تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم 22 يونيو 2020.
خبراء لـ «الاتحاد»: أردوغان يهرب من «الأزمات الداخلية» على ظهر «الدبابات»
كشف محللون وخبراء في الشؤون التركية عن محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتصدير أزمات أنقرة الداخلية إلى الخارج عبر التدخلات العسكرية في دول المنطقة العربية، وذلك لإشغال الرأي العام التركي عن ما يحصل من تدهور سياسي واقتصادي في الداخل التركي.
وأوضح إسحاق انجي، المحلل السياسي والمعارض التركي المقيم في القاهرة، أن الساحة الداخلية في تركيا يسودها ارتباك سياسي واقتصادي، فضلاً عن تأزم الوضع الصحي جراء فشل نظام أردوغان في الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وأكد المعارض التركي لـ«الاتحاد»، أن نظام أردوغان يسبح الآن في بحر من الأزمات الداخلية التي يحاول الهروب منها عبر تصديرها إلى الخارج بالتدخل العسكري في سوريا وليبيا والعراق، وذلك لتحقيق هدفين، الأول خدمة أطماعه ومشروعاته التوسعية المشبوهة في دول المنطقة العربية، والآخر إلهاء الشعب التركي وصرف نظره عن الأزمات الداخلية الطاحنة التي تعاني منها تركيا.
وقال: «على المستوى السياسي، تشهد الساحة السياسية في تركيا توترات وخلافات حادة، ووصلت العلاقة بين أردوغان وأحزاب المعارضة إلى طريق مسدود، فضلاً عن تصدع حزب العدالة والتنمية الحاكم، وتراجع شعبيته وشعبية الرئيس إلى أدنى مستوى وفق نتائج استطلاعات الرأي، الأمر الذي دفع أنصار أردوغان إلى الترويج لمقترح تغيير قانون الانتخابات الرئاسية، ليتم انتخاب الرئيس في الجولة الأولى بحصوله على (40%+1) بدلاً من (50%+1)، وهو المقترح الذي يمكن أردوغان من البقاء في السلطة لأطول وقت ممكن».
وأشار إلى أن سياسات أردوغان تسببت في أزمات اقتصادية طاحنة يئن منها الشعب التركي، ويكفي الإشارة إلى فشل أنقرة في الحصول على قروض مالية عاجلة لتسديد ديونها الخارجية المستحقة لهذا العام، وهي حوالي 180 مليار دولار.
أما المحلل السياسي العراقي، الدكتور علي فضل الله، مستشار المركز العراقي للدراسات والتنمية الإعلامية، فأكد لـ«الاتحاد»، عبر اتصال هاتفي من بغداد، أن السياسة التركية يشوبها العديد من الأزمات التي يستغلها أردوغان لتحقيق مصالحه وأهدافه الشخصية عبر عودة النشاط التركي خارج الجغرافية التركية، وهذا ما يلاحظ من التدخلات التركية في الشمال السوري، وكذلك استهداف العمق الشمالي للعراق بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني، والتدخل السافر في العملية السياسية والواقع الأمني في ليبيا.
وأشار إلى أن شغف أوردغان بعودة أمجاد الدولة العثمانية وسلطانها ولّد له هوساً اسمه استباحة سيادة الدول وحرمة أراضيها.
وفي السياق ذاته، أوضح الباحث المصري، مصطفى صلاح، الخبير في الشؤون التركية، أن الانتخابات البلدية الأخيرة التي أُجريت في نهاية مارس 2019 شكلت أزمة كبيرة لنظام أردوغان بعدما خسر بلديات 5 مدن تركية كبرى، وهي إسطنبول، وأنقرة، وأنطاليا، وأزمير، وهاطاي، والتي تمثل المركز المالي والاقتصادي والسياسي والدبلوماسي والثقل السكاني لتركيا، الأمر الذي دفع أردوغان إلى إقالة بعض رؤساء البلديات التابعين لأحزاب المعارضة.
وأشار إلى مخاوف أردوغان من القيادات العسكرية التي ترفض سياساته، وفقدانه الثقة في الأجهزة الأمنية الرسمية (الشرطة والجيش)، فقد أقر البرلمان التركي قانون يحدد صلاحيات ما يسمى حراس الأحياء، ولعل المؤشر الأهم في هذا القانون هو أن هناك اتجاهاً من جانب أردوغان نحو تعزيز صلاحيات بعض الأجهزة شبه الرسمية، وإضفاء مشروعية قانونية عليها لتحقيق نوع من أنواع الرقابة غير المباشرة، وهذه الميليشيات التي تم تقنينها بصفة قانونية اهتم بها أردوغان بصورة مباشرة بعد حادثة الانقلاب العسكري الفاشل في عام 2016، ومن وقتها اتجه أردوغان نحو تعزيز قدرات هذه الميليشيات التابعة له لزيادة مستوى قبضته الأمنية الداخلية، وقمع الحراك الشعبي الداخلي ومواجهة القيادات العسكرية المناوئة له.
(الاتحاد)
قرقــاش: سياسة تركيا في المنطقة بعيدة عن الحكمة
قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة على «تويتر» «تصريح عمرو موسى حول الخطر الاستراتيجي التركي على العالم العربي لم يأت من فراغ بل يشخّص تغوّل سياسة أنقرة تجاه محيطها العربي، تصريح مهم في توقيته وتسليطه الضوء على التمدد التركي واستغلاله لحالة الضعف التي يمر بها النظام الإقليمي العربي».
وأضاف قرقاش عبر تغريدة أخرى: «عبر سنوات عززت علاقات الجيرة والاحترام و (تصفير المشاكل) الروابط الاقتصادية والسياسية بين تركيا ومحيطها العربي، وحل، بكل أسف، محلها برنامج توسع وزعامة يرى العالم العربي فضاء استراتيجيا للأحلام التاريخية، سياسة بعيدة عن الحكمة ستورط أنقرة ومصالحها في المرحلة القادمة».
دعوى إسقاط الجنسية عن «الإخوان» الهاربين أمام هيئة المفوضين
أحالت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر، السبت، دعوى قضائية تطالب بإسقاط الجنسية المصرية، عن العناصر الإخوانية الهاربة لتركيا، إلى هيئة المفوضين، لإعداد تقرير بالرأي القانوني في القضية.
وتقدم المحامي سمير صبري بدعوى يطالب فيها بإسقاط الجنسية المصرية عن العناصر الإخوانية الهاربة إلى تركيا، وحصلت على الجنسية التركية، وهم: معتز مطر ،ومحمد ناصر ،وحسام الشوربجي، وحمزة زوبع ،ومدحت الحداد ،وأيمن نور، ومحمود عزت ،ومحمد عبد العظيم البشلاوي، وأيمن أحمد عبد الغني، وعبد العزيز محمد عبد العزيز، ويحيى حامد وزير الاستثمار السابق في حكومة الإخوان.
حزب تركي معارض يتعهد بمواصلة الاحتجاج «من أجل الديمقراطية»
تمسك حزب تركي داعم للأكراد، السبت، بمواصلة الاحتجاج خلال تظاهرة في أنقرة في آخر أيام «المسيرة من أجل الديمقراطية» التي نظمها؛ للتنديد بساسية الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في قمع المعارضة.
وانطلق الاحتجاج، الاثنين، عبر مسيرتين في شمال غرب وجنوب شرق البلاد تبعتهما تظاهرات في إسطنبول ومدن أخرى خلال الأسبوع.
ودعا حزب الشعوب الديمقراطي إلى الاحتجاجات، عقب إلغاء عضوية نائبين ينتميان إليه، ونائب من حزب الشعب الجمهوري في 4 يونيو/حزيران.
وتظاهر العشرات في أنقرة، واضعين سترات كتب عليها «جميعاً معاً» في حديقة قرب مقر البرلمان على مرأى من عناصر الأمن.
وقال الرئيس المشارك لحزب «الشعوب» الديمقراطي مدحت سنجار: إنه «على الرغم من العوائق في طريقنا، لم يوقفونا. حاولوا ايقافنا عبر غلق مداخل ومخارج 16 مدينة في الطريق، ضاربين بالدستور والقانون عرض الحائط». وأضاف: «سيتواصل نضالنا من أجل الديمقراطية والحرية والمساواة والسلام والعدالة بدون انقطاع وبتصميم أكبر». وقالت الرئيسة المشاركة للحزب يرفن بولدان: «مع ذلك وقفنا مع شعبنا صفاً واحداً في الشوارع والأحياء».
وشرحت بولدان، أن الحزب أعد «برنامج نضال من أجل الديمقراطية» يمتد ثلاثة أشهر حتى سبتمبر/ أيلول المقبل.
وألقت الشرطة، الاثنين، عبوات غاز مسيل للدموع، واستعملت الرصاص المطاطي ضد مجموعة من المحتجين شاركوا في تظاهرة انطلقت في منطقة سيليفري، فيما منع عناصر أمن الناس من الانضمام الى التظاهرة.
وتتهم الحكومة حزب «الشعوب» الديمقراطي بأنه واجهة سياسية لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضد الدولة منذ عام 1984.
لكن الحزب ينفي تلك التهمة، ويشدّد على أنه يُستهدف؛ بسبب معارضته لأردوغان.
(الخليج)
السياسة التركية.. من «صفر مشاكل» إلى 100% عزلة
سنة 2002، رفعت تركيا شعار «صفر مشاكل» في سياستها الخارجية، وهو الشعار الذي يعتقد كثيرون أنه من بنات أفكار القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية ووزير الخارجية السابق داوود أوغلو.
ساد هذا الشعار لفترة وجيزة إلى أن حل ما يسمى «الربيع العربي» الذي وجدت فيه أنقرة فرصة لمدّ أصابعها في العديد من المناطق بدءاً من جارتيها سوريا والعراق، وصولاً إلى القارة الإفريقية عبر ليبيا.
الآن تحوّل شعار «صفر مشاكل» إلى 100% عزلة، بل إن أول ضحايا هذا الانقلاب على الشعار هو واضعه «داوود أوغلو» الذي همّشه الرئيس التركي، ورئيس الحزب رجب طيب أردوغان، مثلما همّش قادة آخرين ومنهم الرئيس السابق عبد الله غول، والقيادي في الحزب علي بابا جان. وبعضهم يستعد لتأسيس أحزاب جديدة.
سوريا أوضح الأمثلة على الأطماع التركية، فقد بدا واضحاً أن تحرّكها فيها يرمي إلى السيطرة طويلة الأمد، فهي تواصل تعزيز نفوذها بشتى الوسائل في شمال سوريا، من خلال استراتيجية تعزيز وجودها العسكري والتدخل في جوانب الحياة المدنية والاقتصادية والأمنية والتعليمية والثقافية، والعمل على «تتريك» المنطقة، تمهيداً لضمها حين تحين ظروف «ملائمة» في المستقبل.
تتريك شامل
في عفرين التي احتلتها القوات التركية بدعوى إبعاد «الخطر الكردي» عملت تركيا على إجراء تغيير ديموغرافي في المنطقة من خلال استبدال السكان الأكراد أبناء المنطقة بآخرين نزحوا من مناطق استعادتها الحكومة السورية من الجماعات المدعومة من أنقرة.
وفي عملياتها للسيطرة على الشمال السوري استخدمت أنقرة وثائق ومقابر عثمانية كمسمار جحا لبسط نفوذها.
وشملت سياسة التتريك الكتب المدرسية ولافتات الطرق والمؤسسات التي باتت تنطق باللغة التركية، وإنشاء فروع جامعية وترويج بضائع تركية.
وبعد تدخلها في سوريا، بل واحتلال شماله مرة بزعم محاربة «داعش»، ومرة بزعم الحد من نفوذ القوى الكردية، تعود تركيا للتحرش العدواني العسكري في شمال العراق.
وفي عدوانها الأسبوع الماضي على شمال العراق، سقط قتلى مدنيون، ما أثار ضدها موجة جديدة من الغضب الشعبي، فضلاً عن تأكيد حزب العمال الكردستاني مقتل العديد من العسكريين الأتراك.
وبرأي مراقبين فإن هدف هذا العدوان التركي يتجاوز مسألة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني إلى إقامة قواعد عسكرية دائمة في المنطقة ضمن مخطط واسع يعمل على تنفيذه أردوغان في سوريا وليبيا والعراق ومناطق أخرى، بهدف تحقيق أطماع تركيا لغايتها، وفقاً لتحليل في موقع «سوق عكاظ» الإخباري.
ليبيا وإفريقيا
وفي ليبيا، ألقت أنقرة في الأشهر الأخيرة بكامل ثقلها لدعم حكومة فايز السراج مالياً وعسكرياً، وعلى نحو مباشر، كما تقول صحيفة «الجماهيرية» الليبية.
وإذ يردد المسؤولون الأتراك أن أنقرة تسعى لحل سياسي في ليبيا، تؤكد الوقائع على الأرض أن الهدف التركي لا يتجاوز حماية مشروع الإسلام السياسي المتطرف في ليبيا وعبرها في شمال أفريقيا.
وفي حين تقول أنقرة بـ «الحل السياسي» تردّد بأن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي ليس له مكان في مستقبل ليبيا.
هذا الموقف ينسف الحديث عن الحل السياسي، إذ إن الصراع يدور بين طرفين، إذاً بين من ومن سيكون الحل إذا استبعدنا طرفاً منهما؟.
وبالرغم من أن التحركات التركية في ليبيا وأطماعها بثروات المتوسط أثارت اعتراضات أوروبية ودولية مستمرة، فقد جددت اليونان انتقادها، باستدعاء السفير التركي في أثينا، بل إن رئيس هيئة أركان الجيش اليوناني قسطنطينوس فلوروس أكد السبت استعداد بلاده للرد على أية خطوات من قبل تركيا، مهدداً بـ«حرق من يضع قدمه» على الأراضي اليونانية.
الأهداف والقدرة
ثمّة تحليل لصحيفة «نويه زوريشر تسايتونغ» السويسرية، يقول إن تركيا لا تملك القوة أو الإمكانيات لتحقيق أطماعها الخارجية، سواء في ليبيا أو في البحر المتوسط، لافتاً إلى سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرضت على أنقرة عزلة دولية وإقليمية متزايدة.
الصحيفة الناطقة بالألمانية تقول إن تركيا تحاول منذ سنوات، تحقيق أهداف سياسية خارجية بشكل أكثر كثافة من المعتاد، إلا أنها لا تملك القوة أو الإمكانيات، أو الوسائل لتحقيق أهدافها الخارجية، سواء في ليبيا أو في البحر المتوسط.
هذا يعني أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يورّط بلاده في مواجهة قوى دولية عديدة.
وبحسب ما تنقل الصحيفة السويسرية عن خبير الشؤون التركية سنان أولغين، فإن السياسية التركية الرامية لتحقيق أهداف خارجية من طرف واحد غير مجدية، لأن أنقرة تحتاج إلى الشركاء الدوليين لتحقيق ما تريد، في حين أنها باتت معزولة دولياً بشكل متزايد
أثيوبيا تقصف معسكر الأنفال التابع للجيش السوداني
قصفت القوات الإثيوبية (الأحد) بالمدفعية معسكر الأنفال التابع للجيش السوداني، ما أدى إلى إصابات وأضرار مادية، بحسب موقع روسيا اليوم.
وتصدت القوات المسلحة السودانية للهجوم الذي شنته الميليشيات الأثيوبية مدعومة من الجيش بالمدرعات والراجمات على معسكر الأنفال بمحلية القلابات الشرقية بحسب قناة الحدث.
وأضاف أن الهجوم أسفر عن إصابة عدد من الجنود السودانيين.
خطاب السيسي..رسائل قوية في مواجهة الأطماع التركية في المنطقة
تؤسس الرسائل التي بعث بها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، السبت، لدى تفقده المنطقة الغربية العسكرية في سيدي براني، قرب الحدود الليبية، لنقطة تحوّل مرتقبة في الصراع في المنطقة بشكل عام، وهي الرسائل التي حظت بدعم من القوى المؤثرة والفاعلة في العالم العربي، بهدف حل الأزمة الليبية، ومواجهة الأطماع التركية بشكل عام.
رسمت مصر الخطوط الحمراء لتركيا في ليبيا، وحذّرت من مغبة تجاوز تلك الخطوط، الممثلة في سرت والجفرة، في رسائل شديدة اللهجة حظت بدعمٍ ليبي شعبي وسياسي واسع انطلقت فيها القاهرة من أساس الشرعية الدولية ومبادئ وأحكام القانون الدولي الخاصة بالدفاع عن الأمن القومي.
ومن ثمّ، فإن الفترة المقبلة سوف تكون حبلى بالتطورات السياسية والأمنيّة، بما يفضح سلسلة التجاوزات التركية لقرارات الشرعية الدولية بخصوص ليبيا، وبما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته أمام تلك الانتهاكات الصريحة.
خط أحمر
الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور زياد عقل، يقول لـ«البيان»: «السيسي، ارتأى أنه من المهم إرسال رسالة شديدة اللهجة تدل على هذا الرفض، وتدل على أن هناك تحركاً مصرياً لدعم الجيش الليبي من خلال عناصر جديدة»، مشيراً إلى تصريحات الرئيس المصري بخصوص «تدريب وتجهيز القبائل الليبية»، وهو الأمر الذي عدّه «محاولة مصرية لإعادة بناء تحالفات جديدة داعمة للشرعية الليبية».
التصريح المصري المباشر بأن هناك خطاً أحمر «لا يمكن تجاوزه أو عبوره» ممثلاً في سرت «شكّل أيضاً رسالة ترهيب واضحة»، ذلك أن عبور ذلك الخط الأحمر من شأنه فتح الباب أمام تواجد القوات التركية في شرق ليبيا، والتي تبعد عن مصر كيلومترات قليلة (نحو 2500 كم عن الحدود المصرية).
مدير مركز الأمة الليبية، الدكتور محمد الأسمر، يقول لـ«البيان»، إن «ما عبر عنه الرئيس المصري كان نقطة تحول في الصراع في المنطقة بأكملها وليس في الملف الليبي فقط؛ ذلك بعد الخطر الذي يعبر عنه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والذي قال في يونيو الماضي إنهم سيقاتلون من أجل المصالح التركية في المنطقة، وقال الشهر الماضي إنهم يكافحون من أجل تركيا الكبرى من البلقان للبحر المتوسط».
وبعد أن وصلت قوات الوفاق وتركيا إلى سرت أصبحت الآن المسألة تخص «عمق الأمن القومي المصري؛ لأنه لو دخلت القوات إلى سرت، ستتراجع قوات الجيش الوطني الليبي إلى منطقة الوادي الأحمر باتجاه اجدابيا، وستكون مصر في مرمى نيران الأتراك والإخوان.
ويشير الأسمر، في تصريحات لـ«البيان» إلى أن «السيسي أسس رسائله على عدد من النقاط المهمة؛ أولها أن مصر أصبحت لها الشرعية الدولية للقيام بتعاون عسكري ودعم في الملف الليبي، على اعتبار أن قرارات الشرعية الدولية تم خرقها بالكامل، وبرخصة أن تلك القوى المضادة (ممثلة في تركيا وحلفائها) بهذا الشكل سيتم التعامل معها لإنهاء هذه الخروقات المضادة لقرارات مجلس الأمن».
ويلفت الأسمر إلى أن السيسي «تحدث عن قومية المعركة، وقال إنها تخص الأمن القومي العربي وليس الليبي والمصري فقط؛ نظراً لأن القوى المضادة يعملون من أجل مشاريعهم الخاصة في المنطقة واستعادة أمجادهم القديمة، ومن ثم جاءت ردود الأفعال العربية الداعمة للموقف المصري».
ويُنظر لتلك المواقف العربية - التي لم تتأخر كثيراً فور إعلان القاهرة عن موقفها القوي - بأنها حجر الزاوية، من أجل صون وحماية الأمن القومي العربي، في مواجهة الانتهاكات والتجاوزات والأطماع التركية.
وحول الخيارات أو السيناريوهات التي من المتوقع أن تلجأ إليها تركيا بعد الموقف المصري، توقع مدير مركز الأمة الليبي للدراسات، في معرض حديثه مع «البيان» أن تقوم تركيا - بالقياس بما فعلته طيلة الفترات الأخيرة - باختبار الموقف المصري، وذلك من خلال التصعيد والمواجهة المباشرة مع مصر، كما فعلت من قبل مع قرارات مجلس الأمن، لاسيما أن تركيا في ليبيا اعتادت أن تأخذ بزمام الأمور وتنتظر ردة فعل باقي الأطراف، وبالتالي سيصرون على الدخول إلى سرت ويختبرون بشكل عملي أقصى حالات ردود الفعل المصرية ويقيسون عليها توجههم في الفترة المقبلة.
القانون الدولي
أستاذ القانون الدولي والمحلل السياسي الليبي، الدكتور محمد الزبيدي، يقول إن الموقف المصري متسق تماماً مع القانون الدولي، وفق المادة 52 من ميثاق الأمم المتحدة، والتعديلات الخاصة بقواعد القانون الدولي في التسعينيات والألفية، والمرتبطة بحق التدخل لحماية الأمن القومي، مشدداً على أن الأصوات التي تنادي باحتفاظ مصر فقط بالمساحة القانونية (1200 كم) للدفاع عن حدودها مردود عليها بأن النيران المشتعلة في ليبيا وانتشار المجاميع الإرهابية تشكل خطراً حقيقياً على مصر.
وبالتالي فدور القاهرة مبرر وفق مبادئ القانون الدولي التي تتحدث عن حق التدخل لحماية الأمن القومي، وإلا لماذا تتدخل تركيا نفسها في سوريا والعراق وغيرهما، وقبلها دول عديدة كانت لها أدوار خارجية لحماية أمنها القومي؟! فهذه قاعدة واضحة معمول بها في القانون الدولي.
علاوة على أن هناك ترحيباً من البرلمان الليبي والقبائل الليبية المؤيدة للدور المصري في ليبيا، وهو ما نراه بشكل واضح من خلال ردود الأفعال على كلمة الرئيس المصري الأخيرة، الذي يبدي احتراماً لليبيين وليس لدى بلاده أي أطماع في ليبيا، على عكس أردوغان الذي يتحدى الليبيين بشكل سافر.
(البيان)
حكماء ليبيا: حكومة الوفاق ليست شرعية ونرحب بموقف مصر
بعدما أعلن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أن التدخل العسكري إذا حصل في ليبيا سيعتبر شرعياً، أكد مسؤول بمجلس حكماء ليبيا، الأحد، أن موقف مصر ليس بغريب ومرحب به.
وقال الشيخ السنوسي الحليق الزويد نائب رئيس المجلس الأعلى لحكماء ليبيا في مقابلة مع "العربية/الحدث"، "لا نريد أن تكون أراضينا ساحة معارك دولية".
كما أكد أن حكومة الوفاق ليست شرعية بل البرلمان الليبي هو الجهة الشرعية للبلاد، مضيفاً "مشكلتنا مع أردوغان وليس الشعب التركي".
جاء ذلك بالتزامن مع إعلان المجلس الأعلى للقبائل الليبية الذي ثمن "دعم مصر للشعب الليبي لمواجهة الغزو التركي"، وطالب بالدعم المصري المباشر للجيش وللقضاء على الفوضى.
كما اعتبر أن "مساعدة مصر مهمة للحفاظ على الأمن القومي العربي".
التدخل التركي يدعم الإرهاب في إفريقيا
وقال المجلس الأعلى للقبائل الليبية إن دعم تركيا للتنظيمات الإرهابية هدفه تمكين الإخوان. وقال المجلس في بيان، الأحد، إن "التدخل التركي يهدف لدعم الإرهاب في إفريقيا".
كما أوضح أن "الحل السياسي يبدأ بطرد الغزاة ونزع سلاح الميليشيات"، مؤكداً أن "الحل يكون بتوافق ليبي دون تهميش أو إقصاء".
هذا وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد شدد في خطاب، السبت، على أن أي تدخل مصري مباشر بليبيا بات شرعياً في إطار حق الدفاع النفس، معبراً أيضاً عن جاهزية بلاده لتدريب القبائل الليبية لحماية نفسها من الميليشيات والمتطرفين.
كما أكد أن السيسي الجيش المصري قادر على الدفاع عن البلاد داخل وخارج حدودها، محذراً من أنه لن يسمح بأي تهديد لأمن حدود بلاده الغربية، مشدداً على أن مدينتي سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر.
(العربية نت)