تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم 17 يناير 2010.
العراق.. ميليشيات تهدد المتظاهرين عشية «مليونية الصدر»
دعا رجل الدين العراقي، مقتدى الصدر، أمس، أنصاره مجدداً إلى النزول في تظاهرة مليونية، رفضاً للوجود الأميركي في البلاد، فيما هددت ميليشيات تابعة الحشد الشعبي في رسائل فيديو، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بإزالة ساحات الاحتجاجات الشعبية عبر اقتحامها من خلال «التظاهرات المليونية» التي دعا إليها الصدر.
وكالت رسائل الميليشيات الشتائم للمتظاهرين العراقيين الذين ملؤوا الساحات في بغداد ومحافظات الجنوب احتجاجاً على الفساد ومحاصصة الأحزاب، مطالبين بحكومة مستقلة وانتخابات نيابية مبكرة. ووصفتهم بالخونة والمتآمرين، متوعدة بطردهم من الساحات بل من العراق بأكمله.
ويشهد العراق منذ الأول من أكتوبر الماضي تظاهرات حاشدة، في العاصمة ومحافظات الجنوب، للمطالبة بتغيير في الطبقة السياسية. وشهدت تلك الاحتجاجات محطات عنف متكررة، سقط على إثرها مئات القتلى من المحتجين.
وفي الآونة الأخيرة تصاعد التوتر في العراق، إثر تهديدات أطلقتها ميليشيات عراقية باستهداف القوات الأميركية، لاسيما بعد اغتيال «قائد فليق القدس» في الحرس الثوري، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، في حرم مطار بغداد مطلع الشهر الحالي.
إلى ذلك، أعلنت محافظة الديوانية مباشرة الدوام الرسمي في جميع الدوائر الحكومية بمحافظة باستثناء ديوان المحافظة.
وقال مصدر محلي: «إن جميع الدوائر الرسمية باشرت العمل بعد الإضراب العام الذي نفذه الموظفون والمتظاهرون خلال الفترة السابقة».
وأضاف: «إن المعتصمين اتفقوا على تحديد موعد جديد لتنفيذ الإضراب»، لافتاً إلى أن الاعتصام سيكون يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع في الدوائر الحكومية.
وأوضح المصدر أن هذه الخطوة تأتي لإفساح المجال لموظفي الدوائر الحكومية من أجل إنجاز معاملات المواطنين.
وفي هذه الأثناء، شهدت محافظات البصرة والناصرية وبابل والنجف وكربلاء تظاهرات وإضراباً عن الدوام في المدارس.
وعلاوة على ذلك، أعلنت هيئة النزاهة العامة عن صدور أمر قبض جديد بحق محافظ بابل السابق، وفقاً لأحكام المادة من قانون العقوبات.
وذكرت الهيئة، في بيان، أن محكمة تحقيق «الحلة» المختصة بقضايا النزاهة أصدرت أمر قبض وتحرٍّ بحق المحافظ ومدير بلدية الحلة السابق لقيامهما بتوزيع قطع أراضٍ خلافاً للقانون».
وأوضحت أن المحكمة أصدرت قراراً بتوقيف المستشار القانوني لمحافظ بابل، لقيامه بتجاوز حدود وظيفته، لقيام المتهم بإجبار موظفي مديرية العقود الحكومية على توقيع محاضر الفتح والتحليل وإحالة المشاريع.
«مفتي داعش» في قبضة الأمن
ألقت قوات الأمن العراقية، أمس، القبض على مفتي «داعش» في الموصل. وأفادت خلية الإعلام الأمني العراقية بأن الأمن ألقى القبض على مسؤول ما يعرف ب«الشرعية»، ومفتي «داعش» في الموصل المكنى بأبو عبدالباري.
وأعلنت الخلية أن «فوج سوات التابع لقيادة شرطة نينوى تمكن من إلقاء القبض على مفتي «داعش» شفاء النعمة المكنى أبو عبدالباري».
وأوضحت أن الإرهابي كان يعمل إماماً وخطيباً في عدد من جوامع المدينة، وقد عرف بخطبه المحرضة ضد القوات الأمنية. وكان يروج للفكر التكفيري المتطرف خلال فترة سيطرة «داعش» على مدينة الموصل.
وتابعت: «إن عبدالباري يعتبر من القياديين في الصف الأول لداعش، وهو المسؤول عن إصدار الفتاوى الخاصة بإعدام عدد من العلماء ورجال الدين الذين امتنعوا عن مبايعة التنظيم».
كما أوضحت أنه كان مسؤولاً عن إصدار فتوى لتفجير جامع النبي يونس، وقد تم القبض عليه في منطقة حي المنصور في الجانب الأيمن لمدينة الموصل.
(الاتحاد)
أردوغان يسمم مؤتمر برلين بإرسال «قوات» إلى ليبيا
أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس الخميس، أن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الذي وصل إلى أثينا ليلاً للقاء المسؤولين اليونانيين، وافق على الالتزام بوقف إطلاق النار، معرباً عن استعداده للمشاركة في مؤتمر دولي مرتقب الأحد في برلين، وذلك في وقت واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استفزازاته، مؤكداً إرسال المزيد من القوات إلى طرابلس، بالتزامن عن كشف معلومات عن مصرع 19 من قوات المرتزقة التي دفعت بها أنقرة إلى ليبيا.
وتوجّه ماس للقاء حفتر في بنغازي، في مسعى لإقناعه بالانضمام إلى اجتماع الأحد الرامي لتحقيق السلام في ليبيا.
وجاءت الزيارة بعد محادثات أجراها الوزير الألماني مع رئيس حكومة الوفاق فايز السرّاج. وأعلن السرّاج من طرابلس أنه سيحضر مؤتمر برلين الذي سينعقد برعاية الأمم المتحدة. وتشارك في (مؤتمر برلين) حول ليبيا الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وتركيا ومصر والإمارات والجزائر وعدد من المنظمات الدولية.
وكانت الخارجية الألمانية أعلنت في بيان، أن نجاح مؤتمر (مسار برلين) يتطلب مشاركة أطراف النزاع المباشرين في ليبيا، مشيرة إلى أن «هذا المسار يعد أفضل فرصة تتوفر منذ سنوات من أجل التوصل لحل يفضي إلى عملية سياسية في ليبيا». وأضاف البيان أن ألمانيا تجري منذ أشهر مشاورات من أجل وقف تدفق السلاح إلى ليبيا، ولتحقيق ذلك دعت الحكومة الألمانية الأحد المقبل لمؤتمر دولي رفيع. وأشار إلى أن مؤتمر (مسار برلين) يشكل الآن نافذة أمل من أجل تخليص هذا الصراع من التدخلات الخارجية، الأمر الذي سيمهد الطريق أمام عملية سياسية ليبية - ليبية تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة.
وفي تقريره أمام مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر الأربعاء، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع أطراف النزاع الليبي على وقف القتال و«السعي بصورة بنّاءة لتحقيق هذه الغاية، في إطار عملية برلين». وفي الوقت الذي ندد فيه الأمين العام ب«التدخّلات الخارجية» في النزاع الليبي، جدّد التحذير من أنّ «أيّ دعم خارجي للأطراف المتحاربة لن يؤدّي إلا إلى تعزيز الصراع المستمر وتعقيد الجهود الرامية لإتاحة التزام دولي واضح بحلّ سلمي للأزمة في البلاد».
ولفت غوتيريش في تقريره إلى أنّ مشروع البيان الذي سيصدر عن مؤتمر برلين يتمحور حول «ستة محاور» هي «وقف الأعمال القتالية ووقف دائم لإطلاق النار، وتطبيق حظر الأسلحة، وإصلاح قطاع الأمن، العودة إلى عملية سياسية، إصلاح اقتصادي، احترام القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان».
في غضون ذلك أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المزيد من التصريحات الاستفزازية بشأن تدخلاته العسكرية في ليبيا، وقال إن أنقرة بدأت إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة طرابلس. وأضاف أن تركيا ستبدأ في منح تراخيص للتنقيب والحفر في شرق البحر المتوسط العام الحالي تمشياً مع اتفاق بحري أبرمته مع السراج.
وجاءت التصريحات بعدما كشف المرصد السوري أن 3250 مرتزقاً تطوعوا في صفوف الموالين لأردوغان للقتال في ليبيا، مؤكداً مقتل 19 منهم في معارك طرابلس. بدوره، أعلن الجيش الوطني الليبي، مقتل إرهابيين سوريين في عملية نوعية نفذها أبناء العاصمة الليبية في وسط طرابلس. وأكدت مجموعة «شباب طرابلس»، التي نفذت العملية أن عناصرها مستمرون في استهداف كل قادة المليشيات والجنود المرتزقة في المدينة.
الخارجية الفرنسية: تركيا مسؤولة عـن تـدهــور الأوضــاع فــي ليبـيـــا
اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان تركيا بانتهاكها حظر الأسلحة على ليبيا بسبب اتفاقيتها مع حكومة السراج، مشيراً إلى أنها تتحمل زيادة تدهور الأوضاع في ليبيا. وألقى لودريان في جلسة استماع برلمانية، باللوم على تركيا بشكل خاص بسبب الاتفاقية وزيادة تدهور الأوضاع، فيما أضاف أن جهود روسيا الأخيرة للاتفاق على وقف إطلاق النار لم تكن حاسمة وفشلت في حث جميع الأطراف على دعم الاتفاق قبل المحادثات الرئيسية يوم الأحد.
وأوضح أن العملية السياسية هي الحل الوحيد للخروج من المأزق في ليبيا، قائلا: «لن يكون هناك حل عسكري»، داعياً كافة الأطراف إلى احترام الهدنة ووقف إطلاق النار لأنه ضروري لمؤتمر برلين يوم الأحد.
من جانب آخر، اعتبر رئيس الوفد الخاص بالمغرب في البرلمان الأوروبي أندريا كوتسولينو أن إرسال بعثة من قبل الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا غدت ضرورة ملحة.
وفي خطاب ألقاه في الجلسة العامة قال كوتسولينو: «ينبغي إرسال بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا في أقرب وقت ممكن لتعزيز السلام والحوار دعماً لعملية برلين».
القوى الوطنية الليبية ترفض وساطة أنقرة
وجه تجمع القوى الوطنية الليبية، رسالة إلى المشاركين في مؤتمر برلين المقرر، الأحد، بأن تركيا لا يمكن أن تكون وسيطاً نزيهاً في ظل انتهاكاتها لقرارات مجلس الأمن الخاصة بحظر السلاح ومكافحة الإرهاب وانحيازها لحكومة الوفاق برئاسة، فايز السراج. وفق ما نقلت قناة «ليبيا».
وأكد التجمع في رسالته، أن المشكلة الحقيقية في ليبيا أمنية وليست سياسية ولا يمكن حلها إلا بإنهاء وجود الميليشيات ونزع سلاحها وتسريحها، وفق جدول زمني محدد.
وأضاف بيان تجمع القوى الوطنية الليبية، أن القوات المسلحة بقيادة خليفة حفتر هي الضامن الوحيد لوحدة ليبيا واستقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها.
من جانبه أكد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، العمق العربي في مواجهة الأطماع التركية، وقال صالح إنه «حال التدخل التركي وإرسال قوات لاحتلال ليبيا، فستتم الاستعانة بالدول العربية».
وأضاف صالح في حواره مع قناة «سبوتنيك» الإخبارية، أمس الخميس: «أعتقد أنه عند نقطة الصفر ومحاولة احتلال ليبيا، لن يتردد أحد من العرب، خاصة أن ليبيا لها تاريخها المشرف في الوقوف إلى جانب العرب سواء مصر أو الجزائر والدول الأخرى العربية، وبالتالي نعتقد أن العرب، سيكون لهم موقفهم الجاد في هذه الحالة».
وتابع: «حتى الآن لا نحتاج إلى مساندة عسكرية، لكن إذا تدخلت تركيا حسب تهديدات الرئيس التركي، فإنه لا مناص من الاستعانة بمصر أو الجزائر أو غيرهما من الدول الأخرى فالعرب هم الأولى».
بدوره، جدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب يوسف العقوري، تأكيده رفض البرلمان لتهديدات الحكومة التركية واستمرار تدخلها في الشؤون الليبية.
وقال العقوري، في تصريحات نشرها المكتب الإعلامي لمجلس النواب: «بخصوص تطورات اتفاقية وقف إطلاق النار، في الوقت الذي نقدر كثيراً المجهودات الروسية، نحن ننظر باهتمام للجوانب الإنسانية التي ستترتب على اتفاق وقف إطلاق النار، وكذلك نأمل أن يكون الاتفاق، فرصة لوضع ترتيبات للمجموعات المسلحة لإلقاء سلاحها».
(الخليج)
تعويل على «مؤتمر برلين» لحسم ملف ليبيا
أكّد الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، أنّ التعويل الآن هو على مؤتمر برلين المرتقب لحل الملف الليبي، لافتاً إلى الاتصالات التي تقوم بها مصر مع أطراف دولية عديدة من أجل إنجاح الجهود السياسية لحسم الملف الليبي، في مواجهة الدور التركي. وقال فرج في تصريحات لـ «البيان»: «ننتظر مؤتمر برلين المرتقب، ونضع أملاً كبيراً جداً على هذا المؤتمر في تحقيق المطالب التي ينادي بها الشعب الليبي، وأهمها إقرار وقف إطلاق النار، مع فترة انتقالية لمدة ستة أشهر تشهد التحضير لعدد من الاستحقاقات التي تمهد لاستقرار ليبيا، بداية من إعداد دستور جديد للبلاد، والبدء في إجراء انتخابات شفافة للبرلمان الليبي ولرئيس الدولة تحت إشراف الأمم المتحدة، على أن تكون كل تلك الخطوات تحت إشراف دولي».
وأضاف الخبير المصري: «نحن على ثقة في الجانب الألماني، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الجانب الألماني من المرتقب أن يتولى هذا الاجتماع بشكل فاعل وإيجابي، لاسيما وأن ميركل شخصية سياسية عظيمة، وجهزوا أجندة المؤتمر بصورة أعتقد بأنها ستسفر عن مؤتمر ناجح من شأنه وضع خطوات مستقبلية للحل في ليبيا».
وتطرّق اللواء سمير فرج، إلى الاتصالات واللقاءات التي يقوم بها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مع عديد من الأطراف الفاعلة والمؤثرة في الملف الليبي، من منطلق أنّ ليبيا تمثل أمناً قومياً لمصر، مردفاً: «أعتقد بأن هذه الاتصالات والجهود ستكون ذات فاعلية كبيرة، بالتعاون مع الأقطاب الرئيسية، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، إضافة إلى كل من إيطاليا وفرنسا».
ولفت فرج إلى الدور التركي وحكومة الوفاق، مشيراً إلى أنّ دورهما معرقل لأي بوادر لحل الأزمة والتوصل لحلول تضمن أمن واستقرار ليبيا، ومن ثمّ سيكون الطرفان أكبر معوق للمؤتمر.
(البيان)
سياسات أردوغان تجاه جيرانه أدت لعزلته
قالت شبكة "بلومبرج" إن خلال عقد واحد تسببت سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عزلة بلاده داخل المنطقة، مشيرة إلى ان سلوكه في ليبيا يفسر سبب عدم وجود أصدقاء له.
وأشار كورى شاكى، الخبير لدى معهد انتربرايز امريكان، في مقال على الموقع الإلكترونى للشبكة الأمريكية، الخميس، إلى أنه قبل عقد مضى كانت تركيا تصف سياساتها الخارجية بانها "خالية من اى مشكلات مع جيراننا"، لكن منذ ذلك الحين أغضبت المصريين بدعمها للإخوان وخسرت علاقتها مع سوريا بدعم الجماعات المسلحة المتطرفة وغزو شمال شرق البلاد فضلا عن إجبار اللاجئين السوريين على العودة، وقام نظام اردوغان بمعاداة السعودية والإمارات بالتحيز لقطر.
وتضيف ان السياسة الخارجية لتركيا الان تبدو مصممة لاثارة المشكلات مع جيرانها. وخلال السنوات العشر الماضية حول اردوغان تركيا من ديمقراطية نابضة إلى دولة قمعية استبدادية. ومع ذلك فهذا لا يفسر تصرفاتها العدائية فى المنطقة، فالإجابة تتعلق بأن اردوغان سعى بجد لفرض الايديولوجية الإسلامية داخليا ودوليا مما وحده مع قطر ضد معظم الدول الشعوب العربية.
وتضيف ان تقويض الجيش التركي، سمح لأردوغان، الذى وصف الديمقراطية قبلا بأنها اداة وليست غاية، بالسيطرة على المشهد. يمكن اعتبار محاولة الانقلاب الفاشلة لعام 2016 بمثابة محاولة انتهازية من جانب بعض العناصر في الجيش للاستفادة من عدم الرضا المتزايد بين الأتراك بشأن تعزيز أردوغان للسلطة. كما أنه يمثل منافسة عميقة ومستمرة بين إسلاميين أردوغان والقوى السياسية الأخرى.
وتضح هشاشة سيطرة أردوغان على السلطة من خلال انتخاب رؤساء بلديات أحزاب المعارضة في إسطنبول وغيرها من المدن الكبرى فى انتخابات العام الماضى، فضلا عن حقيقة أن الحلفاء السياسيين القدامى- بمن فيهم وزير الخارجية السابق أحمد داود أوغلو، قد انفصلوا عن حزب العدالة والتنمية.
هذا المسار المحلي له ظل مواز في السياسة الخارجية لتركيا. فخلاف اردوغان مع مع مصر يحمل مفاتيح فهم تدخله في ليبيا. إذ أن بعد الربيع العربي عام 2011، دعم أردوغان صعود جماعة الإخوان إلى السلطة في مصر وساعد حكومة محمد مرسي. لكن سرعان ما تم الإطاحة بمرسي ويبدو أنه يرى الاحداث في ليبيا من هذا المنظور حيث يهدد قائد عسكرى بإسقاط حكومة فايز السراج الداعمة لرؤية تركيا في المنطقة. كما أن لدى حكومة السراج في طرابلس، عناصر إرهابية وهم حلفاء طبيعيون لأردوغان وحزب العدالة والتنمية. في حين أن الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، يعارض الدور السياسى للإسلاميين.
تميم بن حمد يعمل لحساب إيران من أجل زعزعة استقرار المنطقة
سعى أمير قطر تميم بن حمد، للاتفاف على العقوبات الأمريكية التى فرضتها على إيران، حيث لم يقطع النظام القطرى علاقاته مع طهران، بل زاد من تعاونه مع نظام الملالى، وعرض عليه الالتفاف على العقوبات الأمريكية، وتقديم الدعم اللازم لعدم تأثر إيران بتلك العقوبات، بل أيضا تعاون تنظيم الحمدين مع النظام الإيرانى فى مواجهة الانتفاضة المشتعلة ضده وعرض تميم بن حمد، أمير قطر على حسن روحانى، الرئيس الإيرانى إمكانية استقباله حال هروبه من طهران بعد المظاهرات الإيرانية المندلعة ضد نظامه.
أكد موقع قطريليكس، التابع للمعارضة القطرية، أن أمير قطر تميم بن حمد زار طهران للمرة الأولى منذ توليه الإمارة، في خطوة تحدٍّ للمجتمع الدولي، حيث دعا تميم بن حمد، الرئيس الإيراني حسن روحاني لزيارة الدوحة، في أقرب وقت، وهو ما يكشف حجم التطبيع القائم بين الدوحة وطهران، واستمرار تنظيم الحمدين فى الارتماء بأحضان النظام الإيرانى وتحقيق مصالح نظام الملالى فى المنطقة.
وقال الموقع التابع للمعارضة القطرية، إن تميم بن حمد وعد حسن روحاني الرئيس الإيرانى بالترحيب به في الدوحة، في حال أصر الشعب على محاسبته وتم عزله من منصبه، في الوقت الذي يواجه فيه روحاني ونظام الملالي، تظاهرات شعبية غاضبة، ترفض بقاءهم في السلطة، وتطالب برحيلهم.
وتابع موقع قطريليكس: تضمنت زيارة تميم بن حمد، إلى طهران، الأحد الماضى، لقاء جمعه بالمرشد الإيرانى "علي خامنئى"، الذي قال إن بلاده تريد في هذه المرحلة المضطربة أن تعزز جميع دول المنطقة علاقاتها البينية "أكثر من أي وقت مضى"، حيث جاءت زيارة آل ثانى، وهي الأولى له إلى إيران أميرا لقطر، بعد توتر شديد في المنطقة، على خلفية اغتيال الولايات المتحدة الجنرال البارز قاسم سليمانى، الذي كان قائدا لفيلق القدس بالحرس الثوري، أثناء تواجده ببغداد، قبل أكثر من أسبوع.
وكشف الموقع التابع للمعارضة القطرية، أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، عرض على إيران المساعدة فى عملية الالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، لاسيما وأن طهران قد تواجه عقوبات أممية مشددة خلال الأشهر المقبلة، بعد تفعيل أوروبا آلية تسوية النزاع فى الاتفاق النووى الإيرانى، والتى من شأنها إحالة ملفها النووى إلى مجلس الأمن.
وأضاف أن أمير قطر اتفق خلال زيارته إلى طهران الأخيرة، انعقاد اللجنة المشتركة القطرية الإيرانية خلال ثلاثة أشهر لتوثيق التعاون الاقتصادى بين الجانبين وتكثيف استثمارات بلاده في طهران، والحيلولة دون التأثير السلبى للعقوبات الأمريكية على طهران.
وأكدت أن أمير قطر، عرض خلال زيارته على مسئولين كبار في الحرس الثورى الإيراني، إخماد التظاهرات في الدوحة، مقابل دعم قطرى غير محدود لطهران في الأزمة التي تعيشها طهران عقب مقتل قائد فيلق القدس في العراق.
من جانبه فضح خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، التعاون القطرى الإيرانى، وكيف أصبحت سياسة الدوحة تشكل خطرا على الولايات المتحدة الأمريكية، قائلا فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، إن قطر ساعدت ايران فى التهرب من العقوبات ومولت الجماعات الإرهابية ، نفكر بفرض العقوبات عليها حتى تتوقف عن إرسال المال للمنظمات الإرهابية.
وأضاف المحلل السياسى السعودى، أن أكبر قاعدة أمريكية في منطقة الشرق الأوسط ، وقوات تركية وإيرانية، فتح باب التجنيد للمقيمين ، فالنظام في قطر وصل إلى مستويات عالية من انعدام الثقة فى الشعب القطرى، الا يكفيه العبث الذى قام به في التركيبة الديمغرافية حتى أصبح الشعب القطرى يشكل اقل من 12% من عدد السكان، ولفت خالد الزعتر، إلى أن قطر أصبحت مشكلة للولايات المتحدة الأمريكية، فلم تتوقف عن تمويل الإرهاب وتساعد إيران فى التهرب من العقوبات وتتسبب بمشاكل للجميع فى المنطقة.
(اليوم السابع)
إردوغان يعلن بدء إرسال قوات من تركيا لدعم السراج
أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بدء إرسال قوات تركية إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني، التي يرأسها فائز السراج، وذلك بموجب مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني موقّعة بين الجانبين في 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقال إردوغان خلال خطاب في أنقرة، أمس، إن بلاده «ستستمرّ في استخدام كل الوسائل الدبلوماسية والعسكرية لضمان الاستقرار إلى الجنوب من أراضيها، بما في ذلك ليبيا»، مشيراً إلى أن بلاده ستبدأ منح تراخيص للتنقيب والحفر في شرق البحر المتوسط العام الحالي، تماشياً مع مذكرة التفاهم في مجال تحديد مناطق السيادة البحرية الموقعة مع حكومة السراج، وموضحاً أن السفينة التركية «أوروتش رئيس» ستبدأ أنشطة للمسح السيزمي بالمنطقة.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قد قال إن فريقاً تركياً لتدريب قوات حكومة الوفاق موجود الآن في ليبيا، بينما كشفت وسائل إعلام تركية عن تعيين قائد عسكري برتبة عميد، يدعى خليل صويصال، لتدريب قوات حكومة السراج بعد أن كان يدرب فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا في شمال سوريا، كما كان يتولى قيادة فرقة المشاة في شرناق جنوب شرقي تركيا، وقائداً للواء الثالث في القوات الخاصة التركية. وكان أيضاً ضمن القوات التي عملت على صد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة ضد إردوغان في 2016. وشارك في عملية «درع الفرات» في شمال سوريا عام 2018.
في الوقت ذاته، تستمر تركيا في إرسال مقاتلين من فصائل المعارضة السورية الموالية لها إلى الأراضي الليبية، وفي هذا السياق قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن عدد من أرسلوا إلى ليبيا بلغ حتى الآن 1750 مقاتلاً، ضمن عقود مشابهة لعقود المرتزقة.
إلى ذلك، نفى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ما تردد حول منح الجنسية التركية والمال لعناصر من فصائل المعارضة السورية المسلحة، مقابل قتالهم في ليبيا، قائلاً إن كل ذلك «لا أساس له من الصحة»، مؤكداً أن مذكرة التفاهم للتعاون العسكري المبرمة مع حكومة السراج في ليبيا «تتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي».
وبخصوص المحادثات التي أُجريت في موسكو، الاثنين الماضي، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا، بمبادرة تركية روسية، قال جاويش أوغلو: «لقد حضر مسؤولون من مصر والإمارات العربية المتحدة في العاصمة الروسية أثناء انعقاد المحادثات... وقد قلنا للروس إننا لا نريد هؤلاء في اجتماعاتنا على الإطلاق».
واتهم الوزير التركي باريس بتصعيد الأزمة، وقال إنه «يجب عدم تجاهل فرنسا التي تدعم حفتر، وتسعى لأداء دور في كل المسائل... رأينا ذلك في الشرق الأوسط، وسوريا، وبقية القضايا، وحتى في قمة برلين... لا أحد يجاري فرنسا في تخريب أي مسار لا تشارك فيه»، لافتاً إلى أنها تعمل على تخريب العملية عبر مواقفها تجاه إطلاق حفتر للهجوم والتطورات التي أعقبت ذلك، معرباً عن أمله في «عدم انهيار وقف إطلاق النار من قبل حفتر في المرحلة المقبلة، وتركيا تسعى لإنهاء الاشتباكات».
في سياق ذلك، أكد جاويش أوغلو أهمية «مؤتمر برلين» المزمع عقده بعد غدٍ (الأحد)، موضحاً أن وفداً تركياً سيتجه غداً (السبت) إلى العاصمة الألمانية للمساهمة في صياغة البيان المشترك، مشيراً إلى أن إردوغان اتصل بكثير من الزعماء لدعوتهم إلى المؤتمر، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مؤكداً ضرورة دعوة قطر إلى المؤتمر في حال وجهت دعوة للإمارات، وإلى ضرورة استمرار وقف إطلاق النار لنجاح مؤتمر برلين. وقال في هذا السياق: «هناك احتمال لتعطل وقف إطلاق النار لأن حفتر غادر موسكو دون توقيع الوثيقة... ويجب أن تتمخض (قمة برلين) عن نتيجة».
«الإرهابيون والمهاجرون والمخدرات»... مخاوف تؤرق دول الجوار الليبي
مع استمرار التعثر في التوصل إلى اتفاق طويل الأمد، وبدء إرسال مقاتلين موالين لأنقرة إلى ليبيا، تجددت مخاوف دول الجوار من انعكاسات الوضع في البلد الغارق في الصراع منذ سنوات، وأجمع محللون من مصر وتونس والجزائر على «مخاطر متعددة» قد تطال هذه البلدان الثلاثة، في ظل استمرار حالة انعدام الاستقرار وانتشار «الميلشيات»؛ وفي مقدمتها مشكلات «الإرهاب والهجرة والمخدرات» التي تبدو مؤرقة للأطراف كافة، وإن اختلفت درجة أولوية المجابهة لكل دولة من هذه الدول.
جانب من الموقف المصري عبر عنه العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني وعضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة لا تدخر جهداً في التصدي للمحاولات التركية الراهنة باستنساخ المأساة السورية في ليبيا، بما يهدد دول الجوار لها، وفي مقدمتها مصر التي ترتبط مع ليبيا عبر الحدود الغربية بـ1250 كيلومترا، وقد سجلت أكثر من محاولة اختراق من قبل جماعات إرهابية معادية للدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة».
وأعرب عكاشة عن «عدم ارتياح مصر لوجود بؤرة كبيرة للفوضى بحجم دولة ليبيا إلى جوارها، ما يبرر الرغبة المصرية في إنهاء حالة عدم الاستقرار السياسي، والوضع الأمني الهش، عبر العمل على إيجاد صيغة سياسية متكاملة، ينتج عنها توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية للقيام بمهامها في ضبط الحدود، ومحاربة الجماعات الإرهابية على أراضيها».
ولفت عكاشة إلى أن «طبيعة عمل الجماعات الإرهابية تجعلها دائما ميالة للتمدد، أي لدول الجوار الليبي، وفي مقدمتها مصر وتونس والجزائر، وربما تمتد أيضا لدول منطقة الساحل والصحراء الأفريقية لتشكل نقطة التقاء مع الجماعات الأكثر تطرفا، والموجودة بقلب القارة».
وبخصوص «المرتزقة الموالين لتركيا والقادمين من الأراضي السورية»، أبرز عكاشة أن «أغلبهم ينتمون لفصائل مسلحة إرهابية، رغبت أنقرة في إعادة توطينهم عبر نشرهم بالأراضي الليبية مؤخرا، وذلك بهدف دعم (حكومة الوفاق)، وما يتبعها من ميليشيات مسلحة، فضلاً عن التخلص من عبء وتكلفة وجودهم ببعض المواقع السورية».
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قضت المحكمة العسكرية في مصر بإعدام الضابط السابق في الجيش هشام عشماوي، بعد تسلمه من «الجيش الوطني» الليبي، وكان مطلوباً على ذمة اتهامه بارتكاب جرائم عدة، منها محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، والتخطيط والتنفيذ لاستهداف سفن بقناة السويس، فضلاً عن قيادة مجموعة «إرهابية» نفذت عمليات في المنطقة الغربية قبل فراره إلى ليبيا.
وفي تونس، أبرز علية العلاني، الأكاديمي والباحث في القضايا الاستراتيجية، أن «التخوف الأكبر فيما يتعلق بموقف تونس هو احتمال تصاعد المعارك، مما يجدد المخاوف من تدفق المهاجرين الليبيين على الأراضي التونسية باعتبارها أقرب نقطة مرور، وذلك في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعيشها تونس مؤخراً».
وقال العلاني لـ«الشرق الأوسط»: «استقبلنا في عام 2011 عشرات الآلاف من المهاجرين الليبيين عبر الحدود، ولسنا نادمين على ذلك، لكن الواقع المعيش اليوم هو أن أي تدفق جديد على الساحة سيمثل عبئاً كبيراً على مؤسسات الدولة ومواردها».
وأبرز الباحث التونسي أن «تخوفات بعض المواطنين لا تقتصر فقط على مشاركة المهاجرين لهم بفرص العمل، أو استهلاكهم للمواد الغذائية المدعمة؛ وإنما تمتد أيضا للجانب الأمني، خشية أن يتسرب ضمن هؤلاء بعض العناصر الخطرة من جنسيات عدة، ممن انضموا فترة للميليشيات الإرهابية الموجودة في ليبيا».
كما بدت التخوفات في الجزائر من استمرار الفوضى في ليبيا متطابقة مع مصر وتونس، وإن زاد عليها التأهب لمشاكل تجارة وتهريب السلاح والمخدرات. وفي هذا السياق يوضح النائب أحمد صادوق، رئيس الكتلة البرلمانية لـ«حركة مجتمع السلم» الجزائرية أن «ليبيا تمثل العمق الاستراتيجي للجزائر، ولذا فإن أي فوضى تصيبها ستؤثر في الجزائر بلا شك، سواء تعلق الأمر بالإرهاب أو تجارة السلاح أو المخدرات أو الهجرة».
وأبرز صادوق لـ«الشرق الأوسط» أن «موقف الجزائر يتركز على رفض أي تدخل أجنبي في ليبيا، وضرورة الوصول لحل سياسي عبر جلوس الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار بمفردهم، وأن يقتصر دور المجتمع الدولي والإقليمي، وفي المقدمة دول الجوار، على مساعدتهم وتأمين توصلهم لحل سياسي مرضي فيما بينهم».
(الشرق الأوسط)