توظيف الإخوان لمواقع التواصل الاجتماعي.. «رصد» نمموذجًا
الجمعة 11/أكتوبر/2019 - 02:20 م
طباعة
محمد عبد الغفار
وظفت التنظيمات الإرهابية مواقع التواصل الاجتماعى بصورة فعالة، في الترويج لأفكارها وأنشطتها المختلفة بين صفوف الشباب، كما وجدت بها أداة قوية في تجنيدهم وجذبهم إلى صفوفها من دول العالم كافة.
ولم يكن تنظيم الإخوان بعيدًا عن استخدام تلك المواقع، إذ حاولت تنفيذ أجندتها التوسعية والفكرية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال استخدام كافة الأساليب الإقناعية المُتاحة والمُمكنة.
وصلت جماعة الإخوان إلى سدة الحكم فى مصر بعد ثورة 25 يناير 2011؛ لكنها فشلت فى إدارة شؤون الدولة، وثار عليها الشعب المصري وعزلها من الحكم في ثورة عارمة في 30 يونيو 2013، وهو ما شكل صدمة للجماعة وأنصارها إقليميًّا ودوليًّا.
ولمواجهة هذا لجأت الجماعة إلى عدد من التقنيات والوسائل الدعائية، إضافة إلى أساليب الحرب النفسية، وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي، وركزت الجماعة في سبيل ذلك على موقعها الرسمي، إضافة إلى موقع شبكة «رصد».
جاءت تلك القضية ضمن دراسة تحليلية حول صفحة شبكة رصد على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تحت عنوان «أساليب دعاية تنظيم الإخوان عبر موقع فيس بوك.. دراسة تحليلية لصفحة شبكة رصد»، قدمتها مدرس الإعلام بجامعة حلوان الدكتورة لبيبة عبد النبي إبراهيم.
وأجرت الباحثة دراسة استطلاعية على صفحة «رصد» على موقع «فيس بوك»، خلال الفترة من 28 يونيو 2013 وحتى ديسمبر 2015، بهدف التعرف على طبيعة مضامين الشبكة وآلياتها في الترويج لأفكار جماعة الإخوان.
ذراع إعلامية
ويتضح من الدراسة أن شبكة رصد عملت على ترويج عناوين مثيرة وقوية تؤيد الاتجاهات الفكرية والأيديولوجية للجماعة، وتحرض على الدولة المصرية ومؤسساتها، وتدعو الجمهور للتظاهر، وذلك من خلال استخدام أساليب متعددة.
كما حاولت الشبكة الإخوانية التشكيك وزعزعة الثقة بين المواطنين وبين المؤسسات الأمنية، عبر نشر أخبار مضللة وكاذبة وترويج فيديوهات لم تحدث في مصر على أنها تتم في المدن المصرية.
وركزت الشبكة في تغطيتها على إبراز «الهاشتاجات» المروجة لأفكار الجماعة الإرهابية، والطلب من المتابعين المشاركة بها بقوة، ومن ثم يتم إلقاء الضوء عليها من قبل المؤسسات التلفزيونية المؤيدة للإخوان مثل «الجزيرة» و«مكملين»، على أنها المواد الأكثر تداولًا وتفاعلًا في الداخل المصري.
وعملت القناة على إبراز التظاهرات التي يقوم بها أنصار الجماعة، مع التركيز على المظاهرات الطلابية والعمل على تضخيمها، حتى وإن كان المشاركين بها لم يتعدوا العشرات، ووفقًا للدراسة فإن التركيز على هذه التظاهرات كان قويًا خلال الفترة من مارس 2014 وحتى يونيو 2014.
كما اتبعت الشبكة الإخوانية أسلوب الوقيعة بين مصر وبين الدول الإقليمية، مثلما افتعلت مشكلة مع الشعب المغربي من خلال عناوين مثيرة، بهدف كسب تأييد الرأي العام والحشد الدولي من قبل المؤسسات الدولية، والترويج لمظلومية الجماعة دوليًّا.
ولم تكتف الشبكة الإخوانية بالتشكيك في مؤسسات الدولة بصورة داخلية، لكنها عملت على الترويج للتنظيمات الإرهابية في سيناء من خلال عناوين مثل «تنظيم الدولة يوزع تعويضات مالية على المهاجرين برفح»، هادفة من خلال ذلك إلى الترويج لسيطرة التنظيم الميدانية.
كما لم تستخدم شبكة رصد في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي المسمى الفعلي والمعروف دوليًا للتنظيم «تنظيم داعش الإرهابي»، ولكنها وصفته بالدولة، ما يعني أنها لا تختلف مع فكره الإرهابي، خصوصًا وأن مصدر الاثنين يرجع إلى سيد قطب.
وبالنظر إلى محتوى المواد التي يتم نشرها عبر صفحة «فيس بوك" الشبكة، نجد أن محتوياتها كانت تتضمن نشر نص مع رابط فيديو أو صور لجذب الجمهور، وجاء ذلك بنسبة 47.3% من المواد المنشورة، إذ أن الصورة والفيديو – رغم أنهما غير حقيقيين- لهما القدرة على التأثير بصورة قوية في الجمهور.
ولم تعتمد الشبكة الإخوانية على مصادر معلوماتية معروفة، ولكنها ادعت بأن هذه الأخبار تأتي لها من خلال شبكة من المراسلين الموجودين في المحافظات المصرية، وبعض تدوينات كبار الشخصيات المعروفة بانتمائها للجماعة، وهو ما يعني أن الجماعة حاولت التأثير بشكل أحادي على الجمهور المتلقي.
ولجأت «رصد» إلى نوعين من الاستمالات، العقلية: من خلال ذكر موضوعات ذات جدوى، مثل أزمة الدولار والأسعار والسياحة، وهي الموضوعات التي من الممكن اللجوء خلالها إلى أرقام وإحصائيات للتأكيد على المعلومة، حتى وإن كانت الشبكة تستخدمها خارج سياقها الفعلي.
كما اعتمدت على الاستمالات العاطفية، عن طريق إثارة الجمهور المتلقي بإظهار مجموعة من الأفراد يزعمون مظلوميتهم الإنسانية، وهو ما تسعى الجماعة إلى الترويج إليه عالميًّا ومحليًّا.
لذا يتضح أن جماعة الإخوان سعت إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لإحداث وقيعة وأزمات داخل المجتمع المصري، بالإضافة إلى الترويج لمظلوميتها المزعومة سواء بصورة محلية أو إقليمية.