صفقات طهران وواشنطن بين التهديد والمساومة

الإثنين 03/نوفمبر/2014 - 05:34 م
طباعة صفقات طهران وواشنطن
 
الأدميرال علي فدوي
الأدميرال علي فدوي
في تصريح شديد اللهجة من نوعه هدد قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي فدوي، بـ"تدمير الأسطول الأمريكي في مياه الخليج العربي إن لم يغادر المنطقة".
وفي حوار أجراه فدوي مع وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري، أكد فيه أن "إخراج الأمريكيين من الخليج من المهام الأساسية للحرس الثوري الإيراني، وأن قواته قادرة على تدمير وإغراق الأسطول الأمريكي خلال 50 ثانية".
وأضاف فدوي: "أجرت تدريبات عديدة لمواجهة الأسطول الأمريكي"، وإنها تراقب "تحرك الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين ومياه الخليج".
صفقات طهران وواشنطن
وأضاف: "رغم أن الأمريكيين يلتزمون بحدود تحركهم ضمن المياه الدولية لكننا نرصد تحركاتهم عن طريق أجهزة الرادار، وبوارجنا تتحرك بأمتار بموازاة الأسطول الأمريكي للرد على أي تحرك معاد".
لم تكن هذه هي التصريحات المثيرة للجدل من نوعها التي أطلقها فدوي، ففي يوليو الماضي صرح فدوي أيضاً لوسائل الإعلام بأن "القوة البحرية للحرس الثوري تتولى قيادة طائراتها من دون طيار بصورة مستقلة عن القوة الجوفضائية التابعة للحرس، وتستخدم مختلف أنواع هذه الطائرات مع أولوية المراقبة والاستطلاع والعمليات."
وأضاف: "لنا الآن قواعد للطائرات من دون طيار في شرق وشمال وغرب مضيق هرمز، ونقوم بعمليات تحليق فوق المضيق بصورة دائمة، والأمر على هذا المنوال أيضاً في منطقة شمال الخليج، وأن هذه الطائرات من دون طيار مزودة بذات الصواريخ الموجودة على السفن الحربية، أو في السواحل لضرب الأهداف العسكرية في البحر".

إيران مع التحالف الدولي

قاسم سليماني
قاسم سليماني
تذهب بعض التحليلات أن هذه التصريحات ليست إلا مجرد كلام في الهواء، وأن إيران تستخدم هذه التصريحات لتظهر بمظهر القوي في إطار صفقات يتم إبرامها في الوقت الحالي مع الولايات المتحدة في المنطقة. 
يؤكد هذه التحليلات التقرير الذي بثته وكالة أنباء فارس وقطعت فيه الشك باليقين بشأن لعب إيران الدور الأكبر في قيادة القوات المسلّحة العراقية وإدارة عملياتها ضد تنظيم داعش، وذلك بقيادة قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، وأرفق التقرير بسلسلة من الصور لسليماني إلى جانب مقاتلين على الأراضي العراقية.
وقد حاول التقرير المقارنة بين دور التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وما حققه في محاربة التنظيم، وبين الدور الإيراني الذي يصوره التقرير باعتباره أعظم وأكبر وأوضح نتائجَ من دور التحالف.
لكن على الرغم من طرح طهران لدورها في محاربة داعش باعتباره مستقلا عن قوات التحالف، إلا أن هذا مستحيل تحقيقه، وأن تصريح إيران باشتراكها في الحرب ضد داعش يعني بالضرورة التنسيق مع واشنطن والاتفاق على هذه الخطوة معاً.

صفقة سرية

صفقة سرية
يأتي هذا التصريح في ظل معلومات تناثرت بخصوص صفقة عقدت بين طهران وواشنطن بتقسيم المنطقة، وأنه يوجد محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إعادة رسم خارطة سوريا والمناطق الكردية ومستقبل الصراع في العراق، عبر ترتيب تحالفات جديدة بين القوى المؤثرة في الصراعات الجارية بتلك المناطق.
وجاءت هذه المحادثات عقب اجتماع سري عقد بين وفد أمريكي ووفد إيرانيا في سلطنة عُمان، في أغسطس الماضي، وأن الجانبين توصلا إلى اتفاق بشأن أبرز المحاور المتعلقة بالأزمتين السورية والعراقية.
وقد نشرت وكالة أنباء الأناضول التركية تقريرا عن هذا الاجتماع يشير إلى أن الاتفاق يتضمن تحريك إيران للميليشيات الشيعية التابعة لها في العراق، مثل قوات "أبو الفضل العباس" و"عصائب أهل الحق"، في حرب واسعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش، بالتنسيق المباشر مع الضربات الجوية الأمريكية.
ويضيف التقرير أن إيران تمسكت ببقاء النظام السوري حتى تحافظ على خارطة التوازنات الجديدة في المنطقة، في نفس الوقت تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع دمشق في عملياتها في المجال الجوي السوري، مع إقامة تعاون استخباراتي بين الولايات المتحدة الأمريكية ونظام الأسد.
صفقات طهران وواشنطن
ويقوم الاتفاق الإيراني الأمريكي أيضا بإجراء محادثات محدودة مع الائتلاف الوطني السوري إلى حدود 2014 وتعليق الدعم للجيش السوري الحر.
وبالمقابل تحصل إيران على مساعدة من الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق شامل بشأن برنامجها النووي، يضمن رفع جميع العقوبات الغربية المفروضة على طهران.
كما يتضمن التفاهم التنسيق بين طهران وواشنطن لإيجاد حل لأزمة الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وتشمل أيضا إنهاء دور رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، المعرقل للعملية السياسية في العراق وهذه النقطة التي حدثت بالفعل.

شارك