مذكرات "نادية مراد".. الفتاة الأخيرة تؤرخ صمودها ضدّ داعش
الخميس 23/مايو/2019 - 11:56 ص
طباعة
روبير الفارس
صدر عن دار التنوير للنشر موخرا الترجمة العربية لمذكرات نادية مراد تحت عنوان “الفتاة الأخيرة؛ قصَّتي مع الأسر ومعركتي ضدّ تنظيم داعش”، وهي المذكّرات التي ترجمتها إلى العربية نادين نصر الله، وكتبت مقدّمتها المحامية أمل كلوني التي تولَّت قضية نادية مراد.الكتاب يروي قصّة فتاة ولدت ونشأت في كوجو، وهي بلدة صغيرة في شمال العراق، حيث كانت تعيش حياة هادئة مع عائلتها الكبيرة في مجتمع إيزيدي، لا تتعدَّى أحلامها فيه، أن تصبح معلّمة تاريخ أو أن تفتح صالون تجميل خاصّ بها.
في 15/8/2014، ونادية لم تتخطَ بعد الحادية والعشرين من عمرها، ارتكب مسلّحو داعش مجزرة في بلدتها، وقتلوا الرجال والنساء اللواتي في سن لا يسمح لهن بالعمل جاريات، وهكذا قتل ستة من إخوة ناديا، وأمّها، ودُفنت جثثهم في مقابر جماعيّة. ونُقلت ناديا إلى الموصل، وأجبرت مع آلاف الفتيات الإيزيديات على الخضوع لداعش ليتم بيعهنّ.تعرّضت نادية للاغتصاب والضرب مرّات. لكنّها تمكّنت أخيرًا من الهرب عبر شوارع الموصل، ووجدت ملاذاً لها في منزل عائلة مسلمة خاطر أحد أبنائها في تهريب ناديا كي تبلغ برّ الأمان.اليوم؛ قصَّة ناديا، شهادة حيّة على إرادة إنسانيّة تأبى الانكسار، ودعوة الدول للتحرك وحماية حماية مجتمع يتعرّض للإبادة.
ونادية مراد التى تحولت الي ايقونة في التحدي لتنظيم داعش المتوحش
نادية مراد باسي طه ولدت عام 1993 هي ناشطة إيزيدية عراقية من قرية كوجو في قضاء سنجار، تم اختيارها في العام 2016 سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة و. حصلت على جائزة نوبل للسلام في 5 أكتوبر، 2018.
كانت نادية إحدى ضحايا تنظيم داعش الذي قام بأخذها لتكون سبية عندهُ بعد أن تمكنَ من احتلال منطقتها وقتل أهلها في القرية من بينهم أمها وستة من أشقائها، لكنها بعد فترة استطاعت الهرب من قبضة داعش لوجهة آمنة قبل ترحيلها إلى ألمانيا لتتلقى العلاج من الأذى الجسدي والنفسي الذي تعرضت له من قبل داعش بما في ذلك الاغتصاب الجنسي والعنف وكافة أنواع التنكيل. وتحولت الي رمز عالمي في الصمود وعن طريق المقابلات التلفزيونية واللقاءات الدبلوماسية من ذلك خطابها في مجلس الأمن الدولي، واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لها ودعواتها للمشاركة في منتدي الشباب وايضا لقائها مع شيخ الأزهر أحمد الطيب في شهر ديسمبر 2015، عرف العالم كله قصتها مع التنظيم التى تحملها سطور هذا الكتاب وقد زارت نادية مراد كذلك كل من هولندا والسويد وفرنسا والمملكة المتحدة و إيطاليا، للمطالبة بتحرير المختطفات الإيزيديات لدى تنظيم داعش ولحماية حقوق المرأة والطفل في جميع أنحاء العالم.
أسرها
دخلت قوات داعش عندما كانت طالبة في عمر التاسعة عشر لقريتها كوجو في سنجار، شمال العراق واحتلها، وجمع مقاتلو داعش الأقلية الإيزيدية في القرية وقتلوا 600 شخص إيزيدي، من ضمنهم ستة من إخوان نادية وإخوان غير أشقاء، وأمها، وأخذوا النساء الشابات كجواري. كانت نادية في تلك السنة ضمن أكثر من 6,700 امرأة إيزيدية اخذن كسجينات في قبضة داعش في العراق. قالت نادية أنها كانت جارية في مدينة الموصل حيث ضربت وحرقت بواسطة السجائر وأغتصبت عندما حاولت الهرب إذ كانت قادرة على الهرب من أسرها فلم يكن البيت مقفلاً، لتستمر ستة أشهر في قبضة داعش.
استطاعت نادية الهرب بمساعدة عائلة مسلمة كانت تقيم عندها، فهذه العائلة كانت قادرة على تهريبها بشكل غير قانوني من الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش، وحصلت من خلالهم على هوية مكنتها من دخول مخيم للاجئين في دهوك، شمال العراق. ثم اتصلت بمنظمة تساعد الأيزيديين أتاحت لها الالتحاق بشقيقها في ألمانيا.
قلب المعاناة
في 16 ديسمبر، 2015، تكلمت ناديا مراد في مجلس الأمن عن مسألة الإتجار بالبشر في النزاعات والحروب، وقد تحدثت عن أسرها واغتصابها وقالت أنها قد استعبدت وبيعت وتأجرت لعشرات المرات في الموصل وتلعفر والحمدانية لمدة ثلاث أشهر، وفصلت عن أمها وأخواتها، ولم ترى أمها حتى هذه الحظة، وأنها كانت مرغمة على ارتداء ملابس غير محتشمة ووضع مساحيق تجميل، وأن مشاهد إجهاض النساء واغتصاب القاصرات وفصل الأطفال الرضع عن أمهاتهم، لم تمح من مخيلتها، وكيف أنها جردها سجانها من ملابسها قبل أن يقدما إلى مجموعة من عناصر تنظيم داعش الذين تناوبوا على اغتصابتها حتى فقدت الوعي. وطالبت بالقضاء على داعش نهائياً ومساعدة الإيزيدية، ومحاسبة الإرهابيين، وقالت أنها تقيم في إلمانيا وتتلقى علاجاً نفسياً وجسدياً.
أعلنت المحامية أمل علم الدين، في سبتمبر 2016، أنها ستمثل نادية مراد كموكلة في قضيتها القانونية ضد قادة داعش، حيث أنها أرادت أن تحاكم قادة داعش وتفضحهم، وقالت أن القصف وحدة لا يكفي ويجب على العالم أن يعرف جرائمهم.
وفي سبتمبر عام 2016، عينها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، رسمياً كسفيرة للنوايا الحسنة من أجل كرامة الناجين من الإتجار بالبشر، وقالت المنظمة أن هذا التعيين الرسمي، التي جرت وقائعه في المركز الرئيسي للمنظمة في نيويورك، يمنح للمرة الأولى لأحد الناجين من الفظائع.
الجوائز
في يناير 2016، رُشحت من قبل الحكومة العراقية لجائزة نوبل للسلام.
في سبتمبر 2016، عينتها الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة لمكافحة المخدرات والجريمة
في عام 2016، حصلت على جائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان من مجلس أوروبا.
في عام 2016، حازت على جائزة سخاروف لحرية الفكر مناصفة مع مواطنتها لمياء حجي بشار.
في 5 أكتوبر 2018 أعلن عن فوزها بجائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي.
تزوجت نادية مراد في شهر أغسطس عام 2018 من العراقي عابد شمدين في ألمانيا.