الإيزيدية هي ديانة توحيدية، وغالبية معتنقيها أكراد. ورغم أنهم مشتتون بين عدة دول حول العالم، إلا أن أماكن تركزهم الرئيسية تقع في شمال العراق. واضطر مئات الآلاف منهم إلى الفرار من تنظيم "داعش" الذي ارتكب جرائم إبادة جماعية بحقهم.
يعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وألمانيا، وجورجيا وأرمينيا. ينتمون عرقياً إلى أصلٍ كرديٍ ذي جذور هندوأوروبية مع أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية وسريانية، فأزياؤهم الرجالية قريبة من الزي العربي أما أزياؤهم النسائية فسريانية.
وعلى مر القرون تعرض الإيزيديون للاضطهاد، ليس لأسباب دينية فقط، بل كمجموعة عرقية لارتباط الإيزيدية بالأكراد.
ويعتبر إسلاميون متطرفون أن الإيزيديين "كفار"، ولهذا السبب لايزال بعض الإيزيديين حتى اليوم يخفون هويتهم في مناطقهم الأصلية خوفاً من التعرض لسوء المعاملة.
ونفذ "داعش" الإرهابي جرائم قتل ومقابر جماعية بحق كبار السن والشباب من أبناء المكون الإيزيدي واختطف أكثر من 5 آلاف شخص أغلبهم من الأطفال والنساء والفتيات اللواتي اقتدن سبايا وجاريات على يد لعناصر التنظيم للاستعباد الجنسي والتجارة في أسواق للنخاسة افتتحت داخل سوريا والعراق خلال الأعوام الماضية.
وتعرضت فتيات ونساء المكون الإيزيدي للاغتصاب والتعذيب على يد عناصر "داعش" في الليلة الأولى لاختطافهن، منهن أعمارهن لم تتجاوز السابعة والثامنة، بينهن من استطعن النجاة، وأخريات تم تحريرهن ومازال مصير المئات منهن غير معلوم حتى هذه اللحظة.
وتقدر الأمم المتحدة أن تنظيم "داعش" قتل حوالي 5 آلاف رجل إيزيدي، وخطفوا واستعبدوا 7 آلاف امرأة.
ووفقا لدراسة ألمانية، فإن نحو 80% من النساء الإيزيديات في ألمانيا قلن إنهنّ تعرضن للاغتصاب على أيدي عناصر تنظيم "داع "، المعروف إعلامياً باسم "داعش". ونصفهنّ أصبحن حبالى نتيجة الاغتصاب.
يرى اليزيديون أن شعبهم ودينهم قد وُجدا منذ وجود آدم وحواء على الأرض ويرى باحثون أن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. ويرى بعض الباحثين الإسلاميين وغيرهم أن الديانة اليزيدية هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام،ويرى آخرون أن الديانة هي خليط من عدة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية أو امتداد للديانة الميثرائية. و الشخصيات الأساسية في الديانة اليزيدية هي عدي بن مسافر وطاووس ملك.
وبحسب جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة في ألمانيا، والتي تتخذ من مدينة غوتينغن مقراً لها، فإن نحو 280 ألف شخص من الإيزيديين ما يزالون يعيشون في مخيمات اللاجئين في العراق وسوريا، حيث تم التخلي عنهم وتركهم وحيدين مع تجاربهم المؤلمة، على حد تعبير الدراسة.
فيما أعلن مكتب إنقاذ المخطوفين الإيزيديين في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، إحصائية جديدة لحصيلة هجوم تنظيم "داعش" الإرهابي بالتزامن مع الذكرى السنوية السادسة للإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بحق الإيزيديين في جبل شنكال/ سنجار وسهل نينوى في آب عام 2014.
وأوضح المكتب "أن عدد الإيزيديين في العراق كان يبلغ نحو 550,000 نسمة، فيما بلغ عدد النازحين جراء هجوم "داعش" نحو 360,000 نازح"، بينما يقدر عدد الذين هاجروا إلى خارج البلد بأكثر من ماءة ألف شخص، مضيفاً أن "عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في الأيام الأولى من جريمة الإبادة بلغ 1293 شخصاً كنتيجة لجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بحق الإيزيديين في الثالث من شهر أغسطس من عام 2014.
وأفاد مدير مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين في دهوك حسين القائيدي لموقع ايزدينا أن عدد المختطفين بلغ 6417 شخصاً، منهم 3548 من الإناث و2869 من الذكور، فيما بلغت أعداد الناجيات والناجين من قبضة تنظيم "داعش" 3530 شخصاً، منهم 1199 من النساء و339 من الرجال و1041 طفلة، و951 طفل.
وأوضح القائيدي أن أعدد المختطفين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً يبلغ 2887، منهم 1308 من الإناث، و1579 من الذكور، لافتاً إلى أن مكتب إنقاذ المخطوفين الإيزيديين في مدينة دهوك مستمر لتحرير بقية المختطفين مطالباً بالتعاون من قبل دول التحالف الدولي وحكومة العراق للكشف عن مصير المفقودين.
وبلغ عدد المقابر الجماعية المكتشفة في شنگال/ سنجار 83 مقبرة جماعية حتى الآن، إضافة إلى العشرات من مواقع المقابر الفردية، كما تم تدمير 58 مزار ومعبد ومرقد ديني إيزيدي من قبل "داعش"، بحسب الإحصائية الجديدة للمكتب، فيما بلغ عدد الأيتام الذين أفرزتهم جريمة الإبادة الجماعية 2745 يتيم ويتيمة.
ولفت مكتب إنقاذ المخطوفين الإيزيديين أن هذه الإحصائيات معتمدة لدى الأمم المتحدة وهي لا تشمل الخسائر المادية في الأملاك والأراضي والثروة الحيوانية والزراعية والسيارات والمعامل .....الخ.