استراليا تبحث عن حقيقة مقتل "بريالي" القيادي الداعشي

الجمعة 31/أكتوبر/2014 - 08:57 م
طباعة استراليا تبحث عن
 
أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية، أمس الأول، أن حكومتها تسعى إلى التأكد من صحة تقارير وردت بأن أسترالي يزعم أنه من كبار مجندي المقاتلين في «داعش» قتل في الشرق الأوسط. 
استراليا تبحث عن
وترددت أنباء بأن محمد علي بريالي، الذي يزعم أنه من أبرز الأستراليين المتورطين في الصراع الذي تخوضه "داعش" في العراق وسوريا، قتل منذ نحو 4 أيام، ويشتبه في أن بريالي كان يجند أستراليين للقتال في صفوف قوات «داعش»، ولم تتمكن وزيرة الخارجية جولي بيشوب من تأكيد خبر مقتله.
وفي حديث مع نادي الصحافة الوطني، صرحت بيشوب: «بالطبع، ستسعى الحكومة الأسترالية لمعرفة تفاصيل الأمر. توجد مزاعم بأنه قتل. ولكننا لا نتهاون في البحث عن تفاصيل تتعلق بالمكان الذي كان فيه والأشخاص الذين كانوا على اتصال به وكان يتصل بهم، لهذا سيكون جمع المعلومات ذا أهمية بالغة لنا للقيام بالعمل الضروري لضمان أمن أستراليا"
وأضافت: «نسعى حاليا للتوثق من صحة هذه التقارير، ولا يمكنني تأكيد أي شيء في المرحلة الراهنة، محذرة قائلة: «إن الأستراليين الذين يغادرون هذه البلاد للقتال في العراق وسوريا يعرضون أنفسهم لخطر قاتل".
واتهم بريالي، (33 سنة)، الشهر الماضي، بأنه قائد الجهاديين المحليين في مخطط لعمليات قطع رؤوس على الملأ بأستراليا وأحبطته الشرطة. وذكرت صحيفة «سيدنى مورنينج هيرالد» أن أحد أصدقائه وهو عبد السلام محمود، وهو صديق لبريالي من سيدني، قال على موقع «فيسبوك» إنه قتل في سوريا.

من الملاهي الليلية الي "داعش"

من الملاهي الليلية
كان محمد علي بريالي يجوب الشارع خارج ملهى ليلي في مدينة كينجز كروس، وكان جسده مفتول العضلات يساعده على عدم إدخال غير المرغوب فيهم، قالت الشرطة إنه كان يعج في عالم من فتيات الليل والمخدرات والعصابات والقمار.
ولكن منذ بضع سنوات، اعتنق السيد بريالي، نجل أحد اللاجئين الأفغان الذين استقروا في ضواحي أكثر المدن الأسترالية من ناحية تعدد الثقافات، الإسلام الراديكالي وسافر إلى سوريا، حيث ظهر من جديد كملازم أول لدى تنظيم «داعش». 
وتشتبه وكالات الاستخبارات الأسترالية في أن بريالي الذي كان يعمل في ملهى ليلي قد انضم إلى متشددي «داعش» بالشرق الأوسط قبل نحو 18 شهرا".
قالت السلطات الاسترالية، إنه جرى تسجيل مكالمة هاتفية له وهو يلقي تعليمات لشاب أسترالي لتنفيذ ما وصفته الشرطة بأنه «قتل استعراضي» لشخص عشوائي في سيدني. 
وتم تسليط الضوء على بريالي كشخصية بارزة في تجنيد أكثر من 70 أستراليا يعتقد أنهم يقاتلون في صفوف تنظيم داعش بالعراق وسوريا.
قال أحد زعماء الجالية الإسلامية في سيدني، الدكتور جمال ريفي، ممارس عام، إن شعورا بالعزلة عن بقية أستراليا يعم الكثير من الأحياء الإسلامية على الرغم من النجاحات الاقتصادية. 
وأضاف: «يشعر المسلمون بأنهم أكثر عرضة للخطر بسبب تركز المسلمين في جاليات صغيرة»، وجرى تضخيم حدة القلق العام الذي يكتنف علاقات تنظيم «داعش» بأستراليا جراء الصور التي جرى نشرها على الإنترنت وعبر الصحف المحلية لرجل أسترالي وصبي أسترالي بالغ من العمر 7 سنوات في سوريا، كل منهما يمسك برؤوس مقطوعة، على ما يبدو أنها رؤوس للضحايا الذين يموتون على أيدي تنظيم «داعش».
وقال كلايف سمال، مساعد مفتش سابق في شرطة نيو ساوث ويلز، الذي ناقش القضية مع المحققين: «كان لديه مظهر وسمعة الرجل القوي الذي يتعامل مع المشكلات عند باب الملهى الليلي»، ولكن خلف هذا المظهر، كان يبطن حنقه «على العالم، وعلى أسرته، وكان يغضب لكثير من الأمور، ومن هنا أصبح في متناول» المتشددين.
يذكر أن جد بريالي شاعر وابن عم ثان لظاهر شاه، آخر ملوك أفغانستان، وفقا لتحقيق أجراه برنامج «7:30»، وهو برنامج يناقش الشؤون الراهنة بهيئة الإذاعة الأسترالية، وهربت أسرته من أفغانستان في عام 1981 أثناء الحرب ضد الاتحاد السوفياتي بعد أشهر من ولادة بريالي، ومن ثم عاش في الهند قبل أن يجري وضعه بمركز للاجئين في منطقة مهجورة غرب سيدني عندما كان بريالي في السابعة من عمره.

إجراءات أسترالية

إجراءات أسترالية
يقول مسئولو المخابرات، إن نحو 70 أستراليا يقاتلون كأعضاء في تنظيم «داعش»، وعادة يكونون شبانا مسلمين ساخطين من بين الأسر المهاجرة. بيد أن السلطات الأسترالية لا تتوجس ممن يقاتلون على أرض المعركة، إذ تقول الحكومة إنها ألغت أيضا جوازات سفر أكثر من 100 أستراليا آخرين لمنعهم من السفر - خوفا من أن يكون قد جرى تجنيدهم على أيدي الميليشيات - ووضعت نحو 150 من السكان تحت المراقبة، بعضهم من المقاتلين السابقين الذين عادوا من سوريا في الأشهر الأخيرة.
وشددت السلطات الأسترالية من قوانين السفر الخاصة بها لمكافحة «الإرهاب»، وذلك بحظر السفر إلى الدول التي تعد بؤرا للإرهاب الدولي على أمل منع المرشحين للجهاد من التوجه إلى سوريا والعراق.
يأتي هذا بعدما توجه حوالي سبعين أستراليا إلى الشرق الأوسط للقتال في صفوف جماعات إرهابية مثل تنظيم «الدولة الإسلامية»، بحسب توقعات، الأمر الذي أثار قلقًا كبيرا.
وتهدف أستراليا من تعديل قانون مكافحة الإرهاب «المقاتلون الأجانب» إلى تجريم من يتوجه بلا سبب وجيه إلى «منطقة معلنة» ساحة لنشاط منظمة إرهابية معادية. وقد حددت العقوبة القصوى لمن يخالف القانون بالسجن عشر سنوات.
وتسعي استراليا الي مواجهة تزايد عدد مواطنيها بالالتحاق بالجماعات المتطرفة، الأمر الذي يهدد استقرار المجتمع الاسترالي.

شارك