دعاية «داعش» بين التمدد والانحسار.. دراسة لـ«الناتو» تكشف تحولات التنظيم الإرهابي
الإثنين 23/سبتمبر/2019 - 12:40 م
طباعة
أحمد سلطان
في عام 2014، أعلن تنظيم داعش رسميًا تمدده إلى داخل سوريا وتوحيد تنظيمي "دولة العراق الإسلامية"، و"جبهة النصرة" في كيان واحد تحت قيادة زعيم التنظيم «أبوبكر البغدادي».
وفي صيف 2014، أعلن التنظيم تأسيس ما عُرف بالخلافة المكانية في داخل الأماكن التي سيطر عليها في سوريا والعراق والتي كانت مساحتها تزيد على مساحة المملكة المتحدة.
واعتمد التنظيم بشكل رئيسي على الإعلام والدعاية الإرهابية التي كان يبثها عبر المؤسسات الإعلامية المختلفة "الفرقان، والاعتصام، والحياة، وأعماق، والنبأ، ودابق، ورومية"، لكن الدعاية الداعشية تراجعت من انحسار الخلافة المكانية في مارس 2019.
ولتحليل الدعاية الداعشية، أصدر مركز التميز الاستراتيجي للاتصالات التابع لحلف الناتو دراسة جديدة بعنوان "دعاية داعش.. قبل وبعد انحسار الخلافة"، وتضمنت رصدًا ومقارنةً للدعاية الداعشية التي تم إنتاجها خلال شهر شوال عام 2015 (حين كان التنظيم في أوج قوته)، ونفس الشهر خلال عام 2019 (حينما انهارت الخلافة المكانية ودخل التنظيم في مرحلة حرب العصابات).
وقالت الدراسة إن الدعاية التي ينشرها الإعلام الداعشي تضاءلت بنسبة تبلغ نحو 86% ما بين شوال 2015، وشوال 2019.
وأضافت الدراسة أن التنظيم نشر خلال شوال 2015 نحو 892 مادة إعلامية، بينما نشر في نفس الشهر خلال عام 2019 127 مادة فقط، كما خصص التنظيم 78% من إنتاجه في 2015 للألبومات المصورة، و11% للمواد الدعائية المكتوبة، و7% للمرئيات، و4% للمواد المسموعة.
وفي شوال 2019، خصص التنظيم 15% فقط للألبومات المصورة، بينما شكلت المواد الأرشيفية والمكتوبة نحو 55% من المحتوى الدعائي للتنظيم الإرهابي، وأنتج التنظيم 9 فيديوهات فقط نحو (8%)، و22% للمواد المسموعة.
الدعاية من سوريا والعراق.. الصعود والانهيار
خلال 2015، كانت أغلب المواد الدعائية الداعشية يتم بثها من داخل المدن التي تسيطر عليها «داعش» في سوريا والعراق (76%) من إجمالي الدعاية الداعشية، بينما تراجعت هذه المواد الدعائية خلال عام 2019 لتصل لـ19% فقط، بينما بدأ التنظيم الإرهابي يركز على المواد الدعائية التي تنتج في دول غرب ووسط أفريقيا، وجنوب شرقي آسيا، وجنوب آسيا.
واقتصر العمل الدعائي في داخل سوريا والعراق على نشر الأخبار المتعلقة بالهجمات الإرهابية.
وركز التنظيم الإرهابي خلال عام 2015 على إبراز نفسه بمظهر الدولة مركزًا على الجوانب الخدمية التي كانت تقدمها الدوواين الداعشية الخدمية مثل (ديوان التعليم، وديوان الخدمات العامة، وديوان الزراعة) بينما ركز التنظيم الإرهابي خلال شوال 2019 على أخبار العمليات الإرهابية وصور الأسلحة التي حصل عليها عناصر التنظيم خلالها، ويمكن القول إن التنظيم تحول من الدعاية الشاملة التي كان ينتهجها منذ إقامة الخلافة المكانية إلى الدعاية التي تركز على بقاء التنظيم واستمراره في خوض حرب العصابات.
وأشارت الدراسة إلى وجود تحول كبير في استراتيجية «داعش» الدعائية خلال السنوات الأربع الماضية، متوقعة أن يستمر التنظيم في العمل بنظام حرب العصابات خلال الفترة المقبلة، خاصةً مع وجود بيئة حاضنة للإرهاب في سوريا والعراق.