الإمارات: أنقرة تلعب دوراً خطيراً بدعم المتطرفين ونقل الإرهابيين لليبيا/طيران الجيش الليبي يدك مواقع عسكرية بمطار معيتيقة/واشنطن تدرج «عصائب أهل الحق» على قائمة الإرهاب
الأمم المتحدة تحذر تركيا من إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا
الجيش الليبي يسقط طائرة مسيرة تركية جنوب العاصمة طرابلس
الإمارات: أنقرة تلعب دوراً خطيراً بدعم المتطرفين ونقل الإرهابيين لليبيا
حفتر يدعو الليبيين للتلاحم والقبائل تدعو الشباب لحمل السلاح
طيران الجيش الليبي يدك مواقع عسكرية بمطار معيتيقة
نفذ سلاح الجو التابع للجيش الليبي، فجر أمس الجمعة، غارات جوية على مطار معيتيقة الدولي وسط العاصمة طرابلس، استهدفت مواقع عسكرية تابعة للميليشيات التي تقاتل ضمن قوات الوفاق. وتحدث ناشطون عن سماع أصوات انفجارات عنيفة في محيط المطار، يرجح أنها ناجمة عن استهداف مخزن ذخيرة بالشق العسكري للمطار، الذي تستخدمه الميليشيات كمخازن عتاد وطائرات مسيّرة.
في السياق ذاته، تواصل قوات الجيش تقدمها في المحاور الجنوبية للعاصمة طرابلس باتجاه قلب المدينة تحت غطاء جوي؛ حيث أظهر مقطع فيديو نشرته الصفحات المقربة من القيادة العامة للجيش الليبي، تم التقاطه من داخل إحدى الطائرات الحربية، لحظة استهداف تجمعات الميليشيات المسلحة وتمركزاتها بضواحي العاصمة طرابلس. وفي وقت سابق، استهدفت منصات الدفاع الجوي بالجيش الليبي طائرة مسيّرة تركية وأسقطتها في محور عين زارة جنوبي العاصمة طرابلس.
وأكدت مصادر عسكرية من جهة أخرى، مصرع المدعو فرج مختار العبدلي، آمر ميليشيات النصر المنضوية تحت ما تعرف ب«قوة حماية وتأمين سرت» المدعومة من حكومة السراج في قصف لسلاح الجو الليبي على تجمعات للميليشيات بمدينة سرت، مساء الخميس.
واعترف المتحدث باسم ما تعرف ب«قوة حماية وتأمين سرت» طه حديد، بمقتل آمر ميليشيات النصر في قصف جوي لسلاح الجو الليبي على تجمعات للميليشيات بمدينة سرت، مؤكداً أن القتيل من أبناء المدينة، على حد قوله.
وشملت الغارات الجوية عدداً من المواقع أهمها تمركز للحشد الميليشياوي في كتيبة الساعدي جنوب مدينة سرت. وحسب شعبة الإعلام الحربي، فإن الغارات نفذت بعد رصد دقيق ومراقبة لكل المواقع المستهدفة، محذرة من أن أي تجمع أو تحرك مشبوه سيكون هدفاً مشروعاً لمقاتلات السلاح الجوي؛ حيث إن الطلعات الجوية ما زالت مستمرة.
إلى ذلك، وجه مكتب مكافحة الإرهاب في ليبيا نداء إلى أعضاء جهاز الأمن بالمنطقة الغربية للالتحاق بغرفة العمليات العسكرية من أجل تطهير طرابلس.
وقال العقيد مصباح المهدوي، مدير مكتب مكافحة الإرهاب بالمنطقة الغربية، إن النداء يستهدف أيضاً ضباطاً وضباط صف وأفراد مديرية أمن النواحي الأربعة. وأوضح المهدوي، في تصريح ل«العين الإخبارية»، أن النداء يأتي استعداداً للدخول إلى العاصمة طرابلس بغية تأمين الشوارع والأجهزة الأمنية والمقرات الحكومية بشكل كامل.
وكان إدريس مادي، آمر المنطقة العسكرية بالجبل الغربي في ليبيا وأحد ضباط عملية الكرامة، قال إن من يفكر بأن استدعاء قوات تركية إلى ليبيا هي مهمة تعاون مشترك فهو «واهم»، مؤكداً أن «الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن يجد الورود في طرابلس، بل سيجد الموت والهزيمة في انتظاره».
تعيين قاآني خلفاً لسليماني
مدن ليبية تنتفض في وجه الغزو التركي
انتفض الليبيون، أمس، ضد قرار البرلمان التركي التدخّل في ليبيا عبر إقرار إرسال قوات عسكرية لدعم «ميليشيات الوفاق»، إذ شهدت مدن بنغازي والبيضاء وطبرق ودرنة وإجدابيا وترهونة والزنتان، مسيرات حاشدة ضد ما أسماه المتظاهرون بالاحتلال العثماني الجديد، معلنين دعمهم للجيش الوطني في معركته ضد «ميليشيات الوفاق» وتصديه للتدخل التركي والمرتزقة الأجانب الذين جندتهم أنقرة.
وقرّر مجلس النواب الليبي، عقد جلسة طارئة اليوم السبت في بنغازي لاتخاذ الإجراءات المناسبة، ومنها إعلان النفير العام في كامل البلاد، وفتح باب التطوع للمقاتلين من أبناء الشعب، وتوفير الإمكانات اللازمة لدعم الجيش الوطني، ودعوة الدول الشقيقة والصديقة لنصرة الشعب الليبي في مواجهة التدخل التركي السافر.
وأكدت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، تورط حكومة الوفاق في جلب الاستعمار التركي إلى ليبيا، مطالبة باعتبارها هدفاً مشروعاً للجيش الوطني، داعية الشعب الليبي للاصطفاف مع الجيش لصد الغزو التركي. وناشدت اللجنة جامعة الدول العربية، تفعيل معاهدة الدفاع المشترك.
تحذير حكومي
إلى ذلك، حذر وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية المؤقتة عبد الهادي الحويج، من مغبة إرسال أي قوات تركية على الأراضي الليبية، مؤكداً أن أي قوات أجنبية على الأراضي الليبية ستواجه بمقاومة شرسة. ودعا الحويج الشعب الليبي إلى تحمل المسؤولية الوطنية تجاه ممارسات حكومة الوفاق، مشيراً إلى أنّ أي موقف سيبقى في تاريخ الأمة الليبية ولن يمحى من ذاكرة الوطن.
وأعرب الحويج، عن استغرابه من صمت الأمم المتحدة إزاء ما تقوم به تركيا من عقد اتفاقات للتعاون العسكري مع حكومة الوفاق وتزويدها بالأسلحة في خرق معلن لقرارات مجلس الأمن، لافتاً إلى أنّ حكومة السراج ضربت عرض الحائط كل القرارات الأممية حول ليبيا بشأن حظر استيراد الأسلحة، ومنع أي تعاون عسكري معها إلّا بموافقة لجنة العقوبات.
ودعا الحويج الدول العربية والأفريقية ودول الجوار الليبي وكل المنظمات الدولية والإقليمية، للإسراع في التوقف عن دعم حكومة الوفاق وسحب الاعتراف منها، ودعم مجلس النواب الليبي والمؤسسات المنبثقة عنه.
إعلان تعبئة
كما ندّدت القبائل الليبية بالتدخل التركي واستقواء حكومة السراج بالأجنبي، مؤكدة الاستعداد لمواجهة ما وصفته بالغزو العثماني الجديد، وأعلنت التعبئة العامة، داعية أبناءها للالتحاق بجبهات القتال ومراكز التجنيد لدعم قدرات الجيش الوطني. وقالت رابطة القبائل العربية الليبية في مصراتة، إنها جاهزة لصد الغزو العثماني لليبيا، مشيرة إلى أنّها على جاهزية كاملة للدفاع عن الأرض والعرض، مُستنفرة كل أبنائها في مصراتة للتحرك والالتحاق بملحمة الدفاع عن الوطن.
وأعلن المجلس الأعلى لقبيلة أولاد سليمان، أنه ضد أي تدخل أجنبي في ليبيا للنيل من سيادتها وأمنها، مؤكداً وقوف القبيلة بأكملها مع مجهودات الجيش الوطني في القضاء على الإرهاب. وأعرب المجلس الأعلى لقبائل ورشفانة، عن رفضه التهديدات التركية، مشدّداً على الجاهزية التامة للدفاع عن ليبيا. ودعا الليبيين لتوحيد الصف لصد الغزو التركي ودعم الجيش الوطني. وأكد المجلس الأعلى لقبائل العجيلات، أن فصول المؤامرة الخارجية هدفها السيطرة على الوطن العربي، وعودة الاستعمار التركي وأعوانه لنهب ثروات ليبيا في البر والبحر واحتلال بوابة إفريقيا الشمالية.
ودعا المجلس كل الشباب للتنادي لحمل السلاح للدفاع عن وجوده وخيرات البلاد. وفيما أشار المجلس الأعلى لقبائل الصيعان، إلى أنّ موافقة البرلمان التركي على السماح بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، تعد تدخلاً سافراً في سيادة ليبيا، ناشد مجلس الأمن وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والمؤتمر الإسلامي بالتدخل الفوري.
مقاطعة شركات
على صعيد متصل، أعلنت شركتا «الخليج العربي» للنفط و«رأس لانوف» لتصنيع النفط والغاز، عن وقف التعاون مع كافة الشركات التركية المتعاقد معها. وقال مجلس إدارة شركة الخليج العربي للنفط أكبر الشركات النفطية الليبية، إنه قرر إيقاف جميع تعاملاته مع الشركات التركية. بدورها قالت شركة راس لانوف لتصنيع النفط والغاز، إنها قرّرت فسخ جميع تعاقداتها السابقة مع الشركات التركية رداً على قرار البرلمان التركي السماح لحكومة أردوغان بإرسال قوات للتدخل في ليبيا.
مرتزقة أتراك يزيدون الغضب الشعبي على الميليشيات
تشهد العاصمة الليبية طرابلس، حالة من الاحتقان الشعبي الواضح، بعد ظهور مرتزقة تركيا الذين تم استقدامهم من شمال سوريا في الشوارع والساحات، وبدأ بعضهم في إدارة البوابات الأمنية لحكومة الوفاق، لا سيّما قرب مقار المجلس الرئاسي.
وقال سكان محليون، إنّهم تبينوا هويات المسلحين من لهجاتهم، ومن عجرفتهم التي لا تختلف عن عجرفة الميليشيات المحلية في تعاملها مع المدنيين، مشيرين إلى أنّ بعض المرتزقة يتعمدون الحديث في ما بينهم باللغة التركية. وأكّد السكان المحليون أنّ المرتزقة يتجولون في طرابلس ببزات عسكرية تحمل شعارات الجماعات المسلحة التي ينحدرون منها في الداخل السوري مثل فرقة السلطان مراد.
وردت مصادر محلية لـ «البيان»، سبب الاعتماد على المرتزقة في إدارة البوابات الأمنية، إلى فشلهم في المعارك الميدانية بسبب جهلهم بطبيعة الأرض، وللحساسية التي يمكن أن يتسببوا فيها للمسلحين المحليين.
وكان الجيش الوطني الليبي أكد مقتل أكثر من 30 مرتزقاً في معارك الهضبة وصلاح الدين، والتحاق 100 مقاتل من الميليشيات بصفوفه، معلنين رفضهم القتال في صف واحد مع المرتزقة. وتجاوز عدد المرتزقة الذي تم نقلهم إلى طرابلس ومصراتة 700 مسلح تمّ توزيعهم على طرابلس ومصراتة.
انتقال متطرّفين
وكشف المحلل العسكري المالطي، باباك تاغفاي، عن انتقال نحو 250 من المتطرّفين السوريين من مطار اسطنبول إلى مطار معيتيقة الدولي في طرابلس. وأوضح تاغفاي، في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، أنّ المتطرّفين السوريين انتقلوا إلى البلاد بصحبة ضباط من الجيش التركي والقوات الجوية التركية على متن طائرة ايرباص A 330 تابعة للخطوط الجوية الليبية. ونددت منظمات حقوقية وناشطون مدنيون، باعتماد حكومة السراج على المرتزقة الأجانب، مشيرين إلى أن مجرد ظهور هؤلاء المرتزقة في شوارع طرابلس وإهانتهم للسكان المحليين يمثّل تحدياً للقانونين الدولي والوطني وللقيم والأخلاق الدينية والاجتماعية.
جريمة حرب
في السياق، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، إنّ الاستعانة بالمرتزقة والمقاتلين الأجانب للقتال في صفوف أي من أطراف النزاع في حالة الحرب الأهلية والنزاعات المسلحة الداخلية، يمثّل جريمة حرب مكتملة الأركان طبقاً لما نص عليه القانون الدولي الإنساني، ووفقاً لما نصت عليه معاهدة روما التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية.
وطالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، لجنتي الخبراء والعقوبات الدوليتين الخاصة بليبيا في مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية، بفتح تحقيق عاجل وشامل وجاد في هذه المعلومات الخطيرة بشأن الاستعانة بالمقاتلين أجانب كمرتزقة في صفوف قوات حكومة الوفاق، منخرطين بشكل مباشر في النزاع المسلح بطرابلس، وضرورة تقديم المسؤولين عن الاستعانة بالمرتزقة للعدالة المحلية والدولية بكونها جريمة حرب مكتملة الأركان، وفقاً للقانون الدولي.