ما زال التطرف العنيف في أوروبا محور اهتمام معظم الدوائر الغربية ومراكز الأبحاث العالمية، من خلال امتداد تأثيراته على الشرق الأوسط، ودول العالم العربي.

وفي كتابه «أوروبا التطرف العنيف وسبل المعالجة» الصادر عن مكتب المعارف العربي بالقاهرة، يستكمل الباحث جاسم محمد، مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، دراسته حول الإرهاب في أوروبا؛ حيث يتناول الكتاب الجماعات المتطرفة في أوروبا من خلال الحجم والتكوين الأيديولوجي، بالمعلومات الاستقصائية، بعيدًا عن السرد التاريخي، ويبحث في أنشطة الجماعات المتطرفة، وأبرز قياداتها.

ويبحث الكتاب أيضًا مواقف دول أوروبا وتدابيرها الوقائية من تهديدات الجماعات المتطرفة إقليميًّا ودوليًّا، كما تناول بالتفصيل معضلة المقاتلين الأجانب، ومواقف أوروبا من استعاده مقاتليها، والتي وصف الكاتب مواقفها بالتخلي القانوني والأخلاقي، وازدواجية الأوروبيين في سياسة محاربة الإرهاب والتطرف.

وأوصى الكتاب بضرورة استعادة المقاتلين الأجانب من سوريا والعراق؛ تحرزًا من إعادة تدوير عناصر داعش في تنظيمات متطرفة أخرى، ودفع عائلاتهم وأطفالهم للجنوح نحو التطرف.

ولم يكتف الكتاب الذي يقع في 588 صفحة، بعرض حواضن وخريطة التطرف في أوروبا من الداخل، بل استعرض سياسات أجهزة الاستخبارات العالمية في محاربة التطرف، مع مراجعة نقدية لتلك السياسات، ومدى نجاحها وفشلها.

وتكمن أهمية الكتاب في تناوله التطرف والإرهاب بعين أوروبية من الداخل، معتمدًا على مصادر دولية موثوقة ورصينة، مدرجة داخل المحتوى.