الجاليات المسلمة بعد وقوف بعض الدول فى مواجهة الأئمة الأتراك مثل النمسا التى
طردت بعضهم، وألمانيا.
و«ديانت» تشكل
خطرًا كبيرا وأئمتها المكلفين بنشر الإسلام السياسى بأوروبا، وكذلك أيضًا الدبلوماسيون
الأتراك الذين عملوا خلال الفترة الأخيرة على تطرف المسلمين بكوسوفو والبوسنة والهرسك،
عن طريق منظمة «ملى جورش»، وهى حركة سياسية دينية مشكلة من مجموعة من الأحزاب الدينية،
الذين استلهموا أفكار نجم الدين أربكان، الأستاذ الأول لأردوغان، إضافة إلى منظمة الشتات
التركية، وهى منظمة رائدة تنشط فى نشر الإسلام السياسى.
الأهم فى الوئاثق،
التى تنفرد «البوابة نيوز» بنشرها هى أن عائلة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تقوم
بتأسيس شبكة أعمال تجارية بهدف استغلال قطاع الصناعات النفطية والدفاعية، وزيادة مكاسبها
من أجل دعم حزب العدالة والتنمية فى البلقان، والتأثير على المجتمع هناك لإنشاء جيل
محافظ، بالتعاون مع التنظيم الدولى، وبدعم قطرى مالى.
وأشارت الوثائق
إلى وجود دور لحركة حماس فى هذه الخطة، حيث نصت على قيام كل الأطر القيادية بالحركة
من أعضاء مجلس الشورى، وأعضاء المجالس النقابية، ورجال الأعمال الحمساويين، بمسابقة
الزمن للتجهيز لمؤتمر الحركة السنوى بأوروبا الـ(١٧)، والذى ينعقد تحت عنوان (مؤتمر
فلسطينيى أوروبا) كوبنهاجن بالدانمارك. وأشارت أوراق الاجتماع إلى أن قيادات حماس تلقت
منحة مالية من طهران عن طريق حزب الله بقيمة ٣٥٠ ألف يورو، لتغطية تكاليف النقل من
مختلف الدول الأوروبية إلى العاصمة الدانماركية للمشاركة فى المؤتمر الذى سيعقد يوم
٢٤ خلال هذا الشهر.
ناقش الاجتماع
تقارير الخبراء الأوروبيين حول ارتباط الإخوان بالعنف، وتقرير جهاز الاستخبارات الألمانى
حول نشاط الجماعة بأوروبا، وقرار البرلمان النمساوى بحظر الشعارات الإخوانية، وملاحقة
النشاط الإخوانى عقب ثبوت تورط الجماعة بدعم الإرهاب.
وأشارت الوثائق
إلى أن الاجتماع تطرق إلى موجات اللاجئين وكيفية استغلال الجماعة لها، وإنشاء الجمعيات
الخدمية للجاليات المسلمة، واستقبال الطلاب والمبتعثين والمهاجرين.
اعتبر مؤلفا كتاب
«أوراق قطر» أن تنظيم الحمدين الإرهابى فى الدوحة يغرس شوكة الإرهاب فى أوروبا عن طريق
أذرعه من تنظيم الإخوان الإرهابي، وكشف عن العلاقة بين مؤسسة قطر الخيرية، وتمويل الإرهاب،
برعاية تميم بن حمد. ويشدد المؤلفان على أن أهداف جماعة الإخوان هى نفس أهداف أمير
قطر، لنشر وتعزيز إسلام الإخوان الإرهابى فى أوروبا بتمويل من مؤسسة قطر الخيرية، لأن
قطر تشترك فى نفس العداوة مع الإخوان ضد أطراف مثل الإمارات ومصر، ويقول مسئول المخابرات
الفرنسية فى الكتاب أن لدى قطر علاقات صلبة فى فرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا بفضل
جماعة الإخوان وبفعل تحالفها مع تركيا، وفى فرنسا استفادت قطر كثيرا خلال رئاسة نيكولا
ساركوزى لكنها أقل ثقة الآن.
وكشف الحوار المهم
الذي أجراه منذ أيام عبد الرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس مع جورج
مالبورنو أحد مؤلفي الكتاب عن أن الكتاب يعد "جرس إنذار، لأنه ربما يكون هناك
خطرٌ على المدى المتوسط. لقد فوجئنا باتساع شبكة التمويل القطري، ليشمل ١٥ دولة فى
أوروبا، و١٤٠ مشروعًا، وما بين ٧٠ و٨٠ مليون يورو من الاستثمارات. لقد فوجئنا أيضًا
بطبيعة المشاريع؛ فبعضها غريب، كمشروع تحويل كنيسة إلى مسجد، وإنشاء مركز إسلامى فى
مدينة جيرسي، التى يقطنها ٤٠٠ مسلم فقط.
وما كان مثيرًا
أيضًا، هى المراسلات بين مؤسسة قطر الخيرية، والمستفيدين من التمويل. كانت قطر الخيرية
تضع شروطًا وأهدافًا أيضًا. كانوا يقولون مثلًا: نريد أن نُحييّ الروح الإسلامية للجاليات
المسلمة فى أوروبا. نريد أن نشجع الدعوة. نريد دعم التعليم وبناء مدارس.. إلخ. كان
ذلك مثيرًا، لأننا كنا بصدد اكتشاف الرغبات والأهداف الحقيقية لمؤسسة قطر الخيرية،
وليس من المفترض أن تكون هذه الرغبات علنية".
وخلال مقابلة مع
صحيفة «لوفوا دو نور» الفرنسية، قال مالبرنو إنه توصل إلى عدد من الوثائق الداخلية
لمؤسسة قطر الخيرية، بفضل أحد المبلغين عن المخالفات داخلها، والذى يعد العمود الفقرى
للكتاب».
مالبرنو أوضح كذلك
العلاقة بين أنشطة تلك المؤسسة المشبوهة والنظام القطري، قائلًا «آل ثان يسيطرون على
النفوذ والسلطة فى تلك الإمارة التى لا يتعدى سكانها ٢٠٠ ألف، بلا منازع أو معارض،
ومؤسسة قطر الخيرية التى تحمل رقم ١ تدار من مكتب أمير قطر تميم بن حمد مباشرة».
وأشار الصحفى الاستقصائى
بصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية إلى أن قطر ليست دولة ديمقراطية، ولا يمكن أن يتم أى شيء
فيها دون السيطرة المباشرة من قبل «تميم».
وأكد أنه من المفترض
أن رأسمال المؤسسة من الزكاة والصدقات، لكن التمويل الرئيسى يأتى من الخزانة القطرية
ومساهمات آل ثانٍ، وهى مجرد ستار حيث يتم توزيع هذه الأموال بطرق خلفية ملتوية على
مشروعات تهدف لتوسيع نفوذ تنظيم «الحمدين» خارج البلاد وتغذى التطرف فى أوروبا.
ونشر المؤلفان
كريستيان شينو من (إذاعة فرنسا الدولية) وجورج مالبرونو من (صحيفة لوفيجارو) الحسابات
المفصلة لمنظمة قطرية غير حكومية، تدعى مؤسسة قطر الخيرية «كيو سي»، والتى مهمتها الرئيسية
مساعدة المجتمعات المسلمة فى أوروبا، وذلك فى كتاب عنوانه «أوراق قطرية».
تمويل الإرهاب
وتضمن الكتاب العديد
من الوثائق، لعدد كبير جدا من المشاريع (المساجد والمدارس والجمعيات وغيرها) على الأراضى
الفرنسية بتمويل مباشر من هذه المنظمة القطرية غير الحكومية. ويعد الكتاب وثيقة مهمة
لإدانة قطر وجماعة الإخوان بتمويل الإرهاب فى أوروبا لما فيه من أدلة دامغة عن أموال
مؤسسة قطر الخيرية التى ترسل إلى العديد من المساجد والدور الثقافية والجمعيات الدينية
فى أوروبا وتحديدا فى فرنسا، إيطاليا، بلجيكا، ألمانيا، سويسرا، النرويج ودول البلقان
بما فيها صربيا.
وتكشف الوثائق
أنه عام ٢٠١٦، قامت مؤسسة قطر الخيرية «كيو سي» بتمويل ١٤٠ مشروعا فى أوروبا وكندا
وأستراليا بما يزيد مجموعه على ٧٢ مليون يورو، وكانت إيطاليا هى أعلى المستهدفين بأكثر
من ٢٣ مليون دولار، وفرنسا على الأقل ١٤ مليونا، إسبانيا ٧ ملايين، ألمانيا ٥ ملايين،
المملكة المتحدة ٤ ملايين.
ويتم التمويل القطرى
من خلال ترتيبات مالية معقدة، وهى ليست بالضرورة غير قانونية ولكن تبقى مبهمة لإخفاء
الهدف الحقيقي.
وعلى الرغم من
تصريحات السلطات القطرية أن QC تمول أساسا من قبل الأفراد
إلا أن المؤلفين نشرا قائمة أهم الجهات المانحة: الديوان الأميرى - الشيخ جاسم بن سعود
بن عبدالرحمن آل ثانى - الشيخ خالد بن حمد بن عبد الله آل ثانى - الشيخ سعود جاسم أحمد
آل ثانى - المكتب الخاص للأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني.
وبالتالي، وخلافا
لما قالته المصادر القريبة من قصر الإليزيه، فإن هناك أدلة على تمويل جمعية «كيو سي»
والجمعيات الإسلامية فى جميع أنحاء العالم.
ومعظم هذه الجمعيات
تنشر فكر الإخوان المسلمين الذى يدعو إلى خلق مجتمع مواز تحكمه القوانين الدينية المتطرفة.
ويهدف برنامج
«الغيث» الذى تموله مؤسسة قطر الخيرية إلى نشر الثقافة الإخوانية فى أوروبا والعالم،
ويرأسه أحمد الحمادي.
كما يتضمن الكتاب
من بين أهم الوثائق، مذكرة من أجهزة الاستخبارات الفرنسية تعود إلى عام ٢٠٠٨ تبين أن
البرنامج القطرى مرتبط بجماعات راديكالية وقام بحملة لجمع التبرعات للجماعات الشيشانية
وأخرى تتبع القرضاوي.
ووقت صدور المذكرة،
كان مدير الشئون القانونية فى سفارة قطر فى باريس يتمتع بمركز دبلوماسي.
وتضمنت المذكرة
رسائل تثبت أن خمسة ملايين يورو أرسلت إلى مسجد فى مدينة «ليل» شمال فرنسا ومذكرة من
المخابرات الفرنسية عن أموال قطرية مرسلة إلى UOIF من قبل قطر الخيرية.
ويقرر الكاتبان
أنه لم يتخذ أى إجراء بشأن ذلك، لأن نيكولا ساركوزى كان وزيرا للداخلية آنذاك، وكما
قال مؤلفا الكتاب: «بدأ شهر العسل بينه وبين الشيخ حمد».
وتسبب ساركوزى
فى طرد رئيس أكاديمية ليون لأنه عارض طلب فتح مدرسة فى المدينة، بتمويل جزئى من مؤسسة
قطر الخيرية.
وقامت «Tracfin»- وهى دائرة فرنسية ترصد التدفقات المالية لمكافحة
الاحتيال وغسل الأموال وتمويل الإرهاب- بالتحقيق فى حسابات طارق رمضان ممثل الإخوان
المسلمين فى فرنسا، على خلفية اتهامه بـ«الاغتصاب والاعتداء الجنسى والعنف والتهديدات
بالقتل بحق العديد من النساء».
واكتشفت أن مؤسسة
قطر تدفع له راتبا شهريا قدره ٣٥ ألف يورو فى عام ٢٠١٧، وقالت إنه نقل نحو ٦٠٠ ألف
من حسابه فى قطر، إلى حسابه فى فرنسا.
قطر تدفع رواتب
قادة التنظيم الإرهابي
ويتساءل المؤلفان:
هل قطر هى من تدفع رواتب قادة الفرع الفرنسى لجماعة الإخوان المسلمين بصورة مباشرة؟
وجمعت Tracfin بعض المعلومات المثيرة للاهتمام بشأن طارق رمضان،
وقد تمكنّا من الوصول إلى تحقيق فى الحسابات البنكية لطارق رمضان، وهو الآن قيد الإقامة
الجبرية فى فرنسا، بعدما قضى ثمانية أشهر فى السجن.
ولإكمال عملية
الاستحواذ على عقار فى فرنسا، ٢٨ يوليو ٢٠١٧، قام طارق رمضان بإعادة أموال شخصية قادمة
من قطر بمبلغ ٥٩٠.٠٠٠ يورو إلى حساب بنكى شخصي. كما قام رمضان مع زوجته، إيزابيل موريسيت،
بشراء شقتين فى باريس، بمبلغ ٦٧٠.٠٠٠ يورو.
وأثناء التحقيق،
حددت Tracfin حسابين مصرفيين فى فرنسا
تم افتتاحهما باسم طارق رمضان.
وخلال الفترة من
١ يناير ٢٠١٧ إلى ٥ فبراير ٢٠١٨، بعد ثلاثة أيام من اعتقاله، سجل حسابه ما لا يقل عن
٧٢٩.٩١٠ يورو كمصروفات و٧٧٨.٢٦٩ يورو كإيداعات.
وللإجابة عن سؤال
من أين تأتى كل هذه الأموال؟ فوجد المؤلفان أنه تم إيداع ما مقداره ٥٩٠.٠٠٠ يورو فى
١ يونيو ٢٠١٧، و٣٥.٠٠٠ فى ٢ أكتوبر، من حساب بنكى مقره فى قطر، باسم طارق رمضان، الذى
تقوم مؤسسة قطر بإيداع رواتبه كمستشار لمؤسسة قطر، ٣٥٠٠٠ يورو شهريًا.
وتأتى بقية إيراداتها
من العديد من دور النشر
(Seuil،
Presses du Châtelet) بمبلغ ٥٨٧٦٨ يورو، والمنظمات
الدولية أو الدينية (بما فى ذلك رابطة مسلمى سويسرا) بمبلغ ١٩٠٠٠ يورو، وجمعية قضية
عادلة (Juste Cause) التى تتخذ من Roubaix مقرًا لها بمقدار ٦٠٠٠ يورو، التى ومن أحد أهدافها
دعم المرأة المسلمة التى تواجه التمييز وعليها دفع رسوم المحكمة، كما نقرأ ذلك على
موقع رمضان.
كيو سي
وأكد المؤلفان
فى كتابهما أنه من أهم المؤسسات التى تمولها المؤسسة الخيرية القطرية فى فرنسا مؤسسة
«نفور» المدرسة الدينية فى مدينة ليل الفرنسية التى يرأسها عمار لطفى رئيس مؤسسة موسولمان
الفرنسية.
ووفقا للوثائق،
فإن جمعية «كيو سي» QC أرسلت ما لا يقل عن ثلاثة
ملايين يورو لمدرسة ابن رشد بين ٢٠١١ و٢٠١٤.
وللمدرسة أيضا
اتفاقية مع الدولة الفرنسية تشارك فى تمويلها مثل جميع المدارس الخاصة الأخرى فى البلد.
وتبين الوثائق
التى نشرها الكتاب، أن مؤسسة قطر الخيرية قامت بتمويل المركز الإسلامى فى الشمال فى
فيلنوف داك
(CIV) وثانوية ابن رشد
فى مدينة لِيل، وهى أول مدرسة إسلامية بموجب عقد شراكة مع الدولة الفرنسية تأسست فى
عام ٢٠٠٣، وتحمل اسم ابن رشد الفيلسوف المسلم المستنير.
وتبلغ قيمة المساعدات
القطرية للمنطقة ٤.٦ مليون يورو، منها ما لا يقل عن ١.٢ مليون لمركز CIV و٣ ملايين للمدرسة الثانوية، وهذا الثانى أكبر
استثمارا للمنظمة غير الحكومية القطرية فى فرنسا لم يكن محض الصدفة.
إذ يُعتبر الشمال
بالفعل - مع بوردو – مهد الاتحاد السابق للمنظمات الإسلامية فى فرنسا UOIF. وهو المكان الذى نجد فيه كبار مسئوليه التنفيذيين،
الذين قَدِمَ غالبيتهم من المغرب قبل ثلاثين عامًا للدراسة: عمار لصفر، نافذة مسلمى
فرنسا، وحسن إيكويوسن، المجنِّد، الذى يعظ بالكلام الجميل فى المساجد المرتبطة بالإخوان
المسلمين فى نانت، ومولوز، ومُدن أخرى، ومخلوف مامش، نائب مدير مدرسة ابن رشد الثانوية.
وتتصل قطر الخيرية
بطبيعة الحال بهذا الثلاثى الذى يضاف إليه محمد كغاط، مدرس الرياضيات فى مدرسة ابن
رشد الثانوية، وأحمد ميكتار، إمام بالمركز الإسلامى فى فيلنوف داسك.
ووفقًا لمخلوف
مامش، تكمن خصوصية ابن رشد فى الدروس التعليمية الاختيارية فى التربية الإسلامية (ساعتان
فى الأسبوع) وفى اللغة العربية، المقدمة كلغة ثانية، والباقى من البرنامج هو ذات ما
هو فى القطاع الحكومي.
والمدرسة مفتوحة
للطلاب غير المسلمين، ولا يتم فيها الفصل بين الصبيان والبنات، لا فى الصف الرياضى
ولا فى المقصف.
فى عام ٢٠١٥، استقال
أستاذ الفلسفة، سفيان زيتوني، بعد أن أبلغ الإدارة عن تجاوزات فى معاداة السامية.
ويجيب مخلوف مامش
على ذلك: «إن اتهام المدرسة بمعاداة السامية أمرٌ لا يمت للحقيقة بصلة، وليس من روح
ابن رشد»، لدينا ميشيل سوسان كمستشار تعليمي، وهو يهودى من شمال إفريقيا، ويراقب هذه
المسائل، والقول بأن هناك طلابًا تأخذهم الحماسة يحدث فى جميع المؤسسات التعليمية.
النشاط يصل لسويسرا
أما فى سويسرا
فتمول مؤسسة قطر الخيرية، متحف الحضارات الإسلامية الذى ترأسه نادية كارموس، وقد تلقى
حوالى ١.٤ مليون فرنك سويسرى فى عامى ٢٠١١ و٢٠١٣، ويمكنك العثور على كتب من تأليف الإخوان
المسلمين مثل حسن البنا، والقرضاوي، وسيد قطب، وطارق رمضان فى مكتبة المتحف.
وترأس نادية كارموس
أيضا المنتدى الأوروبى للمرأة المسلمة والذى يتخذ من بروكسل مقرا له، وهى زوجة محمد
كارموس الذى نقل خمسين ألف يورو نقدا من مؤسسة قطر الخيرية إلى المعهد، وهو مصنف من
قبل جهاز الاستخبارات الفرنسى كمتطرف.
وتقول الشرطة الاتحادية
السويسرية إنهم لا يستطيعون التحقيق فى تمويل الجمعيات فى الاتحاد باستثناء قضايا الإرهاب،
لأن وضعها «له قدسية دينية».
ويذكر المؤلفان
وثيقة تسمى «المشروع»، وجدتها السلطات السويسرية فى منزل قديم لأحد قادة الإخوان، يوسف
ندا، وصفته بأنه «وزير المالية للإخوان المسلمين».
وتدعو الوثيقة
المعنونة «نحو استراتيجية عالمية للسياسة الإسلامية» إلى ضرورة «إنشاء دولة دينية إلى
جانب بذل جهود تدريجية للسيطرة على مراكز السلطة المحلية من خلال مؤسساتها»، وتعنى
مراكز الطاقة السلطات المحلية (النواب ورؤساء البلديات والجهات الحكومية... الخ) وهذه
الأهداف مشابهة جدا لتوصيات قطر الخيرية كما هو موثق فى الكتاب.
بحلول عام
٢٠١٥ أصبحت إيطاليا التى فيها ١.٨ مليون مسلم أول المستفيدين من الاستثمارات الإخوانية
القطرية فى أوروبا بأكثر من ٥٠ مليون يورو.
وتمول هذه الأموال
من خلال الاتحاد الأوروبى التابع لمنظمة التعاون والتنمية فى الميدان الاقتصادى (unione delle comunità islamiche
d›italia).
ومول المجلس مشاريع
فى جميع أنحاء إيطاليا أهمها مسجد فى كاتانيا (٢.٣ مليون يورو) ومركز الجودة فى روما
(٤ ملايين يورو).
وقام رئيس بلدية
ليجا نورد بإغلاق مشروع قيمته ١٠ ملايين يورو لبناء مركز فى سيستو سان جيوفاني، فى
ضواحى ميلانو، وكان مستعدا لدفع ١.٢ مليون يورو من أجله.
ويكتب المؤلفان
أن أنشطة قطر فى ألمانيا قد ازدادت مؤخرا ويمكن تطويرها أكثر كما هو الحال فى فرنسا،
ونشرت فى الكتاب رسالة من وزارة الخارجية القطرية تطلب فيها دعم مشروع فى أوفينباخ،
لكن برلين كانت أقوى مدافع أوروبى عن قطر منذ المقاطعة، وفى المقابل وعد الشيخ تميم
باستثمار ١٠ مليارات يورو.
يقول رئيس خدمة
حماية الدستور فى دوسلدورف إنهم لاحظوا مؤخرا أن «جماعة الإخوان تكثف أنشطتها... وتحاول
تقسيم المجتمع».
وتم إغلاق مقر
مؤسسة قطر الخيرية فى لندن وغادر رئيسها أيوب عبد القين.
ثم تم تغيير اسم
المؤسسة الخيرية إلى صندوق الرحيق ولا يزال صندوق الرحيق هذا يمول من مؤسسة قطر الخيرية
بالدوحة.
وفى ديسمبر
٢٠١٨ يظهر أنه قام بنقل ٢٧.٧ مليون جنيه من كيبيك إلى صندوق الرحيق الذى استولى على
معظم أنشطة قطر الخيرية فى المملكة المتحدة دون الإشارة إلى قطر أو الإخوان.
ويشير مؤلفا الكتاب
إلى إصرار إيمانويل ماكرون عندما كان حاضرا فى الدوحة فى عام ٢٠١٧ طوال الاجتماع بالحديث
بشأن تمويل الإرهاب.
ووفقا للمؤلفين فإنه فى
أول مكالمة هاتفية مع ماكرون قال للشيخ تميم: «أنا موافق على الشراكة الاستراتيجية
بين فرنسا وقطر، ولكن فى المقابل يجب ألا يكون هناك أى تمويل دون علمي، وسوف تشارك
قطر فى مبادرات لمكافحة تمويل الإرهاب»، تميم وافق، وخلص الباحثان إلى الاستنتاج:
«بعد تحقيقنا لدينا سبب للشك فى أن أمير قطر احترم وعده».
"دوحة الفرس" مصممة على خلع نفسها من الصف العربي.. قطر وأنقرة يعترضان على تصنيف الحرس الثوري ككيان إرهابي
بات الانبطاح القطري لنظام الملالي علنيا بعدما خلعت دوحة الفرس نفسها من الصف العربي، وأعلنت العداء لكل من يقترب من ولي نعمتها في إيران لتتخذ موقفا معاديا للإجماع العربي.
لم يتحمل تنظيم الحمدين الراعي للإرهاب تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية لميليشيا الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية وسارع بالرد لشراء رضا النظام الإيراني حيث أعلن رفضه للتصنيف الأمريكي.
أعلن النظامين القطري والتركي في بيان مشترك معارضتهما لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الخاص بإدراج الحرس الثوري الإيراني بقائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية.
وادعى وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن في معرض دفاعه عن الميليشيات الإيرانية الإرهابية أن الخلافات بين الدول يجب أن تحل بالحوار" ودافع عن نظام الملالي المجرم: "إيران دولة لها وضعها الإقليمي والجغرافي الذي يتطلب منا كدول محيطة بها أن ننظر لها باعتبارات مختلفة سواء اختلفنا أو اتفقنا مع سياستها".
وأكد آل ثاني أن الخلافات الموجودة بسبب بعض سلوكيات الجيش الإيراني أو أي جيش آخر لا يجب حلها عبر فرض العقوبات، وبنفس اللهجة قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره القطري: "الولايات المتحدة أصدرت هذا القرار وهو قرار من جهة واحدة يأتي في سياق العقوبات والضغوطات التي تمارسها على إيران نحن نؤكد ونكرر أن القرار قد صدر من واشنطن ولا يمكن تعميمه".
وأضاف تشاووش أوغلو: "لا يمكن لأي دولة إعلان قوات مسلحة لدولة أخرى منظمة إرهابية. كما لا نؤيد إصدار قرارات أحادية الجانب".
ومن جهته قال محمد امام القيادي بالغد أن التصريحات القطرية الراعية للإرهاب الإيراني الذي مد جذوره في البلدان العربية تناست أن الحرس الثوري الذي يضم 125 ألف فرد ويشمل وحدات عسكرية وبحرية وجوية ليست قوات نظامية لكنها عبارة عن مليشيات مسلحة أنشئت لخدمة أهداف نظام الملالي في المنطقة وامداد المليشيات الإرهابية بالسلاح كما هو الحال في العراق واليمن ولبنان.
وأكد امام في تصريحات خاصة أن قوات الحرس الثوري الايراني الخارجية المعروفة بفيلق القدس تخوض حروب إيران بالوكالة في المنطقة وتأتي في مقدمتها دعم الحوثيين في اليمن بالسلاح والعتاد والأموال.
وفي نفس السياق صرح اللواء أحمد زغلول مساعد مدير المخابرات الحربية الأسبق أن الحوثيون في اليمن ليسوا المتدربين الوحيدين لدى الحرس الحرس الثوري الإيراني الذي يشرف على أعمال جماعات إرهابية تسعى إلى نشر الفوضى والتخريب في الدول العربية ومن أبرزها جماعة حزب الله اللبنانية المصنفة إرهابية وجماعات متطرفة في البحرين مثل خلايا الأشتر.
وأعلن زغلول في تصريحات خاصة أنه ثبت لدى بعض الأجهزة الأمنية في دول خليجية تورط الحرس الثوري الإيراني في أعمال إرهابية وقعت على أراضيها دعمتها عصابة الدوحة في حين أن قطرظلت بعيدة عن مرمى هذا الإرهاب لذا لم يجد نظام الحمدين الراعي للتطرف حرجا في إعلان رفضه لتصنيفه إرهابيا.
(البوابو نيوز)
أكد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، أمس، أهمية أن يقوم مجلس الأمن بإرسال رسائل قوية إلى الحوثيين ليتم التمكن من إنجاز تقدم في الحديدة قبل النظر في أي خطوات قادمة في عملية السلام باليمن.
وأشار جوتيريس إلى أن كافة جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن تتركز حالياً على تنفيذ اتفاق الحديدة، الموقع في السويد قبل أربعة أشهر والذي ينص على انسحاب ميليشيا الحوثي الانقلابية من مدينة وموانئ الحديدة.
وجدد أمين عام الأمم المتحدة، أثناء لقائه في نيويورك وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، التأكيد على التزامه الشخصي والأمم المتحدة للتوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية.
بدوره، جدد اليماني التأكيد على دعم الحكومة اليمنية لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، ورئيس بعثة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة وتنفيذ اتفاق الحديدة، مايكل لوليسجارد، ونقل عن الرئيس عبدربه منصور هادي تقديره للجهود التي يقودها أمين عام الأمم المتحدة للتوصل إلى حل مستدام للأزمة اليمنية، وتثمينه لالتزام الأمين العام بإخراج ميليشيات الحوثي الانقلابية من الحديدة، وتنفيذ بقية بنود اتفاق ستوكهولم كمدخل للمشاورات السياسية لتحقيق السلام في اليمن. وقال اليماني «إنه وعلى الرغم من الخروقات الجسيمة التي تمارسها الميليشيات الانقلابية، إلا أن الحكومة اليمنية ملتزمة بوقف إطلاق النار بهدف إنجاح اتفاق ستوكهولم ومواصلة طريق السلام».
وأضاف: «لا يجب التغافل عن تعنت الميليشيات ورفضها لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، بل يجب أن تحمّل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الحوثيين مسؤولية إعاقة تنفيذ الاتفاق، وممارسة الضغوط عليهم للتوقف عن استغلال معاناة اليمنيين والبدء في تنفيذ اتفاق الحديدة». ويشكل اتفاق الحديدة، المهدد بالفشل بسبب تعنت الحوثيين، بارقة أمل لتحقيق السلام في اليمن الغارق في الصراع منذ استيلاء الميليشيات الحوثية على السلطة في صنعاء أواخر العام 2014. وواصلت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس، خروقاتها النارية لقرار وقف إطلاق النار في الحديدة الذي يسري منذ 18 ديسمبر بموجب اتفاق السويد.
وذكرت مصادر ميدانية في الحديدة لـ«الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي صعدت خروقاتها النارية، وحاولت مهاجمة مواقع تابعة لقوات المقاومة المشتركة التابعة للحكومة اليمنية ومتمركزة على الأطراف الشرقية والجنوبية الغربية للمدينة الساحلية.
وأوضحت المصادر أن المحاولات الهجومية للميليشيات على مواقع المقاومة المشتركة أدت لاندلاع اشتباكات عنيفة في محيط مدينة الصالح، شمال شرق الحديدة، وتخللها قصف مدفعي وصاروخي من قبل الحوثيين على مواقع قوات المشتركة بقيادة ألوية العمالقة والتي تمكنت من التصدي للميليشيات وإجبارها على التراجع.
وذكر مصدر عسكري في القوات المشتركة، أن ميليشيات الحوثي أطلقت نيران أسلحتها المتوسطة بكثافة على مواقع القوات المشتركة على خطوط التماس في منطقة كيلو 7 المؤدي إلى شارع صنعاء الرئيسي والممتد وسط المدينة الساحلية وصولاً إلى الطريق الساحلي.
كما قصفت الميليشيات الحوثية بالمدفعية الثقيلة مواقع متفرقة للقوات المشتركة وأحياء سكنية في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخرين، ووقوع أضرار مادية لحقت بالعديد من المنازل.
وجددت ميليشيا الحوثي قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع القوات المشتركة بقيادة ألوية العمالقة في مدينة التحيتا ومنطقة الجبلية بمديرية التحيتا الساحلية جنوب المحافظة، واستهدفت أيضاً مواقع تابعة لقوات العمالقة وأحياء سكنية في مدينة حيس جنوب الحديدة.
وأعلن الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي مقتل 119 مدنياً وإصابة 685 آخرين، بينهم نساء وأطفال، في أكثر من 2517 خرقاً لميليشيات الحوثي الانقلابية للهدنة منذ سريانها وحتى مساء الأربعاء الماضي.
وقال الناطق باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي «إن الجيش على أهبة الاستعداد لاستكمال التحرير والحسم العسكري لطرد الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران من مدينة الحديدة وموانئها وإنهاء معاناة المدنيين المختطفين الذين تستخدمهم الميليشيات رهائن ودروعا بشرية».
ولفت إلى التقدمات الميدانية التي حققتها قوات الجيش الوطني في جبهات القتال المشتعلة في كل من مديرية مريس شمال الضالع، ومديرية النادرة في محافظة إب، ومديرية عبس في محافظة حجة والقرى المحررة فيها، ومحوري باقم وكتاف في محافظة صعدة، ومحور تعز والمواقع الاستراتيجية التي حررتها قوات الجيش مؤخراً.
وتطرق الناطق باسم الجيش اليمني إلى الجرائم التي ترتكبها الميليشيات الانقلابية بحق الصحفيين والمدنيين المختطفين في سجونها وما يتعرضون له من أساليب تعذيب مختلفة، فضلاً عن جرائمها البشعة التي تمارسها من خلال تخزين المواد المتفجرة وسط الأحياء السكنية والتي تتسبب في وقوع العديد من الضحايا في أوساط المدنيين.
وتمكنت دفاعات قوات التحالف العربي من إسقاط طائرة مسيرة تابعة لميليشيات الحوثي الإيرانية أثناء تواجدها في سماء مدينة سيئون مركز وادي حضرموت، جنوب شرق البلاد.
وأفاد مصدر عسكري لـ«الاتحاد» بأن الدفاعات الجوية التابعة للتحالف تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة عقب رصدها في سماء سيئون وتم التعامل معها وإسقاطها في منطقة شحوح في ضواحي المدينة ، مضيفاً أن الانفجارات التي سمعت في أنحاء متفرقة من سيئون ناتجة عن المتفجرات التي كانت تحملها الطائرة.
وأشار المصدر إلى أن الطائرة التي أسقطت من الحجم الكبير مقارنة بالطائرات المسيرة الأخرى التي تم إسقاطها في جبهات القتال الأخرى، موضحاً أن الطائرة تم رصدها خلال الأيام الماضية وهي تقترب من مواقع عسكرية في وادي حضرموت قبل أن يتم إسقاطها عبر دفاعات التحالف العربي عقب اقترابها من المنطقة.
من جانبه أكد محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء ركن فرج سالمين البحسني، أن إسقاط الطائرة المسيرة الحوثية لم يخلف أية إصابات في صفوف قوات الجيش والأمن والمواطنين ، مشيرا إلى أن قوات التحالف العربي تمكنت من التعامل معها وإسقاطها في منطقة نائية.
وأكد أن قوات الأمن والجيش وبمساندة الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة السعودية مستعدة بشكل تام لحماية مواطني المدينة، مطمئناً مواطني حضرموت بأن الأوضاع تحت السيطرة ولا شيء يدعو للقلق والخوف.
أكد قائد غرفة العمليات الرئيسية بالجيش الوطني الليبي اللواء عبد السلام الحاسي لـ«الاتحاد» أن قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر تحرز تقدماً كبيراً في محاور القتال المختلفة للقضاء على الميليشيات المتمركزة في طرابلس، مشيراً إلى أن قوات الجيش ستفاجئ «الإرهابيين» بتحرك يضعفهم بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، وقال إن الميليشيات المسلحة تتحصن داخل العاصمة وتهدد حياة المدنيين، متهما المجلس الرئاسي الليبي بـ«سرقة أموال شعب ليبيا» وذلك بتخصيص ملياري دينار اعتمادات مالية للميليشيات المسلحة في طرابلس ومصراتة.
وحول الدعوات الدولية والأممية لوقف معركة الجيش في طرابلس، قال اللواء الحاسي إن قوات الجيش مستمرة في معركتها ضد الإرهاب ولن تستمع إلى أي أصوات أو دعوات لوقف العملية ولن تلتفت إلى تلك الدعوات مطلقا، وشدد على رفض قيادة الجيش التفاوض مع الميليشيات المسلحة أو الجماعات الإرهابية ومواصلة الجهود الرامية لتطهير ليبيا من الإرهابيين والميليشيات المسلحة. ونفى قطع خطوط الإمداد التي تصل إلى قوات الجيش من قاعدة الجفرة الجوية، متهما الميليشيات المسلحة بترديد أكاذيب وشائعات حول العمليات العسكرية للجيش في طرابلس، وتعتبر قاعدة الجفرة الجوية خط الإمداد الرئيسي إلى قوات الجيش الليبي التي تقاتل في طرابلس وسط تحركات تقوم بها ميليشيات مسلحة من مدينة مصراتة لقطع الإمدادات التي تصل إلى قوات الجيش.
وعلمت «الاتحاد» أن المدعي العام العسكري في ليبيا اللواء فرج الصوصاع أصدر أوامر بالقبض على رئيس المجلس الرئاسي وما يسمى حكومة الوفاق فائز السراج وأعضاء المجلس أحمد معيتيق وموسى الكونى وعبد السلام كجمان ومحمد عماري زايد وأحمد حمزة المهدي. في وقت أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي أن قوات الجيش تمكنت من القضاء على عشرات الإرهابيين المنتمين إلى تنظيمات داعش والقاعدة والإخوان، متهمة المجلس الرئاسي الليبي بتقديم الدعم المالي والعقائدي إلى هذه المجموعات الإرهابية.
بدوره، كشف قائد المنطقة الغربية العسكرية التابعة للجيش الليبي اللواء إدريس مادي لـ«الاتحاد» عن رصد غرفة عمليات تديرها دول إقليمية لتقديم الدعم اللوجستي والمالي إلى الميليشيات المسلحة المتمركزة في العاصمة، وأشار مادي إلى أن الأوضاع العسكرية في محاور القتال تسير بشكل جيد وسط تقدم كبير لقوات الجيش، مشيرا إلى انهيار الميليشيات المسلحة في محاور القتال المختلفة والتقدم الكبير لقوات الجيش الوطني التي دفعت بالمزيد من التعزيزات العسكرية من مدن المنطقة الشرقية والغربية باتجاه طرابلس للمشاركة في محاور القتال المختلفة خلال عملية التحرير والانقضاض على الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية لاستئصالهم بشكل كامل.
وأعلن فريق التدخل أثناء الطوارئ التابع لجمعية الهلال الأحمر الليبي في طرابلس عن إخلاء 16 عائلة من داخل الاشتباكات المسلحة في قلب منطقة السواني جنوبي طرابلس التي شهدت أمس معارك ضارية بين قوات الجيش الليبي والميليشيات المسلحة، فيما شنت طائرات تابعة لحكومة الوفاق غارات على مواقع للجيش في مدينة غريان بالجبل الغربي وفي قصر بن غشير وعين زارة.
وأعلن الجيش الليبي إسقاط طائرة حربية من طراز «إل 39» أثناء محاولتها الإغارة على قوات تابعة للجيش الذي أكد أن قواته تواجه بالأساس عددا من الميليشيات في طرابلس أبرزها كتيبة «ثوار طرابلس» بزعامة هيثم التاجوري وميليشيا «قوات الدرع» بزعامة هاشم بكر و«المجموعة المقاتلة» التي يقودها الإرهابي عبد الحكيم بلحاج و«غرفة ثوار ليبيا» وميليشيا صلاح بادي.
من جهته، قال قائد مجموعة مسلحة موالية لحكومة السراج «نشهد حالياً معارك كر وفر»، وأضاف «ما زلنا في طور الاستعداد. بالنسبة لنا لم تبدأ الحرب فعليا بعد». وأضاف «تدور المعارك بالمدفعية الثقيلة والقذائف..المطار اليوم على خط الجبهة..الوضع يشكل خطراً كبيراً عليكم». فيما قالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن القتال بين الجيش الوطني الليبي وقوات السراج أسفر عن مقتل 56 شخصا في العاصمة بينهم طبيبان وسائق سيارة إسعاف، إضافة إلى إصابة 266 آخرين خلال الأيام الستّة الأخيرة. وأضافت «أن آلاف الأشخاص فرّوا من منازلهم، فيما يجد آخرون أنفسهم عالقين في مناطق النزاع. وتستقبل المستشفيات داخل وخارج طرابلس يومياً ضحايا». وأشارت إلى أنها تزيد مخزونها من المعدات الطبية في المناطق حيث تدور فيها معارك. ونقل البيان عن ممثل المنظمة في ليبيا سيد جعفر حسين قوله «أرسلنا فرق طوارئ طبية لمساعدة المستشفيات الواقعة في الخطوط الأمامية في مواجهة عبء العمل ولدعم الموظفين في قسم الجراحة بالتنسيق مع وزارة الصحة».
إلى ذلك، أجلى الاتحاد الأوروبي من طرابلس أفراد بعثته بسبب اشتداد القصف، وقال مصدر أوروبي إن أعضاء بعثة المساعدة التابعة للاتحاد من أجل إدارة مندمجة للحدود في ليبيا، غادروا مؤقتا العاصمة للعودة إلى تونس حيث مقر البعثة، وشمل الإجلاء نحو عشرين شخصا. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني إن الاتحاد يعبر عن انشغاله للتطورات المقلقة جدا في ليبيا. وجددت دعوتها لأطراف النزاع من أجل وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية. مشددة على أنه لا حل عسكريا للأزمة في ليبيا.
من جهة ثانية، طلبت فرنسا من الاتحاد الأوروبي تعديل وتعزيز بيان بشأن موقفه من زحف قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر صوب طرابلس. ونفت أن تكون قد عرقلت بيانا للاتحاد بشأن ليبيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنييس فون دير مول إن فرنسا تريد تعزيز نص بيان الاتحاد في ثلاثة مجالات هي وضع المهاجرين ومشاركة جماعات خاضعة لعقوبات الأمم المتحدة المتعلقة بالإرهاب في القتال في ليبيا وسبل التوصل لحل سياسي تدعمه الأمم المتحدة. وكانت مصادر دبلوماسية قالت إن فرنسا عرقلت بيانا للاتحاد الأوروبي يدعو حفتر إلى وقف الهجوم على طرابلس.
وذكر نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو، أن إيطاليا ليس لديها أي نية لاستخدام القوة العسكرية للتدخل في الصراع الليبي، وقال «نستبعد تماما أي تدخل عسكري محتمل في ليبيا، لا اليوم ولا أي وقت مطلقا، مثلما نستبعد أي دعم محتمل حتى ولو غير مباشر للدول الأخرى». وقال «في ظل وجودنا في الحكومة لن تكرر إيطاليا تلك الأخطاء»، وأعرب رئيس الحكومة جوزيبي كونتي عن قلقه حيال خطر الأزمة الإنسانية في ليبيا وتداعياتها على حركات الهجرة، خصوصاً في اتجاه إيطاليا، وقال إن مواصلة المعارك وارتفاع عدد القتلى، الذي بات يُقدر بالمئات، وكذلك الجرحى والأشخاص النازحين، يُنذر بخطر ملموس لأزمة إنسانية تتطلب معالجتها بسرعة».
معروف أن تلميحات رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، لا يمكن أخذها على أنها مجرد رؤية عابرة، فهو عندما تحدث عن محاولته «إيقاف القرار الأمريكي بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كـ«منظمة إرهابية»، لكن واشنطن أصرت عليه، لم يطرح نفسه «فاعل خير»، وإنما بطلب محدد من إيران، وبعده طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني من عبد المهدي، رفض الالتزام بقرار واشنطن، فاكتفى عبد المهدي بابتسامته السلبية، وقال في مؤتمر صحافي: «أبلغت الجانب الإيراني رفضنا أن نكون ساحة للصراعات الإقليمية».
وفي السياق، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، ظافر العاني، إنّ اللجنة ستدرس الموضوع في أول اجتماع لها، ودعا الحكومة العراقية إلى أن تأخذه بجدية وأن تتعامل معه بحذر. وأعرب العاني عن اعتقاده بأنّ من مصلحة الشعب العراقي ألا تكون هناك أنشطة خارجية للحرس الثوري الإيراني، فقد كان هناك كثير من التمادي في الفترة الماضية من خلال التدخل في الشأن العراقي.
سرقة الجهود
ولم يخف الجانب الكردي استغرابه من محاولات إيران سرقة جهود وتضحيات الآخرين، وتجييرها لصالحها فقط، وكأنها الوحيدة في الساحة.
وأكد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني رشاد كلالي، أن إيران كان لها دور جيد في الدفاع عن إقليم كردستان إبان هجوم تنظيم داعش في عام 2014، فيما أشار إلى أن هناك دوراً مهماً أيضاً لأمريكا والتحالف الدولي بتقديم الدعم والسلاح للبيشمركة في تصديها للتنظيم، علماً أن الدعم الإيراني كان «مدفوع الثمن».
وقال كلالي إن «تنظيم داعش كان على بعد 10 كيلومترات عن مدينة أربيل، الأمر الذي بات يشكل خطراً على إيران، أي أن المساعدة في درء الخطر عن أربيل والسليمانية، كانت أيضاً لدرء الخطر عن إيران. وأضاف أنه على الرغم من فضل إيران، ولكن كانت هنالك تضحيات كبيرة للبيشمركة والمواطنين في كردستان بالدفاع عن مدنهم، مضيفاً، كما أن للأمريكان والتحالف الدولي الفضل أيضاً بتقديم الدعم والمستشارين والسلاح، والجميع ساهم في إنقاذ أربيل من السقوط، وليس إيران والحرس الثوري فقط.
ويأتي تصريح القيادي الكردي، على خلفية تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأن الحرس الثوري هو من أنقذ أربيل والسليمانية من السقوط في أيدي تنظيم «داعش».
ابتزاز وإرهاب
إلى ذلك، قال الأمين العام لحزب الأمة العراقية مثال الالوسي، إن الحرس الثوري الإيراني، نشر بشكل كبير فرق الميليشيات، والمتسترة شكلياً بمسميات مقدسة لا تمت في جوهر عملها بأية صلة للدين الحنيف والمعصومين الأطهار، مبيناً أن ميليشيات الحرس الثوري في العراق مارست طيلة السنوات الماضية عمليات الابتزاز والإرهاب.
وأضاف: نعلن ترحيبنا وتفهمنا وتأييدنا لقرار الولايات المتحدة الأمريكية المهم في منع الهوس والشعوذة والتمدد العدواني للنظام الإيراني والشبكات المسلحة الإرهابية التابعة للحرس الثوري الإيراني، كما ندعو النظام الإيراني إلى التعقل واحترام سيادة الدول وحرية الشعوب، والتوقف عن التدخل السافر في الشؤون العراقية والمنطقة حفاظاً على أمن الشعب الإيراني أيضاً، البريء من تلك التصرفات الإرهابية العدوانية لنظامه، مؤكداً أننا نجدد التذكير بحجم الخطر الإرهابي الكبير الذي تهددنا به زبانية ومرتزقة الجنرال قاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني في العراق.
من جهته قال زعيم تحالف القرار العراقي أسامة النجيفي في تصريح مكتوب نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، إن العاصفة ستضرب المنطقة بعد القرار الأمريكي، وعلى أصحاب السلطة العمل على ألا يكون العراق ساحة المواجهة وميدان المعركة التي ليس له فيها ناقة ولا جمل.
(البيان)