تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 19 يوليو 2020.
الأطماع التركية تنذر بمواجهة عسكرية على أبواب أوروبا
تحاصر الخطوط الحمر الأطماع التركية في المنطقة، خاصة شرقي البحر المتوسط، حيث تراها أنقرة جزءاً من «الوطن الأزرق»، لتواصل فيها انتهاك المواثيق الدولية في المنطقة الغنية بالنفط، بعمليات تنقيب استفزازية، دخلت بها في مواجهة مباشرة مع قبرص واليونان، لتزيد من احتمالات نشوب نزاع عسكري على أبواب أوروبا التي بددت آمالها في الانضمام إلى ناديها رغم محاولات دامت نصف قرن.
وتسعى تركيا، مدفوعة بتاريخها الاستعماري الطويل، وبأزمتها السياسية الحالية، لتبرر توسعاتها الإمبريالية شرقي البحر المتوسط، تحت عقيدة «الوطن الأزرق»، التي أعاد النظام التركي صياغة الأمن القومي التركي، ليعيد بها الماضي العثماني، مستغلاً حالة عدم الاستقرار، والفراغ السياسي في المنطقة، مهدداً في الوقت نفسه بالقوة العسكرية لأنقرة التي تحاول إقحام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمغامراتها السياسية، في سوريا والعراق وليبيا، لكن المواجهة الأوروبية التركية تكاد تكون وشيكة بسبب أطماع أنقرة في الثروات البحرية لكل من قبرص واليونان.
الأطماع التركية في منطقة البحر المتوسط، تزايدت بعد تأكيد الدراسات أن المنطقة تعوم فوق بحيرة من الغاز، إذ تحوي في أعماقها 122 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، و1.7 مليار برميل احتياطي من النفط، في وقت تعد فيه أنقرة مستورداً خالصاً لمصادر الطاقة التقليدية من النفط والغاز الطبيعي، وتدفع سنوياً عشرات المليارات لوارداتها منها، وهو ما دفع الأخيرة إلى ممارسة البلطجة السياسية، وانتهاك المواثيق الدولية وتوجيه سفنها للتنقيب عن الغاز في المياة الإقليمية لكل من قبرص واليونان، العضوين في الاتحاد الأوروبي الذي لا تكف تركيا عن تهديده بورقة اللاجئين وإغراق دوله بها.
ورغم مرور أكثر من 45 عاماً، على اجتياحها قبرص، لا تتورع أنقرة عن تأكيد الخيار العسكري كحل في نزاعاتها السياسية مع قبرص واليونان، وتواصل محاولتها ابتزاز أوروبا التي تسعي دائماً لإبعاد شبح النزاعات العسكرية عن حدودها، لكن الصبر الأوروبي بدأ ينفد، أمام تزايد عمليات التنقيب غير الشرعية عن الغاز قبالة سواحل نيقوسيا وأثينا، في حراسة السفن الحربية، وهو ما اعتبرته قبرص واليونان عربدة غير مقبولة، وانتهاكاً سافراً لسيادتهما على حقوقهما البحرية، ولم يستبعدا نشوب مواجهة عسكرية للحفاظ على حقوقهما.
ويتزامن الصراع على الغاز، مع استعراض للقوة العسكرية التركية، إذ تواصل أنقرة تنفيذ مناورات عسكرية في المنطقة، أبرزها العام الماضي، بتنفذيها أكبر مناورة عسكرية في تاريخها في ثلاثة بحار (البحر الأسود وبحر إيجه وشرق المتوسط) بمشاركة 131 سفينة بحرية و57 طائرة حربية و33 مروحية. وأكد خلالها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أنها تأتي للدفاع عن حقوق البلاد البحرية في شرقي المتوسط وقبرص.
وفي المواجهة الحالية، قررت الولايات المتحدة الوقوف بجانب حلفائها الأوربيين، وقررت للمرة الأولى تنظيم مناورات عسكرية مع قبرص، في خطوة أشعلت غضب أنقرة. كما أنهى الكونجرس الأمريكي العام الماضي حظراً استمر عقوداً لبيع الأسلحة للجزيرة المتوسطية التي تحتل تركيا ثلثها الشمالي منذ سبعينات القرن الماضي.
وأمام استفزازت أنقرة المتصاعدة، وجدت أوروبا نفسها مجبرة على كبح جماح العبث التركي في المنطقة، وفرض عقوبات اقتصادية عليها، وإيقاف مباحثات الانضمام للاتحاد، لكن خيار التصدي العسكري تجدد، بعد تأكيد البرلمان الأوروبي، بأن هناك حاجة إلى نشر قوات بحرية في البحر المتوسط إذا استمرت تركيا في انتهاك السيادة القبرصية واليونانية.
التهديدات التركية المتزايدة، دفعت الحلفاء الأوربيين والولايات المتحدة، إلى التلويح مراراً بطرد أنقرة من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خاصة بعد استلام أنقرة منظومة «إس 400» الروسية والتي ترى فيها أمريكا وأوروبا تهديداً مباشراً لأنظمة الدفاع الجوي للحلف.
وزادت الاتهامات الأوربية لأنقرة باستغلال «الناتو» بعد تعرض سفن فرنسية تشارك في مهمة للحلف في البحر الأبيض المتوسط، مؤخراً إلى مناورة «عنيفة للغاية» من الفرقاطات التركية خلال عمليات تفتيش سفن يشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى ليبيا.
وأمام تصاعد التوتر مع أنقرة، كثفت أثينا مناوراتها العسكرية، وأكد الجيش اليوناني، الشهر الماضي، أن كل الاحتمالات واردة فيما يتعلق بنزاع عسكري مع تركيا، مؤكداً أن بلاده «ستحرق كل من يضع قدمه على الأراضي اليونانية»، محذراً تركيا من تخطي «الخطوط الحمراء». وشدد رئيس هيئة أركان الجيش اليوناني، قسطنطينوس فلوروس، آنذاك على أن «النزاع العسكري محتمل، وليس بوسع أحد أن يستبعد هذا الاحتمال. وفي حال حدث أي شيء من هذا القبيل، فهذا لن يقتصر على نقطة واحدة، بل ستتسع رقعته فوراً».
التعنت التركي في المنطقة، مرده ليس حقوقاً تاريخية تدعيها، أو نفوذاً إقليمياً تطمح إليه، لكنها بالأساس الرغبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، والرئيس رجب طيب أردوغان، بالبقاء في الحكم، بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في 2016، قرر على إثرها، إعادة تشكيل الجيش من جديد، وإقحامه في مغامرات عسكرية، في العراق وسوريا وليبيا بدعوى الأمن القومي، ليواصل في الوقت نفسه التنكيل بالديمقراطية التي أوصلته إلى الحكم باعتقال المعارضة وتكميم الأفواة، وتحويل البلاد من نظام برلماني إلى رئاسي.
«ماعت» تفضح الانتهاكات التركية في المنطقة
وجهت منظمة حقوقية مصرية، الجمعة، انتقادات عنيفة للنظام التركي، على خلفية تدخلاته السافرة في عدد من البلدان العربية، خلال العامين الأخيرين، مشيرة إلى أن هذه التدخلات تمت بالمخالفة لقرارات الأمم المتحدة، الخاصة بعدم جواز التدخل، في الشؤون الداخلية للدول.
ولفتت مؤسسة «ماعت»، للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، في تقرير، إلى التدخلات التركية في سوريا، وليبيا، والعراق، مشيرة إلى أن القوات التركية أثناء قيامها بشن عمليات عسكرية خارج أراضيها، ارتكبت انتهاكات تراوحت بين قتل المدنيين، والسرقة، والاحتجاز القسري، وخطف الرهائن، والتعذيب، فضلًا عما قامت به أجهزة المخابرات التركية، من انتهاكات تجاه السكان الأصليين لهذه المناطق، في ضوء ما يعرف ب«سياسة إعادة الهندسة الديموغرافية» للمنطقة، التي تقوم باحتلالها، والتي تهدف إلى ممارسة التطهير العرقي لمجموعات إثنية ، خاصة الأكراد في سوريا، والعراق.
وانتقد التقرير قيام السلطات التركية بتقديم الدعم العسكري للميليشيات الإرهابية في ليبيا، ودعمها في ارتكاب العديد من جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية .
(الخليج)
حكومة السراج لا تعبأ بالتحذيرات الدولية وتحرك مسلحيها باتجاه سرت
ذكرت وكالة "رويترز"، السبت، أن حكومة فايز السراج في طرابلس الليبية، المدعومة بمرتزقة نقلتهم تركيا من سوريا، "حركت مقاتلين" باتجاه مدينة سرت، التي تعد البوابة إلى مرافئ النفط الرئيسية في ليبيا.
وقال شهود عيان وقادة في الميليشيات التابعة لـحكومة السراج، إن رتلا من نحو 200 مركبة تحرك شرقا من مصراتة على ساحل البحر المتوسط، باتجاه مدينة تاورغاء، وهو نحو ثلث الطريق إلى سرت.
والخميس، حذر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من أن بلاده "لن تسمح بتجاوز خط سرت - الجفرة"، مشددا على ضرورة بقاء ليبيا بعيدا عن سيطرة الميليشيات والإرهاب.
وجاءت تصريحات الرئيس المصري خلال لقائه الخميس، بمشايخ وأعيان القبائل الليبية الممثلة لأطياف الشعب الليبي، تحت شعار "مصر وليبيا شعب واحد.. مصير واحد"، حسبما ذكر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي.
من جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان القبائل الليبية، صالح الفاندي، إن القبائل طلبت من السيسي، أن يتدخل الجيش المصري "في حال شُن هجوم على سرت".
وأكد الفاندي، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، الخميس، أن الجيش المصري سيتدخل في حال تمادت تركيا والميليشيات التابعة لها في ليبيا.
وأوضح أن اللقاء ضم جميع القبائل الليبية، سواء من الشرق أو الغرب أو الجنوب، وتركز اللقاء حول مخاطر الغزو التركي لليبيا، فضلا عن التمسك بوحدة الدولة الليبية ورفض تقسيمها.
شخصيات ليبية لـ«البيان»: تدخل الأشقاء أربك مخططات تركيا في سرت والجفرة
أكدت شخصيات سياسية واجتماعية لـ«البيان» أن التدخل العسكري التركي السافر في ليبيا يمثل خطراً على الأمة العربية ودول شمالي أفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وأن هذا الخطر سيتمدد إلى دول منطقة الساحل والصحراء، نظراً للأعمال التوسعية التي يتزعمها أردوغان، ويعتمد في سعيه لتحقيقها على المرتزقة والإرهابيين.
وأكدت الشخصيات أن الموقف المصري الذي يمثل موقف غالبية العرب، والرافض بقوة للغزو التركي للأراضي الليبية، أرعب الجانب التركي وجعله يحسب ألف حساب لأية مغامرة قد يندفع إلى خوضها بالهجوم على سرت والجفرة، وخصوصاً أن الجانب التركي يعتمد على مرتزقة وإرهابيين وميليشيات غير منظمة لن تقدر على مواجهة قوات نظامية متدربة على مستوى عالية وتمتلك أحدث الأسلحة والآليات سواء كانت دفاعية وهجومية، كما أن أردوغان لا يريد أن يخسر أفراداً من جيشه في ليبيا بما يزيد من تراجع شعبيته في بلاده.
وأوضح عضو مجلس النواب الليبي علي العباني لـ«البيان» أن أطماع أردوغان تستهدف المنطقة العربية والأفريقية وتسعى إلى ابتزاز أوروبا، وهو ما بات معلوماً للجميع، وأية محاولة منه للهجوم على سرت والجفرة ومد العدوان إلى مناطق أخرى من ليبيا سيتم الرد عليها بقوة.
وأكد العباني أن لا الشعب الليبي ولا الشعوب الشقيقة ستقبل بالغزو التركي، بعد أن انكشف الوجه القبيح لنظام أردوغان، مؤكداً أن الوقت حان لتطبيق اتفاقية الدفاع العربي المشترك لتحصين الأمن القومي العربي.
ولفت العباني إلى أن القوات المسلحة الليبية لن تكون وحدها هذه المرة في تصديها للعدوان، وإنما ستكون مدعومة بإرادة عربية صلبة لرد أردوغان على أعقابه مدحوراً، وهو الذي انفضحت نواياه وانكشفت أطماعه ومؤامراته ضد العرب من المحيط إلى الخليج.
وأوضح النائب بالبرلمان الليبي سعيد مغيب أن الجيش الوطني الليبي منذ أن أطلق عملية «الكرامة» في ربيع عام 2014 وهو يقاوم الإرهاب والتطرف نيابة عن العرب والعالم، وقد نجح في ذلك إلى حد كبير، قبل أن يتدخل النظام التركي لدعم الجماعات الإرهابية بجحافل المرتزقة ومسلحي داعش والقاعدة، ما يؤكد أن للإرهاب قوى إقليمية ودولية تسانده وفي مقدمتها أردوغان الحالم بإعادة إرث العثمانيين.
وأضاف إنه «إذا تدخل الأشقاء العرب للقتال معنا فإن دخولهم سوف يكون بموجب اتفاقية الدفاع العربي المشترك» مؤكداً أن تركيا تدخلت في ليبيا بموجب اتفاقية أمنية غير شرعية مع حكومة الوفاق التي لم تمنح الثقة من مجلس النواب وسقوط هذه الحكومة بعد سحب الاعتراف العربي والدولي بها سيوفر الكثير علينا وعلى الأشقاء العرب.
وبين الشيخ صالح الفاندي رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان قبائل ليبيا لـ«البيان» أن مخاطر الغزو التركي لا تقف عند ليبيا وإنما تستهدف العرب جميعاً، وهي دليل آخر على جشع وأطماع أردوغان وطموحاته للسيطرة على المنطقة العربية، وهو ما برز من خلال تدخله في ليبيا والعراق وسوريا وغيرها، لافتاً إلى أن الموقف المصري القوي كان رسالة واضحة أن قطار الموت التركي لن يمر، ولن يسمح له بأن يمر في ديار العرب، وهو ما أكده الليبيون وقواتهم المسلحة، بتداعيهم لرد العدوان، والوقوف صفاً واحداً ضد الغزاة الأتراك وأدواتهم من المرتزقة والإرهابيين ممن باتوا يشكلون تحدياً للأمن القومي العربي.
وتابع الفاندي أن القبائل الليبية فوضت مصر قيادة وجيشاً التدخل لدعم الليبيين شعباً وجيشاً في التصدي للعدوان التركي، مؤكداً أن الشرعية الحقيقية في ليبيا اليوم هي شرعية الشعب الممثلة في القبائل ومجلس النواب المنتخب الذي تستمد القوات المسلحة شرعيتها منه، وأن حق التدخل المصري هو حق مشروع للدفاع عن أمن واستقرار البلدين والأمة العربية، لافتاً إلى أن وفد القبائل الليبية أكد ذلك أمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
(البيان)
«الإدارة الذاتية» تتهم تركيا بتهريب عائلات «دواعش»
حملت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا الحكومة التركية مسؤولية تهريب واستقبال أعضاء تنظيم «داعش» ودعم خلاياه المنتشرة في المنطقة وعرقلة جهود التحالف الدولي و«قوات سوريا الديمقراطية» في محاربته والقضاء على تهديداته، في وقت شدد رئيس دائرة العلاقات الخارجية عبد الكريم عمر على أن «اعتراف الأجهزة التركية مسؤولية تهريب امرأة مولدوفية و4 أطفال دليل دامغ على تورطها بالعلاقة مع خلايا التنظيم». وألقت «قوات سوريا الديمقراطية» القبض على 24 شخصاً يشتبه بانتمائهم إلى خلايا التنظيم المتطرف ضمن المرحلة الثانية من حملة «ردع الإرهاب».
وأشارت الإدارة الذاتية في بيان إلى وجود آلاف الأدلة الموثقة لديها وتبادلتها مع كل الأطراف والقوى الفاعلة في سوريا تدين تورط تركيا، وقالت: «من حركة قدوم للمتطرفين إلى سوريا وخروجهم والتعامل التجاري واستقبال الجرحى، إضافة للاعترافات لدى الإدارة حيث جميعها تؤكد على العلاقة الداعمة من تركيا للإرهاب في سوريا»، وأضاف بيان الإدارة: «إعلان تركيا إنقاذها لامرأة مولدوفية مع أطفالها من مخيم الهول دليل خطير وكبير على سعي تركيا المستمر لإعادة الدم لشريان (داعش) بالمنطقة».
وكانت وكالة «الأناضول» التركية نشرت خبراً أمس عن نجاح المخابرات التركية بتحرير مواطنة مولدوفية وأطفالها الـ4. وذكر الخبر: «اسمها ناتاليا باركال (...) وقد تعرضت للخطف والاحتجاز القسري واقتيدوا إلى مخيم الهول بمحافظة الحسكة»، ونوهت الوكالة بأن العملية: «حلقة جديدة من سلسلة عمليات الاستخبارات التركية الناجحة في تحرير الرهائن، كان آخرها تحرير الإيطالية سيلفيا كونستانزو رومانو، في مايو (أيار) الماضي».
بدوره، قال عمر: «كل النساء اللواتي تمكن من الفرار ذهبن نحو تركيا، وبحسب الاعترافات وتحقيقات الجهات الأمنية داخل المخيم بعدما اعتقلوا عددا من النساء الداعشيات حاولنّ الهروب، اعترفوا أنهم ينوون السفر لتركيا»، حيث أحبطت قوى الأمن داخل مخيم الهول ويبعد نحو 45 كيلومتراً شرق مدينة الحسكة، محاولة فرار 4 نساء «داعشيات» برفقة أطفالهن قبل يومين، وتكررت هذه الحوادث بعد التوغل التركي في مناطق شرق الفرات نهاية العام الماضي.
ولفت عمر إلى أن المرأة المولدوفية التي تم تهريبها من مخيم الهول، «هي إحدى نساء مرتزقة (داعش) وتابعت أنشطتها المنظمة داخل المخيم وشكلت مع أخريات ما يسمى جهاز (الحسبة)، وتقوم بتربية الأطفال أن يكونوا جيلا جديدا مبنيا على الفكر المتطرف»، منوهاً بأن استقبال السلطات التركية للسيدة المولدوفية: «دليل دامغ على مدى العلاقة بين مرتزقة (داعش) والاحتلال التركي، ووجود خطة مدروسة بخصوص تلك النساء اللواتي يتم تهريبهن من أجل استخدامهن في مشاريع عدوانية توسعية».
في سياق متصل، كشف المركز الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» عن حصيلة اليوم الأول من حملة «ردع الإرهاب» بعد استئناف مرحلتها الثانية في حوض نهر الفرات الشمالي بمحافظة دير الزور، وقال مصطفى بالي مدير المركز: «ألقينا القبض على 24 مشتبها بانتمائه لتنظيم (داعش) الإرهابي، وتمت مصادرة أسلحة فردية ورشاشة من نوع كلاشنيكوف ومسدسات كاتمة للصوت وقاذف (آر بي جي) بالإضافة إلى كميات من الذخيرة المتنوعة».
إلى ذلك، أفاد تقرير ألماني بتطور مخيم الهول للاجئين إلى «مدرسة إرهاب خطيرة»، بحسب تقديرات الحكومة الألمانية. وذكرت الخارجية الألمانية في رد على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب «اليسار» أن آيديولوجية تنظيم «داعش» وتطبيقها يُجرى تمريرها هناك، خاصة من قبل المناصرات الأجنبيات للتنظيم، «في مجموعات تعليمية منظمة للقُصّر».
وجاء في الرد الذي اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية السبت: «لذلك، فإن مستوى التطرف بين الأطفال والمراهقين مرتفع. أعمال العنف الفعلي واللفظي تزداد من هذه المجموعة»
طرابلس تستقبل «مرتزقة» جُدداً... واغتيالات في صفوف الميليشيات
منذ إعلان حكومة «الوفاق» الليبي، برئاسة فائز السراج، عن «تحرير» الحدود الإدارية لطرابلس، تصاعدت أحاديث سكان العاصمة عن مشاهدة مسلحين سوريين في الشوارع وهم يستقلون السيارات العسكرية، أو يتخذون منازل النازحين أو محلاتهم سكناً لهم، وسط معلومات عن مقتل عناصر منهم في اشتباكات دامية خلال اليومين الماضيين، على خلفية عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية المتفق عليها، ووصول دفعة جديدة من المقاتلين السوريين إلى هناك. وأقر مسؤول رسمي في العاصمة بوجود بعض العناصر، ممن سماها (قوات أجنبية مساعدة) تتجول في العاصمة، «ربما لشراء بعض مستلزماتهم اليومية»، خصوصاً مع هدوء الأوضاع العسكرية على جبهات الاقتتال حول طرابلس، وقال إن «هناك مبالغات كبيرة بشأن ما يطلق عليهم الإعلام (مرتزقة)».
وبدا المسؤول، الذي يحتل منصباً تنفيذياً، غير راضٍ عن كثير مما يجري على الأرض، بسبب ما أطلق عليه «بعض التجاوزات التي ترتكبها هذه العناصر في حق المواطنين»، لكنه استدرك في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، رافضا ذكر اسمه: «هؤلاء الأفراد جاؤوا لمساعدتنا في صد (العدوان)، وفق اتفاقات أمنية رسمية... وحتماً سيرحلون عندما نضع يدنا على كامل التراب الوطني».
غير أن ما حاول المسؤول الرسمي التهوين من شأنه، أكد عليه مصدر عسكري، تابع لـ«الجيش الوطني»، بقوله: «لدينا توثيق باحتلال المرتزقة السوريين لمنازل المواطنين في أماكن عدة بطرابلس»، متحدثاً عن «وصول فوج جديد من العناصر الأجنبية إلى مصراتة، استعداداً للدفع بهم إلى معركة سرت». ووسط حالة من التوتر سادت مناطق بالعاصمة، بعد مقتل أحد عناصر الميليشيات في طرابلس، يدعى «الذيب»، والعثور على جثته في الطريق بالعاصمة، تحدثت مصادر عن اندلاع اشتباكات دامية بين مجموعة من المرتزقة السوريين، ينتمون لما يسمى «لواء صقر الشمال»، بسبب تأخر أجورهم، مما أسفر عن مقتل أربعة منهم على الأقل، وجرح آخرين.
وتزامنت هذه الأحداث مع تقرير صادر عن المفتش العام لوزارة الدفاع الأميركية يتحدث عن إرسال تركيا ما بين 3500 و3800 مقاتل سوري «مدفوعي الأجر» إلى ليبيا، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، علماً أن مصادر رسمية تحدثت عن قرابة 10 آلاف مقاتل. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، مساء أول من أمس، وفقاً للتقرير أن أنقرة عرضت الجنسية التركية على «آلاف المرتزقة الذين يقاتلون مع ميليشيات طرابلس ضد قوات الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، لافتا إلى أن «الجيش الأميركي لم يجد دليلاً على انتماء (المرتزقة) إلى تنظيمات متطرفة مثل (داعش) أو (القاعدة)، مرجحاً أن الدافع الأكثر لهم هو الحزم المالية السخية، أكثر من الآيديولوجية أو السياسة».
وسبق لمدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، القول إن هناك «آلاف المرتزقة الذين تم الدفع بهم إلى طرابلس دون أن يتلقوا الأجور المتفق عليها مع أنقرة». وأوضح عبد الرحمن، أمس، أن قرابة 16 ألف «مرتزق» سوري، بينهم 340 طفلاً وصلوا إلى ليبيا، لكن عاد قسم منهم بعد انتهاء عقده، وقال إن «هناك 10 آلاف متطرف من جنسيات عربية، غالبيتهم من شمال أفريقيا، وصلوا إلى ليبيا للقتال هناك». وأشار المرصد السوري إلى أن 2500 من تنظيم «داعش» «كانوا في سوريا، وعادوا إلى ليبيا عبر الأراضي التركية، بتنسيق مع الاستخبارات في أنقرة، لكن لا يعرف ما إذا كان بينهم قيادات في الصفوف الأولى»، لافتاً إلى أن أبو وقاص العراقي، الذي كان قائدا في التنظيم بمحافظة دير الزور أصبح مع مجموعته العراقية في فصيل «أحرار الشرقية»، ومن ثم نقل مع مجموعته إلى ليبيا. وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن الأوضاع في العاصمة مرشحة للتصعيد أكثر، خصوصاً بعد مقتل بسام أبو غرسة، معاون آمر ميليشيا «فرسان الغضب» قبل يومين في ظروف وصفت بـ«الغامضة»، لكن متابعين للتطورات الداخلية عدوها ضمن «تصفية الخلافات» بين الميليشيات المسلحة، وتوقعوا تزايد حدتها مستقبلاً.
في شأن آخر، حذر المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة من أي محاولة تستهدف «تقسيم ليبيا أو تجزئتها إلى أقاليم، مثل الأقاليم الثلاثة السابقة»، مشيراً إلى أنه «لن يقبل رهن السيادة الليبية على الأرض، والقرار السياسي للشعب الليبي كافة، من الشرق إلى الغرب، ومن البحر إلى الجنوب».
بدوره، تحدث المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة في بيان، مساء أول من أمس، عن «مؤامرة قديمة حديثة تستهدف الجيش المصري»، وقالوا محذرين: «ننبه إخوتنا وأشقاءنا في مصر الحبيبة إلى أن ما ضاع في ليبيا قد ضاع، لكن لا نريد أن يكون ضياع ليبيا سببا في ضياع وخسارة آخر جيش عربي قوي، بإمكانه ضرب كل المحاولات التي تستهدف الأمة».
جسر جوي تركي جديد لنقل الأسلحة إلى ليبيا
أنشأت تركيا جسراً جوياً جديداً لنقل الأسلحة إلى ليبيا، وهبطت للمرة الأولى إحدى طائرات الشحن التابعة لها مباشرة في قاعدة الوطية الجوية التي تعرضت للقصف مؤخراً.
وذكر موقع الرصد العسكري الإيطالي «إيتمال رادار» أن طائرة من طراز «لوكهيد سي -13 إي» تحمل الرقم (1468-71) غادرت قاعدة كونيا (وسط تركيا)، واتجهت مباشرة إلى قاعدة الوطية (غرب ليبيا)، بعد أن كان من المعتاد أن تهبط طائرات الشحن التابعة لسلاح الجو التركي في مصراتة، مبرزاً أن الطائرة غادرت بعد ذلك عائدة إلى قاعدة كونيا الجوية. وأضاف الموقع أن طائرة شحن تركية أخرى من طراز «إيه 400 - إم» وصلت إلى مصراتة آتية من إسطنبول. ولفت في السياق ذاته إلى قيام 30 طائرة شحن عسكرية تركية برحلات إلى مصراتة خلال الشهرين الماضيين.
وفي غضون ذلك، قالت مصادر تركية إن طائرات الشحن كانت تهبط عند مغادرتها في مطار مصراتة بليبيا، لكن هذه هي المرة الأولى التي تهبط فيها طائرة تركية في قاعدة الوطية مباشرة، موضحة أن الوطية «أصبحت بذلك قاعدة تشغيلية للقوات التركية».
وكانت الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبي، برئاسة فائز السراج، قد سيطرت على قاعدة الوطية في 18 من مايو (أيار) الماضي، بدعم من تركيا. وقامت القوات التركية بأشغال البنية التحتية لإعادة تأهيل القاعدة، وتم خلال الأسابيع الماضية نشر منظومة دفاع جوي متوسطة المدى من طراز «هوك»، ورادارات وأنظمة للحرب الإلكترونية.
وفي الثالث من يوليو (تموز) الحالي، تعرضت القاعدة لقصف من طيران «مجهول الهوية»، في أثناء زيارة قام بها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس أركان الجيش يشار جولر، إلى طرابلس، ودمر القصف 3 رادارات ومنظومات للدفاع الجوي «هوك».
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الأسبوع الماضي، أن التحقيقات جارية لكشف الجهة التي تقف وراء القصف، وأن العملية «لن تمر من دون انتقام».
وسبق أن أكد مسؤولون أتراك أن أنقرة تخطط لإنشاء قاعدتين عسكريتين دائمتين في ليبيا، بعد المكاسب التي حققتها ميليشيات الوفاق في غرب ليبيا، بدعم من تركيا، إحداهما جوية في الوطية، والثانية بحرية في مصراتة.
وعلى صعيد متصل، أكدت صحيفة «يني عقد» التركية، الموالية لحكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، أن ميليشيات «الوفاق» تستعد بدعم من تركيا لتنفيذ عملية عسكرية للسيطرة على مدينة سرت التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع قاعدة الجفرة، خطاً أحمر لمصر في ليبيا.
(الشرق الأوسط)
ماكرون: نعمل مع ألمانيا وإيطاليا لوقف التدخل الأجنبي في ليبيا
قال الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر السبت إن بلاده تعمل مع ألمانيا وإيطاليا لوقف التدخل الأجنبي في ليبيا.
يأتي ذلك فيما أعلنت فرنسا وألمانيا وإيطاليا استعدادها "للنظر في" احتمال فرض عقوبات على القوى الأجنبية التي تنتهك حظر إيصال السلاح إلى ليبيا، وفق بيان مشترك صدر عن قادة الدول الثلاث السبت.
وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، في بيان مشترك: "نحض جميع الأفرقاء الأجانب على وقف تدخلهم المتزايد واحترام الحظر على السلاح الذي فرضه مجلس الأمن الدولي بشكل كامل".
وأبدى القادة الأوروبيون الثلاثة في البيان - الذي صدر على هامش مباحثات أوروبية في بروكسل تتناول خطة الانعاش الاقتصادي - "استعدادهم للنظر في اللجوء المحتمل إلى العقوبات إذا تواصل خرق الحظر بحراً أو براً أو جواً".
وأضافوا: "ندعو كل الأطراف في ليبيا، وكذلك داعموهم الأجانب، إلى وقف فوري للمعارك"، معربين عن "قلقهم الكبير" حيال تصاعد التوتر العسكري في البلاد". لكن البيان لم يشر إلى أي بلد بالاسم.
من جهته، أكد المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية، جوزيب بوريل، السبت، أن لا مصلحة للاتحاد الأوروبي في رؤية قواعد عسكرية تركية وروسية في الأراضي الليبية.
وفي حوار مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، قال بوريل: "لا مصلحة لنا في أن نرى قواعد عسكرية تركية وروسية قبالة سواحل إيطاليا".
واعتبر بوريل أن أزمة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا "تمثل أكبر تحدٍ في السياسة الخارجية الأوروبية".
وأعرب بوريل عن الأمل في أن تتوصل ألمانيا - التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي - إلى "صوغ اتفاق شامل بين الاتحاد وبين تركيا".
وتزايد النفوذ التركي مؤخراً في ليبيا، إثر توقيع أنقرة لاتفاقيات، منها عسكرية، مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج. وقد أرسلت تركيا جنوداً ومرتزقة وأسلحة متنوعة إلى ليبيا لدعم قوات الوفاق. كما سيطرت تركيا على بعض القواعد العسكرية الليبية.
في المقابل، تتهم الولايات المتحدة وبعض الجهات روسيا بإرسال مرتزقة وأسلحة لدعم الجيش الوطني الليبي.
من جهته، يعرب الاتحاد الأوروبي مراراً عن قلقه واستيائه حيال سلوكيات تركيا، ويدعوها لاحترام التزاماتها الدولية.
وكان بوريل قد قال بعد اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأسبوع الماضي: "علاقاتنا مع تركيا تقوضت بسبب التدابير الأحادية التي اتخذتها تركيا والتي تتعارض مع مصالحنا".
ويتهم الأوروبيون تركيا بانتهاك حظر الأمم المتحدة على تسليم أسلحة لليبيا. كما يؤدي ملفا المهاجرين وتنقيب النفط قبالة سواحل قبرص إلى تفاقم التوترات بين الاتحاد الأوروربي وأنقرة.
(العربية نت)