استهداف ميليشيات الحرس الثوري بدير الزور.. الوجود الايراني في سوريا الى أين؟
بات الوجود الايراني في سوريا غير مرغوب فيه من قبل
القوى المحلية او من التحالف الدولي ودول الجوار السوري، في ظل مخططات ايران لابقاء
على طرق «طهران-بغداد- البحر المتوسط» وهو ما تعتبرهالقوى المحلية السورية وبعض القوى
الاقليمية والدولية يشكل تهدديا لامن واستقرا المنطقة.
وذكرت تقارير سورية معارضة أن مواقع الميليشيات الطائفية
التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا، تعرضت لقصف شديد، لافته الى أن مواقع الميليشيات
في دير الزور شهدت غارات من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت شبكة "فرات بوست" إن طيران يُعتقد
أنه تابع للتحالف الدولي قصف مواقع الميليشيات الإيرانية بريف دير الزور، دون معرفة
حجم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها الميليشيات المدعومة من إيران.
وأشارت مصادر الموقع ذاته إلى أنّ القصف استهدف موقعين
أحدهما لـ"الحرس الثوري" الإيراني في شاطئ مدينة القورية، ونقطة لميليشيا
"لواء فاطميون" الأفغاني قرب قلعة الرحبة في محيط مدينة الميادين.
وبلغت خسائر الميليشيات مقتل عنصرين من الجنسية الأفغانية
وإسعاف 4 آخرين لمستشفى ميداني في مدينة الميادين، وتدمير آلية عسكرية، ما أدى إلى
حدوث انفجارات ضخمة وتصاعد ألسنة اللهب، وفق ما أوردته الشبكة.
وسبق أن كشفت الشبكة عن استقدام ميليشيات إيران تعزيزات
إلى مناطق تواجد قواتها في البوكمال وريفها، ووصل قرابة 100 من عناصر الميليشيا مع
أسلحتهم وآلياتهم إلى المنطقة واستقر قسم منهم في أحد المنازل الكبيرة في حي الهجانة
قرب "مشفى بدر" الذي يتخذه "حزب الله" العراقي مقراً له.
هذا وتتمركز في مدينة البوكمال ومحيطها عدة مليشيات
أجنبية ومحلية تتلقى الدعم المادي والعسكري من إيران عبر الحدود العراقية السورية،
وأبرزها مليشيات "فاطميون" و"حزب الله" العراقي، وسيطرت تلك المليشيات
على المدينة في نوفمبر عام 2017 بعد عمليات عسكرية عنيفة مدعومة بالطيران الحربي الروسي
ضد تنظيم "داعش".
والسبت الماضي ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان،
ان مجهولين اغتالو “عدنان عباس السعود” الملقب
بـ"أبو العباس"(35 عاماً) ، قائد مايسمى لواء “العباس” التابع لـ”لحرس الثوري”
الإيراني بمدينة الميادين تعرض لمحاولة اغتيال في البادية السورية.
لواء أبو العباس ميليشيا شكلها الحرسي الثوري الإيراني
كلها من أبناء مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.
ولدى إيران مخطط لتغيير هوية قبائل دير الزور العربية،
لتأمين طرق "طهران- بغداد- البحر المتوسط"؛ حيث تقع دير الزور على الحدود
العراقية، وتُشرف على معبر «\"البوكمال/القائم"، والذي تسيطر عليه ميليشيات
الحشد الشعبي من الجانب العراقي، وميليشيات شيعية وقوات الحرس الثوري من الجانب السوري،
فيما تُشكل محافظة دير الزور أهمية استراتيجية في المخطط الإيراني في المنطقة، وبقاء
توسعه ونفوذها في العراق وسوريا ولبنان.
وعمدت إيران منذ طرد تنظيم "داعش" الإرهابي،
من "دير الزور" في 2017، إلى استمالة السوريين من خلال مشاريع خدمية وتعليمية،
وأخرى صحية من افتتاح عيادات ومشافي ميدانية صغيرة لجنودها وعناصر ميليشياتها، مع السماح
للمدنيين بارتيادها مجانًا.
الوجود الايراني إلى أين؟
وخلصت دراسة
للباحث بعنوان زياد عواد"إيران في دير الزور: الاستراتيجية والتمدّد وفرص
التغلغل" إلى أن إيران تعتمد في سياساتها المحلية في محافظة دير الزور، على جملةٍ
من أدوات وأساليب عسكرية متكاملة، تطبّقها عبر الميليشيات التابعة لحرسها الثوري. توفّر
هذه الميليشيات الحماية اللازمة لأنشطة إيران المدنية الخيرية، التي تهدف إلى منح دورها
وأدواتها العسكريَّين ما يفتقران إليه من شرعيّة.
وأوضحت الدراسة أن إيران تستغلّ في تلك السياسات
ضعف النظام في استمالة مسؤولين محليين كبار، فتعمل على تسخيرهم في خدمتها، وعلى استمالة
فاعلين محليين ونخبٍ إلى شبكاتها المتنوّعة، التي تستوعب أيضاً أشخاصاً طامحين أقلّ
أهمية، سعياً منها إلى تحقيق وصولٍ أوسع وأعمق إلى المجتمعات المحلية. كذلك تستغلّ
إنهاك هذه المجتمعات واستنزاف طاقتها، في توسيع مجالات حضورها العام في مختلف الجوانب،
ولا سيما الديني منها، حيث أطلقت دعوات تشيٍّع بدأت تحصد بعض التقدّم.
وقالت :"لكن كل هذا النفاذ السهل في عمق السلطة
ونسيج المجتمعات، لن يغيّر وجه هذه الأخيرة، إذ تبرز عوائق جذرية أمام الدور الإيراني،
تحدّ من نفوذه: التباين المذهبي الذي يتغذّى على حالة احتقان طائفي سنّية - شيعية مزمنة؛
والتدخّل الإسرائيلي المدعوم من القوات الأمريكية من مواقع انتشارها شرق الفرات؛ وعرقلة
القوات الروسية لهذا الدور ولو قليلاً؛ وأخيراً العقوبات الأمريكية التي بدأت تترك
بعض التأثيرات المباشرة على القدرات الإيرانية في دير الزور".
وأوضحت أن التغلغل من الأعلى في حلقات الحكم العليا
في دمشق، والاختراق الذي تحقّق في نسيج المجتمعات السورية، والانتشار العسكري الواسع
على الأرض، يهيّئ لإيران فرصة البقاء الطويل في سوريا، ودير الزور ضمناً، خصوصاً لما
تشكّله هذه الأخيرة من أهميةٍ استراتيجيةٍ لإيران، بقاء لن تجتثّه إلا تغييرات جذرية،
سواء أكانت سياسيةً مع تغيير النظام في دمشق، أم عسكريةً تقتلع التوطّن الإيراني على
الأرض.