تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الأحد 26 مايو 2019.
«الشرعية» تحرر 11 موقعاً في «قعطبة» وتتقدم في صعدة
سيطرت قوات المقاومة المشتركة في محافظة الضالع على أكثر من 11 موقعاً على أطراف مديرية «قعطبة» بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، كما سيطرت على مواقع جديدة في مديرية الحشوة بمحافظة صعدة، ولقي أكثر من 13 حوثياً مصرعهم وأصيب العشرات في مواجهات عنيفة مع قوات الشرعية شمال مدينة تعز، جاءت هذه التطورات فيما تواصل الميليشيات خرق الهدنة الإنسانية في محافظة الحديدة بالتزامن مع مساعي الأمم المتحدة لإحلال السلام عبر لجنة إعادة الانتشار.
وذكرت مصادر ميدانية في الضالع، أمس، أن قوات المقاومة المشتركة بدأت عملية عسكرية جديدة لتحرير أطراف مديرية «قعطبة» في شمال غرب المحافظة، وأنها تمكنت من التقدم باتجاه المناطق الحدودية مع محافظة إب المجاورة، مشيرة إلى أن القوات المشتركة تمكنت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من تحرير أكثر من 11 موقعاً من ميليشيات الحوثي التي تكبدت قتلى وجرحى بالعشرات. وأضافت المصادر أن القوات المشتركة حررت مواقع «سدر، يمر، غول زيد، غول الحاج علي، لكمة ثعلان، غول الدواب، ووادي وتباب دبيان»، بالإضافة إلى مواقع «قرن الزريبة، مقاسم عصيد، وتبة خزان شخب». وكانت قوات المقاومة المشتركة سيطرت أمس الأول، على المرتفعات المطلة على منطقة «شخب» غربي «قعطبة» على الطريق المؤدي إلى محافظة إب. وأكد مصدر عسكري أن القوات المشتركة أسرت العديد من عناصر الميليشيات خلال المعارك الأخيرة في «قعطبة».
وفي السياق ذاته، تواصل ميليشيات الحوثي لليوم السادس على التوالي فرض حصار خانق على عدد من القرى والمناطق في مديرية «حجر» شمال غرب محافظة الضالع. وأشار مصدر ميداني إلى أن الميليشيات المتمركزة في منطقة «باجة» الاستراتيجية في «حجر» تفرض حصاراً مطبقاً على المئات من الأسر الموجودة في مناطق «حجر السفلى» التي تضمن مناطق «الفجرة والغيل ووادي مطر»، وتمنع وصول المواد الغذائية والعلاجية والوقود إليهم.
وأضاف المصدر أن الميليشيات أقدمت على قطع مياه الشرب عن مناطق «حجر العليا»، خصوصاً مناطق «لكمة الدوكي وحبيل السوق وسناح» التي يجري تموينها من منطقة «باجة». وأوضح المصدر أن ميليشيات الحوثي تسيطر على الحوض المائي ومشروع مياه الضالع الإسعافي في منطقة «باجة»، موضحاً أن الميليشيات قامت بقطع مياه الشرب الواصلة من مناطقهم. وأكد أن الميليشيات تقوم بعملية قصف عشوائي ومكثف على منازل الأهالي في «حجر» في ظل الحصار المفروض عليهم منذ أيام وسط نزوح للعشرات من الأسر إلى مناطق آمنه في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمرون بها.
وفي محافظة تعز، لقي أكثر من 13 عنصراً من ميليشيات الحوثي الإرهابية مصرعهم، أمس، وأصيب العشرات في مواجهات عنيفة مع الجيش اليمني شمال مدينة تعز. وقال مصدر عسكري في اللواء 170 دفاع جوي، إن وحدات من اللواء هاجمت مواقع الميليشيات الانقلابية وتمكنت من السيطرة على محطة «الجهيم» والمباني المحيطة والتي تمثل أحد أهم الخطوط الدفاعية للميليشيات شمال المدينة. وأضاف أن مدفعية الجيش تمكنت من استهداف عدد من المواقع المحصنة وتدميرها بالكامل وأن المواجهات لا تزال مستمرة في مناطق «الحرير والأربعين» وبمختلف أنواع الأسلحة.
وقتل 4 مدنيين في انفجار لغم من مخلفات ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، في مديرية «المخا» غربي محافظة تعز. وذكرت مصادر محلية، أن 4 مدنيين كانوا على متن دراجة نارية، انفجر بهم لغم في إحدى مزارع منطقة «دار الشجاع»، وأدى إلى مقتلهم جميعاً.
وفي السياق ذاته، قتل طفل برصاصة قناصة ميليشيات الحوثي في مديرية «مقنبة» غربي المحافظة ذاتها. واستهدف قناص حوثي الطفل مدين أحمد العفيري «14 عاماً»، في منطقة «العارضة عفيره» في مديرية «مقبنة»، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وفي تعز أيضاً، اختطف مسلحون مجهولون، أمس، قائد قوات الشرطة العسكرية في المحافظة العميد جمال الشميري أثناء مروره في طريق رئيسي في منطقة «المقاطرة» التابعة لمحافظة لحج المجاورة واقتادوه إلى مكان مجهول.
وأفاد مصدر عسكري لـ«الاتحاد» بأن مسلحين مجهولين نصبوا كميناً لسيارة العميد جمال الشميري أثناء مروره مع أفراد أسرته من طريق سائلة المقاطرة القريبة من مديرية «طور الباحة» بمحافظة لحج، موضحاً أن المسؤول العسكري كان برفقة أفراد أسرته ومتوجهين نحو مدينة عدن من أجل الاستعداد للسفر إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة.
وأشار المصدر إلى أن المسلحين قاموا باعتراض السيارة وسط إطلاق نار كثيف قبل أن يقوموا باختطاف العميد جمال الشميري واقتياده إلى مكان مجهول، موضحاً أن التحقيقات مستمرة لمعرفة الجهات والعناصر التي تقف وراء عملية الاختطاف. ووفقاً للمصدر فإن عائلة قائد الشرطة العسكرية تم إيصالها إلى مقر اللواء الرابع مشاة جبلي التابع للجيش اليمني، في حين لا يزال مصير المسؤول العسكري مجهولاً وكذلك مكان احتجازه والجماعات الواقفة خلف عملية الاختطاف.
إلى ذلك، فرضت وحدات من الجيش اليمني مسنودة بمقاتلات التحالف العربي سيطرتها على مواقع جديدة في مديرية «الحشوة» بمحافظة صعدة. وقال مصدر عسكري، إن «وحدات الجيش شنت عملية عسكرية سيطرت خلالها على جبال القاهرة والتباب المحيطة بها، وأطبقت الحصار على جبل القناصين والسيطرة النارية عليه، فيما تكبدت ميليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران خسائر فادحة في الأرواح والعتاد».
لحج: عودة الحوثيين للمحافظة مستحيلة
أكد مدير أمن محافظة لحج العميد صالح السيد، أن قوات الجيش والأمن والمقاومة وبدعم من التحالف العربي لن تسمح بعودة ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران إلى محافظة لحج واحتلالها من جديد. وقال إن قوات الأمن والجيش والمقاومة ومن خلفهم أبناء لحج صامدون على طول جبهات القتال الأمامية ضد الميليشيات ولن يسمحوا بأي تقدم أو تحرك نحو محافظتهم المحررة، لافتاً إلى أن لحج انتفضت في وجه الحوثيين وتحررت بدعم التحالف العربي واليوم تعيش أوضاعاً مستقرة غير مسبوقة، خصوصاً في الجانب الأمني الذي شهد تطوراً وتحسناً كبيرين في ترسيخ الأمن والاستقرار واستتباب الأوضاع.
وقال العميد صالح السيد في اجتماع موسع لقادة الكتائب في إدارة أمن لحج والحزام الأمني: «سنعمل على الحفاظ على وحدة الصف في أجهزتنا الأمنية وعدم السماح لأي مظاهر مسلحة في المحافظة خارجة عن النظام والقانون»، مؤكداً أن «ميليشيات الحوثي والعناصر الإرهابية تتربص بمحافظة لحج وتحاول جاهدة إرباك الأوضاع لخدمة أجندتها المشبوهة والمفضوحة وإدخال لحج في نفق مظلم».
قائد غرفة عمليات المنطقة الغربية لـ «الاتحاد»: خلافات بين ميليشيات طرابلس حول توزيع الأسلحة التركية
كشف اللواء عبد السلام الحاسي، قائد غرفة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الليبي، لـ«الاتحاد»، عن خلافات بين الميليشيات المسلحة على توزيع الآليات والمعدات الواردة من تركيا، مؤكداً نشوب صراعات بين المسلحين على الآليات والمدرعات وتناحر فيما بينها. وقال الحاسي إن الطيران الحربي الليبي استهدف مقر معسكر النقلية الذي يتمركز فيه قادة ميليشيات مسلحة، نافياً ما رددته وسائل إعلام باستهداف فندق ريكسوس. وقال القيادي البارز في الجيش الليبي إن المدفعية الثقيلة للميليشيات المسلحة استهدفت فندق ريكسوس لتشويه الحقائق وترويج الأكاذيب ضد الجيش الليبي. ووصف اللواء إدريس مادي، قائد المنطقة العسكرية الغربية، ما يروج له إعلام حكومة الوفاق باستهداف فندق ريكسوس بأنه «مسرحية»، مؤكداً أن طيران الجيش الليبي استهدف آليات مسلحة لميليشيا «غنيوة الككلي» المتمركزة في الجانب الغربي لحديقة الحيوان، وتحديداً في منطقة تبعد عن الجانب الشرقي للحديقة بمسافة لا تقل عن 400 متر.
وكشف اللواء إدريس مادي في تصريحات لـ«الاتحاد» عن استهداف الميليشيات المسلحة فندق ريكسوس بعد غارة للجيش الليبي على مواقعها، وذلك لإحداث بلبلبة في الرأي العام المحلي والدولي، وإثارته ضد القوات المسلحة الليبية، وذلك بترويج أكاذيب بأن الفندق هو مقر لمجلس النواب الليبي، مضيفاً «الفندق لم يوجد به أعضاء في البرلمان، وريكسوس ليس مقر البرلمان، وما يروجون له لعبة خاسرة». وكان مجمع في وسط العاصمة الليبية يجتمع فيه نواب موالون للميليشيات ولحكومة الوفاق تعرض لقصف تسبب بأضرار مادية من دون تسجيل خسائر بشرية، فيما اتهمت السلطات التابعة لحكومة الوفاق قوات الجيش الوطني باستهداف المقر.
ميدانياً، بحسب الجيش الليبي تتقدم قواته في جنوب وشرقي طرابلس، فيما تتراجع الميليشيات المسلحة، إلى جانب استعادة السيطرة على معسكر اليرموك ومعسكر النقلية بعد معارك عنيفة. وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي، إن الجيش الليبي يتقدم في المحاور كافة، وأهمها محور طريق مطار طرابلس الدولي، مؤكدة تكبيد الجماعات المسلحة العديد من الخسائر، ما أجبرهم على الفرار وترك مواقعهم.
وكثف سلاح الجو الليبي من غاراته الجوية على تمركزات المسلحين في ضواحي طرابلس، ونفذ أكثر من 10 غارات جوية على الميليشيات، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين. وكشفت تقارير صحفية ليبية عن مقتل الإرهابي محمد بن دردف الملقب بـ«البابور» وهو أحد أخطر الإرهابيين المنتمين لتنظيم «أنصار الشريعة» والذي شارك في الهجوم على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي عام 2012. وكان المدعي العام العسكري الليبي قد أعلن مطلع العام الجاري قائمة بأسماء عدد من المطلوبين المتورطين في قضية مقتل السفير الأميركي ببنغازي، كان من بينهم الإرهابي محمد بن دردف. إلى ذلك، قال متحدث عسكري باسم حكومة الوفاق إن طائرات حكومة الوفاق نفذت 6 غارات جوية على تمركزات للجيش الليبي في محور الأحياء البرية.
اعترافات ترصد رحلة تحول متورطين عـرب وأجانب من أسوياء إلى إرهابيين.. كيف جندوني؟
رحلة في عقل «داعشي» هي رحلة محفوفة بالمخاطر.. السؤال الرئيس الذي يرافقك، وأنت تستمع لقصص واقعية من شهود عيان يتحدثون عن «دواعش» يحملون جنسيات غربية في السجون وشهاداتهم، هو «كيف نجح أبناء الشيطان في تجنيد هؤلاء الشباب»؟!
«س» الشاب الطاجيكي الداعشي الموجود في أحد مراكز الاحتجاز، أحد الأمثلة التي يمكن أن تحمل كافة التفسيرات لتجنيد الأجانب في تنظيم «داعش» الإرهابي من الحرمان والعقد النفسية ودور مواقع التواصل الاجتماعي والبحث عن دور ولو دور «الشيطان».
الداعشي الطاجيكي «س» كانت مهمته تدريب الإرهابيين العرب على صناعة المتفجرات في سيناء، كان يحمل كافة الإجابات والتي يمكن تلخيصها في كلمة واحدة «الجنون».
بشعره الأشعث، وملامحه البيضاء التي تحولت للاصفرار بسبب حرارة شمس سيناء، لم يتحدث في شيء خلال القبض عليه سوى أنه يفعل كل ذلك لإيمانه بما قيل له حول «الحور العين» خاصة أنه كان يعاني في حياته من أزمات نفسية في التعامل مع الفتيات في بلاده على الرغم من نيله شهادة جامعية في مجال الكيمياء.
عندما شرع في الحديث عن مراحل انضمامه للتنظيم الإرهابي وأسباب انتقاله من طاجيكستان إلى الجبال الوعرة في سيناء، أشعل سيجارته التي بررها بأنها ليست حراماً لأنه لا نصاً دينياً في ذلك.
ويقول «س» إنه كان مدمناً لمواقع التواصل الاجتماعي وسعى لتعلم اللغة العربية لإتمام دراسته في أحد معاهد اللغة العربية، وخلال تعلمه اللغة العربية عبر المنتديات وتطبيق تليجرام تعرف على شاب يعرفه باسم «أبوالعز المهاجر».
كان أبوالعز المهاجر يقضي الساعات في تعليم «س» اللغة العربية يومياً عبر تعريفه بالحروف الأبجدية وتعليمه قراءة القرآن ووسط الدروس كان يرسل له صوراً للحروب ولمسلمين يقتلون في العالم.. وبعد شهرين من التعارف أبلغه «أبوالعز المهاجر» بأنه قام بتأمين زيارة إلى سيناء ليكمل تعلم اللغة العربية وليشارك في مواجهة «الطواغيت».
وبعد أيام وعبر رحلة خطرة، انتقل «س» من طاجيكستان إلى سيناء وهناك تحول من شاب عادي يجلس أمام الكمبيوتر طول اليوم في عزلة إلى «بطل»، حيث استقبله أعضاء تنظيم «داعش» بحفل كبير على طريقتهم وصوروا له أنه أصبح «بطلاً» ووفروا له الشعور بالانتماء لجماعة أكبر منه ليخرج من عزلته المجنونة إلى الشعور بالأهمية وبالانتماء للمجموعة، شعور شبيه بشعور التائه في الصحراء الذي تحتضنه «عصابة» لتوفر له الأمان الوهمي والشعور بالجماعية.. وهكذا كان سهلاً أن يحمل «س» بندقية آلية أميركية الصنع ماركتها AR 15 ليقاتل الأمن المصري وبعدها يصبح مدرباً للإرهابيين الجدد.
عندما تترك «س» ليواجه عقابه المحتوم على قتل والمساهمة في قتل العشرات من المصريين، تفكر كثيراً كيف تحول هذا الشاب إلى إرهابي وقاتل ومازال يحمل ابتسامة ويعيش في وهم أن في انتظاره «الحور العين» وأن طاعة قادته من الإرهابيين هي طريقه إلى «الجنة».
ويقول مايكل روبي، الباحث في معهد انتربرايز الأميركي للأبحاث السياسية العامة، لـ«الاتحاد»: إن الجماعات الإرهابية تستخدم العنصر النفسي في تجنيد الشباب، حيث إن العديد من الإرهابيين يسعون إلى وهم المجد. ويضيف روبي أن الجماعات الإرهابية، مثل الطوائف أو الشبكات الإجرامية، تمكن الأشخاص من الشعور الوهمي بالمجد وبالقوة والبطولة، مشيراً إلى أنه غالباً ما يكون قادة الإرهاب من المتلاعبين النفسيين البارزين الذين يمكنهم من إدارة أي عدد من عمليات الاحتيال أو المؤسسات الإجرامية.
وهم البطولة أم الأموال؟
قد تكون الإجابة عند «ديفيد سام» الشاب الانجليزي الذي كان شغوفاً بالحصول على الأموال. سام كان يعمل في شركة سورية يتقاضى منها راتباً خياليا بالنسبة لفرصه المحدودة في إنجلترا بسبب ضعف مؤهلاته.
بعد فترة من اندلاع الحرب الأهلية والاضطرابات في سوريا، انخفض راتب سام فأصبح صديقه بالشركة يساعده شهريا بالأموال.. وعبر مد خيوط «صداقة المال»، بدأ الصديق يتحدث مع سام حول أن ما يفعله «داعش» ضد الجنود السوريين هو خير للسوريين وجذبه لزيارة الرقة حيث عرفه بأعضاء التنظيم الإرهابي وهناك وجد سام أموالاً بلا عمل.
وبعد أشهر في الرقة والحصول على راتب شهري كبير من «داعش» بدأ سام يحمل السلاح ويتدرب على القتال سعياً لزيادة دخله والحصول على امتيازات أكثر ليجد نفسه «داعشياً» ويصبح من المستحيل التراجع ليتحول إلى إرهابي حتى لحظة القبض عليه ليجد نفسه أمام الحقيقة وهي أنه أصبح قاتلاً محترفاً أو بمعنى أدق «مرتزقاً» في صفوف «داعش».
ولكن دراسة لجامعة بيركلي الأميركية أشارت إلى أن عنصري الفقر والجهل لم يعدا عامل الحسم للتجنيد في «داعش»، بل أصبح عنصرا التعليم والغنى هما المعيار الآن والنموذج، والأمثلة: أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ومحمد عطا والآن «داعش». وبحسب الدراسة فإن أغلب الشباب الذين يتم اختيارهم على درجة عالية من التعليم وإتقان العديد من اللغات مع الوضع المادي الجيد، مما يجعل طريق الاختراق لعقول هؤلاء الشباب هو ضحالة أو غياب الثقافة الدينية لديهم والبحث عن تحقيق مجد شخصي.
غسل الدماغ
«عيسى»، الداعشي الألماني الجنسية من أصول تركية، هو تعبير عن عملية غسل الدماغ الاحترافية التي يقوم بها عناصر «داعش».
عيسى أو «أبو زينب» كان يداوم على التبرع لجمعية أهلية تركية في ألمانيا ترسل أموالاً تحت غطاء مساعدة السوريين.. وبعد أشهر من عمليات التبرع المتكررة اصطاده مسؤول في الجمعية يدعى داوود وأجرى اتصالاً به وطلب منه الحضور وإجراء مقابلة ليشكره على تبرعاته رغم أنها ضئيلة للغاية.
في اللقاء عرض داوود على عيسى مواد مصورة للحالات الإنسانية في سوريا وتحدث معه عن ضرورة الدفاع عن أطفال المسلمين والوقوف ضد الطغاة. ويقول عيسى إنه لم يقتنع بالفكرة عند الوهلة الأولى وأنه كان يرى من غير المنطقي أن يذهب شخص إلى بلد آخر لا يعرف أحداً فيها ولا يتكلم لغتهم ليحارب.
ولكن داوود لم ييأس، فقد كرر المقابلة مع عيسى أربع مرات مستخدماً كافة الحيل النفسية وأغراه بفيديوهات لفرنسيين وألمان يعيشون في سوريا وكيف أنهم يمثلون «الأبطال» هناك.. وتحت الإغراء والضغط النفسي قرر عيسى أن يقوم بالمغامرة وينتقل إلى سوريا ولو لبعض الوقت.
ووصل عيسى إلى سوريا في 2014 ليعمل في الإسعافات الأولية وبعد وقت قصير وجد نفسه يحمل السلاح ويقوم بمناوبة على الحدود. بعد وقت طويل من الحياة في سوريا ومشاركته في الفاعليات أصبح عيسى «داعشياً» ليذهب إلى الرقة ويتزوج من فتاة ألمانية يقول إنه لم يحلم بالزواج بمثلها في ألمانيا قبل الانضمام للتنظيم الإرهابي.
ولكن حلم عيسى تبدل إلى كابوس مع انهيار الدولة المزعومة في الرقة، حيث وجد نفسه مجبراً على الهرب إلى دير الزور ولكنه سرعان ما ألقي القبض عليه في منتصف 2017، ليعترف بجرائمه ويبدي الندم على التورط في هذه المغامرة «القاتلة».
ويقول اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني المصري، من مشاركته في التحقيق مع مئات الإرهابيين خلال عمله اكتشف أن تنظيم «داعش» لديه آلة إعلامية جيدة، تنتج أفلاماً قادرة على «غسل الدماغ» في المقابل فإن الإعلام العربي لم ينجح بعد في صنع آلية لمواجهة هذه الآلة الداعشية في الإعلام، مشدداً على أن بداية مقاومة الإرهاب تكون عبر الإعلام بمواجهة أفكارهم المتطرفة وتفنيد أكاذيبهم التي تبث في آلتهم الإعلامية.
ويشير الباحث الأميركي مايكل روبي إلى أن الاستراتيجية الأبرز في محاربة تجنيد الشباب للجماعات الإرهابية، هي «السخرية»، موضحاً أن الفنان المصري عادل إمام شكل سلاحاً قوياً ضد الإخوان والجماعات الإرهابية في أفلامه السينمائية بالسخرية منهم وكشف حقيقتهم.
ذئاب منفردة
«التكفير عن الذنوب» هو مدخل شهير ومعروف لتنظيم «داعش» لغسل الأدمغة، والداعشي التركي «يسر» يمثل أحد هذه النماذج. يسر ولد في جنوب تركيا بالقرب من الحدود السورية، يحكي قصته مع «داعش» ويقول: «كان صديقي يقنعني طوال الوقت بوجود الكفر والذنوب في كل مكان، وكنا نتجول فيشير بيده إلى كل شيء ويقول إنه ليس من الإسلام، وإن الإسلام لابد أن يكون له دولة كاملة بحدود وأرض جديدة وإنها الآن يتم التمهيد لها في سوريا والعراق».
ويضيف يسر (المعتقل حاليا لدى قوات سوريا الديمقراطية) إن الفترة التي سبقت دخوله في تنظيم «داعش» كان يتبنى فيها أفكاراً تقوم على أنه لن يستطيع التكفير عن ذنوبه إلا بالبعد عن المجتمع المليء بالذنوب. وأنه بالتدريج اقتنع بأن الحل في «داعش».
ويقول يسر إن التأثير على ذهنه استمر حتى بعد انضمامه لـ«داعش» في سوريا، حيث أقام في «مضافة» بمدينة جرابلس السورية فور عبوره من الأراضي التركية (المضافة هي معسكر يقيم فيه المنضمون إلى التنظيم حديثاً حتى يحصلوا على دورات ليكونوا جاهزين للتعايش مع عناصر التنظيم الإرهابي).
ويضيف يسر أنه خلال وجوده مع «الدواعش»، كانت قياداته تضغط عليه ليكون أكثر ارتباطاً بالتنظيم ولا يمكنه مغادرته. فالزواج أحد أكثر الأمور التي تجعل الشخص يرتبط بالمكان، زوجة ليس لها ذنب في شيء، على الأغلب تم أسرها وأصبحت جزءاً من التنظيم، تفكر في نفس ما يفكر فيه ويسيطر عليها هاجس الخوف من الموت في حالة محاولة الهرب من التنظيم، وأحيانا طفل من لحمك ودمك، لكنه ابن للتنظيم وليس لك على أي حال من الأحوال، كلها أمور كانت تسيطر على العقل والنفس، وما كان معها إلا الاستمرار داخل التنظيم.
ويشير اللواء نور الدين إلى أن «الدواعش» الذين قابلهم في التحقيقات كان أغلبهم يعانون من ضعف الشخصية على عكس ما يتم ترويجه في إعلام «داعش»، إلى جانب مرور أغلبهم بظروف صعبة كقصة حب فاشلة، بالإضافة إلى وجود وسائل إغراء عديدة منها الأموال وجهاد النكاح وغيرها من العوامل التي على رأسها وجود حب لدى أشخاص معينين للقتل والبلطجة.
ويؤكد عمرو عبد المنعم، الباحث في شؤون الجماعات الأصولية لـ«الاتحاد» أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد أخطر عوامل تنظيم «داعش» الإرهابي في غسل مخ عناصره الجدد، والذين يكونون عبارة عن ذئاب منفردة، والتي انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وأدت إلى تنفيذ عمليات إرهابية في أكثر من مكان حول العالم، بالشكل الذي يوحي بأنها منفذة بنفس الطريقة والأسلوب.
واحدة من العشرات اللائي تم غسل أدمغتهن وتجنيدهن في تنظيم داعش الإرهابي «إلينا فختسلام»، فتاة عشرينية ولدت في مدينة هامبورج بألمانيا، تتواجد الآن في مخيم عين عيسى الواقع بالقرب من الرقة في سوريا داخل أحد السجون التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وتشعر بأنها تورطت في الدخول إلى تنظيم «داعش».
وتقول إلينا عن قصة انضمامها وتجنيدها إنها كانت من خلال إحدى صديقاتها المسلمات في مدينة هامبورج الألمانية، والتي كانت تؤثر عليها بشكل مباشر من خلال مرافقتها مع مجموعة من الفتيات الألمانيات اللواتي اقتنعن بالدين الإسلامي، ولكن هذه الأنثى تم استغلال حساسيتها الشديدة تجاه قتل المدنيين في المدن السورية خلال الثورة، لتقعنها صديقاتها بضرورة الجهاد من خلال رعاية الأطفال اليتامى في سوريا، لتصبح في النهاية «داعشية».
وتشير الفتاة الألمانية إلى أنها يومياً كانت ترسل لها صديقتها صوراً لمجازر ضد الشعب السوري وهو ما أثر على حالتها النفسية والذهنية والشعور بالذنب تجاه الأطفال الأبرياء، موضحة أنها بدورها بعد فترة وجيزة قامت بإقناع صديقها بمساعدة الأطفال في سوريا والمدنيين الأبرياء، ليذهب هو إلى سوريا، ثم يطلب منها المجيء، ليتورطا في التنظيم فانضما إلى جبهة النصرة ومنها إلى «داعش».
وتقول إلينا (في اعترافاتها) إنها كانت تحضر جلسات تنظم فيها محاضرات تعرض مشاهد بشعة لأجساد أطفال ومدنيين متقطعة، وتعلمهم كيفية التعامل مع المصابين والأطفال، وتبلغهم بأن هذا العمل هو كالقتال من أجل الإسلام.
الأمر أشبه بحاسوب، من يقوم بضمك يعرف أنك ستضم غيرك، لديهم كافة الطرق الإقناعية التي نفذوها آلاف المرات ونجحت بالفعل في اصطياد عديد الأشخاص الذين كان كل منهم لديه شيء يبحث عنه، وما كان منهم سوى إلقاء اللقمة السائغة لصيدهم، والتي يتلقاها غالباً بكل سهولة، ليصبح جزءاً من التنظيم الأكبر في تنفيذ المخططات الإرهابية، بينما يبقى الخروج شيئاً من الجحيم.
لعبة نفسية
يحلل الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس السياسي، الظاهرة خلال حديثه لـ «الاتحاد» مؤكداً أن تنظيم داعش يلعب دائمًا على المراهقين المضطربين نفسياً أو يعانون من تفكك أسري وكذلك الذين تميل شخصياتهم إلى الاستعراض حتى ينشروا أفكارهم، ويلعبون أيضاً على المثليين جنسياً ويعدونهم بالجنة والغفران وأن كل ما مضى من حياتهم سيغفره لهم الله إذا استشهدوا أو جاهدوا في سبيل الله.
وأضاف فرويز أن التنظيم الإرهابي يستقطب فئات تبلغ من العمر 12 عاماً إلى 33 عاماً، لأن هذه المرحلة العمرية من السهل أن تضطرب فيها الأفكار، والبعض منهم يكون من السهل إلحاده (عدم إيمانهم بإله) خاصة في المجتمعات المنفتحة ومن هنا يكون من السهل أن يتطرف وهي لعبة نفسية شهيرة.
ويتفق إسلام الكتاتني، وهو قيادي إخواني منشق عن جماعة الإخوان الإرهابية مع تحليل فرويز، منوهاً بأن الاستقطاب يتم إلكترونياً ويستهدف فئات المراهقين خاصة المشردين منهم، وكذلك الذين يعانون من التشتت ويشعرون نفسيًا بالضياع أو الإهمال من المجتمع فيسعون وراء أن يكون لديهم حلم أو هدف وتكوين قيمة لذواتهم من خلال أفكار التنظيم الإرهابي الذي يستقطبهم من خلالها مثل الدعوة إلى الله والجنة والحور العين، ما يجعلهم راغبين في السعي للانضمام لمثل هؤلاء الإرهابيين معتقدين أن هذا هو الدين.
ويرى ماهر فرغلي، الباحث المصري في شؤون جماعات الإسلام السياسي لـ«الاتحاد» أن مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي هي أبرز الوسائل التي يستخدمها «داعش» في تجنيد الأطفال والشباب، خاصة مع عدم الوعي الكبير الذي يقع في الفترة الأخيرة لهذه الفئة العمرية، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه فيديوهات منصة فيديوهات «يوتيوب»، والتي غالباً ما تكون مخططة وموضوعة بشكل يجعل التعرض لها من قبل الأطفال والشباب على درجة خطورة عالية، وتأثير كبير منها عليهم.
ويعتبر سامح عيد، الباحث في شؤون الجماعات الأصولية، أن عمليات غسل المخ أمر متعارف عليه في جذب الأفراد للتنظيمات المسلحة والإرهابية، مستغلين جلوس هؤلاء الشباب لفترات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الفيديو والألعاب الشبكية، والتي اعترفت «داعش» نفسها بأن أغلب عملياتها الكبرى يتم التواصل فيها مع الأفراد عن طريق الألعاب الشبكية والتي غالباً ما تكون خارج نطاق الرقابة الإلكترونية الدولية. وأضاف أن الإلزام بوجود رقابة على هذه الوسائل أصبح ضرورياً، خاصة مع انتشار التنظيمات الإرهابية على مستوى الفرد وليس على مستو التنظيم المسلح والذي يستأثر بمنطقة جغرافية ويبدأ عملياته من خلالها، بينما الآن يقوم الفرد بعمليته الإرهابية منفرداً بعد التشرذم الذي حل على التنظيم الإرهابي، ومن ثم يجب مراقبتهم إلكترونياً
كيميت لـ «الاتحاد»: السجون الكبيرة تفرخ المزيد من الإرهابيين
يقول الجنرال مارك كيميت، مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، لـ«الاتحاد» إن الشباب الذين يشعرون بالتمييز في بلادهم هم الأكثر قابلية للتجنيد في صفوف الجماعات الإرهابية ويصبحون فريسة سهلة لهذه الجماعات التي تعدهم بحياة أفضل.
وطالب كيميت بضرورة مراقبة الإنترنت لاكتشاف عمليات استقطاب الإرهابيين وإحباط واكتشاف الرسائل الإرهابية.
وأيد كيميت إعادة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم، كما طالب بإبقاء المعتقلين من الإرهابيين الأجانب العائدين من مناطق القتال في مجموعات صغيرة من الإرهابيين المعتقلين داخل السجون، موضحاً أنه إذا تم حجزهم مع مجموعات كبيرة من المسجونين، فإن هذا يفرخ المزيد من الإرهابيين ويسمح بتجنيد واستقطاب إرهابيين جدد.
مستشار ترامب السابق لـ «الاتحاد»: الحرب ضد المواقع
«التكفيرية» حتمية
يقول وليد فارس، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، لـ«الاتحاد» إن تنظيم داعش وقبله القاعدة والتنظيمات التكفيرية لهم عدة آليات لصيد العناصر الأجنبية وتبدأ عامة بمحاولة التعرف على نماذج تعاني نفسياً ومضطربة ويصعب عليهم تجنيد أشخاص طبيعيين لهم قدرة وتوازن في الحياة. ويضيف فارس أن المرحلة الثانية من عملية التجنيد تتم بالتقرب لهم إما عبر الإنترنت أو تحدث حول مشاكلهم وحلها ومساعدتهم في الخروج إذا كانوا منبوذين، فيريحونهم في الأوضاع النفسية، وينقلون غضبهم ضد دولهم، ويخرجونهم من الدين السماوي الروحي إلى القتال خاصة أنهم يربطون الإسلام بالقتال.
وأوضح أن المجموعات التكفيرية تدرس العناصر بصورة جيدة ويقرؤونهم جيداً، ويطالب المستشار السابق لترامب بمواجهة مواقع التكفير على الإنترنت والرد عليها بمواقع مثلها، مشدداً على ضرورة خوض المعركة الإلكترونية، كما يجب تعبئة أصحاب الرأي والفكر من كتاب وشيوخ من كل الأديان لخوض المعركة ضد الفكر الإرهابي. وكذلك أساتذة تاريخ لتفنيد مزاعم التاريخ وإعادة تفسيره للشباب.
مراسل حربي لـ «الاتحاد»: استراتيجية الزواج «الداعشية» لتجنيد الأجانب
يقول المراسل الحربي أحمد العميد لـ«الاتحاد» إنه التقى «دواعش» ممن تم اعتقالهم من قبل القوات العسكرية في سوريا والعراق وليبيا، وإن عملية غسل الدماغ وتجنيد الأجانب تستهدف في المبدأ الأول مسألة «العقيدة» لأن الأجانب لو كانوا يحتاجون للجنس أو المال فلديهم في بلادهم ما يريدونه وبشكل ممثل في الحريات وهناك عدة طرق يستطيعون الحصول بها على ما يريدونه وخاصة الأموال فبإمكانهم الحصول عليها من دون الانخراط في جماعات إرهابية وحروب وقتال مصيرها مأساوي.
أوضح أن من خلال مقابلاته مع «دواعش» أجانب في سجون القوات العسكرية بعدة دول ممن كان بها التنظيم الإرهابي، غسل الدماغ يتم على 4 مراحل: الأولى منها تتمثل بأن «داعش» لا يختار الشخوص الذين يتمتعون برفاهية وحياة سعيدة وأسرية مستقرة في دولهم، لكن يتم اختيار الشخوص الناقمين على حياتهم ومجتمعاتهم وممن يرون أن الحياة غير عادلة وأن الأنظمة الدولية تعتمد على الطبقية، وتبدأ من هنا عملية التجنيد والاستدراج. موضحا أن المرحلة الثانية تتمثل في «الإقناع بأحاديث وقصص من التراث عادة ما تحمل تهويلاً وخارجة عن سياقها».
وتبدأ المرحلة الثالثة من غسل الدماغ، بحسب العميد، بإقناع هؤلاء بضرورة «الجهاد» وتطبيق الشريعة والحدود باستخدام القوة والسلاح وأنه لابديل عن ذلك في مواجهة ما يسمونه بالكفر، مشيراً إلى أن الخطوة الرابعة والنهائية تتمثل في تسهيل كل السبل لإدخالهم للأراضي الموجودة تحت سيطرة «داعش» ويتم إقناعهم وإجبارهم على الزواج من نساء أو رجال التنظيم، بل والأكثر من ذلك أمرهم بالإنجاب كي لا يكون لهم أي فرصة للهرب إذا ما حاول الرجوع «فأين سيذهب ويترك زوجته وأطفاله؟!».
(الاتحاد الإماراتية)
«مؤسسة قطر الدولية».. ذراع الدوحة لمهاجمة الرباعي العربي
يستخدم «نظام الحمدين» عدداً من المؤسسات التي تتخذ من الأنشطة الشرعية ستاراً لها لتنفيذ أجندته الخبيثة التي تستهدف الرباعي العربي، وتخريب المنطقة عبر استخدام جماعات الفكر الظلامي، وذلك حسبما أفاد تقرير نشرته قناة مباشر قطر.
وأضاف التقرير أن المؤسسة تتخذ من نشر اللغة العربية غطاء ظاهرياً لتنفيذ كثير من الأعمال المشبوهة التي تستهدف دول الرباعي العربي، حيث تعد هذه المؤسسة حلقة الوصل بين نظام تميم بن حمد ووسائل الإعلام الغربية، بعد ثبوت تورطها في المقالات التحريضية التي كانت تنشرها صحيفة واشنطن بوست، باسم جمال خاشقجي.
فضح تكتيكات «الحمدين» لإنشاء اتحاد إسلامي بشمال إفريقيا
أكد الكاتب خوسيه لويس مانسيا، أن «نظام الحمدين» الإرهابي الحاكم في قطر يوظف عدة تكتيكات، بغرض تحقيق أهدافه على المدى المتوسط، ومن بينها استخدام تنظيم «الإخوان» المسلمين، وإيواء المعارضين، أو عبر أموال منظمة قطر الخيرية، من أجل السعي لإنشاء «الاتحاد الإسلامي بشمال إفريقيا».
وفي مقال له نشره موقع «قطريليكس» تساءل مانسيا: «ألا يكفي كل ذلك كي تتحرك الأمم المتحدة؟ وكيف كانت ستتصرف المنظمة الأممية لو أن دولة أخرى غير قطر هي التي تقوم بكل ذلك؟ لذلك لا بد لدول العالم من تكثيف جهودها لردع هذا السلوك الشاذ، والحذر من قطر التي لا تجيد سوى التحرك في الظل».
وأشار الكاتب إلى أنه للتأثير في المشهد السياسي بالمغرب، قدمت قطر الدعم لحزب العدالة والتنمية، ومنحت اللجوء السياسي لأحمد الريسوني العضو بجماعة «الإخوان»، وقد حظي هذا الأخير بمتابعة أكثر من ألفي مشاهد من المغرب عبر قناة الجزيرة.
وخلال حقبة التسعينات، عرضت قطر على أعضاء الجماعة الجزائريين اللجوء السياسي، وفي مقدمتهم الشيخ عباس مدني، زعيم تنظيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ، والذي توفي بالدوحة في الرابع والعشرين من أبريل الماضي.
وأشار مانسيا إلى أن الدعم القطري لتنظيم «الإخوان» في تونس، بدأ مع راشد الغنوشي، مطلع العقد الأول من القرن الحالي، ويستمر ذلك الدعم الآن لحزب النهضة «الإخواني».
وعلى الساحة الليبية، كانت قطر قد قدمت اللجوء السياسي لكل من عبد الحكيم بلحاج وعلي الصلابي.
أما الوضع الموريتاني فهو يختلف قليلاً؛ كون الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع، اللاجئ بقطر، لا ينتمي إلى جماعة «الإخوان».
ويضيف: «في مالي والنيجر لا حاجة لسرد مزيد حول تدخلات الدوحة؛ لأنه بات معروفاً للجميع نتائج التدخل القطري في شؤون هذين البلدين.وفي السودان، كان حليف قطر «الإخواني» عمر البشير، يترأس البلاد حتى وقت قريب، ليثور الشعب عليه ويسقط حكمه، وباءت محاولته باللجوء إلى الدوحة بالفشل.
ويشير الكاتب إلى أن «عصابة الحمدين» في قطر توظف التكتيك نفسه مع بعض البلدان الإفريقية؛ أي إيواء المعارضين وأكد الكاتب خوسيه لويس مانسيا، أن «نظام الحمدين» الإرهابي الحاكم في قطر يوظف عدة تكتيكات، بغرض تحقيق أهدافه على المدى المتوسط، ومن بينها استخدام تنظيم «الإخوان» المسلمين، وإيواء المعارضين، أو عبر أموال منظمة قطر الخيرية، من أجل السعي لإنشاء «الاتحاد الإسلامي بشمال إفريقيا».
وفي مقال له نشره موقع «قطريليكس» تساءل مانسيا: «ألا يكفي كل ذلك كي تتحرك الأمم المتحدة؟ وكيف كانت ستتصرف المنظمة الأممية لو أن دولة أخرى غير قطر هي التي تقوم بكل ذلك؟ لذلك لا بد لدول العالم من تكثيف جهودها لردع هذا السلوك الشاذ، والحذر من قطر التي لا تجيد سوى التحرك في الظل».
وأشار الكاتب إلى أنه للتأثير في المشهد السياسي بالمغرب، قدمت قطر الدعم لحزب العدالة والتنمية، ومنحت اللجوء السياسي لأحمد الريسوني العضو بجماعة «الإخوان»، وقد حظي هذا الأخير بمتابعة أكثر من ألفي مشاهد من المغرب عبر قناة الجزيرة.
وخلال حقبة التسعينات، عرضت قطر على أعضاء الجماعة الجزائريين اللجوء السياسي، وفي مقدمتهم الشيخ عباس مدني، زعيم تنظيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ، والذي توفي بالدوحة في الرابع والعشرين من أبريل الماضي.
وأشار مانسيا إلى أن الدعم القطري لتنظيم «الإخوان» في تونس، بدأ مع راشد الغنوشي، مطلع العقد الأول من القرن الحالي، ويستمر ذلك الدعم الآن لحزب النهضة «الإخواني».
وعلى الساحة الليبية، كانت قطر قد قدمت اللجوء السياسي لكل من عبد الحكيم بلحاج وعلي الصلابي.
أما الوضع الموريتاني فهو يختلف قليلاً؛ كون الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع، اللاجئ بقطر، لا ينتمي إلى جماعة «الإخوان».
ويضيف: «في مالي والنيجر لا حاجة لسرد مزيد حول تدخلات الدوحة؛ لأنه بات معروفاً للجميع نتائج التدخل القطري في شؤون هذين البلدين.وفي السودان، كان حليف قطر «الإخواني» عمر البشير، يترأس البلاد حتى وقت قريب، ليثور الشعب عليه ويسقط حكمه، وباءت محاولته باللجوء إلى الدوحة بالفشل.
ويشير الكاتب إلى أن «عصابة الحمدين» في قطر توظف التكتيك نفسه مع بعض البلدان الإفريقية؛ أي إيواء المعارضين.
(الخليج الإماراتية)
تحذيرات من تحول المنطقة الخالية بين الجيش العراقي والبيشمركة إلى منطقة عمليات لـ«داعش»
أكد أمين عام وزارة البيشمركة، الفريق جبار ياور، أن الأماكن الخالية من قوات الجيش والبيشمركة، تشكل خطراً، حيث يستغل تنظيم داعش الإرهابي حالة الفراغ ليوسع نشاطاته في هذه المنطقة خلال الآونة الأخيرة، تزامناً مع موسم الحصاد للمزراعين، وفرضه إتاوات عليهم.
ونقل موقع الاتحاد الوطني الكردستاني، عن الفريق ياور، قوله، إن هناك مساحات كبيرة خالية من قوات البيشمركة والجيش تشكل خطورة كبيرة على المنطقة، وازدادت تحركات داعش في مناطق عدة، منها في ديالى وحمرين وأطراف طوزخورماتو وكفري ومناطق جنوب كركوك، والمناطق المحيطة بالموصل، مضيفاً: «لدينا إحصاء تبين أن داعش قام في عام 2018 بـ 456 عملية إرهابية في هذه المناطق، ما أسفر عن مقتل وإصابة وخطف 1742 شخصاً، سواء من قوات الأمن أو المدنيين، أما خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري فقد تم تنفيذ 100 عملية إرهابية، ما أسفر عن مقتل وإصابة وخطف 407 أشخاص».
وكان تنظيم داعش قد أعلن، أول أمس، عن تنفيذه عمليات إحراق للمحاصيل الزراعية في هذه المناطق، بهدف معاقبة السكان وإثارة الاضطرابات مجدداً.
كما أجبر العديد من المزراعين على دفع إتاتوات لعناصر التنظيم الذين يتحركون في المنطقة التي خلت من الوجود الأمني لكل من الجيش العراقي والبيشمركة بعد مواجهات دامية بين الطرفين عقب استفتاء إقليم كردستان في سبتمبر 2017.
ترامي مساحات
ولفت ياور إلى صعوبة تحديد أعداد عناصر داعش الذين يوجدون في هذه المناطق، باعتبار أن مساحة المناطق التي تفصل بين الجيش وقوات البيشمركة تصل إلى نحو ألف كيلومتر تمتد من ديالى وحتى ربيعة.
وعزا ياور سبب عودة ظهور داعش في هذه المناطق، إلى أنّ القوات الاتحادية لم تتمكن من السيطرة الكاملة على هذه المناطق، أو توجد مناطق ومساحات فارغة كبيرة بينها وبين خطوط قوات البيشمركة، تصل إلى 40 كيلو متراً، بحيث يستطيع الدواعش الانتقال والتحرك بسهولة في هذه المناطق.
وكشف ياور عن إرسال رسالة رسمية للجنة العليا في وزارة الدفاع العراقية، منذ أكثر من أسبوع، تضمنت دعوة للاجتماع بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة، للتوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص عودة البيشمركة ونقاط السيطرة، لا سيما بعد ازدياد تحركات تنظيم داعش في تلك المناطق.
حرائق زراعية
من جهة اخرى، كشف قائممقام قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين، علي دودح، عن مقتل وإصابة خمسة فلاحين وحرق حقول للحنطة والشعير في هجوم لعناصر داعش على القضاء.
وقال دودح في مقطع فيديو، إن قاطع قضاء الشرقاط تعرض لهجوم من قبل تنظيم داعش استهدف فلاحين أثناء قيامهم بحصاد محصولي الحنطة والشعير، مشيراً إلى أن الدواعش قاموا بقتل أربعة فلاحين وإصابة آخر بجروح، ثم أضرموا النار في حقول الحنطة والشعير والسيارة التي كان الفلاحون يستقلونها، ثم لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.
وناشد دودح، رئاسة مجلس الوزراء، وقيادة عمليات صلاح الدين، والقوات الأمنية، تأمين حياة المواطنين في الشرقاط.
الجيش الليبي يفتح محوراً ثامناً للقتال شرق طرابلس
تواصلت أمس المعارك الطاحنة في طوق العاصمة الليبية بينما فتح الجيش الليبي محوراً ثامناً للقتال حول طرابلس وهو محور تاجوراء القره بوللي، شرقي طرابلس، بهدف قطع الإمدادات عن ميليشيات مصراتة
وشهد المحور الجديد اشتباكات حادة أدت إلى تسجيل تقدم مهم لقوات الجيش على حساب ميليشيات مصراتة التي تقهقرت إلى الخلف، بينما قالت مصادر عسكرية لـ«البيان» إن هذا المحور الذي دشنه الجيش مساء أول من أمس، والذي يمتد حوالي 50 كلم، ويربط بين تاجوراء التي تقع على بعد 11 كيلومتراً شرق العاصمة الليبية طرابلس، والقره بوللي التي تبعد عن طرابلس 60 كلم، يتميز بأهمية استراتيجية نظراً لما يشكله من منطلق حاسم للسيطرة على البوابة الشرقية للعاصمة، حيث يقطع الإمدادات القادمة من مدينة مصراتة عن الميليشيات الموجودة في المحاور الجنوبية، ويؤمن مختلف الطريق المؤدية إلى وسط وجنوب البلاد.
وأضافت المصادر أن كتيبة المدفعية التابعة للواء التاسع والكتيبة 124 انطلقتا في ساعة متأخرة من مساء أول أمس من مدينة ترهونة، 80 كلم جنوب شرق طرابلس، لاستلام المحور الثامن، مشيرة إلى أن هذا التحول المهم يفتح الطريق أمام الجيش لدخول المرحلة الثالثة من عملية طوفان الكرامة، والتي ستؤدي إلى اقتحام العاصمة من مختلف المحاور
وتابعت المصادر أن فتح المحور الثامن يمثل تحولاً مهماً في سير المعارك، وأن السيطرة عليه تعني أن مهمة تحرير طرابلس حققت أهدافها 80% على الأقل.
وتعد ميليشيات مصراتة القوة الأكثر عدداً وعدة التي تحاول التصدي لعملية «طوفان الكرامة» وهو ما يجعل الجيش يسعى إلى تحييدها خصوصاً بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها أخيراً في جبهات القتال.
الجيش يتقدم
وفي الأثناء، أكد المركز الإعلامي للواء 73 مشاة منذر الخرطوش، تقدم الوحدات المسلحة التابعة للواء خلال الساعات الأخيرة الماضية في عدد من المواقع، أبرزها منطقة الأحياء البرية بالكامل، حيث أكدت تطهيرها بالكامل.
كما أكد المركز الإعلامي بحسب شعبة الإعلام الحربي تدمير 16 آلية عسكرية للجماعات المسلحة عن طريق الأسلحة الذكية للقوات البرية وغنم ثلاث آليات، إضافة إلى تدمير عدد كبير من العربات المسلحة عن طريق سلاح الجو.
وقال مسؤول المركز الإعلامي في اللواء 73 مشاة المنذر الخرطوش إن تقدمات الوحدات العسكرية خلال الـ 72 ساعة الأخيرة في محاور طرابلس كانت ممتازة جدا في عدة نقاط.
انضمام
إلى ذلك، رجّح مصدر عسكري في كتيبة الاستطلاع والاستخبارات، التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، إمكانية انضمام كتائب كبرى من المناطق الغربية للجيش الوطني، خلال الساعات القادمة، وأبرزها لواء العروبة 26.
وأضاف أن قادة المحاور في القوات المسلحة، عقدوا عدّة اجتماعات مع قادة كتائب مسلحة تابعة لحكومة الوفاق بطرابلس، خلال الأيام الماضية، للاتفاق حول التحاق كتائبهم إلى الجيش الوطني. وحول الشأن الميداني في جنوب العاصمة، أكد مصدر بشعبة الإعلام الحربي التابع للقيادة العامة، أن سلاح الجو استهدف عدّة مواقع تابعة للمجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، مشيراً أن تقدّمات الجيش الليبي تسير بشكل جيد وتحقق تقدّماً كبيراً. وفي ذات السياق، دفع الجيش الليبي بتعزيزات جديدة إلى جبهات القتال.
تفنيد
فندت شعبة الإعلام الحربي بالقوات المسلحة الشائعات المتداولة حول قصف سلاح الجو لفندق ريكسوس بمدينة طرابلس،وأكدت أن القوات المسلحة لا علاقة لها بهذا القصف وأن سلسلة الغارات التي نفذتها مقاتلات سلاح الجو التابعة للقيادة العامة لم تستهدف هذا الموقع.
واتهم الجيش الليبي ميليشيات طرابلس باستهداف الفندق بهدف التجييش الإعلامي ضده، مثلما حدث عندما تعرض المدنيون في حي الانتصار بطرابلس إلى القصف العشوائي في منتصف أبريل الماضي.
صراع أجنحة الحوثي.. تخوين واعتقالات
فجّرت الهزائم المتواصلة لميليشيا الحوثي شمالي محافظة الضالع، وصراع الأجنحة داخل الجماعة، حملة تخوين واعتقالات في صفوف هذه الميليشيا، وخرجت الخلافات إلى العلن، بعد أن حاولت إخفاءها طوال السنوات الأخيرة.
وبعد أن شن سلطان السامعي عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى هجوماً قاسياً، على القيادي الآخر أحمد حامد، والذي يتولى منصب مكتب الرئاسة، متهماً إياه بالفساد، رد الأخير عبر أعوانه، ونشر عشرات الوثائق التي تدين السامعي باستغلال موقعه، وإصدار أوامر بمنح درجات وظيفية وشقق لمقربين منه.
وتأكيداً لصراع الأجنحة بين مجموعة محمد علي الحوثي ومجموعة عبد الكريم الحوثي، عّم زعيم الميليشيا، والذي عيّن أخيراً وزيراً للداخلية، طالب الناشط في الميليشيا حسين الأملحي بإعادة من وصفه بكتلة اللحم - في إشارة إلى وزن محمد الحوثي، إلى صعدة، وإقالته من منصبه .
وفِي المقابل، واصل أنصار محمد الحوثي مهاجمة أبو محفوظ، وطلبوا من زعيم الميليشيا محاسبته عن الاتهامات الموجهة إليه، واستنكروا الحملة التي قادها أتباعه ضد السامعي، وقالوا إن الجميع يعرف حجم الفساد، والنَّاس تتكلم عّن الشركات والمباني والتي يمتلكها .
وكان زعيم الميليشيا، وفِي محاولة لاحتواء الصراع المتنامي بين عمه وقريبه،حل ما تسمى اللجنة الثورية العليا بدون الإعلام عن ذلك، وعين قريبه عضواً في المجلس السياسي الأعلى، لكن الرجل اكتشف أن الموقع الجديد مجرد من الصلاحيات
اعتقالات
وفِي اتجاه موازٍ، ومع تشييع مليشيا الحوثي العشرات من قتلاها في جبهات مريس و قعطبة بمحافظة الضالع، نفذ ما يسمى «جهاز الأمن الوقائي» التابع لمليشيا الحوثي، حملة اعتقالات طالت عدداً من مشرفي المليشيا في العاصمة وذمار وإب، بتهمة «الخيانة والتخاذل» في حشد مقاتلين إلى الجبهات.
ونقل عن مصادر في المحافظات الثلاث، القول إن جهاز الأمن الداخلي للميليشيا، والذي أشرف على تأسيسه وتدريب عناصره ميليشيا حزب الله الإرهابية، اعتقل عدداً من المشرفين التابعين للجماعة في صنعاء، أثناء اجتماعهم بأحد المنازل بصنعاء. كما طالت حملة الاعتقالات، مشرفين للميليشيا في ذمار وإب.
(البيان)
أحمد زايد: الخطاب الديني في مصر لا يزال بالماضى
قال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن الخطاب الديني في مصر «ماضوي» يجعل الناس يلتفتون للماضي، ويعتبرونه أفضل من الحاضر، موضحا أن ما يفرق بين هذا وذاك، طبيعة المصالح التي يمثلها كل منهم، وليس المضمون.
وأكد في تصريخ خاص لـ"فيتو" أن الخطاب الديني يقصد به، كل المنتجات التي تتجاوز النصوص الدينية، وتقدم تفسيرات له، من وجهة نظر إنسانية، ويدخل في ذلك جميع الخطابات المقروءة والمسموعة والمرئية، وكافة أشكال التواصل، وتقدم آراءها لجمهور من المستمعين أو المشاهدين أو القراء.
وأضاف: "البيئة المنتجة للخطاب الديني بها عناصر كثيرة ومختلفة، بداية من التكوين المعرفي لهؤلاء الذين ينتجون الخطاب الديني، والمؤثرات الاجتماعية، والظروف الاقتصادية التي نعيشها، وتجعل الحياة فيها قدرا كبيرا من الحرمان".
وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن الظروف الإقليمية، بدءًا من الثورة الإيرانية، مرورا بسيطرة الجماعات الأصولية المتشددة في جميع أنحاء الدول العربية، صنعت عناصر هذا الخطاب، بجانب سياقات أخرى مرتبطة بالعولمة، تجمع الناس من أعلى ولكنها تفرقهم من أسفل، وتجعلهم يتعاركون على الثقافة، على حد قوله.
(فيتو)
إيران ملاذ الإخوان الجديد.. عناصر الإرهابية يخططون للهرب إلى طهران بعد سعى أمريكا لإدراجهم كيانا إرهابيا.. خبراء يؤكدون: التنظيم يعيش حالة من الهزيمة فى كل الدول.. وأمريكا لديها وثائق تثبت تطرف عناصر الجماعة
يبدو أن كل الأمور تتجه نحو قرار وشيك سيصدر من الإدارة الأمريكية يصنف الإخوان تنظيما إرهابيا، وهو ما يجعل التنظيم يفكر فى وسائل عديدة للهروب من العقوبات التى قد تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية ضد التنظيم، ولعل أبرز تلك الوسائل هو الهروب إلى إيران واستغلال التصعيد الحاصل الآن بين واشنطن وطهران فى الاستفواء بالنظام الإيرانى.
فى هذا السياق قال اللواء رضا يعقوب، خبير مكافحة الإرهاب الدولى، إن تنظيم الإخوان الإرهابى يعيش حاليا فى حالة من الانكسار والانهزام، خارجيا ،عقب السعى من الإدارة الأمريكية لإدراج الجماعة كيان إرهابى، وذلك تخوفا من تبعات هذا القرار الذى سيؤثر على الجماعة الإرهابية، بل سيقضى على التنظيم ككل.
وأضاف خبير مكافحة الإرهاب الدولى فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن التنظيم الإرهابى حاليا يرتب نفسه للهروب بعناصره إلى إيران، لأنها ستكون هى الملجأ الوحيد لهذا التنظيم فى الفترة التى يعانى منها بأزمات متعددة، بالإضافة إلى أن التنظيم يروج حاليا من خلال مراكز البحث ووسائل الإعلام المدعومة من قطر وتركيا على أنه تنظيم لا يستخدم العنف ولا التخريب، ولكن كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل لأن الإدارة الأمريكية لديها ما يثبت حاليا من وثائق ومستندات على تورط هذا التنظيم فى الإرهاب الذى شهدته المنطقة .
وفى ذات الإطار توقع الدكتور طارق فهمى ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، أن يكون هناك تنسيق بين الدوحة و طهران، بحكم علاقة التطبيع القائمة بينهما فى التوقيت الحالى، من أجل أن تستقبل الأخيرة عدد من قيادات وكوادر الإخوان المقيمين فى قطر .
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الدوحة ستحاول أن تجد بدائل لاأى قرار أمريكى يصدر ضد جماعة الإخوان ، فلن تستطيع قطر أن تعاند أمريكا، وبالتالى ستتعامل مع هذا القرار حال صدوره ، بأن تنقل قيادات التنظيم إلى أى دولة حليفة لها ولن تجد سوى إيران بحكم علاقاتها المتوترة مع واشنطن.
وفى نفس الإطار أشار طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن جماعة الإخوان تربطها علاقات قوية بإيران، وبالتالى قد تستخدم إيران جماعة الإخوان كورقة ضغط ضد أمريكا حال اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية الإخوان تنظيما إرهابيا، حيث حينها سيهرب الكثير من عناصر الجماعة إلى إيران من أجل محاولة الهروب من أى عقوبات قد تفرضها واشنطن على التنظيم.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الجماعة ستصبح أحد الكروت التى ستستخدمها إيارن فى إطار التصيد الحاصل الآن بين طهران وواشنطن، وبالتالى فإن دول مثل قطر وتركيا قد ترحل عناصر الإخوان المقيمين فى أراضيها إلى إيران، باتفاق مسبق مع النظام الإيرانى، ومن ثم تصبح إيران هى أحد أبرز الدول التى تستعين بها الإخوان بعد قطر وتركيا.
صمود القبائل اليمنية يهزم الحوثيين.. يرفضون محاولات تجنيد أبنائهم.. و"التحالف العربى" يدعم القبائل فى مواجهة الميليشيا.. والأهالى يطالبون بالإفراج عن ذويهم المحتجزين بمعتقلات الحوثى
رغم القمع الحوثى ضد أهالى اليمن إلا أن القبائل صامدة وترفض محاولات الحوثيين لتجنيد أبنائهم، وفى الوقت الذى تواصل فيه الميليشيا شن هجماتها ضدهم خاصة فى إب وحجة، حيث أعلنت القبائل الحرب على الميليشيا، منهم قبائل "بنى مفتاح" وقبائل "حجور"، وقد شهدت مديرية القفر بمحافظة إب وسط اليمن، تصاعدا فى التوتر عقب مواجهات بين قبائل بني مفتاح ومليشيات الحوثي الموالية لإيران، بعد أن حاولت تجنيد أبناء القبيلة بالقوة، يأتى ذلك فى الوقت الذى يشهد مواجهات ملتهبة بين قبائل حجور فى محافظة حجة والحوثيين الذين فرضوا عزلة على المنطقة .
وحذر شيوخ قبائل حجور من المأساة التي يتعرض لها أبناء المنطقة جراء قصف وحصار الحوثيين للقرى السكنية، ومنع وصول الغذاء الدواء، مؤكدين أن حصار الحوثيين امتد إلى محاصرة مديرية قارة وبعض قبائل قفلة عُذر في محافظة عمران.
وأفادت مصادر محلية بسقوط قتلى وجرحى خلال مواجهات بين قبائل بني مفتاح ومليشيات الحوثى الموالية لإيران، إثر محاولة المتمردين تجنيد أبناء القبيلة بالقوة، وهو ما رفضته الأخيرة.
وأوضحت أن المليشيات الحوثية حاولت تجنيد أحد أبناء القبيلة بالقوة في صفوفها. وبعد رفض أبناء القبيلة، قامت الميليشيات الانقلابية بقتله، لتندلع اشتباكات قتل فيها ثلاثة من الحوثيين.
تواجه قبائل حجور، بمحافظة حجة إحدى محافظات شمال غربى اليمن، حرباً شعواء من قبل ميليشيات الحوثى، حيث تفرض الميليشيا الإيرانية حصاراً خانقاً على تلك القبائل حسبما أفادت مصادر محلية، ما دفعهم للاجتماع والخروج بموقف وتنتشر قبائل حجور، في أكثر من 10 مديريات بمحافظة حجة وفيها قرابة 200 ألف نسمة.
ومثلت قبائل حجور على الدوام شوكة في حلوق الحوثيين منذ الحرب الأولى في 2004 (بين الدولة اليمنية والحوثيين)، وتبقت المنطقة الوحيدة التي لم يستطع الحوثيون إخضاعها، في أقصى الشمال وقريباً من معاقل الحوثيين، الذراع الإيرانية في اليمن.
وتقع كُشر، حاضنة حجور الإدارية، في الشمال الشرقي لمحافظة حجة، على مسافة نحو 20 كلم من مناطق تمركز قوات الشرعية اليمنية في مديرية حيران، حيث تمثل حجور منصة استراتيجية تهدد تعزيزات الميليشيات الحوثية نحو ثلاث مديريات هي (حرض، حيران، مستبأ)، وهذا أحد الأسباب الذي دفع الميليشيات لمحاولة إخضاع حجور التي منعت تسيير القوافل العسكرية الحوثية عبر مناطقها.
ووفق المصادر، عزلت ميليشيا الحوثي قبائل حجور عن العالم، بإقامة نقاط عسكرية على كافة المداخل والمخارج والطرق المؤدية من وإلى مناطقهم. وأضافت، أن الميليشيا الإرهابية فرضت الحصار على القبائل، نتيجة للتخبط الذى تعيشه قيادتها والخوف والهلع من الهزائم اليومية التي تتلقاها.
ويمتد الحصار المفروض من أطراف ذات جراد في الجهة الجنوبية الشرقية بمديرية الجميمة وحاشد وكشر، وشمالا حتى ذو نحزه، أحد فروع قبائل حجور بمديرية كشر بطول حدود الجميمة وكشر حتى أطراف قارة، ومن الجهة الغربية أنشأ الحوثيون نقطة فوق منطقة المسيال في حدود العبيدي بمديرية وشحة، ونقطة في أفلح الشام المحاذية لمديرية الجميمة مع قبيلة بني شرية ونقطة في الخميسين في طريق خيران المحرق الخمسين، وقاموا بإقامة نقاط بمديرية قارة ما يعني بدء سريان حصار قبيلة حجور من كل الاتجاهات.
وصرح كبير قبائل حجور، فهد دهشوش، أن عصابة الحوثي جنت على نفسها بهذا الإجراء الأهوج والمستفز، وتوعد بتكرار ما قامت به قبائل حجور في 2004 وأرفق صورة للقبائل وهي في جرف سلمان بمنطقة مران معقل قائد ميليشيا الحوثي.
ودعا قبائل حاشد وجميع أبناء محافظة حجة وقبائل حجور خاصة إلى رفض هذا الإجراء التعسفي والظالم وفك الحصار وكسره وعدم الرضوخ له وعدم التجاوب معهم أبداً، مؤكداً أن قبائل حجور لن يكونوا عبارة عن أغنام داخل حظيرة الحوثي، حيث يعرفهم الحوثيون جيداً منذ 2004 و2011 وحتى اليوم.
وفي السياق، عقدت قبائل حجور كشر وما جاورها اجتماعاً لمناقشة الوضع، وأصدرت بياناً طالبت فيه برفع المجاميع المستحدثة على عدة جهات من حدود كشر، والألغام والنقاط.
ودعت القبائل إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين من أبناء المنطقة، والكف عن نهج الاعتقالات التعسفية من المدن والأسواق والطرقات. ودان المجتمعون التقاطعات، مؤكدين على تأمين الطرقات للمسافرين، كما دعا المجتمعون المنظمات الإنسانية لزيارة المنطقة والاطلاع على معاناة الناس من أبناء المنطقة والنازحين إليها.
التحالف العربى يدعم القبائل
وفى الوقت نفسه واصلت مقاتلات التحالف العربي شن غاراتها على مواقع المتمردين، وبحسب مصادر محلية، فإن الطيران شن عدة غارات استهدفت تعزيزات للحوثيين في المندله شرق العبيسة صاحبها تحليق مستمر فوق المديريات المجاورة.
وأسفرت الغارات التي استهدفت تجمعات الحوثيين في وادي مور وبلاد ذو نحزه شرق العبيسة، أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين وإصابة آخرين من المتمردين.
وقطع الحوثيون الذين يطبقون حصاراً على قرى كُشر جميع شبكات الاتصالات عن المنطقة، في مسعى لعزلها عن العالم والتعتيم عن الانتهاكات والجرائم التي تقترفها بحق المدنيين من قصف متعمد لمساكنهم ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية.
ولَم يقتصر قطع شبكات الإتصالات والإنترنت على كُشر فحسب، بل شمل المديريات المجاورة لها وهي أفلح الشام، كحلان الشرف وقارة وشحة.
(اليوم السابع)