في ذكرى تأسيسها مذكرات سرية تكشف علاقة حسن البنا بالماسونية
الأربعاء 15/أبريل/2020 - 02:08 ص
طباعة
نحن الآن فى بداية شهر أبريل، وعندما كنت استرجع فى ذاكرتى أهم أيام هذا الشهر وجدت أن حسن البنا أنشأ جماعته فى أبريل من عام ١٩٢٨، ورغم أن كل الوثائق التى بين أيدينا تؤكد أنه أنشأها فى أبريل إلا أنه كتب فى مذكراته أنه أنشأها فى مارس، والحقيقة أن مارس كان هو الشهر الذى انضم فيه البنا للمحفل الماسونى المصرى، وقد وقعت تحت يدى منذ سنوات مذكرات لأحد قادة الإخوان السابقين روى فيها قصة اليوم الذى انضم فيه البنا للماسون، ثم تاريخ إنشاء الجماعة بشكل رسمى الذى تم فى السادس من أبريل عام ١٩٢٨ إلا أننى أيضا تعجبت من أن ٦ أبريل كان هو اليوم الذى اتخذته جماعة من جماعات الفوضى فى مصر قبل أحداث يناير ٢٠١١ ليكون يوم العصيان المدنى، ثم أصبحت تلك الجماعة تعرف بجماعة ٦ أبريل!! ثم اتضح لنا جميعا بعد ذلك أن تلك الجماعة تتبع الإخوان، وكانت هى الجناح العلمانى لها!! كما أنها كانت اليد التى استقبلت البرادعى عندما جاء إلى مصر، هذا ما يرويه الكاتب والباحث ثروت الخرباوي كاشفا عن جانب وثائقي جديد من تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية وذلك في دراسة نشرها بمجلة المصور جاء فيها
أصابتنى الدهشة عندما عرفت أن «أولتراس الأهلى» نشأت أيضا فى السادس من أبريل عام ٢٠٠٧!! وقد اتخذوا لأنفسهم شعارا ماسونيا واضحا، أما الأعجب فهو أن السادس من أبريل هذا يعتبر من أيام الماسون المقدسة لأنه يوم عيد الفصح اليهودي، واليهود يعتبرونه يوم تحريرهم من العبودية والان ما هى قصة انضمام حسن محمد عبد الرحمن الساعاتى إلى المحفل الماسونى فى مصر؟ سأنقل لكم بعض صفحات من المذكرات التاريخية التى وقعت تحت يدى، أضع هذه الصفحات مؤقتا لحين ترتيب نشرها كاملة فى كتاب أظنه سيكون مفاجأة العصر، وقد اعتنيت أن أضع صياغتى أنا لذلك الجزء من المذكرات، وقد التزمت فى تلك الصياغة دقة ما ورد فى المذكرات الأصلية إلا أننى اعتنيت بأن أضع لمسات أدبية فى سرد هذا الجزء، وحرصت على ألا يرد أى تغيير أو تبديل اللهم إلا ما تخيلته من مشاعر الخوجة حسن الساعاتى وهو يقسم أمامهم قسم البيعة، وها هو الجزء الأهم من المذكرات:
(كان الليل دامسا، وكان الحنطور الذى يسير فى منطقة متطرفة بمدينة الإسماعيلية يضم رجلين هما حسن محمد عبد الرحمن الساعاتى ومسيو بلوم، أما قائد الحنطور فيبدو أنه كان يونانيا من العاملين بقناة السويس يرتدى زى السائق وسنعرف أنه السائق الخاص لحنطور الماركيز لويس أنطوان مدير شركة قناة السويس، وهو فرنسى الجنسية وصاحب تاريخ عريق فى التنظيم الماسونى العالمي، إذ كان قد وصل إلى درجة من الدرجات العليا فى الماسونية وهى درجة «الخبير الأعظم» كما كان يشغل موقع مسؤول الماسون فى محفل باريس وهو أخطر فروع الماسون فى العالم.
توقف الحنطور عند فيلا محاطة بحديقة كبيرة، فنزل الرجلان حسن الساعاتى ومسيو بلوم، وبعد نزولهما قام حارس الفيلا وهو جندى بريطانى يحمل سلاحه بفتح الباب الخارجي، ثم نظر إلى حسن البنا نظرة فاحصة ودار بينه وبين بلوم حوارا جانبيا بصوت خافت.
وبعدها سار بلوم ومعه البنا الذى يبدو أن الرهبة قد بدأت تداخله وتفعل الأفاعيل فى نفسيته، فمع قوة شخصيته إلا أن خطوته بدت بطيئة بالمقارنة بخطوة مسيو بلوم الذى كان يستحثه على الإسراع فى المسير.
وعندما وقفا عند باب الفيلا لم يلبثا إلا دقيقة أو أقل حتى انفتح الباب ولم يلحظ حسن الساعاتى من الذى فتح لهما الباب إذ كان الظلام محدقا بالمكان.
وبالرغم من ذلك قام مسيو بلوم بوضع قناع على وجه الشاب الذاهل وهو يقول له: حانت اللحظة الحاسمة يا بطل، اليوم يومك، وقد أعددتك لمثل هذا اليوم، وستكون مرتبتك فى الماسونية هى مرحلة المبتدأ ولكننى أثق تمام الثقة أنك ستتخطى هذه الدرجة قريبا وستصبح بعدها فى درجة «صاحب الصنعة».
لم ينبس حسن الساعاتى ببنت شفة فقد كان يساق كالمسحور الذى لا يدرى من أمره شيئا، ثم إذا به يتوقف ويقول لبلوم: أريد شربة ماء يا أخى فقد جف ريقي.
بلوم: إذن اجلس على الأرض وسآتى لك بالماء.
جلس حسن الساعاتى على الأرض وحاول أن يرفع القناع ليرى ولو بصيصا من الضوء ولكن بلوم نهره وقال له: لا تفعل
فسكن الشاب وسكت إلى أن جاءه بلوم بالماء، فشرب شربة ثم قال لبلوم: لقد أعددتنى يا أخى بلوم لمثل هذا اليوم، وقد وافقت على كل أفكار الماسون، وسأقيم جماعتى على ذات النسق الذى تقيم عليه الماسونية جمعياتها فى العالم، ولكننى رجوتك أن يساعدنى الماسون فى كل العالم كى أكون خليفة للمسلمين ذات اليوم.
بلوم: ستكون حيث يضعك الماسون أيها البنا الجديد، وقد تكون فى موضع أفضل من خليفة، بل قد تصبح ذات اليوم الخبير الأعظم والمسؤول الأعلى فى الماسونية فى كل العالم، فلا زلت صغيرا وما زالت الأيام أمامك طويلة، الخبير الأعظم يا أخى حسن هو الحاصل على أستاذية العالم، وأنت معنا فى تلك الأخوية التى سترفع قدرك، فلتكن أستاذية العالم هى هدفك، ولتكن الخلافة هى وسيلتك، وقد نرى أن نتخذ وسائل أخرى فكن تبع الماسون ولا تجعل الماسون تبعا لك، فهكذا علمتك، وهكذا كونتك، واستعد فأنت الآن فى الطريق للحلم الأكبر.
قام حسن متكئا على بلوم، ثم تحركا، وسمع حسن صرير باب يُفتح فوجل قلبه وقفز من الخوف.
منذ أزمنة سحيقة موغلة فى القدم، قيل إنها بدأت فى زمن سيدنا موسى وأنه هو الذى نقل لليهود أسرار «البناء» المصرى، ويستقر البعض على أنها بدأت فى زمن سيدنا سليمان، وهناك من يقول إنها ازدهرت بعد السيد المسيح، وهى تـُعرف بجمعية «البنائين» أى المهندسين وكانت عضويتها مقصورة على البنائين والرسامين والمثالين، وانضم إلى هذه الجمعية مجموعة من عظماء العالم فى هذه الفنون الذين تمكنوا من إقامة البنايات الفخيمة فى جهات متعددة من العالم، وحدث أن تهاوت «فنون البناء» فى العالم بسبب الحروب وانسحب البناءون الكبار من عضوية الجمعية فكادت أن تتلاشى، وتوقفت كثير من المحافل الماسونية فى كثير من دول العالم حتى غدت أثرا بعد عين فارتأى محفل «مارى بولس» بلندن أن يسمح بالعضوية لغير البنائين بشرط موافقة الأعضاء على ذلك وكان ذلك عام ١٧١٥ ميلادية، ولأن للماسون أهدافا سرية فإنها تضع أسرارها هذه فى جوف حظن من الرموز بحيث لا يستطيع أحد الوصول إليها، وقد يظن المستمع للوهلة الأولى أننا نتحدث عن شىء أسطورى لا وجود له فى الواقع، ولكنه واقع، وأظن أن معظم الرؤساء فى أمريكا والعالم الغربى الآن يتبعون الماسونية ولهم درجاتهم فى تلك الجمعية السرية الرهيبة، والهدف المعلن للماسونية هو توحيد العالم كله تحت راية واحدة هى رايتهم، والماسونية ليست جمعية محلية ولكنها جمعية دولية، كل دولة فى العالم فيها «محفل رئيسي» يسمى المحفل الأعظم، وتوجد فى الدولة الواحدة عدة محافل، وكان مقر مشهور: وأنا اللى ببيع نفسى ومالى لله.
البنا: والآن ضع يدك على المسدس ويدك الأخرى فى يدى وقل خلفى.
مشهور: اتفضل.
البنا يقول ومشهور يقول وراءه: أعاهد الله العظيم، بوكالة عبده حسن البنا على التمسك بدعوة الإخوان والجهاد فى سبيلها والقيام بشرائطها والثقة التامة بقائدها ومرشدها على أن أسمع له وأطيع فى العسر واليسر وفى المنشط والمكره، فإن خنت العهد يا مشهور أو أفشيت السر فسوف يؤدى ذلك إلى إخلاء سبيل الجماعة منك، ويكون مأواك جهنم وبئس المصير، هل تقبل....
مشهور: أقبل).
هذه هى بعض صفحات من المذكرات، وقد يعتقد بعض الغافلين أن الأمر فيه مبالغة، ولكن توجهات جماعة الإخوان منذ سنوات طويلة تؤكد أنها خاضعة بالفعل للماسون، وقد يجهل معظم أعضائها هذا الأمر، وسيكذبونه، فمن المستحيل أن تصدق عقولهم أنهم وقعوا عمرهم كله تحت سيطرة خديعة شيطانية، ذلك أن عضوية التنظيم فى المحفل الماسونى العالمى لا تعنى أن أفراد التنظيم منضمون للمحفل الماسونى، ولو فكروا ولو للحظة عن تبعية تنظيمهم للمخابرات البريطانية والرعاية التى ينالونها فى بريطانيا، وأمريكا، وتركيا، وقتئذ من الممكن أن يعرفوا الحقيقة، ولكن قوانين الكون قالت لنا أن الجبال لا تتحرك من مكانها، فلو تحرك جبل لفهم الإخوان!!