أطلق عدد من النشطاء الفلسطينيين على فيس بوك، مساء أمس الأربعاء، 5 نوفمبر 2014، دعوات لأخذ البيعة للتنظيم الجديد، الذي أطلقوا عليه اسم "داعس" اختصارا لـ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا"، تأثرا بـ"داعش" تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام.

جاء ذلك عقب عمليتي الدهس، التي شهدتهما مدينتا القدس والخليل المحتلتان، ونتج عنهما مقتل عدد من المستوطنين اليهود، بينهم جنود في الجيش الإسرائيلي، ويعتبر التنظيم بداية من شباب فلسطين لتأييد عمليتي الدهس التي استهدفت جنودا إسرائيليين.

وظهرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية، دعوات لأخذ البيعة لتنظيم "داعس"، الذي يخالف تنظيم داعش في الفكر، على حد تعبير النشطاء.

وعلى الرغم من أن داعس تأتي على نفس وزن "داعش" إلا أن التنظيمين مختلفان تماما في الفكر وأسلوب التعامل، فتنظيم داعش قائم على الإرهاب والقتل وسفك الدماء، أما التنظيم الجديد "داعس" فسيقوم على حماية القدس من الاحتلال، والدهس الذي يشهده هذه الأيام، على حد قول النشطاء.

كما يختلف التنظيمان أيضا في أن داعش يتزعمه أبو بكر البغدادي فقط، بينما يزعم داعس نشطاء من الشباب تضامنوا جميعا لحماية بلدهم.. على حد زعمهم.

وتسبب تشابه اسم تنظيم "داعس"، مع "داعش"، بإكسابه شهرة كبيرة على نطاق شبكات التواصل الاجتماعي.

ويروج النشطاء لتنظيمهم الجديد، بشعارات، "داعسيون ولسنا داعشيون".

"أدهس يا ابن القدس"، "أدهس يا ابن الخليل"، حيث لاقت الشعارات تجاوبًا ملحوظًا من جانب النشطاء، وانتشرت بسرعة البرق على الصفحات. 

وعلى خطى حركة "حماس" التي انشقت من حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين، والتي كان هدفها هو تحرير فلسطين كاملة من النهر إلى البحر- يأتي انشقاق "داعس" أيضا من عمليتي دهس القدس.

ويستخدم الفلسطينيون في لهجتهم المحكية لفظ دعس، بديلا عن كلمة "دَهْس".

وقال أحد النشطاء عن داعس: "في ظل الهجمة الدولية الشرسة على داعش متعددة الجنسيات، خرجت داعس الفلسطينية، لتصحح البوصلة والمسار نحو فلسطين والمسجد الأقصى، بعد أن انحرفت لتقول للجميع: إن فلسطين والقدس وما يتعرضان له من عملية تهويد، أولى بكل هذا الاهتمام والتضحية.

وقام بعض رسامي الكاريكاتير الفلسطينيين برسم بعض الشعارات باسم داعس، ومن بين النوادر التي بدأ النشطاء ترويجها على صفحاتهم:

- صفارات الإنذار ﺗﺪﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺑﻌﺪ ﻭﺭﻭﺩ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻔﻠﻴﻞ "Full" ﺗﻨﻚ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺑﺎﻟﺒﻨﺰﻳﻦ.

-  القبة الحديدية تعترض سيارة من نوع مرسيدس كانت في طريقها لدعس عدد من المستوطنين في القدس .

ويعتبر تنظيم "داعس" في الوقت الحالي مجرد تنظيم افتراضي، حيث لم يخش مئات النشطاء الفلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من إعلان مبايعتهم العلنية، لتنظيم "داعس"، مرددين "القسم"، دون أي تردد.

فالتنظيم "الإلكتروني" الجديد نجح في إثارة حماسة الشبان واستخدموه وسيلة للتعبير عن تأييدهم للعمليات التي تستهدف دهس الجنود والمستوطنين الإسرائيليين في مدينة القدس، والضفة الغربية.

 وامتزجت السخرية، برسائل الدعم لعمليات دهس الإسرائيليين، في مداخلات وتعليقات الأعضاء الافتراضيين في التنظيم الإلكتروني.

والجدير بالذكر أنه قُتل مواطن فلسطيني، برصاص إسرائيلي، بعد قيامه بدهس مجموعة من الإسرائيليين بمدينة القدس الشرقية؛ ما أدى إلى مقتل ضابط إسرائيلي، وإصابة 13 آخرين.

كما أصيب 3 جنود إسرائيليين، بجروح مختلفة، جراء دهسهم بسيارة يعتقد أنها "فلسطينية"، بمدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي.

وخلال الشهور الماضية نفذ فلسطينيون آخرون، عدة عمليات "دهس"، استهدفت إسرائيليين في مدينة القدس.

وأعلنت حركة حماس مسئوليتها عن العملية الاولى التي نفذها إبراهيم عكاري، بينما فرّ منفذ عملية الخليل هارباً وعثرت قوات الاحتلال على السيارة التي نُفذت بها العملية فارغة.

وعلى أرضية سوداء، تماماً كما هو الحال مع راية "داعش"، غيّر النشطاء صورهم الشخصية، لتتحول إلى "كتائب داعس باقية وتتمدد".

 وتحت شعار انضموا إلى "#داعس"، بدأت التغريدات تحتل مواقع التواصل الاجتماعي، وسط إعلان الآلاف بيعتهم للتنظيم الجديد.

وبطريقة فكاهية كتب أحد أعضاء الفيسبوك ويدعى أبو قمر، على صفحته موضحا شروط الانضمام للتنظيم الجديد داعس:

"داعس‬ تنظيم فلسطيني جديد انطلق من وحي الحالة الفلسطينية ومع زيادة الصمت العربي والخذلان الإسلامي والتآمر المحلي.

الهوية: مش سني ولا شيعي ولا شيوعي ولا سلفي ولا متطرف.. تنظيم للكل بدون لون ..

الأهداف: العمل على دعس كل صهيوني متطرف يعتدي على المقدسات ويستهين بالفلسطينيين.

الوسائل: يسعى داعس لتحقيق أهدافه من خلال استخدام وسائل النقل المتاحة والتي يملكها أعضاء التنظيم.

شروط الانضمام ‫لداعس‬: أن يمتلك العضو سيارة بمواصفات جيدة ويفضل أن تكون شحن أو باص 50 راكبا..‬‬

السن المطلوب: مش مهم ..المهم معك رخصة قيادة وتستطيع التحكم بالمركبة خلال ضغط العمل وكثرة ‫‏المدعوس عليهم‬‬.‬

واختتم: داعس يقبل بجميع الفصائل والأحزاب والشخصيات والأفراد وما عندو مانع لانضمام أي حدا بأي وقت وبدون ما يبلغ المسئول وبدون ما يسجل ذاتية ... كل عضو بفوت بالتنظيم هو زعيم حالو... وهادي أهم ميزة بتنظيم داعس تفوت عضو وتصير بنفس الوقت زعيم.. وهي الزعامة اللي بترفع الراس عن جد".

أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى بغزة الدكتور، دِرْداح الشاعر يرى أن الفلسطينيين أسسوا إلكترونيا ما يريدون له أن يلفت الانتباه لقضيتهم ومعاناتهم.

ويقول: "إن هذه التسمية "داعس"، تحمل روح الفكاهة والسخرية، وتدل على ذكاء".

وتابع: "داعش يحتل مساحة قوية وكبيرة من الاهتمام العالمي، واليوم كلمة (داعس) المستوحاة على نفس النغمة، ستشهد انتشارا واسعا وكبيرا على صفحات التواصل الاجتماعي، والهدف هنا ليس السخرية وحسب، ولا التنظيم (داعش) نفسه، بل رسالة إلى العالم الصامت.