الإرهاب في أفريقيا.. مطبوعة أمريكية تبحث مآلات المكافحة وتكلفة الحرب
السبت 30/نوفمبر/2019 - 11:09 ص
طباعة
نهلة عبدالمنعم
للقارة السمراء أهميتها الدولية، ما يدفع بعض دول الغرب الى وضع إطار أمني ضامن لإقامة علاقات وشراكات استثمارية مثمرة في أفريقيا التي تمتلك كنوزًا وموارد ثمينة لم تستخرج أو تكتشف بعد، ومن ناحية أخرى فإن حالة الاضطراب المتفشية بأفريقيا تتضمن مآلات عنيفة لمؤشر الهجرات البشرية نحو أوروبا بمن فيها من مشردين حقيقيين أو إرهابيين مدسوسين أو جاهزين لتبني أيديولوجية العنف تجاه المجتمعات الغربية.
وفي هذا الصدد قدم الباحث في جامعة هوارد بالعاصمة الأمريكية واشنطن «جون دافيس» مؤلفه المعنون بـ«الإرهاب في أفريقيا.. الجبهة المتطورة في الحرب على الإرهاب»، قائلًا إن مطبوعته تهدف إلى مناقشة تعددية التهديدات الإرهابية وسط الولايات المختلفة بالمنطقة، إلى جانب الديناميكيات الإقليمية والاستجابة المحلية ضد الإرهاب، والحلول الإقليمية لمواجهة الإرهاب في أفريقيا.
تقسيمات بتصاعد نسبي
يقسم الكاتب مناطق أفريقيا وفقًا للهجمات الإرهابية الأكثر انتشارًا، فالمنطقة الأولى من وجهة نظره هي شرق أفريقيا والتي ينشط بها جماعة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة، قائلًا بإن هذه البؤرة هي أكثر البقاع حصدًا للأرواح والتي استطاع تنظيم القاعدة تنمية نفوذه بداخل هذه الفرع مُطلقًا عليه «EEAQ».
أما المنطقة الثانية فهي الشمال ويرجعها أيضًا لنفوذ القاعدة واستمالتها للجماعات السلفية المتشددة بداخل المنطقة لينضموا تحت لوائها وأوامر زعيمها الحالي أيمن الظواهري، بما يشكل فرع القاعدة في المغرب الإسلامي، فيما لم يغفل الكاتب دور مجموعات التطرف في غرب أفريقيا بما فيها بوكو حرام وفصائلها في نشر الإرهاب بالمنطقة وتهديد استقرارها على نحو متصاعد ما يؤثر على إنفاق الكثير من الأموال لدعم الجبهات المقاتلة بالمنطقة مثل «أفريكوم» وغيرها من التحالفات الدولية.
الصراعات الداخلية تجذب الإرهاب
يعد وجود الإرهاب في أي منطقة بالعالم نتيجة سلبية لمجموعة من العوامل المتشابكة التي أفضت إلى هذا الوضع بالنهاية وهو ما ينطبق على تصاعد التطرف في أفريقيا، فمن وجهة نظر الكاتب أن أغلب البؤر الإرهابية بالمنطقة هي توابع لأزمات سياسية طاحنة أفرزت تحللًا أمنيًّا سمح بدخول المتشديين وحملهم السلاح في نهاية المطاف.
وطبق الكاتب هذه النظرية على الأوضاع في الصومال ونيجيريا مستخلصًا أن هذه الأوضاع بالنهاية تسببت للمواطنين بكارثة إنسانية، فطبقًا للبيانات الرسمية لهيئة الأمم المتحدة تعد الصومال ثاني منطقة بالعالم من حيث الأزمات الإنسانية والمجاعات والفقر المدقع والموت عطشًا وغيرهم من الكوارث.
سبل مكافحة الإرهاب
في نهاية حديث الكاتب عن المعاناة الأفريقية من الإرهاب إرتأى أن أفضل طريقة لمناقشة الأزمة يجب أن تشمل تقديم حلول لهذا الوضع المتدني سياسيًا واجتماعيًا وأمنيًا واقتصاديًا، قائلاً بإن إنهاء الفساد والظلم السياسي بالمنطقة يعد حلاً جيدًا لإنهاء الحرب.
لافتًا إلى أن المعلومات والبيانات الصحيحة والدقيقة الواردة عن القارة ستسهم بشكل كبير في حل أزمة التصاعد الإرهابي بداخلها فضلاً عن الحلول الأمنية والاقتصادية اللائي يمثلان معادلة متوازية التطبيق يعتمد كلاً منهما على الآخر بشكل جدي وحتمي للمضي قدمًا نحو قارة أفريقية مزدهرة