مأزق حزب الله.. بين تسليح الجيش بأيادٍ سعودية والتمديد للبرلمان

الخميس 06/نوفمبر/2014 - 07:52 م
طباعة مأزق حزب الله.. بين
 
وقّعت السعودية وفرنسا اتفاقية لتسليح الجيش اللبناني، أمس الأول الثلاثاء 4 نوفمبر، بقيمة ثلاثة مليارات دولار لتسليح الجيش الذي يواجه خطر المجموعات المتطرفة، وعلى رأسها داعش.
مأزق حزب الله.. بين
يأتي الاتفاق ليجسد التعهد الذي أعلنته السعودية في ديسمبر بتقديم تمويل بثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني على أن يتم تأمين الأسلحة من الجانب الفرنسي.
ووقع على الاتفاقية وزير المالية السعودي إبراهيم العساف ومدير شركة أوداس الفرنسية العامة التي تمثل مصالح فرنسا في مجال تصدير السلاح إدوار غيو، كما حضر التوقيع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي بحسب المصدر الذي لم يدل بأي تفاصيل حول نوعية الأسلحة التي سيحصل عليها لبنان.

بين الفوضى و التسليح

بين الفوضى و التسليح
التسليح أو الوقوع في الفوضى.. هذا ما تطرحه الدول التي تسعى لتسليح لبنان كفرصةٍ وحيدة تحول دون وقوع  البلد في مأزقٍ حقيقي، حيث إن حزب الله لم يعد عامل استقرار، لاسيما بعد تورطه في الصراع السوري بين نظام بشار الأسد والمعارضة المسلحة و" داعش"  وجبهة النصرة، وتزايد الصورة السلبية عن الحزب وسط التيارات السياسية اللبنانية المعارضة لتدخل الحزب في سوريا، خاصة تيار المستقبل السني والقوات اللبنانية وحزب الكتائب وهى القوى المكونة لتيار 14 آذار المعارض لحزب الله.
وكان تسليح الجيش اللبناني ساحة للمنافسة بين دول كثيرة أبرزها  السعودية، وإيران، والولايات المتحدة، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا .
فالسعودية وايران تتنافسان بشراسة داخل الساحة اللبنانية، حيث تعتبر المملكة العربية السعودية داعمًا أساسيًا على الساحة السنية اللبنانية، كما تعتبر نفسها المسئول الأول عن السنة في لبنان وعن مواجهة المد الشيعي الذى تمثله إيران بواسطة حزب الله في لبنان وبشار الأسد في سوريا، وتأتي خطوة تسليح الرياض للجيش بمثابة سحب البساط من تحت أقدام حزب الله، وقد يكون مبررا قويا لنزع سلاح الحزب. 
أما إيران فتسعى منذ نشأة حزب الله في ثمانينيات القرن الماضي وبمساعدة سوريا بقيادة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد العلوى، إلى تقوية وتسليح حزب الله ليكون قوة ضاربة ومسلحة بأحدث الأسلحة في مواجهة إسرائيل من ناحية وفى مواجهة الخصوم السياسيين من ناحية أخرى، خاصة القوى السنية المدعومة سعوديا وخليجيا، ولذلك كانت الإمدادات الإيرانية مالا وسلاحا تأتى إلى حزب الله عبر سوريا نظرا للحظر الدولي المفروض على إيران منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بقيادة الخمينى.
وقد أعلنت إيران هبة عسكرية غير مشروطة تقدمها للجيش اللبنانى متى قرر ذلك، فى خطوة يحسبها البعض مناورة لضرب صفقة  السعودية، ولتحييد الجيش اللبنانى، اتقاءا ً لأي مواجهة مع حزب الله .
 لكن من الصعب قبول العرض الإيراني، فبالرغم من حاجة لبنان لكل قطعة سلاح لمواجهة «داعش» والنصرة في الشمال والبقاع، إلا أن الموافقة على الهبة الإيرانية لابد أن تمر عبر موافقة مجلس الوزراء اللبناني، وكذلك مجلس النواب، وهو ما لن يحدث، نظرا لوجود وزراء ونواب فريق ١٤ آذار- المستقبل السنى والكتائب والقوات اللبنانية المسيحيين- الذين يرفضون الهبة الإيرانية لأنها ستصب لمصلحة حزب الله.
هذا الى جانب  تحذير أمريكا للبنان من قبول الهبة الإيرانية، نظرا للحظر المفروض على إيران من ناحية، ومشاركة إيران في القوى الداعمة لبشار الأسد، وتدخل حزب الله في سوريا من ناحية أخرى، حيث هددت أمريكا لبنان برفع الدعم عنها وعدم حمايتها في حال قبول الهبة العسكرية الإيرانية.

تفاصيل الصفقة

تفاصيل الصفقة
بدأت مشاورات  الصفقة الفرنسية السعودية منذ فترة طويلة بين كل من لبنان وفرنسا والولايات المتحدة من جهة، وبين كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا والولايات المتحدة.
و قد حمل قائد الجيش اللبناني الحالي العماد جان قهوجي الخطة الخمسية التي سبق وأقرها مجلس الوزراء لتسليح الجيش اللبناني، في خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الأمريكية في أوائل الصيف الماضي .
وأوضحت بعض وسائل الإعلام اللبنانية أن الخطة الخمسية التي أقرّتها حكومة رئيس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي في عام 2012 بموافقة جميع الوزراء، بمن فيهم وزراء "حزب الله" تشتمل تزويد القوات البرية: أجهزة رادارات متنوعة، صواريخ تطلق من سيّارات جيب، ناقلات جند مدرعة ضد القذائف الصاروخية، آليات للمهمات اللوجستية المساندة، ذخائر للأسلحة الفردية والمتوسطة، عتاد وتجهيزات لمكافحة الشغب، صهاريج وناقلات للآليات الثقيلة.
أما بالنسبة للقوات الجوية فتضمن 10 مروحيات جديدة، صواريخ للمروحيات، صواريخ مضادة للطائرات، رادارات للمراقبة الجوية، قطع غيار، وإعادة تأهيل الطوافات الحالية، وذخائر متنوعة.
وفيما يخص القوات البحرية تشمل الخطة زوارق طول 40 - 60 متراً مجهزة بأنظمة رمي أوتوماتيكية، مدافع رشاشة، رادارات للمراقبة، إضافة إلى منظومة صواريخ أرض - بحر.
بينما بدأ اليوم تناثر بعض التفاصيل عن الصفقة، فقد نشرت وكالة رويترز نقلا عن مصدر مسئول في وزارة الدفاع الفرنسية رفض إعلان اسمه، أن أول دفعة من صفقة تسليح الجيش اللبناني - والبالغة 3 مليارات دولار، سترسل في الربع الأول من العام 2015، وعلى مدى 36 شهراً، بواقع دفعة واحدة كل ستة أشهر، وأن الصفقة تَضَمّنت مشاركة 20 شركة فرنسية، وأنها  احتوت على معدات عسكرية برية وبحرية وجوية، وعربات مدرعة، ومدفعية ثقيلة، و صواريخ مضادة للدبابات، وقذائف هاون، وأسلحة هجومية.
وأضاف المصدر أن الصفقة ستتضمن كذلك أجهزة استخباراتية ومراقبة، وطائرات بدون طيار، إضافة إلى قوارب مراقبة مسلحة بأسلحة خفيفة، وطائرات مروحية هجومية وأخرى لأغراض النقل، وأن فرنسا قد وافقت على تزويد الجيش اللبناني بدورات تدريب عملية؛ الأمر الذي يعني أن العقد لن ينتهي بتسليم الدفعة الأخيرة من الأسلحة، وسيستمر لـ 10 أعوام".

8 آذار في مأزق

8 آذار في مأزق
يبدو أن حركة 8 آذار التي تتشكل من التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل وغيرها في مأزق الآن، خاصة ًبعد جلسة البرلمان اللبناني أمس والذي صوت لنفسه بتمديد مدته حتى 2017، وهذا يصب في مصلحة حركة 14 آذار وجبهة رفيق الحريري، هذا المأزق تؤكده صفقة تسليح الجيش من الجانب السعودي والتي تعني بالضرورة تقويض حزب الله .
في نهاية العام الماضي صرح بعض عناصر من حركة 8 آذار رفضهم للصفقة السعودية قائلين "سنعلن شكرنا للسعودية وفرنسا إذا كانت الصفقة تتضمن صواريخ كروتال N. G الفرنسية التي تملكها أيضاً السعودية وطائرات هيليكوبتر غازيل مزودة بصواريخ ميسترال ودبابات الجيل الجديد لوكليرك A.M.X، إضافة الى أسلحة أخرى كاسرة للتوازن مع اسرائيل".
وأضاف البعض أن هذه الصفقة  لن تغيّر من بناء منهجية الجيش القتالية ولن تمكّنه من إنشاء حلقات لا مركزية تجعله في منأى عن تعرضه للقصف في اليوم الأول من أي حرب مع اسرائيل، نتيجة طبيعته الكلاسيكية، وذلك لأن الصفقة تقتصر على أسلحة للاستخدام الداخلي. 
وذكّرت بأن "وزير الدفاع السابق الياس المر كان أتى بصفقة سلاح من روسيا، لكن جرى رفضها لأنها لا تلتزم بميزان الرعب الذي فرضته إسرائيل، كما أن إيران سبق وقد أبدت استعدادها لتزويد الجيش اللبناني بأسلحة، وهي تملك نسخة من كروتال N.J الفرنسية، لكن الأمر لم يلق آذاناً صاغية للأسباب عينها، على حد قول عناصر 8 آذار .
فيما صرح منذ أيام قليلة عضو كتلة «حزب الله» النيابية، النائب نواف الموسوي خلال كلمة له في مجلس عاشورائي حرص "حزب الله "  على أن يكون «الشعب اللبناني عزيزًا وحرًا، وأن يكون الجيش اللبناني قويًا في قيامه بمهامه من ناحية ضبط الاستقرار والسلم الأهلي ومواجهة العدوان الإسرائيلي، مع بقاء دور المقاومة لأنها أظهرت أنها الفاعلة في مواجهة الاحتلال والعدوان». وشدد الموسوي على أن «الجيش والشعب والمقاومة الركائز التي يقوم عليها الاستقرار اللبناني وعزة لبنان وقوته» ذلك في إشارة واضحة لدور حزب الله كقوة أساسية داخل المقاومة اللبنانية.

شارك