الأمم المتحدة تحذر.. أطفال اليمن يموتون جوعًا على يد الحوثيين
الثلاثاء 27/أكتوبر/2020 - 12:45 م
طباعة
أميرة الشريف
تفاقمت المجاعة في اليمن، وبات الموت جوعاً يهدد ملايين الأطفال وعجزت الأطراف المحلية المُتقاتِلة إضافة إلى "التحالف" في ظل استمرار الحرب والحصار، عن القيام بالواجب القانوني والأخلاقي لإنقاذ 12 مليون طفل من شبح الجوع، حيث حذرت الأمم المتحدة ، اليوم الثلاثاء، من أنّ معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة وصلت إلى أعلى معدل على الإطلاق في مناطق من اليمن، بينما يهدد نقص التمويل برامج الإغاثة في البلاد.
وأعلن بيان مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة أنه تم تسجيل أكثر من نصف مليون حالة من سوء التغذية الحاد في جنوب البلاد.
أما في شمال البلاد، فأوضح البيان أنه ما زال يجري تحليل النتائج، مضيفاً أنه "من المتوقع أن يكون (الوضع) مقلقاً بنفس القدر".
وأشار البيان إلى زيادة قدرها 10% في حالات سوء التغذية الحاد في 133 مديرية جنوب البلاد.
وبحسب الأمم المتحدة فإن "أكبر زيادة هي في حالات الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مع زيادة قدرها 15.5% في 2020".
وتابع: "هذا يترك 98 ألف طفل على الأقل دون سن الخامسة معرضين لخطر الموت دون علاج عاجل لسوء التغذية الحاد الوخيم".
ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبدربه منصور هادي، المدعومة من تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، كما يشهد انهياراً في قطاعه الصحي، فيما يعيش أكثر من 3.3 مليون نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.
ونقل البيان عن منسقة الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في اليمن، ليز غراندي، قولها إن "البيانات التي ننشرها اليوم تؤكد أن سوء التغذية الحاد بين الأطفال وصل إلى أعلى المعدلات التي شهدناها منذ بدء الحرب".
وفي نهاية سبتمبر الماضي، ذكرت الأمم المتحدة أنّ نقص التمويل أدى إلى تقليص 15 من أصل 41 برنامجا إنسانياً رئيسياً، بالإضافة إلى تقليل توزيع المواد الغذائية وقطع الخدمات الصحية في أكثر من 300 مرفق صحي.
وجمعت الأمم المتحدة من المانحين هذا العام 1.43 مليار دولار من أصل 3.2 مليار دولار يحتاجها البلد الفقير.
وحسب الخريطة الجغرافية لشبح المجاعة التي تفتك باليمن، يتضح أنها تمتد في كل المناطق سواء التي تقع تحت سيطرة "الحوثيين" كالحديدة والمحويت أو تلك التي تخضع لسلطة "التحالف" في لحج والضالع وأبين، وبات ما يقارب "18 مليون طفل على امتداد البلاد لايعرفون متى ستأتيهم وجباتهم التالية" حسب التقارير الدولية.
وكشف مراقبون أن "طفلاً واحداً يموت كل عشر دقائق في اليمن"، مشيرين إلى أن "80% من الأطفال في اليمن يعيشون حالة تقزّم وفقر الدم بسبب سوء التغذية" وربط الحاضري بين حالة الأمهات أثناء الحمل وهن في مجاعة ومصير أطفالهن، وأوضح أن "مليون ومئتي ألف امرأة في سن الإنجاب أو البعض منهن حامل أو قد أنجبن، مصابات بسوء التغذية، الأمر الذي يهدد حياة الأطفال".
و بات وضع أطفال اليمن في ظل الحرب، الملايين ينتظرون الموت، بعد تعطّل موارد البلد الرئيسية وخصوصاً منها قطاع النفط الذي يشكّل 70% من موازنة الدولة، بعد أن منع "التحالف" التصدير منذ بدء الحرب عام 2015، في اليمن، فضلاً عن تعطيله للموانئ والمطارات والمنافذ البرية، إضافة إلى إلحاقه الضرر بقطاعي الزراعة والاصطياد البحري.