رفعت السعيد يفضح أغراض الجماعة.. والهدف السياسي للتنظيم
السبت 17/أغسطس/2019 - 10:21 ص
طباعة
حسام الحداد
من بين أهم الكتب التى ناقش فيها رفعت السعيد جماعة الإخوان «حسن البنا.. متى.. وكيف.. ولماذا؟» حيث قدم سردًا تاريخيًا لتكون الجماعة على يد حسن البنا عام ١٩٢٨ كجمعية دينية صرفة ذات أهداف خيرية... «جمعية الدعوة إلى كتاب الطريق الأول الذى لا يصلح أمر الناس إلا عليه... كتاب الله وسنة رسوله» حسب حسن البنا.
ويقول رفعت السعيد الذى أفادنا كثيرًا من تجميعه لمادة ثرية وموثقة عن البنا وجماعته: إن حسن البنا كان حذرًا من السياسة فى السنوات العشر الأولى ثم أنه صرّح: «أستطيع أن أجهر فى صراحة بأن المسلم لا يتم إسلامه إلا إذا كان سياسيًا بعيد النظر فى شئون أمته مهتمًا بها غيورًا عليها...» فى «الإخوان المسلمون ١٦/٤/١٩٤٦»
ويؤكد السعيد أنه حين كبر تنظيم الجماعة ظهر هدفها السياسى كشيء أساسي. يقول البنا: «لقد آن الأوان أن ترتفع الأصوات بالقضاء على نظام الحزبية فى مصر، وأن يستبدل به نظام تجتمع فيه كلمة وتتوفر جهود الأمة حول منهاج قومى إسلامى صالح» فالأحزاب فى نظره يجب أن تزول ويمكن أن تقوم حكومة تمثل الشعب من غير أحزاب لأن الأحزاب فى نظره تقسم الأمة ولا تتفق مع المنهاج الإسلامي... (البنا: مشكلاتنا فى ضوء نظام الإسلامي، وفى: الرسائل الثلاث) وحل الأحزاب الذى يطالب به «سيتلوه قيام حزب على أساس برنامج إسلامى إصلاحي» (الرسائل الثلاث) ويضيف «نحن لا نسعى للحكم ولكن هو الذى سيسعى إلينا فيما نعتقد...» (المصور ١/٣/١٩٤٦)
ويتراجع البنا حين يخشى ردود الفعل فيقول: «إن الدستور بروحه وأهدافه العامة، لا يتناقض مع القرآن من حيث الشورى وتقرير سلطة الأمة وكفالة الحريات.. وأما ما يحتاج إلى تعديل منه يمكن أن يعدل بالطريقة التى رسمها الدستور ذاته» (فى «نحو النور» وفى أنور الجندي، الإخوان...) ويضيف حسن البنا: «الجماعة... مؤمنة مخلصة... لا تنكر الاحترام الواجب للدستور باعتباره نظام الحكم فى مصر، وهى تعلم أن إهاجة العامة ثورة، وأن الثورة فتنة، وأن الفتنة فى النار» (النذير ع ٣٣) ومع ذلك يقول البنا: وعند المودودى «الشعب ليس حرّا فى اختيار نظام الحكم الذى يريد فإنهم معرضون للخطيئة ما لم يلزموا أنفسهم بحكومة تقوم على أسس دينية» (المودودي، فى (الحجاب) ويقول المودودى «المبدأ الرئيسى للديمقراطية الجديدة أن الناس بأيديهم أنفسهم، حكمهم وتشريعهم، والى أنفسهم كل التصرف فى القوانين، يضعونها كما يشاءون» «ومن البديهى انه إذا كانت قوانين الحياة الجماعية كلها تابعة للرأى العام وكانت الحكومة كالعبد لإله هذه الديمقراطية الجديدة، فلا يمكن لسلطات القانون والسياسة أن تصون المجتمع من الانحلال الخلقي» (فى: محمد عشماوي، تاريخ الفكر السياسى المصرى ٤٥-١٩٥٢). وفى ١٩٤٨ أدخل فى النظام الأساسى لتنظيم الجماعة ما يلي: «يعتمد الإخوان فى تحقيق أغراضهم على وسائل الدعوة والتربية والتوجيه والعمل وكل وسيلة أخرى مشروعة...» (البنـّا: إلى أى شيء ندعو الناس).
وقدم حسن البنا فى تنظيره لفكر الجماعة «القرآن دستورنا» بدلا عن دستور مصر لسنة ١٩٢٣، و«الرسول زعيمنا» بالضد من زعامات مصر السياسية فى زمنه ومنهم مصطفى النحاس باشا زعيم الوفد، (العدو للبنـا)، و«الخلافة الإسلامية» بديلا عن الوطنية المصرية...(فى: نحو النور). ويرى حسن البنا أن جماعته «تحب الإجماع» وتكره الشذوذ.. ! ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها» (الرسائل الثلاث) ونادى بأن «لا مناص بعد الآن من أن تحل هذه الأحزاب جميعًا» (مشكلاتنا فى ضوء الإسلام) لذلك رد النحاس باشا زعيم الوفد ورئيس الحكومة على البنا المتحالف مع الملك ضمنيا، وصرح النحاس بأنه ضد «إقحام الدين فى ما ليس من شئونه وإيجاد سلطة دينية خاصة بجانب السلطة المدنية»، «الإسلام لا يعرف سلطة روحية، وليس بعد الرسل وساطة بين الله وبين عباده».