محاولة اغتيال قائد بالحرس الثوري في الميادين.. تصاعد وتيرة استهداف رجال ايران في سوريا
تصاعدت
عمليات الفوضى والاغتيالات في محافظة دير الزور
السورية على القريبة من الحدود العرقية، في مؤشر على عودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي
بعد مرحلة كمون استراتيجيا بما يخدم مصالح تركيا ورجب طيب أردوغان في سوريا .
وذكر
المرصد السوري لحقوق الإنسان ان “مسؤول الانتساب” لقوات الحرس الثوري الإيراني في مدينة
الميادين شرقي دير الزور، تعرض لمحاولة اغتيال، من خلال قيام مجهولين بزرع عبوة ناسفة
أسفل سيارته.
ووفقا
لمصادر المرصد السوري، انفجرت العبوة الناسفة لحظة نزول المسؤول من سيارته إلى مقره
الواقع قرب “الساقية” في مدينة الميادين، ما تسبب بإصابته بجروح طفيفة.
وفي
24 اكتوبرالماضي، تعرض “عدنان عباس السعود” الملقب بـ"أبو العباس"(35 عاماً)
، قائد مايسمى لواء “العباس” التابع لـ”لحرس الثوري” الإيراني بمدينة الميادين تعرض
لمحاولة اغتيال في البادية السورية.
وينحدر
عدنان السعود من مدينة الميادين، وكان يعمل كبائع خضار، ولدى دخول الميليشيات الإيرانية
إلى المنطقة، أصبح من أصحاب رؤوس الأموال، وبات يشتري الأراضي لصالح إيران، ولديه مشاريع
ومزارع ضخمة في المنطقة، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورصد
المرصد السوري لحقوق الإنسان، نجاة “رئيس مجلس عشائر البوكمال” وهو أحد وجهاء عشيرة
الشيعطات، من محاولة اغتيال، عبر استهداف سيارة كان يستقلها في قرية الصبحة بريف دير
الزور الشرقي، على صعيد متصل وثق المرصد السوري مقتل رجلين اثنين جراء إطلاق الرصاص
عليهما، من قبل مسلحين مجهولين في قرية جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي.
وأوضح
المرصد ان حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس من العام 2019، وحتى
نهاية اكتوبر 2020 بلغت 869 قتيلا من قوات الجيش السوري والمسلحين الموالين لها من
جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم اثنين من الروس على الأقل، بالإضافة لـ140 من المليشيات
الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم
“داعش” في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء.
وفقا
لناشطين سوريين معارضين للنظام، تسيطر إيران ووكلاؤها حاليا على سبع بلدات على الأقل
على الجانب الشرقي من نهر الفرات الممتد جنوب مدينة دير الزور، من الميادين إلى البوكمال.
ويشمل ذلك سلطة عسكرية كاملة وإدارة تنفيذية يمارسها ما يقرب من 4500 عنصر مسلّح، بعضهم
من “الحرس الثوري” الإيراني والبعض الآخر من ميليشيات شيعية مثل “لواء الباقر”، و
“كتيبة الفاطميون”، و “الحشد الشعبي”، ومختلف الجماعات التي تطلق على نفسها “حزب الله
السوري”.
وخلصت
دراسة للباحث بعنوان زياد عواد"إيران
في دير الزور: الاستراتيجية والتمدّد وفرص التغلغل" إلى أن إيران تعتمد في سياساتها
المحلية في محافظة دير الزور، على جملةٍ من أدوات وأساليب عسكرية متكاملة، تطبّقها
عبر الميليشيات التابعة لحرسها الثوري. توفّر هذه الميليشيات الحماية اللازمة لأنشطة
إيران المدنية الخيرية، التي تهدف إلى منح دورها وأدواتها العسكريَّين ما يفتقران إليه
من شرعيّة.
وأوضحت
الدراسة أن إيران تستغلّ في تلك السياسات ضعف النظام في استمالة مسؤولين محليين كبار،
فتعمل على تسخيرهم في خدمتها، وعلى استمالة فاعلين محليين ونخبٍ إلى شبكاتها المتنوّعة،
التي تستوعب أيضاً أشخاصاً طامحين أقلّ أهمية، سعياً منها إلى تحقيق وصولٍ أوسع وأعمق
إلى المجتمعات المحلية. كذلك تستغلّ إنهاك هذه المجتمعات واستنزاف طاقتها، في توسيع
مجالات حضورها العام في مختلف الجوانب، ولا سيما الديني منها، حيث أطلقت دعوات تشيٍّع
بدأت تحصد بعض التقدّم.
وقالت :"لكن كل هذا النفاذ السهل في عمق السلطة ونسيج المجتمعات، لن يغيّر وجه هذه الأخيرة، إذ تبرز عوائق جذرية أمام الدور الإيراني، تحدّ من نفوذه: التباين المذهبي الذي يتغذّى على حالة احتقان طائفي سنّية - شيعية مزمنة؛ والتدخّل الإسرائيلي المدعوم من القوات الأمريكية من مواقع انتشارها شرق الفرات؛ وعرقلة القوات الروسية لهذا الدور ولو قليلاً؛ وأخيراً العقوبات الأمريكية التي بدأت تترك بعض التأثيرات المباشرة على القدرات الإيرانية في دير الزور".
وأوضحت
أن التغلغل من الأعلى في حلقات الحكم العليا في دمشق، والاختراق الذي تحقّق في نسيج
المجتمعات السورية، والانتشار العسكري الواسع على الأرض، يهيّئ لإيران فرصة البقاء
الطويل في سوريا، ودير الزور ضمناً، خصوصاً لما تشكّله هذه الأخيرة من أهميةٍ استراتيجيةٍ
لإيران، بقاء لن تجتثّه إلا تغييرات جذرية، سواء أكانت سياسيةً مع تغيير النظام في
دمشق، أم عسكريةً تقتلع التوطّن الإيراني على الأرض.