الطيران الليبي يقصف تمركزات «الوفاق» بطرابلس ومصراتة/11 قتيلاً من قوات النظام في هجوم لـ«داعش» وسط البادية السورية/تحركات تركية حذرة لإيجاد موضع قدم على السواحل اليمنية
السبت 09/مايو/2020 - 01:22 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم 9 مايو 2020.
الطيران الليبي يقصف تمركزات «الوفاق» بطرابلس ومصراتة
واصل سلاح الجو الليبي غاراته المكثفة على تمركزات ميليشيات حكومة «الوفاق» والمرتزقة السوريين في مدينتي مصراتة وطرابلس، في إطار عملية «طيور أبابيل».
وشنت طائرات سلاح الجو الليبي عشرات الغارات الجوية على مواقع ميليشيات «الوفاق» في طرابلس ومنطقة بوقرين شرق مدينة مصراتة، ما أدى لتدمير عدد من مخازن الأسلحة والذخائر التابعة للميليشيات.
وكشف الإعلام الحربي، التابع للجيش الليبي، عن شن سلاح الجو غارات داخل مزارع خصصت لتكون مواقع للميليشيات في منطقة القداحية جنوب أبوقرين شرق مصراتة.
إلى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، اللواء أحمد المسماري، تمكن الجيش الليبي من إصلاح وصيانة أربع طائرات حربية، وإعادتها إلى الخدمة في سلاح القوات الجوية، بعد توقفها لسنوات، مشيداً بالدور الكبير للفرق الفنية في القوات المسلحة التي عملت على ترميم الطائرات الحربية للخدمة.
وفي سياق متصل، تمكنت الدفاعات الجوية الليبية من إسقاط طائرة تركية مسيّرة تابعة لقوات «الوفاق» قبل قيامها بالإغارة على قاعدة عقبة بن نافع الجوية المعروفة بقاعدة «الوطية» غرب طرابلس.
وعلى جانب آخر، يواصل الطيران التابع لحكومة «الوفاق» تنفيذ سلسلة غارات جوية في محيط قاعدة الوطية الجوية، وذلك بعد تأكيد المجلس الرئاسي تواصل معارك قوات «الوفاق» والقوة المساندة في مناطق ومحاور عدة، وبالأخص حول قاعدة الوطية العسكرية للسيطرة عليها.
وأعلن الجيش الوطني الليبي مقتل عدد من العسكريين والمدنيين في غارات شنها طيران تابع لـ«الوفاق» على البوابة الشمالية لمدينة الرجبان، مشيراً إلى أن القصف الجوي يعد أول استهداف عسكري للمنطقة بعد عملية «فجر ليبيا» التي دمرت مطار طرابلس الدولي وعدداً من المؤسسات في 2014.
وفي طرابلس، كشف محمد الصادق، عضو المكتب الإعلامي للواء التاسع مشاة التابع للجيش الليبي، عن عمليات نوعية في محور القرة بوللي، وذلك بمصادرة عدد من الآليات التابعة لميليشيات حكومة «الوفاق».
وأكد الصادق في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» تمكن عناصر القوات المسلحة الليبية من تحرير عدد من أسرى الجيش الوطني في سجن بوسليم، لافتاً إلى أن وحدات عسكرية تابعة للواء التاسع نفذت تلك العملية وتمكنت من العودة لتمركزاتها بعد اشتباكات عنيفة، أدت لسقوط عدد كبير من المرتزقة والمسلحين التابعين لحكومة «الوفاق».
وأشار إلى تمكن قوات اللواء التاسع مشاة من التصدي للميليشيات المسلحة في محور الزطارنة خلال محاولات الأخيرة التقدم في تلك المنطقة، كاشفاً عن مصادرة عدد من الآليات المسلحة التابعة لميليشيات «ثوار طرابلس» خلال عملية نوعية.
وبدورها، أكدت غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي أن سرية الكورنيت التابعة للكتيبة 155 مشاة بالجيش استهدفت غرفة عمليات تابعة لميليشيات «الوفاق» في محور صلاح الدين الرئيس، مشيرة إلى أن مجموعة من الأتراك كانت متحصنة في المبنى المُكون من ثلاثة أدوار ومعهم مجموعة من ميليشيات «الردع»، مؤكداً أنه تم تدمير الهدف بكل دقة.
وفي سياق متصل، بحث رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح مع وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، آخر المستجدات على الساحتين المحلية والدولية، والعلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر التطورات السياسية في ليبيا.
وأكد دي مايو أهمية دور عملية «إيريني» التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لمراقبة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا في البحر المتوسط، مشدداً على ضرورة الوصول إلى حل سياسي في ليبيا وفقاً لمخرجات مؤتمر برلين.
ومن جانبه، أكد صالح ضرورة احترام المجتمع الدولي لإرادة الليبيين، لافتاً إلى دور الجيش الليبي في محاربة الإرهاب والميليشيات المسلحة، وصولاً لتحرير تراب الوطن كافة، مشدداً على ضرورة منع وصول السلاح للميليشيات المسلحة في طرابلس عن طريق بعض الدول الداعمة للجماعات الإرهابية.
(الاتحاد)
مقتل مسؤول المفارز الأمنية لـ «داعش» في الموصل
شرطة إسبانيا تحتجز مشتبهاً في صلته بتنظيم «داعش» الإرهابي
11 قتيلاً من قوات النظام في هجوم لـ«داعش» وسط البادية السورية
قتل 11 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها الخميس في هجوم نفذه تنظيم «داعش» في البادية السورية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأوضح «المرصد»، أن عناصر من التنظيم المتطرف «هاجموا آليات تابعة لقوات النظام والميليشيات الموالية لها في المنطقة الواصلة بين السخنة (ريف حمص الشرقي في وسط سوريا) والشولا» في ريف دير الزور الجنوبي (شرق).
ورجّح «المرصد» ارتفاع حصيلة القتلى لوجود جرحى في حالات خطرة. ولم يتبن التنظيم على حساباته في تطبيق تلغرام الهجوم حتى الآن.
ورغم تجريده من مناطق سيطرته في شرق سوريا قبل عام، لا يزال التنظيم ينتشر في البادية السورية المترامية المساحة والتي تمتد من ريف حمص الشرقي وصولاً إلى الحدود العراقية.
وفي التاسع من أبريل (نيسان)، قتل 27 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين له خلال اشتباكات مع التنظيم الذي شنّ هجوماً مباغتاً على نقاط عسكرية في بادية مدينة السخنة. وتزامنت المواجهات مع ضربات جوية نفذتها طائرات روسية على محاور القتال. ويشن عناصر تنظيم «داعش» بين الحين والآخر هجمات على مواقع قوات النظام في المنطقة، تستهدف أحياناً منشآت للنفط والغاز. ويؤكد محللون وخبراء عسكريون، أن القضاء على مناطق التنظيم لا يعني أن خطر التنظيم زال في ظل قدرته على تحريك عناصر متوارية عن الأنظار في المناطق التي طُرد منها وانطلاقاً من البادية السورية بشكل أساسي.
وغالباً ما ينفّذ هؤلاء عمليات خطف ووضع عبوات واغتيالات وهجمات انتحارية تطال أهدافاً مدنية وعسكرية في آن، وتستهدف بشكل شبه يومي عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» في شرق دير الزور.
وأفاد «المرصد السوري» الخميس بأن «مسلحين يرجح أنهم ينتمون إلى تنظيم (داعش)، هاجموا بالأسلحة الرشاشة، آلية عسكرية تابعة لـ(قوات سوريا الديمقراطية) في بلدة الباغوز»؛ ما أسفر عن مقتل عنصرين من هذه القوات.
«الوطني الليبي» يتعهد إعادة طرابلس إلى «حضن الوطن»
تعهد «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، بإعادة العاصمة طرابلس، مقر حكومة «الوفاق» التي يترأسها فائز السراج، إلى «حضن الوطن»، وإلحاق الهزيمة بمشروع حليفها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لـ«تقسيم البلاد»، وفي غضون ذلك دعت البعثة الأممية مجددا إلى إحياء محادثات «جنيف» المتوقفة عبر جولة «افتراضية».
وصعد الجيش من وتيرة العمليات الحربية، التي تستهدف وجود تركيا العسكري على الأراضي الليبية، فيما هزت انفجارات ضخمة العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة.
وفى إسقاط متعمد لإعلان إردوغان مؤخراً أنه يتوقع «أخبارا سارة وجديدة من ليبيا»، ظهر اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم حفتر و«الجيش الوطني»، في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، وهو يعد إردوغان و(المرتزقة) الموالين له والميليشيات التابعة لحكومة السراج بـ«مفاجآت تفشل مشروع تقسيم ليبيا».
وبينما قالت «الكتيبة 134» التابعة لـ«الجيش الوطني»، والمكلفة حماية وتأمين قاعدة (عقبة بن نافع) الوطية الجوية إن فريقا من الهلال الأحمر الليبي «لم يتمكن من انتشال كل قتلى الحشد الميليشاوي التابع لتركيا بسبب كثرتها»، قال المسماري إن قوات «الجيش الوطني» نجحت باقتدار في التصدي لهجوم شنته قوات السراج، المدعومة بالمرتزقة الموالين لتركيا على القاعدة، وألحقت بها هزيمة كبيرة وخسائر فادحة.
وأضاف المسماري موضحا: «قضينا على العدو بشكل تام بعد جره إلى منطقة الوطية... وما قمنا به اليوم هي أخبار سارة لإردوغان ومن والاه، وعليهم انتظار المزيد. لقد نجحنا في قتل وأسر العشرات، بل والمئات من ميليشيات الوفاق قرب القاعدة». مبرزا أن قوات الجيش الوطني «خاضت معركة تاريخية قتلت خلالها عشرات التكفيريين من أتباع إردوغان».
وشدد المسماري، الذي تخلى عن تجهمه المعتاد وبدا مبتسما في محاولة للإيحاء بالثقة في تحقيق النصر، على أن طرابلس «سترجع قريباً إلى حضن الوطن بفضل أبنائها الوطنيين، وعلى الشعب الاستعداد للفرح والمفاجآت». لكنه لم يقدم أي تفاصيل إضافية.
وأضاف المسماري المزيد من الغموض حول مغزى تصريحاته، بعدما ألمح عقب المؤتمر في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى أن «الجيش الوطني» أطلق عملية عسكرية جديدة تحمل اسم «طيور أبابيل».
وتحدثت مصادر عسكرية، رفضت تعريفها لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام سلاح الجو بـ«الجيش الوطني» بالتحضير في إطار هذه العملية لما وصفته بـ«هجوم جوي كبير على مختلف مواقع الميليشيات المسلحة»، الموالية لحكومة الوفاق، والمرتزقة السوريين الموالين لتركيا.
وشنت مقاتلات الجيش مساء أول من أمس عدة ضربات جوية، استهدفت مخازن ذخيرة وأسلحة في الكلية الجوية بمدينة مصراتة بغرب البلاد، وصل عددها لـ18 ضربة جوية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الليبية الموالية للجيش.
وقال المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع للجيش الوطني، إن مدفعية الجيش تمكنت من استهداف ذخائر بمقر ميليشيات قوة الردع، بقيادة غنيوة الككلي، في ضاحية أبو سليم وسط العاصمة. بالإضافة إلى شن سلاح الجو سلسلة ضربات استهدفت مواقع داخل الكلية الجوية بمصراتة، أعقبها سماع انفجارات عنيفة متتالية.
وكشف مسؤول عسكري بارز في «الجيش الوطني» لـ«الشرق الأوسط» عن مقتل عسكريين أتراك على الأقل في إحدى الغارات الجوية، التي استهدفت موقعا للقوات التركية في مصراتة. لكن إذاعة مصراتة المحلية نقلت عن مسؤولين أن الانفجارات، التي سمعت بالمدينة، هي «لمخلفات حرب انفجرت بسبب ارتفاع حرارة الجو وسوء التخزين».
وألقت قوات «الوفاق» أمس بالمسؤولية على «الجيش الوطني» في مقتل شخص، وإصابة 27 آخرين من المدنيين، بينهم خمسة أطفال، نتيجة سقوط قذائف على منطقة أبو سليم، علما بأنها أعلنت مساء أول أمس عن مصرع ستة أشخاص، وسقوط عشرات الجرحى وإلحاق أضرار واسعة بالممتلكات الخاصة والعامة، في قصف استهدف منازل المواطنين ببلدية أبو سليم المكتظة بالسكان.
لكن هذه التطورات العسكرية لم تمنع ستيفاني ويليامز، الرئيسة المؤقتة لبعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، من تجديد عرضها بشأن تسهيل إجراء محادثات «افتراضية» بين أطراف الأزمة واستئناف محادثات جنيف المتوقفة. وقالت ستيفانى في بيان لها مساء أول أمس إنها بحثت عبر الهاتف مع فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق، التطورات الأخيرة في ليبيا، بما فيها ما وصفته «بيانه الإيجابي الأخير»، الذي دعا فيه جميع الأطراف السياسية إلى ضرورة الإسراع في استئناف الحوار السياسي برعاية البعثة.
إلى ذلك، دعا السراج إلى مراقبة متكاملة لحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي عام 2011، وجدد اعتراضه على عملية «إيريني»، التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط الشهر الماضي لمراقبة هذا الحظر.
وشدد السراج في بيان وزعه مكتبه، عقب محادثات هاتفية أجراها مساء أول من أمس مع وزير الخارجية الإيطالي، لويدجي دي مايو، على ضرورة أن تكون العملية متكاملة برا وجوا وبحرا. مشيرا إلى إرساله مذكرة بهذا الشأن إلى الاتحاد الأوروبي.
(الشرق الأوسط)
تحركات تركية حذرة لإيجاد موضع قدم على السواحل اليمنية
كشفت مصادر سياسية لـ”العرب” عن تزايد النشاط التركي في اليمن خلال الآونة الأخيرة، في ظل مؤشرات على رغبة أنقرة في استثمار الملف اليمني في الصراع مع دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ومقايضة المجتمع الدولي بملفات التدخل التركي في سوريا وليبيا.
وأشارت المصادر إلى أن مشروع التدخل التركي في اليمن تموله قطر عن طريق شخصيات سياسية وقبلية يمنية محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين وشخصيات تابعة للدوحة، لوحت في الآونة الأخيرة بورقة ابتزاز التحالف العربي والتهديد بدعوة تركيا إلى التدخل في اليمن وتشكيل تحالف جديد يضم قطر وسلطنة عمان.
وأكدت المصادر أن تركيا ما زالت تتحرك بحذر في الملف اليمني، في انتظار الفرصة المواتية واتساع التيار الداعم لها في صفوف الحكومة اليمنية، وتسوية الأرضية المناسبة لتدخلها على الأرض من خلال إيجاد منفذ بحري تحت سيطرة عملائها في اليمن.
ووفقا للمصادر يتركز النشاط التركي بشكل مباشر أو غير مباشر في ثلاث مناطق يمنية ساحلية؛ هي شبوة وسقطرى ومديرية المخا في محافظة تعز، التي بدأ الإخوان في اليمن بتسليط الضوء عليها والاحتكاك بقوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي الذي تتواجد فيه هذه القوات.
وكشفت “العرب” في تقارير سابقة عن تواجد عناصر استخبارية تركية في محافظة شبوة تحت غطاء هيئة الإغاثة الإنسانية التركية التي نشطت في المحافظة منذ سيطرة جماعة الإخوان عليها في أغسطس 2019.
كما شرع المحافظ محمد صالح بن عديو، الذي كان يرأس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح في شبوة قبل تعيينه محافظا، في حملة تعيينات لموالين للإخوان في كافة المواقع العسكرية والمدنية، وعلى وجه الخصوص تلك المرتبطة بشؤون السواحل مثل قيادة خفر السواحل في المحافظة.
وقال مصدر محلي في شبوة لـ”العرب” إن جماعة الإخوان عمدت إلى تعيين موالين لها في قيادة خفر السواحل بشبوة، وأركان حرب خفر السواحل، والهيئة العامة للمصائد البحرية، وقيادة اللواء البحري في بلحاف وبئر علي والدفاع الساحلي، والقوات المشتركة في بلحاف وبئر علي التي تضم قيادات كل الجهات السابقة مجتمعة.
ويتزامن التغول الإخواني في شبوة، مع تزايد النشاط المعادي لقوات التحالف في منطقة “العلم” التي تعرضت، بحسب المصادر، لاعتداءات متكررة بقذائف الهاون وقطع الإمدادات الغذائية والتموين، في محاولة لطرد قوات التحالف المتمركزة هناك بهدف الوصول إلى ميناء بلحاف الاستراتيجي لتصدير الغاز والسيطرة على السواحل المفتوحة على بحر العرب، التي قد تستخدم كبوابة للتدخل التركي ووصول الدعم والإمداد عن طريق القواعد العسكرية التركية القريبة في الصومال.
وإلى جانب النشاط المشبوه المتصل بالنشاط التركي في كل من تعز وشبوة، أكدت مصادر خاصة لـ”العرب” وجود أجندة تركية خلف التوترات التي يفتعلها محافظ أرخبيل سقطرى، رمزي محروس، والتي تصاعدت بعد عودته من زيارة سرية لإسطنبول التقى خلالها بضباط استخبارات أتراك وقطريين وقيادات إخوانية.
وقالت المصادر إن محافظ سقطرى ظهر برفقة القيادي الإخواني عادل الحسني المعروف بعدائه للتحالف العربي ومهاجمته السعودية والإمارات، كما ظهر في أول مقابلة تبثها قناة “المهرية” الممولة من الدوحة والتي تستهدف قوات التحالف في المهرة وسقطرى على وجه التحديد.
وفي مايو 2019 أصدر محافظ سقطرى رمزي محروس قرارا بتعيين رجل قطر في المهرة وسقطرى عيسى بن ياقوت في منصب “شيخ مشائخ أرخبيل سقطرى”، وهو منصب اجتماعي وليس سياسيا أو إداريا ولا يستوجب إصدار قرار تعيين، بقدر ما هو إعطاء مشروعية للدور المشبوه الذي قام به بن ياقوت بعد ذلك، وظهوره المستمر على وسائل الإعلام القطرية لمهاجمة السعودية والإمارات والتحريض على قوات التحالف في اليمن والدعوة إلى استهدافها عسكريا.
واعتبرت مصادر سياسية يمنية أن الدور الذي تقوم به الدوحة عن طريق عملائها في اليمن يهدف في الأساس إلى تفكيك الشرعية والتحالف، وتسوية الأرضية للتدخل التركي عبر ثلاث بوابات محتملة هي شبوة وسقطري، إضافة إلى تعز التي يسيطر عليها تيار الإخوان الموالي لقطر بشكل كامل عن طريق القيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي الذي افتتح عددا من المعسكرات لتجنيد عناصر الإخوان ودعوة اليمنيين إلى العودة من الجبهات الحدودية للانضمام إلى تلك المعسكرات التي يعتقد أنها ستلعب دورا في المرحلة القادمة في إطار استهداف التحالف العربي وخدمة الأجندة القطرية والتركية.
وتستخدم الدوحة شخصيات سياسية نافذة في الحكومة اليمنية من غير الإخوان، بهدف اجتذاب المزيد من المكونات إلى حالة الاستعداء للتحالف، ويأتي في مقدمة هذه الشخصيات وزيرا النقل والخدمة المدنية المستقيلان صالح الجبواني ونبيل حسن الفقيه، ووزير الداخلية أحمد الميسري الذي ظهر قبل أيام في تسجيل جديد على قناة الجزيرة هاجم فيه التحالف العربي وشكك في دوره في اليمن.
وكان الجبواني قد أعلن من أنقرة في أواخر عام 2019 عن الاتفاق بين اليمن وتركيا على “تشكيل لجنة مشتركة من وزارتي النقل في البلدين لوضع مسودة اتفاقية تنظم التعاون والدعم والاستثمار التركي في قطاع النقل في اليمن”، وهو ما دفع الحكومة اليمنية إلى التنصل من هذا التصريح نافية أي “ترتيبات لتوقيع اتفاقيات، وتحديدا في قطاعات النقل خاصة الموانئ والمطارات وغيرها، بين اليمن وتركيا”.
شبهة فساد تحوم حول شراء قطر فندق ريتز لندن
كشفت وثائق تتعلق بنزاع قضائي بين طرفين ينتميان إلى واحدة من أغنى العائلات البريطانية عن استحواذ صهر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني على فندق ريتز الفاخر في لندن بنصف قيمته، ما أثار الجدل حول إمكانية وجود شبهة فساد في العملية.
وذكرت وكالة بلومبرغ الأميركية للأنباء الاقتصادية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أن الوثائق تظهر أن المالك الجديد للفندق هو رجل الأعمال القطري عبدالهادي مانع الهاجري (40 عاما)، وهو شقيق زوجة أمير قطر.
ويمتلك الهاجري عقارات في العديد من دول العالم، تتضمن قصر ميامي الواقع بمدينة إسطنبول، وهو أغلى عقار في تركيا، والذي تبلغ قيمته حوالي 50 مليون دولار، وفق التقديرات.
ويقول خبراء المال والأعمال إنّ هذه الشبهات يمكن أن تجرّ سلسلة أطول من القضايا خارج المملكة المتحدة وفي العديد من بلدان الغرب، حيث توجد لقطر أنشطة مالية كثيرا ما تحف بها شبهات تلاعب ومحاولات للقفز على القوانين باستخدام الكم الهائل من الأموال المتأتية من بيع الغاز.
وتم الكشف عن هذه الصفقة الأربعاء الماضي خلال محاكمة في لندن، حيث بيع الفندق الذي كان محل نزاع بين ورثة عائلة الأخوين التوأم فريدريك وديفيد باركلي بنحو 800 مليون جنيه إسترليني في شهر مارس الماضي.
واللافت في الأمر أن صندوق سدرا كابيتال السعودي قدم عرضا مغريا يفوق القيمة التي بيع بها الفندق، والذي افتتح في حي مايفير في لندن عام 1906.
وأشارت الوثائق القضائية إلى أن الصندوق السعودي عرض حوالي 1.3 مليار جنيه إسترليني للاستحواذ على فندق ريتز، وهو ما أثار جدلا حول الطبيعة القانونية، التي تم فيها إتمام هذه الصفقة رغم أن لندن تعتبر من أغلى مناطق العالم من حيث قيمة العقارات.
ونقلت بلومبرغ عن رئيس المحكمة البريطانية أن هذا الأمر يخلّف العديد من التساؤلات التي تحتاج إلى أجوبة لمعرفة حقيقة تفاصيل العملية.
وعملية التقاضي بين الأسر البريطانية تبدو شائكة ومعقدة، حيث تعود التفاصيل إلى سنوات خلت، فقد اشترى التوأم فريدريك وديفيد باركلي الفندق مقابل 75 مليون جنيه إسترليني في 1995.
وقد قرر الأخوان، اللذان يمتلكان صحيفة تلغراف البريطانية الشهيرة، تسليم إدارة أعمالهما التجارية إلى أبنائهما، غير أنهم أصبحوا يخوضون صراعا عائليا علنيا أمام المحاكم الآن.
ووفق بلومبرغ يقاضي فريدريك باركلي وابنته أماندا أربعة من أقاربهم بعد أن اكتشف فريدريك أن ابن أخيه أليستير سجل محادثاته مع أماندا في الفندق. وكان الاثنان يتحدثان عن عمليات الاستحواذ على الأصول التجارية بالإضافة إلى هيكل المجموعة وتمويلها.
وتزامن تاريخ التسجيلات مع مواعيد أجرى فيها الطرفان مفاوضات منفصلة بشأن بيع فندق ريتز الفاخر، الذي يعد من أهم أصول شركة باركليز.
وقال هيفين ريس محامي فريدريك وأماندا أن كل من أليستير وإيدان وهوارد وأندرو باركلي وجميعهم من جانب ديفيد من العائلة، علموا عن محادثات فريدريك مع سدرا كابيتال، وهو ما أثار حفيظتهم.
ورغم العرض الكبير المقدم من سدرا كابيتال إلا أن الأطراف التابعة لديفيد من العائلة باعت الفندق للمستثمر القطري بنصف السعر.
وما يزيد من غموض القضية رغم أن خيوطها تبدو واضحة المعالم أن المتحدث باسم الشركة القابضة لأصول باركلي في المملكة المتحدة رفض التعليق على الأمر.
كما رفض المتحدث باسم فريدريك وأماندا باركلي التعليق خلال جلسة الاستماع. ولم تستجب سدرا كذلك بالنظر إلى تشابك الأصول بين أسرة الأخوين باركلي.
وكان فريدريك باركلي قد قال في شهر مارس الماضي إنه تلقى عروضا منافسة تزيد عن مليار جنيه إسترليني وهدد باتخاذ إجراء قانوني إذا بيع الفندق بسعر أقل.
ونقلت بلومبرغ عن المحامي ريس قوله إن “فريدريك باركلي يواجه الآن خيانة أبناء شقيقه، بالإضافة إلى كونه أبا شاهد المعاملة السيئة لابنته من جانب أبناء عمومتها”.
ولقطر تاريخ طويل في اصطياد الصفقات المشبوهة وقد ظهرت خلال السنوات الأخيرة فضائح الأسرة الحاكمة بسبب تدخلها في العديد من عمليات البيع والشراء عن طريق تقديم الرشاوى.
وكان مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في بريطانيا قد وجه في فبراير 2018 اتهامات لبنك باركليز بتقديم مساعدة مالية لا يجيزها القانون إلى مستثمرين قطريين، لتواجه ذراع العمليات التابعة للبنك الاتهام نفسه الذي وجهه المكتب إلى الشركة القابضة للبنك في يونيو 2017.
ومَثُل في يناير 2019 أبرزُ مصرفيين يواجهون اتهامات جنائية في بريطانيا عن تصرفاتهم أثناء الأزمة المالية العالمية، أمام هيئة محلفين في لندن في محاكمة تتعلّق بقضية على صلة بقطر وتحديدا رئيس وزرائها الأسبق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي يعتقد أنّه ورّط هؤلاء المصرفيين بعملية “تلاعب” مالي خطرة.
وواجه جون فارلي الرئيس التنفيذي السابق لبنك باركليز وثلاثة مصرفيين كانوا في السابق زملاء له، اتهامات بشأن تعاملات مع مستثمرين قطريين لتدبير عمليات ضخ للأموال سمحت للبنك بتجاوز الأزمة قبل عشر سنوات.
واستثمرت قطر القابضة، وهى جزء من صندوق الثروة السيادي جهاز قطر للاستثمار، وتشالنجر، وهي شركة استثمار تابعة لرئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، نحو ستة مليارات جنيه إسترليني في البنك.
(العرب اللندنية)