في الوقت الذى تتزايد فيه التحذيرات من خطورة المقاتلين الأجانب في صفوف داعش والتنظيمات الإرهابية في الشرق الاوسط، يصعد التنظيم من عملياته في سوريا والعراق، بالرغم من ملاحقة غارات التحالف الدولي لقيادات داعش .

يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه جهاز الاستخبارات الاتحادي الألماني، من إمكانية تنفيذ تنظيم داعش هجمات في أماكن عامة ببلدان غربية، والتأكيد على أن تحليل استراتيجية الإرهاب بجهاز الاستخبارات، أشار إلى إمكانية قيام داعش بتنفيذ هجمات إرهابية في بلدان غربية، وإمكانية أن تفتح تلك الهجمات الطريق، أمام إرسال دول التحالف الدولي وحدات برية إلى سوريا والعراق.

وكشفت دير شبيجل الألمانية عن دعوات التنظيم المتواصلة، منذ شهر سبتمبر الماضي، من أجل القيام بهجمات ضد كافة الدول التي تهاجمه، لافتاً إلى أن داعش عمد إلى القيام بحملة إعلانية بهذا الاتجاه عبر الإنترنت، خاصة أن صحيفة "دابق"، التي يصدرها التنظيم بشكل شهري، أعلنت على موقعها الالكتروني أن ألمانيا هي ضمن أهداف هجمات التنظيم، وسط تقارير تشير إلى أن جهاز الاستخبارات الألماني يرصد نية داعش في تنفيذ هجمات في البلدان الغربية، لتحقيق غايات سياسية يهدف إليها.

وسبق أن كشف تقرير لـمركز "سوفان غروب" للدراسات الاستراتيجية، عدد المقاتلين الأجانب الذي دخلوا سوريا، خلال السنوات الثلاثة الماضية وقدرهم بـ12000 مقاتل، وأن هذا العدد تجاوز عدد الذين وفدوا إلى أفغانستان، خلال فترة احتلالها من قبل الاتحاد السوفيتي الذي استمر 10 سنوات، والإشارة إلى أن المقاتلين يأتون من 81 دولة، من القارات الخمسة، وأن العدد الأكبر من منتسبي التنظيم يأتون من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ووفق معلومات حصل عليها القائمون على التقرير من وحدات الأمن من بعض الدول، فإن تونسيي الجنسية يتصدرون عدد المقاتلين الأجانب بـ 3000، يليهم السعوديون بـ 3 آلاف، ثم المغاربة بـ 1500، والجزائريون بـ 200 مقاتل، أما المقاتلون من الجنسيات غير العربية فهم كالتالي: من فرنسا 700، ومن بريطانيا 400، ومن روسيا الاتحادية 800، ومن تركيا 400، ومن استراليا 150، ومن الدنمارك 100، ومن الولايات المتحدة والدنمارك 70 من كل منهما، إلى جانب أن 6% من المقاتلين الأجانب في التنظيم - القادمين من أوروبا - هم من الذين اعتنقوا الإسلام حديثاً، كما أن معظم الذين يأتون من الدول غير المسلمة، هم من الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين المسلمين في تلك الدول.

من ناحية أخرى أكدت مصادر هناك أن ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة استهدفت تجمعا لزعماء تنظيم داعش في العراق في بلدة قرب الحدود السورية، وضم التجمع على ما يبدو زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وأن قيادات داعش أخلوا مستشفى حتى يتسنى علاج جرحاهم، واستخدموا مكبرات الصوت لحث السكان على التبرع بالدم، ولم يؤكد المسئولون الأمريكيون أو ينفوا ما إذا كان قد تم استهداف البغدادي الزعيم الرئيسي للتنظيم.

بينما صرح مسئول أمريكي كبير بأن ضربات جوية نفذت ضد قافلة قرب مدينة الموصل الشمالية على بعد نحو 280 كيلومترًا من القائم وضد وحدات صغيرة من داعش في مكان آخر، لكن الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة لم تستهدف تجمعًا لداعش.