نيويورك تايمز تكشف قوة "العقوبات الاقتصادية " لترامب على الملالي
الثلاثاء 11/فبراير/2020 - 01:06 م
طباعة
روبير الفارس
كتب ريتشارد جولدبيرج، عضو مجلس الأمن القومي للرئيس الامريكي ترامب تقرير في " نيويورك تايمز " حول الاستراتيجية التى يتبعها ترامب في مواجهة الملالي وجاء في التقرير
إن استراتيجية الرئيس ترامب لمواجهة إيران بسيطة، وتتمثل في: ممارسة أقصى قدر من الضغط للوصول إلى أقصى قدر من القوة قبل المفاوضات لتفكيك البرنامج النووي الإيراني والتعامل مع وفي الوقت نفسه، تجنب المواجهة العسكرية أو السعي وراء سياسة تغيير النظام.
ومن جانبهم يدرك القادة الإيرانيون أن إستراتيجية ترامب عجلت من انهيار اقتصادهم إلى هذا الحد، وفي حالة عدم رفع العقوبات في القريب العاجل، من شأنها أن تؤدي إلى الإطاحة بهم. والجدير بالذكر أن قيام نظام الملالي في الآونة الأخيرة بقتل 1500 شخص من المتظاهرين الإيرانيين الذين تظاهروا ضد سياسة الحكومية التقشفية كشف النقاب عن أن الجمهورية الإسلامية غير مستقرة وأكثر رعبًا بشكل غير مسبوق من المواطنين المضطهدين.
ولا داعي لأن يثق نظام الملالي بأمريكا لكي يعقد اتفاقًا ما، فكل ما عليه هو أن يتصرف كطرف عقلاني ليتوخي الحذر من الانهيار. وأن يتجنب عيوب الاتفاق النووي عام 2015، حيث كان اتفاقًا سياسيًا هشًا وغير ملزم ومتأثر بتقلبات السياسة الأمريكية. ومن الممكن لترامب أن يقدم معاهدة ملزمة لمجلس الشيوخ الأمريكي للتصديق عليها.
إن الخيارات التقليدية لطهران محدودة لأنها غير قادرة على الانتصار في معركة عسكرية مباشرة مع أمريكا. لذلك، يلجأ نظام الملالي إلى القيام بتحركات ملفتة للنظر لتحفيز الحوار السياسي في إطار الأنظمة الديمقراطية الأمريكية والأوروبية الحرة.
ويبدو أن كل محاولات إيران لتصعيد الصراع تهدف إلى إيقاع ترامب في فخ الاعتقاد بأنه لديه خياران فقط تجاه إيران وهما إما الحرب أو العودة إلى الاتفاق النووي المعيوب المبرم في 2015. وانطلاقًا من هذا الفكر، إذا كان بإمكان إيران أن تثبت أن الحرب على وشك أن تندلع، فإنها سوف تجبر ترامب بشكل غير مباشر على تقليص العقوبات.
وقد تمكن الرئيس ترامب من إدراك هذا الفخ وتبنى سياسة الصبر الاستراتيجي. ففي الواقع، كان بإمكان ترامب أن يرد على كل استفزاز تبنته النظام الإيراني ، باستخدام القوة العسكرية المناسبة. وربما كان ينقلب الرأي العام الأمريكي ضد ترامب بعد يوم من تدفق المشاعر الوطنية بسبب الرد العسكري الأمريكي ويجبره على تقليص العقوبات في وقت سابق لأوانه دون تحقيق أي هدف طويل الأجل للأمن القومي. .
فيما أصبح ترامب أكثر قوة في الأسابيع القليلة الماضية. ولا تزال حملة الضغط الأقصى لم يتم تفعيلها بشكل كامل.
ويعتقد الكثيرون عن طريق الخطأ أن أمريكا قد حققت الآن أقصى درجات الضغط التي تنشدها. ولكن الحقيقة هي أنه ما زالت هناك بعض نقاط الضغط الحرجة لم يتم تفعيلها بعد. فيما فرضت الحكومة الأمريكية هذا الشهر، عقوبات جديدة على قطاعات الإنشاءات والمناجم والمصانع، بالإضافة إلى أنها اتخذت الخطوة الأولى في قمع منتهكي العقوبات الأمريكية على المعادن والبتروكيماويات الإيرانية. وسيتم تنفيذ العقوبات التي تستهدف خطوط الشحن الإيرانية في شهر يونيو، ويمكن تنفيذها عاجلاً لتحقيق المزيد من التأثير الفوري.
ومن المحتمل فرض عقوبات على القطاع المالي بأكمله في إيران .
ويمكن اتخاذ المزيد من الخطوات لحرمان إيران من المزايا الاستراتيجية التي لا تزال تتمتع بها بموجب الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولاسيما رفع القيود الرئيسية على البرنامج النووي وتطوير الصواريخ وتسليم الأسلحة التقليدية وفقًا لجدول زمني.