في ظل تصعيد أردوغان لإشعال نيران الصراع في كراباخ... مساعي روسية لاحتواء تركيا لحل الأزمة
الجمعة 30/أكتوبر/2020 - 01:47 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
الملفات العالقة بين موسكو وأنقرة تزداد يومًا بعد آخر، ونقاط الخلاف تمتد من أدلب السورية مرورًا بالأزمة الليبية وصولاً إلى جبهة كراباخ المشتعلة، ويرجع التوتر بين موسكو وأنقرة بشكل رئيسي لاستخدام تركيا للإرهابيين وإخلالها باتفاقياتها الأمر الذي يؤرق موسكو ويعمق من الخلاف.
ووسط حشد من أنصاره كثف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومه على روسيا واتهم موسكو أنها لا تريد سلامًا دائمًا في سوريا، في حين أن روسيا تسعى دائمًا لتخفيف التوتر في سوريا من خلال اتفاقيات مع تركيا تتعلق بنشر القوات وتحديد خطوط التماس، لكن سرعان مع تشهد الاتفاقيات خروقات من قبل التنظيمات الإرهابية التي تحركها تركيا.
بيد أن تصريحات أردوغان الأخيرة جاءت ردًا على ضربات روسية استهدفت معسكرًا لفيلق الشام المدعوم من تركيا، وجاء الموقف التركي في مجمله في أعقاب اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان، أعرب بوتين من خلاله عن قلقه إزاء عناصر إرهابية في نزاع كراباخ واستمرار عمليات القتال.
وفي ظل رغبة روسيا في إرساء الاستقرار في منطقة القوقاز الاستراتيجية، أكد الرئيس الروسي، على ضرورة حل الخلاف بين أرمينيا وأذربيجان بالتفاوض في إطار مجموعة "مينسك" وبمشاركة تركيا.
وأوضح بوتين في تصريح للصحفيين أمس الخميس 29 أكتوبر، نقلته وكالة انباء الأناضول، أن النزاعات في إقليم "قره باغ" بدأت بقضايا عرقية، مشيرا أن الاتحاد السوفييتي لم يتخذ قرارا فعالا لضمان سلامة الشعب.
وأضاف أن أرمينيا اتخذت خطوات أحادية بأخذ السلاح، مشيراً إلى أن أذربيجان ترى بأنه لا علاقة لأرمينيا بالمناطق السبع في إقليم قره باغ.
وقال بوتين: "نهجنا منح أذربيجان المناطق 5+2 مع إقامة نظام معين في إقليم قره باغ. ومن أجل حل طويل الأمد يجب تحقيق توازن في المصالح يناسب كلا من أذربيجان وأرمينيا".
وأشار إلى ضرورة وقف النزاعات والتسوية عبر المفاوضات لحل الأزمة، مضيفا: "يجب حل الخلاف بين أرمينيا وأذربيجان بالتفاوض في إطار مجموعة مينسك وبمشاركة تركيا، أعتقد أنه يمكن تحقيق ذلك".
لكن عمليات خرق الهدنة المتوالية والدفع بالمرتزقة تهدد أمن المنطقة كما تهدد المساعي الروسية في تسوية الأزمة، وهو ما ينسحب على الأزمة في ليبيا أيضًا، حيث دائمًا ما تعرقل تركيا مساعي الحل هناك وتستمر في الدفع بالمرتزقة والتشكيك في اتفاقيات وقف إطلاق النار التي تسعى لها القوى الدولية ومن ضمنها روسيا.
وميدانيًا، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين المقاتلين الأرمن، والجيش الأذربيجاني، في إقليم ناجورنو كاراباخ، أمس الخميس، رغم إعلان الجانبين عن هدنة إنسانية ثلاث مرات خلال شهر أكتوبر الجاري، بوساطة روسية، وأمريكية، فيما أعلنت باكو أنها سلمت يريفان 30 جثة لجنود وضباط من الجيش الأرمني، إضافة إلى جثتين لمدنيين، مشيرة إلى أن ذلك تم بوساطة روسية.
وأكدت سلطات إقليم ناجورنو كاراباخ، أمس الخميس، سقوط 47 قتيلاً آخرين رفع إجمالي عدد القتلى في صفوف قواتها إلى 1166 منذ اندلاع المعارك مع القوات الأذربيجانية في 27 سبتمبر.