الأصول التكفيرية العشر.. كتاب جديد يفند فكر «داعش» وأخواتها
الإثنين 10/فبراير/2020 - 04:44 م
طباعة
عمرو عبد المنعم
تستمد الجماعات الإرهابية وجودها ومنطلقاتها العقائدية من جملة من الأفكار، ولأن الأفكار لا تموت بموت أصحابها، وتظل متوارثة متناقلة من جيل إلى آخر، فقد كون هؤلاء جملة من الأصول التي اعتمدوا عليها، واستندوا إليها في تحركاتهم السرية، وهي عادة أصول مسطورة في كتب من مات من قادتهم كأمثال ابن عبد الوهاب، وأبي الأعلى المودودي، وسيد قطب، وغيرهم.
وتناول كتاب «داعش وأخواتها..الأصول العشر العملية للتيارات التكفيرية البيان والنقص»، للباحث عبد السلام لاشين، الذي يعمل أمينا عامًّا للفتوى بدار الإفتاء المصرية، والصادر عن دار«النور المبين» بالقاهرة في 2020، أهم عشرة أصول فكرية لهذه الجماعات بالتحليل والنقض، من خلال مسوداتهم الفكرية والعقائدية.
أول تلك الأصول التي اعتمد عليها هؤلاء مبدأ «الحاكمية» وهو الخلط الذي بينه المؤلف عند هؤلاء في الفرق بين «حاكمية الله» إقامة الدين في قلوب الناس، وما أعطاه الله للبشر من سلطة في إقامة «الحكم والسلطان على الأرض» بالقانون، وهو مبدأ لم يكن موجودًا في بدايات العصور الأولى للإسلام كما أشار المؤلف، وخرج به هؤلاء على إجماع الأمة وسياقها الفكري والحضاري.
الجاهلية والطواغيت
الأصل الثاني وهو مبدأ «الجاهلية» وهو ما اهتمت به جميع جماعات التطرف والإرهاب في المجتمعات العربية والإسلامية، واعتبرت مجتمعاتها جاهلية مثل جاهلية العصور الأولى التي كانت تعبد الأصنام والتماثيل، واستبدلتها بأشخاص أطلقوا عليهم مصطلح «الطواغيت»، ورغم التقدم الفكري والتكنولوجي والعصري الذي أحدثته ثورة المعرفة إلا أن هؤلاء مازالوا يطلقون على الحكام والمجتمع لفظ جاهلي، أي يجهل الدين بالكلية، وهو مرادف لمعنى الكفر عندهم.
الأصل الثالث الذي اعتمد عليه هؤلاء هو «التكفير»، وانطلقوا منه يكفرون ويفسقون ويبدعون الناس بالكلية، وهنا انتزعوا الحكم من الله بــ«التكفير» كما أشار المؤلف إلى أنفسهم، ونصبوا أنفسهم قضاة ومفتين، ومن ثم أحدثوا فتنة في المجتمع.
ليأتي الأصل الرابع وهو حكم «الردة» ويطلق على الكافر المرتد (أعلى درجة من حكم الكفر)، وبالتالي يوجب عليه الحد (القتل).
الولاء والبراء
الأصل الخامس من أصول الجماعات التكفيرية التي بينها الكتاب هو «الولاء والبراء»، وهو من أهم الأصول التي اعتمدت عليها التيارات المنحرفة، إذا جعلوا الولاء لفئة أو تيار معين (الجماعة أو التنظيم) والبراء من عامة المسلمين (البراء من المجتمعات والدول والأنظمة)، ليخرجوا بالبيعة بعد ذلك للخليفة، وهو ما أشار إليه إمامهم المتطرف سيد قطب بمفهوم «العزلة الشعورية للكفار»، أي الذين يجب عليهم أن يعتزلوهم.
أما عن الأصل السادس وهو حكم الديار (الدول المعاصرة) هل هي «دار إسلام أم دار كفر»، فقد اعتمدت عليها جملة التيارات الإرهابية في تكفير الأنظمة والشعوب فيما بعد.
ويأتي الأصل السابع وهو «الهجرة إلى ديار الإسلام»، التي أعلنها خليفة تنظيم داعش المقتول أبو بكر البغدادي، ومن على شاكلته، مثل الملا عمر الزعيم الروحي لحركة طالبان الأفغانية، ثم الملا أختر منصور خليفة الملا عمر، وغيرهم من أمرائهم المزعومين.
ويأتي الأصل الثامن وهو «الجهاد» الذي اعتبر لديهم أهم من فريضتي الحج والصيام، بل وأهم من بر وطاعة الوالدين، وفنده المؤلف في كتابه.
ويأتي بعد «الجهاد» الأصل التاسع وهو «التمكين» أي السيطرة على مفاصل الدولة بالعنف المسلح، والتي تكون تمهيدًا لمرحلة إعلان «الخلافة»، وهو الأصل العاشر ليشمل البيعة، والإمارة، وتعدد الولايات بعد ذلك، كما في الهيكل التنظيمي لتنظيمي «القاعدة» و«داعش».