دراسة تحذر من مخاطر الإخوان بإقامة مجتمعات موازية في ألمانيا
الجمعة 07/فبراير/2020 - 02:15 م
طباعة
أميرة الشريف
أعد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات، دراسة تحت عنوان "مخاطر إقامة مجتمعات موازية في ألمانيا، مشروع الإخوان المسلمين"، حيث ركزت الدراسة علي مخاطر جماعة الإخوان في ألمانيا ودورها في تقديم الدعم اللوجستي إلي التنظيمات المتطرفة ونشر الكراهية وبناء مجتمعات موازية.
وقالت الدراسة، إن جماعة الإخوان تسعى نحو توسيع الدعوة لتطبيق الأفكار المتطرفة وتحقيق أهدافها بشكل منظم وخفي، حيث سلطت الاستخبارات الألمانية الضوء على مخاطر الجماعة في أوروبا، وتمت مراقبة جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا باعتبارها مصدرَ خطر على الديمقراطية.
وتطرقت الدراسة، إلي أن الجماعة لم تتردد في الإعلان عن استراتيجيتها في "أسلمة المجتمع" الأوروبي، ومساعيها لهدم المجتمعات الأوروبية من الداخل، لذا هي تعتبر وجود أعضائها في الغرب بحد ذاته يعتبر جهاد في نظر الجماعة.
وحذرت الاستخبارات الألمانية، من خطورة جماعة الإخوان المسلمين، ويكمن ذلك في أعضائها والمتعاطفين معها ممن حصلوا على تعليم جيد ويشغلون مناصب كبيرة ولهم صلات جيدة في ألمانيا ودوليًّا، وتتزايد خطورتهم ربما حتى اكثر من بقية التنظيمات المتطرفة، كونها تعيش وسط شرائح المجتمع، وتتسلل إلى مؤسسات ألمانية، باستخدامها واجهات عمل منها شركات تجارية ومنظمات ومجالس إسلامية.
وتعتبر مجموعة عمل ZMD ومجموعة DİTİB التركية واحدة من أبرز المجموعات التي تنشط تحتها الإخوان، واستفاد الإخوان في السنوات الأخيرة من موجة اللجوء الكبيرة التي وصلت إلى ألمانيا منذ عام 2015، لكسب المزيد من التعاطف.
ولفتت الدراسة، إلي تصريح بوركهارد فرايير، رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية شمال الراين فيستفاليا، لوسائل الإعلام الألمانية، بأن الجمعية الإسلامية في ألمانيا وشبكة المنظمات الناشطة تنشد، رغم الادعاءات الرافضة هدف إقامة دولة إسلامية حتى في ألمانيا.
وحذر فرايير من أنه على المدى المتوسط قد يصدر من تأثير الإخوان المسلمين خطر أكبر على الديمقراطية الألمانية مقارنة مع الوسط السلفي الراديكالي الذي يدعم أتباعه تنظيمات إرهابية مثل القاعدة أو داعش.
ورغم نفي منظمة التجمع الإسلامي في ألمانيا علاقتها بالإخوان، إلا أن الصحفي أكسل شبيلكر، المتخصص في شؤون الإرهاب، أشار إلى أن صفحة رئيس المنظمة، خالد سويد، على موقع التواصل ينشر عليها صورًا لشعار الأصابع الأربعة الذي يستخدمه الإخوان.
وتقول الدراسة، إن الاستخبارات الداخلية الألمانية، كشفت منذ عام 2014، الكثير عن عمل امبراطورية الإخوان في ألمانيا، ورغم أن التقارير في البدء كانت سرية، المعارضة السياسية في البرلمان طلبت، الكشف عن هذه المعلومات التي تتضمنها تقارير الاستخبارات في سبيل أن يطلع المواطن الألماني على حقائق التهديدات الأمنية إلى ألمانيا.
وكتبت صحيفة فرانكفورت الألمانية مقالًا في 15 يوليو 2019، تناوله أيضا موقع دوتش فيللة الألماني يقول: إن الإخوان يحاولون إظهار أنفسهم على أنهم (منفتحون على الديانات الأخرى)، وهذا أحد الأسباب التي يُساء فيها فهم هذا التنظيم على أنه مسالم ومنفتح ما يمكِّنهم من كسب تأثير كبير في المجتمع.
وتطرقت الدراسة، إلي أن هناك عدة منظمات متطرفة ترعاها جماعة الإخوان الإرهابية، منها المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا والذي يعد مظلة أخرى كبيرة يمثل عددًا من المساجد والجمعيات الإسلامية، والمركز تأسس عام 1993 عن طريق التجمع الإسلامي في ألمانيا، وهي واحدة من أقدم المنظمات المسلمة في ألمانيا، وتأسست عام 1958، وتصنفها المخابرات الداخلية على أنها من أهم المنظمات التابعة للإخوان، وأن أعضاءها يسعون "لتأسيس نظام إسلامي في المدى المتوسط".
وبحسب المخابرات، فإن التجمع الإسلامي في ألمانيا يضم 1300 عضو، وهو ناشط في أنحاء ألمانيا، ونسق نشاطات مع أكثر من 50 مسجدًا. ويرأس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، أيمن مزيك، وهو يواجه اتهامات بأنه مقرَّب من الإخوان.
وذكرت الدراسة أن هناك أيضا منظمة ميلي غوروش، والتي تعتبر واحدة من أكبر المنظمات الإسلامية في ألمانيا، أسسها التركي نجم الدين أربكان في ستينات القرن الماضي وهي مجموعة متطرفة جدًا بحسب تقرير الاستخبارات الألمانية التي تثار حولها العديد من إشارات الاستفهام وتخضع لمراقبة أجهزة الدولة الألمانية ومتهمة بالترويج لأدبيات تدعم التطرف والتحريض على الكراهية والتمييز.
وفي سياق متصل، تشير الدراسة، إلي أن جماعة الإخوان القادمين من سوريا تمركزت في مدينة آخن في مقاطعة نوردويستفالن شمال غرب ألمانيا عند الحدود الهولندية البلجيكية، أبرز مقراتهم في مدينة آخن هو مسجد بلال، الذي يعتبر صرح ضخم في المدينة.
بينما اتخذت قيادات الجماعة من أصول مصرية مدينة ميونخ جنوب ألمانيا، وبحسب الاستخبارات الألمانية الداخلية، فإن التجمع الإسلامي في ألمانيا، مقره كولن، تحول إلى المكتب الرئيسي لأنشطة الإخوان المسلمين في البلاد.
وخلصت الدراسة، بأن أوروبا تعتبر الحاضنة والملاذ الآمن لجماعة الإخوان المسلمين ـ المحظورة، والتي نجحت بتأسيس شبكة علاقات من جنسيات مختلفة، تداخلت فيها المصاهرات السياسية بالعلاقات الشخصية، وجمعتها الخطط والأهداف، وامتدت نشاطاتها في أوروبا عبر مؤسسات ومراكز كثيرة وحصلت على الدعم من الدول الداعمة للجماعة من التنظيم الدولي للإخوان، وأن الاستخبارات الألمانية ما زالت حتى الآن تواجه تحديًا، في الحصول على وثائق وشواهد، من أجل وضع الجماعة على قوائم الإرهاب، رغم تحذيراتها بأن الجماعة أخطر من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش.