إعادة افتتاح كنيسة ماريوسف للكلدان في كركوك تعطي أملا لمسيحيي العراق لتحدي "داعش"

السبت 01/نوفمبر/2014 - 05:58 م
طباعة إعادة افتتاح كنيسة
 
أعطت إعادة افتتاح كنيسة ماريوسف للكلدان وسط مدينة كركوك أمس، بعد 11 عاماً من الإغلاق- "الأمل" لمسيحيي العراق بعد موجات التهجير التي عانوا منها، لا سيما بعد توسع نفوذ تنظيم "داعش".
وشارك في القداس الاحتفالي عشرات المسيحيين، بينهم نازحون من الموصل، كبرى مدن الشمال وأولى المناطق التي سقطت إثر الهجوم الكاسح لتنظيم "داعش" في العاشر من يونيو، الذي أدى إلى سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.
وقال رئيس أساقفة كركوك والسليمانية للكلدان يوسف توما الذي قام بصلاة القداس: إن إعادة افتتاح الكنيسة التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 1949 يعطي رسالة أمل بالمستقبل؛ الأمر الذي يشجع الكثيرين (من المسيحيين) على البقاء وعدم ترك أرضهم، "اليوم هو بداية حياة".
واعتبر أن رسالة افتتاح الكنيسة هي "الثبات والبناء والأمل بمشاركة مكونات كركوك"، آملاً أن يكون الافتتاح "بداية لنهاية مرحلة صعبة مرت علينا طالت الجميع".
وقالت لينا مرقص (39 عاماً)، وهي مدرسة مسيحية نزحت من الموصل، لوكالة فرانس برس: "حضرنا اليوم افتتاح الكنيسة لنقول للعالم إننا باقون رغم ما نتعرض له من تحديات واستهداف وسلب لحريتنا".
ودفع هجوم تنظيم "داعش" أكثر من مئة ألف مسيحي إلى النزوح عن مناطقهم في شمال العراق، لا سيما من مدينة الموصل، ومدن عدة في سهل نينوي منها قره قوش وتلكيف. وخيّر التنظيم المتطرف بعد سيطرته على هذه المناطق- المسيحيين بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو الموت.

إعادة افتتاح كنيسة
رغم ذلك، بقيت بعض العائلات المسيحية في المدينة، تحت ستار الخوف وعدم القدرة على المغادرة، بحسب المطران توما الذي أشار إلى أن "عشرات العائلات المسيحية ما زالت في الموصل، وهم من ذوي الحاجات الخاصة وكبار السن الذين لا يستطيعون التنقل أو الحركة". كما أشار إلى أن "50 مسيحياً في الموصل ما زال مصيرهم مجهولاً".
ويقارب عدد المسيحيين في كركوك 10 آلاف شخص، من أصل نحو 950 ألف نسمة بين عرب وأكراد وتركمان يقيمون في هذه المدينة الغنية بالنفط.
وكنيسة ماريوسف هي واحدة من تسع كنائس في المدينة. وقد أقفلت أبواب كنيسة ماريوسف في العام 2003 بعد أسابيع من الغزو الأمريكي للعراق، بسبب الظروف الأمنية.
وتزامنت إعادة افتتاحها مع الذكرى الرابعة لمقتل 46 مسيحياً على الأقل في هجوم مسلحين على كنيسة سيدة النجاة في بغداد، في 31 أكتوبر 2010. وتبنى الهجوم تنظيم داعش الذي كان فرع تنظيم القاعدة في العراق، والذي شكل نواة تنظيم "داعش" الذي بات يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق.
وتاريخيا كان المسيحيون العراقيون يسكنون مدينة كركوك، وبغض النظر عما إذا كان هؤلاء المسيحيون من (نصارى تركمان) كما تصفهم المراجع، وربما اعتبرهم تركماناً بسبب تكلمهم اللغة التركمانية كما هو حال الكلدانيين والسريان الذين يتكلمون العربية، فالبعض يعتبرهم عرباً، وكذلك بالنسبة للمسيحيين الذين يتكلمون الكردية يعتبرونهم أكراداً، سواء كانوا كذلك أو غير ذلك أو كانوا من النساطرة الذين انتقلوا من الكنيسة النسطورية العراقية القديمة إلى الكنيسة الكاثوليكية.
وقد وردت إشارات حول الوجود الكلداني في مدينة كركوك في أخبار سنة 1862م عندما قام الكلدانيون في كركوك ببناء كنيسة لهم، وجاء ذلك في النص التالي:-
تأسيس كنيسة الكلدان في قلعة كركوك 1862م، وتعرف باسم أم الأحزان ويسميها العوام باسم (نماز ئه وى) بمعنى دار الصلاة، ويقال إنها بنيت على أنقاض كنيسة أقدم منها، إلاّ أن بقايا البناء الحالي هو التجديد الأخير لها عام 1903 م .
وقد انهارت هذه الكنيسة في عام 1965، وقامت الهيئة المسئولة بصيانتها برفع كافة الأنقاض منها وترميم أعمدتها وأقواسها .

شارك