«ولاية الهول».. دراسة تكشف أسرار الشبكات الداعشية في المخيمات
الخميس 24/أكتوبر/2019 - 01:08 م
طباعة
أحمد سلطان
أصدر «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» دراسة جديدة بعنوان «ولاية الهول.. بقاء واحتضان الجيل القادم من الدواعش»، للباحث في شؤون الجماعات الإرهابية "هارون زيلين"، حول دور مخيمات الاعتقال في شمال شرقي سوريا في تخريج جيل جديد من الدواعش.
ويعتبر مخيم الهول، أكبر مخيمات اعتقال الدواعش وأسرهم داخل سوريا، ويقبع به نحو 70 ألف شخص، وفقًا لتقدير الأمم المتحدة، بينما تشير الأمم المتحدة إلى أن 94% من المحتجزين داخل المخيم من النساء والأطفال.
وعقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب قواته بلاده من الحدود التركية السورية، والذي أعقبه إطلاق الجيش التركي لعملية عسكرية ضد معاقل قوات سوريا الديمقراطية، حذر عدد من الجهات من أن يتحول مخيم الهول إلى مصدر رعب عالمي في حال تمكن المقيمين فيه من الفرار إلى خارجه.
وتدير قوات سوريا الديمقراطية «قسد» المخيم منذ فترة، لكنها لا تمتلك أي رؤية لمستقبل المحتجزين بداخله، أو طريقة إعادة تأهيل النساء والأطفال المتأثرين بفكر تنظيم داعش.
يضم المخيم أكثر من 70 ألف محتجز وفقًا للأمم المتحدة، (73 ألفًا وفقًا للمصادر التي اعتمد عليها هارون زيلين في دراسته)، ويمثل العراقيون أغلبية الموجودين داخل المخيم بنسب تقترب من 45% يليهم السوريون بنسب تقترب من 41%، كما توجد 11 ألف امرأة وطفل من 62 دولة مختلفة، ويشكل الأطفال الأغلبية (7 آلاف طفل وطفلة)، بينما تم ترحيل 1400 امرأة إلى بلدانهم.
ويشبه المسؤولون الأكراد مخيم الهول بأنه «الباغوز» الثانية، والباغوز هي آخر المعاقل التي كانت بحوزة تنظيم «داعش» في سوريا، واجتمع فيها قبل سقوطها في أيدي القوات الكردية أغلب عناصر «داعش».
ويشير عدد من التقارير سواءً الصادرة عن الأمم المتحدة أو غيرها إلى أن الأوضاع داخل "مخيم الهول" سيئة للغاية، ويصفه هارون زيلين بـ«مخيم الموت».
«لا تزال الخلافة المكانية في قلوبنا»، هذا ما قاله عدد من السيدات المحتجزات داخل المخيم، وتعتقد أغلبهن أن تنظيم «داعش» يمثل الإسلام الصحيح، ومازلن يلتزمن بالبيعة التي أدينها لزعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي.
وتقوم نساء «داعش» المحتجزات بتسيير دوريات شبه منتظمة لـ«الحسبة» في محاكاة منهن لما كان يقوم به لواء الخنساء الداعشى (الشرطة النسائية الداعشية خلال فترة الخلافة المكانية)، ويعتدين بالضرب على النساء الأخريات اللاتي لا يلتزمن بالنقاب (غطاء الوجه).
وبحسب مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية فمنذ مارس 2019، تحول "الهول" بشكل كبير، وندر أن توجد فيه فتاة يزيد عمرها على 8 سنوات بدون نقاب.
وتهاجم الداعشيات المحتجزات من آن لآخر نظيراتهن اللاتي نقضن بيعة البغدادي، كما يهاجمن عناصر الأمن الكردي الداخلي (الأسايش)، والعناصر المسؤولة عن تقديم الخدمات الطبية.
ومع انطلاق العملية العسكرية التركية، حذر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية اللواء مظلوم عبادي من أن الهجوم التركي قد يؤدي لفرار الدواعش المحتجزين، مضيفًا أن قواته لجأت لسحب جزء من الحراسات المكلفة بحماية مخيمات الاحتجاز للتصدي للهجوم التركي.
وحذرت دراسة "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، من أن تؤدي الأوضاع الحالية في المخيمات إلى ظهور جيل جديد من الدواعش أشد تطرفًا، مشبهًا مخيم الهول بمعسكر "بوكا" الذي أقامته القوات الأمريكية في جنوب العراق، واجتمع ثم خرج منه أغلب قيادات تنظيم «داعش».
ودعت الدراسة الدول الأوروبية لاستعادة النساء والأطفال وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، موضحةً أن الأوضاع الحالية ونشاط خلايا «داعش» قد يؤدي إلى فرارهم من مخيمات الاحتجاز وتأسيس التنظيم للخلافة المكانية من جديد.