تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم 31 ديسمبر 2019.
مسؤول عسكري ليبي لـ«الاتحاد»: سنواجه العدوان التركي ولن نفرط في أرضنا
حذر الجيش الليبي من أنه في حال فكرت تركيا في العدوان على ليبيا ستتم مواجهتها بدعم عربي، داعياً المجتمع الدولي للاضطلاع بمهامه أمام ما وصفه «عدوان تركيا»، خاصة أن ليبيا تحت البند السابع وتحارب الإرهابيين المطلوبين دولياً. وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي العميد خالد المحجوب إن الدفاع عن الأرض والعرض والجهاد من الأمور الطبيعية للشعب الليبي، لافتاً إلى أن القوات التي تدرس أنقرة إرسالها لليبيا ستتم مواجهتها.
وأكد المحجوب في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الشعب الليبي لن يفرط في أرضه ولن ينهزم، مضيفاً «سيقاتل شعبنا هؤلاء، فنحن شعب يقاتل بأبنائه من أجل أمنه واستقراره، ولم نعتد على أحد».
يأتي ذلك فيما سرعت أنقرة من وتيرة تحركاتها للتدخل عسكرياً في ليبيا بعد توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء أمس، على مذكرة إرسال قوات تركية إلى ليبيا وتسليمها للبرلمان. ودعا رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب الجمعية العامة للبرلمان إلى عقد اجتماع طارئ الخميس المقبل، لمناقشة المذكرة الرئاسية حول تفويض إرسال جنود إلى ليبيا. إلى ذلك، أعلن حزب الشعب الجمهوري التركي، وهو أكبر حزب معارض في تركيا، الاثنين، معارضته مشروع قانون يسمح بنشر القوات التركية في ليبيا.
ولفت شنطوب، في نص الدعوة التي وجهها إلى النواب، إلى تلقي رئاسة البرلمان، الاثنين، مذكرة من رئاسة الجمهورية من أجل التفويض بإرسال قوات إلى ليبيا.
إلى ذلك، أعلن حزب الشعب الجمهوري التركي، وهو أكبر حزب معارض في تركيا، الاثنين، معارضته مشروع قانون يسمح بنشر القوات التركية في ليبيا.
وقال أونال جاويك أوز، نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري، عقب اجتماع عقد في مقر الحزب بين وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو وزعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو، إن خطوة إرسال قوات تركية إلى ليبيا ستؤدي إلى تفاقم الصراع في البلاد وتسبب بانتشاره في كل أرجاء المنطقة.
وأعرب أوز عن اعتقاده «أن تركيا يجب أن تعطي الأولوية للدبلوماسية، بدلاً من أن تكون طرفاً في حرب بالوكالة. ما يجري الإعداد له، سيؤدي إلى تدهور الوضع الحالي»، مؤكداً أن إرسال قوات إلى هناك في هذه الحالة سيزيد من آثار النزاعات في المنطقة ويسبب انتشارها.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي إنه استعرض مع كليجدار أوغلو، حيثيات مذكرة التفويض التي ستعرضها الحكومة التركية على البرلمان، من أجل إرسال قوات إلى ليبيا، شارحا أسباب الحاجة لاستصدار المذكرة، من حيث المصالح القومية للبلاد والتصدي للتهديدات التي تواجهها تركيا.
فيما وصف المتحدث باسم حزب الخير التركي المعارض، يافوز أغار أوغلو، قرار حكومة حزب العدالة والتنمية إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، بأنه أمر سلبي.
وفيما يتعلق بموقفهم الرسمي من التصويت على إرسال قوات من الجيش التركي إلى ليبيا، أوضح أن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو سيحضر إلى البرلمان التركي ويقدم معلومات حول الأمر أمام رؤساء الأحزاب.
وفي سياق متصل، قالت مصادر إخبارية إن أنقرة تدرس إرسال مقاتلين سوريين متحالفين معها إلى ليبيا. وأكدت مصادر تركية أن إرسال قوات عسكرية تركية لليبيا يأتي في إطار الدعم العسكري التركي المزمع لحكومة طرابلس التي تحوطها المشكلات.
إلى ذلك، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تأكيد موقف القاهرة الثابت تجاه الأزمة الليبية، مشدداً على ضرورة وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الجارة الغربية لمصر. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه السيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد خلاله الرئيس المصري ثوابت موقف بلاده الهادف إلى استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، ودعم جهود مكافحة الإرهاب وتقويض نشاط الميليشيات المسلحة، وكذلك وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في ليبيا التي من شأنها زيادة تفاقم الوضع.
وفي سياق آخر، انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، فكرة فرض حظر جوي على ليبيا، مشيراً إلى أن هذه المقترح يعيد إلى الأذهان تدخل الناتو في ليبيا في عام 2011.
وعلق لافروف على فكرة فرض الحظر الجوي التي طرحها، قبل أيام، رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، قائلاً «أما فكرة فرض حظر جوي فوق ليبيا فهي تعيد إلى الأذهان أموراً سيئة جداً، إذ شرع الناتو في قصف ليبيا بعدما تبنى مجلس الأمن الدولي القرار المماثل تماماً، أي قرار فرض حظر جوي فوق ليبيا. والصلاحية الوحيدة التي صادق عليها مجلس الأمن هي صلاحية ضمان تطبيق نظام الحظر الجوي التي منحها للدول المعنية بالأمر».
وأكد لافروف أن مصلحة الشعب الليبي تتطلب وقف الأعمال القتالية وإعلان وقف دائم لإطلاق النار وبدء حوار يهدف إلى بلورة اتفاقات قابلة للتنفيذ.
الأردن: السجن المشدد لـ15 مداناً بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية
أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية، أمس، أحكاماً ضد خلية إرهابية، مكونة من 17 شخصاً خططوا لتنفيذ عمليات عسكرية على الساحة الأردنية، وحكمت المحكمة على 14 متهماً بالوضع بالأشغال المؤقتة 15 سنة، فيما حكمت على متهم بالوضع بالأشغال المؤقتة 10 سنوات، كما قررت المحكمة إسقاط دعوى الحق العام عن أحد المتهمين بسبب وفاته، كما حكمت المحكمة على متهم بالبراءة لعدم قيام الدليل القانوني ضده.
وكانت خلية الـ 17 المتهمة بارتباطها بتنظيم داعش، قد خططت لضرب عدة أهداف، أبرزها مبنى السفارة الأميركية في عمّان، ورجال أعمال إسرائيليين يرتادون الأردن، وطالب المتهمون قبل النطق بالحكم من المحكمة الأخذ بالأسباب المخففة التقديرية، حيث أشار أحدهم بأنه يريد تربية طفليه، فيما قال آخر بأنه مقبل على الزواج، ومنهم عدد أبلغ المحكمة بأنهم معيلون لعائلاتهم، بينما أبلغ آخر المحكمة بأنه متزوج من اثنتين، ولديه 10 من الأبناء، ووالدته مقعدة، لكونها مصابة بالسرطان.
وقالت لائحة الاتهام، التي كشفت عن التفاصيل الكاملة: إن الخلية قسمت عناصرها إلى ثلاث مجموعات، الأولى مهمتها معاينة الأهداف، والثانية معنية بتقديم الدعم التقني وتنفيذ العمليات الصغرى، في حين المجموعة الثالثة معنية بتنفيذ العمليات الكبرى.
(الاتحاد)
الجيش الليبي يستهدف مرتزقة أردوغان في مصراتة
استهدف الجيش الليبي لأول مرة عناصر جديدة انضمت لميليشيات مصراتة من الجنود المرتزقة ممن تجندهم تركيا، في ضربة مباشرة، وفقاً لما أعلنه المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأن جهود تركيا ل«تجنيد المرتزقة» من أجل إرسالهم إلى ليبيا تتواصل بشكل مكثف. وأوضح أنه رصد «ارتفاع عدد المجندين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب إلى ما لا يقل عن 1600 مرتزق من مقاتلي فصائل السلطان مراد وسليمان شاه وفرقة المعتصم الموالية لتركيا».
وأعلن الجيش الليبي مقتل 15 مسلحاً خلال استهداف تجمع للميليشيات المسلحة في منطقة الهضبة بالعاصمة طرابلس، وذلك فيما أكدت مصادر، اندلاع اشتباكات ليل الأحد، بين تشكيل مسلح ينسب نفسه إلى مدينة الزاوية، وآخر من المجلس العسكري بالزنتان. ووصف المصدر الاشتباكات بالساخنة وقال إنها اندلعت غرب العزيزية التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة، وبدأت في وقت تحدثت فيه مصادر عن تورط مجموعات من مدينة الزاوية في قتل أحد قادة غرفة عمليات الوفاق هو أسامة الجويلي، وفق ما نقل موقع إيوان ليبيا أمس الاثنين. وأضاف المصدر، أن مجموعات الزاوية التي اشتبكت مع مجموعات الجويلي يقودها عثمان اللهب دون معرفة مزيد من التفاصيل عما خلفه الاشتباك من ضحايا محتملين أو خسائر بشرية ومادية.
وذكر المكتب الإعلامي لقوة عمليات أجدابيا أن الجيش الوطني الليبي استهدف عناصر مسلحة تابعة لمليشيات غنيوة الككلي الموالية لفايز السراج بمنطقة الهضبة القريبة من حي أبو سليم وسط العاصمة طرابلس، مضيفاً أن الجيش نفذ، الأحد، سلسلة ضربات جوية على أماكن المرتزقة ومخازن الذخيرة بقاعدة معيتيقة الجوية. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى ارتفاع عدد المجندين، الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب إلى ما لا يقل عن 1600 مرتزق من مقاتلي فصائل السلطان مراد وسليمان شاه وفرقة المعتصم الموالية لتركيا، من خلال مواكبته عملية نقل المقاتلين التي تقوم بها تركيا من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية.
على صعيد متصل، قال مسؤول عسكري في القيادة العامة للجيش الليبي إن الميليشيات المسلحة، التي تقاتل ضمن ميليشيات حكومة الوفاق في طرابلس، أصبحت تتخذ من الأحياء السكنية والمدنية مواقع عسكرية لها، تجنباً للاستهداف من طرف الجيش الليبي. وأظهرت صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دخول دبابات وآليات عسكرية تابعة للميليشيات المسلحة وتمركزها بين العمارات السكنية بمنطقتي صلاح الدين والهضبة، كما أظهرت صور أخرى تكديس أسلحة فوق المباني. وأوضح المسؤول العسكري، ل«العربية.نت» و«الحدث.نت»، أن لجوء الميليشيات إلى الأحياء السكنية وتحويلها إلى مواقع عسكرية، جاء هرباً من نيران الجيش الليبي، الذي يسعى إلى التعامل بحذر مع المناطق التي تعجّ بالمدنيين ويتجنب استخدام أي نوع من أنواع الأسلحة تجاهها حرصاً على سكان ومرافق العاصمة طرابلس، كما يعني انهيار قواتهم في محاور القتال.
واشنطن تتوعد «حزب الله العراقي»
ارتفعت إلى 25 قتيلاً حصيلة الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت، ليل الأحد، قواعد لكتائب «حزب الله العراقي»، التابعة لميليشيات «الحشد الشعبي» الموالي لإيران. ووصف البنتاجون، الهجمات بأنها «ناجحة»، بينما هددت بغداد بمراجعة العلاقات مع واشنطن في كل المجالات، وعلى مختلف المستويات.
وجاء في بيان رسمي، أمس، أصدره مسؤول مديرية الحركات في ميليشيا «الحشد الشعبي» جواد كاظم الربيعاوي أن حصيلة الهجوم على مقرات اللواءين (45) و(46) بلغت 25 قتيلا و51 جريحاً. وأشار البيان إلى أن عدد القتلى قابل للزيادة؛ نظراً لوجود جرحى في حالة حرجة وإصابات بليغة؛ جرّاء القصف الذي استهدف منشآت تابعة لكتائب «حزب الله» قرب مدينة القائم، وعلى امتداد الحدود العراقية السورية غربي العراق.
وقالت الخارجية الأمريكية، أمس، إن عقوبات جديدة ستصدر قريبا ضد إيران، مشددة على أن الولايات المتحدة سترد في أي مكان وليس في العراق فقط إذا هددت مصالح الولايات المتحدة.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر، ليل الأحد، أن الضربات ضد قواعد «كتائب حزب الله» الموالي لإيران في العراق وسوريا كانت «ناجحة»، وقال: «هناك خطوات أخرى إذا لزم الأمر؛ من أجل أن نعمل للدفاع عن النفس، وردع الميليشيات أو إيران من ارتكاب أعمال معادية». وقال اسبر: «ناقشنا في وقت سابق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خيارات أخرى مطروحة، بعد وقوع 11 هجوماً صاروخياً خلال الشهرين الماضيين ضد المصالح الأمريكية في العراق».
في الأثناء، قال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران برايان هوك، إن بلاده ستستمر في الرد على أي هجمات تستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة، مشيراً إلى أن الجيش الأمريكي موجود في العراق بناءً على طلب من الحكومة، وأن القوات الأمريكية في بعض القواعد موجودة لمساعدة العراقيين في مكافحة الإرهاب.
وأضاف هوك، أن واشنطن لن تتسامح مع الانفلات الإيراني في المنطقة وفي العراق، الذي لا تهتم بمصلحته، والذي تسعى للهيمنة عليه.
وكشف هوك، وفق قناة «الحرة» أمس، أن وزير الدفاع الأمريكي مارك أسبر، أبلغ الجانب العراقي قبل شن الضربات على مواقع ميليشيا حزب الله في العراق، مشيراً إلى أن هذه الضربات تعزز الأمن العراقي ضد هجمات بعض الميليشيات الإيرانية، التي قتلت أيضاً عدداً من الجنود العراقيين في الآونة الأخيرة.
بالمقابل، دعا النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي حسن الكعبي، الحكومة إلى «اتخاذ التدابير اللازمة»؛ لمواجهة الهجمات الأمريكية. كما ندد العديد من النواب بالاتفاق العراقي-الأمريكي الذي يسمح بوجود قوات أمريكية في البلاد. وحذر الزعيم مقتدى الصدر من مخاطر زج العراق في الحرب بين إيران وأمريكا. وتابع في تغريدة على «تويتر» «نحن بحاجة إلى وقفة جادة من كبار القوم؛ لإبعاد العراق عن تلكم الحرب الضروس التي ستأكل الأخضر واليابس فتجعله ركاماً». كما دان المرجع الديني العراقي، علي السيستاني، الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة على مواقع «الحشد الشعبي»، داعياً السلطات العراقية إلى عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
إلى ذلك، بحث المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي خلال اجتماع طارئ، أمس، برئاسة عبد المهدي، تداعيات الهجوم الأمريكي، وقال، في بيان، إن الضربات الأمريكية تهدد بدفع السلطة في بغداد إلى مراجعة العلاقات مع واشنطن أمنياً وسياسياً وقانونياً، بما يحفظ سيادة البلد وأمنه، وحماية أرواح أبنائه، وتعزيز المصالح المشتركة.
«طالبان» تنفي موافقتها على «وقف لإطلاق النار»
نفت حركة طالبان، أمس الاثنين، في بيان، أن تكون وافقت على أي وقف لإطلاق النار في أفغانستان، بعد ورود معلومات بهذا الصدد تفيد باحتمال التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يتيح خفض العنف في الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 عاماً.
وجاء بيان حركة طالبان، فيما تستعد القوات المحلية والدولية لشتاء دام جديد على وقع استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، بعدما علقها الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام، بسبب هجمات نفذها المتمردون. وبحسب البيان الذي نشرته وسائل إعلام، قالت طالبان «في الأيام الماضية نشرت وسائل إعلام تقارير غير صحيحة عن وقف لإطلاق النار. إن الإمارة الإسلامية في أفغانستان ليس لديها خطط لوقف إطلاق النار».
والمحادثات بين واشنطن وطالبان حول انسحاب القوات الأمريكية من البلاد لقاء ضمانات أمنية من طالبان، معلقة حالياً منذ شن المتمردون هجوماً على قاعدة عسكرية مطلع ديسمبر. وأوضحت طالبان في بيانها أن «الأمريكيين طلبوا خفضاً للتصعيد تقوم الإمارة الإسلامية في أفغانستان بدرسه»، نافيةً بذلك «معلومات زائفة قامت وسائل إعلام بنشرها حول تنفيذ الإمارة الإسلامية في أفغانستان وقفاً لإطلاق النار»، وفق البيان.
(الخليج)
حراك دولي لتطويق «حرب المرتزقة» التركية في ليبيا
شهدت الأزمة الليبية، أمس، تكثيف الحراك الدولي والإقليمي لتطويق القرار التركي إرسال مرتزقة من ميليشيات سورية موالية لأنقرة إلى ليبيا، للقتال في صفوف الإرهابيين المدعومين من حكومة الوفاق.
حيث يعقد مجلس جامعة الدول العربية اليوم دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين لاتخاذ موقف عربي موحد إزاء التدخلات الخارجية في الشأن الليبي.
كما قادت مصر اتصالات دولية مع فرنسا وإيطاليا، تمحورت حول رفض الدول الثلاث الاتفاق الأمني بين حكومة الميليشيات وأنقرة ترسيم الحدود البحرية، وإرسال مرتزقة إلى ليبيا.
كما عبرت المستشارة الألمانية التي أجرت اتصالات مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، عن قلقها من «خطط تركيا العسكرية في ليبيا».
ويعقد مجلس جامعة الدول العربية، اليوم، دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة العراق لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا وذلك بناء على دعوة وجهتها مصر للجامعة.
في الأثناء، أكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي، أن مذكرة التفاهم بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية تعارض القانون الدولي.
وأضاف قصر الإليزيه في بيان، أن الرئيسين أكدا أن الاتفاقية حول ترسيم حدودهما البحرية تتعارض مع قانون البحار.
واتفقا على البقاء على اتصال وثيق بهذا الصدد. وبحث الرئيسان في الاتصال الهاتفي أخطار التصعيد العسكري في ليبيا، داعيين الفاعلين الدوليين والليبيين إلى أكبر قدر من ضبط النفس.
وأعربا عن رغبتهما في أن يتم التوصل لاتفاق سياسي في إطار الأمم المتحدة، بهدف إعادة الوحدة والسيادة التامة إلى ليبيا.
في سياق الجهود المصرية أيضاً، بحث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع نظيره الإيطالي، لويجي دي مايو، مستجدات الأوضاع في ليبيا.
حيث أكدا، حسب القاهرة، رفض بلديهما التدخلات الخارجية في الأزمة المستمرة هناك.
وأفادت الخارجية المصرية، في بيان صدر على لسان الناطق باسمها، أحمد حافظ، بأن مكالمة هاتفية أجريت بين الطرفين، بمبادرة من شكري «في إطار التشاور المتواصل بين مصر وإيطاليا حول ليبيا».
من جهتها، أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتصالات لتطويق التصعيد التركي للأزمة. وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية:
إن ميركل بحثت الجهود الرامية للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع الليبي خلال اتصالين هاتفيين منفصلين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تعتزم بلاده إرسال قوات إلى ليبيا.
وذكر أن ألمانيا تتابع «بقلق شديد» التقارير عن خطط تركيا العسكرية في ليبيا.
وحث كل الأطراف المعنية على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس واحترام الحظر الدولي على تصدير الأسلحة إلى ليبيا وتكثيف المساعي للتوصل إلى حل دبلوماسي.
التجنيد يتواصل
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن جهود تركيا لـ«تجنيد المرتزقة» من أجل إرسالهم إلى ليبيا تتواصل بشكل مكثف.
وأوضح أنه رصد «ارتفاع عدد المجندين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب إلى ما لا يقل عن 1600 مرتزق من مقاتلي فصائل السلطان مراد وسليمان شاه وفرقة المعتصم الموالية لتركيا».
وأوضح أنه يجري نقلهم للمعسكرات «من منطقة عفرين بعد تسجيل أسمائهم»، مشيراً إلى أن «عملية تسجيل الأسماء تستمر بشكل واسع».
وكان المرصد السوري ذكر، أمس، أن عدد المقاتلين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس بلغ 300 شخص.
(البيان)
كارت أحمر للسفاح .. الجزائر تنضم إلى تونس وتتصدى لمخطط الغزو التركى لليبيا
محاولات يائسة أقدم عليها السفاح العثمانى رجب طيب أردوغان، لاستقطاب دولاً عربية لمباركة الغزو المرتقب الذى يمهد طريقه نحو الأراضي الليبية، فبعد الزيارة المشبوهة التى أجراها إلى تونس وعاد منها صفر اليدين بعد رفض الرئاسة التونسية الانخراط لتلك المؤامرة أو تأييد التدخلات التركية داخل الأراضي، نصب أردوغان شباك الأكاذيب حول الجزائر إلا أن الفشل أيضاً كان حاضراً.
وتركت عدم استجابة أى من الدول العربية، بل رفضها للتدخل التركي في ليبيا، رفقة دول غربية عدة، الرئيس التركي يصارع وحده في هذه المعركة التي بدا فيها معزولا عن المجتمع الدولي.
وبعد أيام من زيارة أردوغان المفاجئة إلى تونس والتى حظيت باستنكار شعبى واسع ورفض سياسي للدخول في أى حلف بشأن الأزمة فى ليبيا، بعدها حاول أردوغان "مغازلة" الجزائر التى لها حدود طويلة مع ليبيا.
وبحسب تقرير نشرته شبكة سكاي نيوز، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد، أن فرقاطات بحرية تركية رست في أحد الموانئ الجزائرية، بذريعة تقديم الدعم المرتبط بعمليات حلف الناتو البحرية. إلا أن هذا الإعلان، الذي نفته وسائل نفت وسائل إعلام جزائرية عدة الاثنين، أثار الكثير من الجدل والمخاوف من استغلال الأراضي الجزائرية للتدخل في ليبيا، خصوصا أنه تزامن مع إعلان أنقرة استعدادها للتدخل العسكري في ليبيا.
التحركات التركية في بعض دول شمال أفريقيا، بدأت تثير مخاوف أطراف عدة، خصوصا أن الملف الليبي أصبح يلقي بثقله على دول الجوار الليبي، لا سيما تونس والجزائر.
ومع اقتراب جلسة البرلمان التركي للموافقة على التدخل العسكري فى ليبيا والمقررة الخميس، قال الناطق باسم الحكومة الليبية المؤقتة حاتم العريبي، إن ما يقوم به أردوغان حاليا في ليبيا هو مجرد تغطية سياسية على الأعمال التي يقوم بها بمساعدة تنظيم الإخوان في طرابلس منذ سنوات.
وأضاف العريبي فى مقابلة مع سكاى نيوز عربية، أن الدعم التركي لهذه للميليشيات المسلحة في طرابلس وغيرها من المدن الليبية بدأ مع انطلاق الحرب على الإرهاب في مدينة بنغازي ضمن عملية الكرامة قبل سنوات، واستمر مع إطلاق الجيش الوطني الليبي معركة تحرير طرابلس في أبريل المنصرم.
وأكد الناطق باسم الحكومة الليبية المؤقتة أن دول الجوار أخذت مواقف حازمة في هذا الملف، وكان آخرها الموقف التونسي من أردوغان خلال زياته لها، و"محاولته اقحامها في الملف الليبي، واستخدام تونس معبرا للمرتزقة"، عل حد تعبيره.
ووصف العريبي محاولة أنقرة إقحام دول عربية في تدخلها في ليبيا "خطير جدا"، مؤكدا أن ذلك "يحتاج وقفة أكبر من جامعة الدول العربية، لا سيما وأن أردوغان بدأ في إرسال مرتزقته وقواته إلى ليبيا حتى قبل أن يصدق البرلمان التركي على ذلك".
وأشار الناطق الليبي إلى الموقفين الفرنسي والإيطالي الرافضين لتدخل أردوغان في ليبيا، وإدانتهما إرسال قوات تركية إلى طرابلس لدعم الميليشيات المسلحة وحكومة فايز السراج.
وأوضح العريبى، أن "اتفاق ترسيم الحدود الوهمي الذى وقعه السراج وأدوغان يقع فى المنطقة الشرقية من ليبيا، وتحديدا في برقة، وهذه المنطقة غير خاضعة لسيطرة حكومة السراج ولا يستطيع الوصول إليها يوما".
وختم العريبى قوله إن الحكومة المؤقتة طلبت من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ولاتحاد الأفريقي القيام بخطوات سريعة واستباقية من خلال سحب اعترافها بـ"حكومة السراج الانقلابية، وإدانة الحشد العثماني الموجود في طرابلس الذي يسانده أردوغان سياسيا وقطر ماليا".
المعارضة التركية تتمسك برفض مساعى أردوغان للتدخل العسكرى فى ليبيا
لا زالت المعارضة التركية ترفض محاولات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، للتدخل العسكرى فى ليبيا، بعد الاتفاقية التى أبرمها مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، مؤكدين أن تدخل أردوغان هو محاولة لإنقاذ الإخوان، ومعتبرين أن هذه الخطوة مرفوضة تماما، ولافتين إلى أن السلطات التركية لم تنتج لأنقرة سوى الحرب فقط، فى الوقت الذى كشفت فيه المعارضة القطرية مخططات أردوغان لنهب للنفط الليبى منذ رحيل معمر القذافى.
فى هذا السياق كشف تقرير لقناة "مباشر قطر"، عن الخطة الخبيثة التى يتبعها الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان فى تقسيم النفط الليبى مع أمير الإرهاب تميم بن حمد، إلى جانب استهداف أمن واستقرار الدولة المصرية، من خلال إرسال مرتزقة من تنظيم داعش الإرهابى وغيرها من التنظيمات الإرهابية المتطرفة التى نشرت الفوضى والدمار فى الأراضى العربية السورية،إلى الأراضى الليبية لتطبيق ذات المخطط الخبيث.
وأكد تقرير قناة المعارصة القطرية، أن الصدمة التى تلقها "أردوغان"،كانت ثقيلة جداً، بعدما نجح الجيش الوطنى الليبى فى محاور عدة بالقتال على أطراف العاصمة الليبية طرابلس، ودحر المرتزقة الذين ارسلهم الديكتاتور العثمانى وتمولهم قطر,
وأشار تقرير "مباشر قطر"، إلى أن "أردوغان"، ينهب النفط الليبى منذ مقتل الزعيم الراحل معمر القذافى، موضحاً أنه يقوم الآن بإعداد مخطط وسط الهزائم المتتالية التى منيت بها ميليشياته يتيح له الاستمرار فى نهب ثروات الشعب الليبى النفطية.
وأكد التقرير، أن أردوغان يضحى بعناصر الجيش التركىويزج بهم إلى ليبيا من تأجيج الأوضاع ويطيل أمد الصراع من أجل أن يكون غطاء له لممارسة سياسته الصوصية، دون أن يلتف لما ينجم عن ذلك من خسار فادحة فى الأرواح كونه يهدف أيضاً إلى استفزاز مصر من خلال العربدة فى الأراضى العربية الليبية.
وأشار التقرير إلى أن الاتفاقية الباطلة التى عقدها رجب أردوغان مع حكومة فائز السراج،والتى تتضمن ما اسموه التعاون الأمنى والذى يقضى بموجبه إرسال قوات الجيش التركى إلى ليبيا إذا طلب "السراج" ذلك، يعد أمر مخالف تماماً فضلاً عن أنه يسمح لـ"أردوغان"، من مواصلة مخططه التخريبى فى المنطقة العربية.
من جانبه قال موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، إن وزير خارجية تركيا، مولود جاويش، لم يجد ما يبحث عنه، عندما زار حزب الشعب الجمهوري التركى المعارض، سعيًا وراء دعم المعارضة للتدخل التركي العسكري في ليبيا، من خلال التباحث مع رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو، حول مذكرة إرسال الجنود الأتراك لليبيا، التي ستعرض على البرلمان الخميس المقبل.
وأضاف الموقع التابع للمعارضة التركية، فى تقرير لها، إن نائب رئيس الحزب أحمد أونال جويكوز، استقبل وزير الخارجية التركى في مقر الحزب، وقال جاويش أوغلو عقب لقائه مع كمال أوغلو إنه سيزور رئيسة حزب الخير ميرال أكشنار للتباحث معها أيضًا حول مسألة إرسال الجنود التركية لليبيا.
وأشار موقع تركيا الآن، إلى أن نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أونال جويكوز، قال إن الوضع في ليبيا أكثر تعقيدًا من الوضع في سوريا، قائلا: إنه يجب أن تعطي تركيا الأولوية للدبلوماسية بدلًا من أن تكون طرفًا في هذه الحرب من خلال إرسال قوات، فإرسال الجنود يزيد من سوء الأوضاع الحالية ويؤدي إلى اشتعال الموقف.
نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري قال إنه عند النظر للدول الجارة نجد أن تونس لم تر أن هذا الموقف سليم، على الرغم من أنها أكثر دولة لابد لها من دعم أي تطور، وبالنسبة للجزائر، لا أعتقد أن موقفها سيختلف عن تونس، لافتا إلى أن ذلك الأمر يؤكد أن سياسة تركيا الخارجية خاطئة، إذ لم تهتم بالمؤسسات التي من شأنها متابعة السياسة الخارجية، بل اعتمدت على السياسة الخارجية القائمة على العلاقات الأسرية.
وأشار نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري إلى أن النظام التركي يواصل تدخله في ليبيا من أجل الإخوان، وأنهم لا يوافقون على ذلك، موضحا أن الحزب سيقول إن المذكرة التي ستقدم لمجلس النواب سلبية.
وذكر موقع تركيا الآن، أن الحركة النسائية الحرة وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي الترى المعارض نظم ندوة في محافظة دياربكر التركية، عن المرأة في الحرب والعنف وانتهاكات الحقوق، شاركت فيها الرئيس المشارك لحزب المناطق الديمقراطية صالحة أيدنيز، ونواب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي رمزية توسون وسميرة جوزال، وفيليز قاراستاجي أوغلو، حيث شهدت قاعة مؤتمرات فيدات أيدن، التي عقدت فيها الندوة، لافتات مكتوب عليها "الفاشية ستخسر، والحقوق ستفوز" و"السلام لا يمكن عزله".
قالت قاراستاجي أوغلو، النائبة التركية المعارضة إن العنف والحرب ليسا مختلفين عن بعضهم البعض كثيرًا، موضح أن النزعة العسكرية في تركيا تستبعد النساء من الساحة السياسية، وتجعلهن أيضًا عرضة للعنف الذي تخلقه.
وانتقدت النائبة التركية المعارضة، السلطة التركية الحاكمة بشأن السياسات التي تتبعها، قائلة إنه من ناحية يوجد مشروع قناة إسطنبول، ومن ناحية أخري ينتجون سيارات محلية، ومن ناحية ثالثة يحاولون إرسال جنود إلى ليبيا، الشيء الوحيد الذي تمكنوا من إنتاجه هو سياسة الحرب، والتغذي عليها.
وأشارت النائبة التركية المعارضة، إلى أن الإرهابيين الذين أرسلتهم تركيا إلى سوريا، الذين يُطلق عليهم اسم الجيش الوطني السوري، يرتكبون العديد من الكرائم ضد النساء هناك، حتى إن خبر مقتل السياسية الكردية هفرين خلف في شمال سوريا، أعلنت عنه الصحافة الموالية وكأنه بشرى سارة، متابعة: نحتاج إلى تخطي هذه العقلية، ويمكننا تحقيق ذلك كنساء تدعم السلام، ومن الواضح أنه لا يمكن التفاوض في أي شيء بدون المرأة.
(اليوم السابع)
«كتائب حزب الله» العراقية تبحث خيارات الرد على أميركا
في وقت أعلنت فيه «كتائب حزب الله» في العراق أنها في حالة استنفار لدراسة الخيارات المتاحة أمامها للرد على القصف الأميركي لمقراتها في العراق وسوريا، فشل البرلمان العراقي في عقد جلسة للرد على هذا القصف.
«الكتائب»، في بيان لها، أعلنت أن الرد على القصف الأميركي بانتظار الأوامر، في وقت بادر فيه عدد من أعضاء البرلمان العراقي من كتل شيعية مقربة من «الحشد الشعبي» إلى جمع تواقيع لإدراج طلب إخراج القوات الأميركية من العراق في تشريع يصدره البرلمان. لكنه ورغم الإدانات من كتل سياسية مختلفة، فإن البرلمان العراقي فشل في عقد جلسة كاملة النصاب أمس بحيث تحولت جلسته إلى تداولية فقط وهي ليست جلسة رسمية.
والأهم من موقف البرلمان هو ما صدر عن المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني الذي نادراً ما يعبر عن مواقف تفصيلية خارج خطب الجمعة. ففي بيان له؛ أدان المرجع «الاعتداء الآثم الذي استهدف جمعاً من المقاتلين المنضوين في القوات العراقية الرسمية وأدّى إلى استشهاد وجرح عدد كبير منهم»، وفي الوقت نفسه الذي حدد فيه ثوابت أمام كل الأطراف في كيفية التعامل مع هذا التطور؛ حيث شدد السيستاني على «ضرورة احترام السيادة العراقية وعدم خرقها بذريعة الردّ على ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف»، فإنه عدّ أن «السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها». كما دعا السيستاني إلى «العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية».
وإذا كان السيستاني يحذر من تحويل العراق ساحة لتصفية الحسابات، فإن «الحرس الثوري» الإيراني له رأي آخر؛ إذ أكد في بيان أمس أن «الثأر والرد على الجريمة حق طبيعي للشعب والقوى المدافعة عن العراق». ووصف البيان، الذي نشره موقع «سباه نيوز»، الهجوم على مقار «كتائب حزب الله» بأنه «إرهابي» و«اعتداء». وخاطب البيان المرجعية والشعب العراقي وعموم العراقيين خصوصاً فصائل «الحشد الشعبي» العراقي بأن «إخراج الإرهابيين المحتلين الأميركيين يضمن الاستقرار والأمن في هذا البلد»، مشيراً إلى أن «(الحشد الشعبي) يحتفظ بحق الثأر والرد على الجريمة الأميركية الكبيرة».
الرئيس العراقي برهم صالح كان له موقف قريب من موقف السيستاني؛ إذ أدان هو أيضاً القصف ووصفه بأنه «انتهاك لسيادة العراق»، لكنه شدد أيضاً على وجوب «تأمين حماية البعثات والسفارات، والقواعد العسكرية العراقية والقوات الدولية المساندة لجهود العراق في مواجهة الإرهاب» وعلى «ضرورة تجنيب العراق تبعات الصراعات الإقليمية والدولية».
وبالعودة إلى الدعوات لإخراج الأميركيين من العراق الذي كان معولاً عليه في جلسة البرلمان أمس، فإن عدم انعقاد الجلسة يعكس الانقسام الحاد داخل المشهد العراقي سواء لجهة الوجود الأميركي في العراق وطبيعة هذا الوجود، أو لجهة الموقف من بعض الفصائل المسلحة التي تجاهر بالعداء للولايات المتحدة الأميركية لصالح إيران كما تعلن موالاتها لإيران من منطلق عقائدي؛ وفي مقدمة هذه الفصائل «كتائب حزب الله» التي هي النسخة العراقية من «حزب الله» اللبناني. ورغم عدم مشاركتها المعلنة في الحياة السياسية العراقية؛ حيث لم تشارك في الانتخابات النيابية العراقية مثل فصائل أخرى ومنها «بدر» بزعامة هادي العامري أو «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، وبالتالي لم تحصل على وزارات، فإنه يشار دائماً إلى دور غامض يلعبه مسؤول الملف العراقي في «حزب الله» محمد كوثراني على صعيد تشكيل الحكومات العراقية المختلفة.
و«الكتائب» من حيث الهيكلية التنظيمية، تعد أحد أبرز الفصائل المسلحة العراقية ذات الولاء الواضح لإيران وذلك عبر الارتباط العقائدي بولاية الفقيه الإيرانية وهو ما يسمح لها بالحصول على التمويل والتدريب والتسليح.
وبعض ألوية «الكتائب» منضوية في «هيئة الحشد الشعبي» وتوجد عند الحدود العراقية - السورية وهو ما جعلها في مواجهة مباشرة مع الإسرائيليين، تارة، والأميركيين، تارة أخرى. ففي الصيف الماضي كانت معسكراتها واحدة من الأهداف الرئيسية للطائرات المسيرة التي استهدفت تلك المعسكرات. ومع أن الحكومة العراقية لم تعلن حتى الآن نتائج التحقيقات في الاستهداف المتكرر لمعسكرات «الحشد»، فإن رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي كان لمح إلى أن إسرائيل هي من تقف خلف ذلك. إسرائيل كانت قد ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك حين استهدفت أحد قياديي الكتائب واسمه أبو علي الدبي في مدينة القائم عند الحدود العراقية - السورية بطائرة مسيرة وأردته قتيلاً.
لكن القصف الذي وقع أول من أمس واستهدف «اللواء 45» من «الحشد»، التابع لـ«الكتائب» تبنته الولايات المتحدة رداً على قيام «الكتائب» بقصف قاعدة «كيه1» الجمعة الماضي. غير أن الكتائب لم تعلن عن استهدافها القاعدة التي يوجد فيها الجنود الأميركيون حيث أدى الحادث إلى مقتل متعاقد أميركي.
هذه الحالة تشبه الحالات الكثيرة التي يجري فيها توجيه الصواريخ أو قذائف الهاون التي تستهدف إما محيط السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء في بغداد، أو أماكن أو معسكرات يوجد فيها أميركيون؛ حيث كثيراً ما يجري تقييد الحادثة ضد مجهول أو حتى توجيه أصابع الاتهام لتنظيم «داعش» الذي لم يثبت على وجه قاطع أن لديه قواعد صواريخ في بغداد بما في ذلك بالقرب من أحياء غالبية سكانها من الشيعة وهو أمر مستبعد لاختلاف البعد العقائدي وكون البيئة طاردة للتنظيم.
الآن وبعد الاستهداف المباشر من قبل الأميركيين لأحد المعسكرات التابعة لـ«الكتائب»، فإن المواجهة باتت على المكشوف بين الطرفين، خصوصاً أن الهدف المعلن للتنظيم المرتبط بإيران هو إخراج الأميركيين من العراق. وباستثناء هذا المعلن؛ فإن عملهم يتسم بالغموض والسرية.
مؤتمر عالمي بمصر يناقش «تجديد الفكر الديني»
أعلن الأزهر، أمس، أن «مؤتمره العالمي حول (تجديد الفكر والعلوم الإسلامية) سوف يعقد يومي 27 و28 يناير (كانون الثاني) المقبل، تحت رعاية وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم».
وقالت مصادر مطلعة في الأزهر، إن «المؤتمر يهدف إلى تجديد الخطاب الديني، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي علقت بأذهان البعض، فضلاً عن تحصين الشباب من أفكار التنظيمات المتطرفة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «المؤتمر الذي سيكون بمشاركة وفود عربية وإسلامية، يهدف أيضاً إلى ترشيد الوعي ومقاومة تيارات الغلو والإرهاب، وتحرير مفهوم الخطاب الديني، وتصحيح مفاهيم التبست بأذهان كثيرين، وذلك لمواجهة التحديات التي تواجه عالمنا العربي في المرحلة الراهنة».
وتلقى الأزهر إخطاراً من الرئاسة المصرية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحضور ورعاية السيسي لمؤتمره العالمي. وعبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن شكره للرئيس السيسي على استجابته ودعمه لمؤتمر الأزهر العالمي؛ من أجل تحقيق رسالته، في بيان سماحة الإسلام ونبذ الفكر المتطرف.
وقال الأزهر إنه «عقد مجموعة من ورش العمل ضمت ممثلين عن مختلف المؤسسات المصرية، وسوف يواصل حواره مع مختلف فئات المجتمع المصري حول تحديات تجديد الفكر الديني... وسيشارك في فعاليات المؤتمر علماء متخصصون من أنحاء العالم الإسلامي».
وفي نوفمبر الماضي، دعا السيسي خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي إلى عقد مؤتمر للنقاش في «الشأن العام» المصري من المنظور الديني أو الثقافي أو الفكري أو الاجتماعي أو السياسي، مؤكداً حينها أن «أهل الدين هم الأولى بالحديث في هذا الشأن».
وقال الدكتور الطيب إن «الأزهر عاكف على صياغة خريطة ثقافية لتجديد الخطاب الديني، وترشيد الوعي الثقافي، والوقوف إلى جوار كل المؤسسات المصرية التي تسهر على حماية الوطن، للتصدي لعدوى الإرهاب الفكري والجسدي، ومقاومة تيارات الغلو والإفساد، وفق منهج إسلامي، يجعل من مقاصد الشريعة في حماية الدين والنفس والمال والعرض، حماية للإنسان قبل أن تكون حماية للأديان».
وأكدت المصادر المطلعة نفسها، أن «المؤتمر يسعى لمناقشة سبل استعادة القيم المجتمعية والتماسك الاجتماعي؛ خصوصاً بين فئة الشباب، وذلك بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية»، مضيفة أن «تجمع الأزهر العالمي خطوة عملية ومهمة لتجديد الخطاب الديني، والاشتباك مع الواقع العالمي والعربي، وترجمة عملية لجهود الدولة المصرية والرئيس السيسي، في مواجهة الإرهاب والتطرف».
وسبق أن دعا السيسي في نوفمبر 2018 إلى «ضرورة بدء تنفيذ (إجراءات ملموسة) في إطار المساعي لـ(إصلاح الخطاب الديني)، وذلك في مواجهة ما وصفه بـ(الآراء الجامحة والرؤى المتطرفة)».
يشار إلى أن الأزهر دشن في يناير الماضي، أكاديمية دولية للأئمة والوعاظ، ضمن مساعي «تجديد الخطاب الديني»، لتدريب الأئمة والوعاظ على محاربة الإرهاب والفكر المتشدد، ونبذ الكراهية، ونشر التعايش بين الجميع.
(الشرق الأوسط)