تركيا تواصل استفزازاتها وتفاقم التوتر بتوسيع أنشطة التنقيب في مياه شرق المتوسط
الإثنين 02/نوفمبر/2020 - 01:25 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
مازالت تركيا تُمعن في استفزاز جيرانها، وخاصة اليونان وقبرص مستخدمة سفن التنقيب عن النفط والغاز كورقة ابتزاز رئيسية، الأمر الذي عُد بمثابة فصل جديد من فصول التصعيد التركي تجاه اليونان، رغم التضامن اليوناني الأخيرة مع أنقرة عقب الزلزال الذي ضرب مدينة أزميل قبل يومين.
وتمثل التصعيد التركي في إعلان البحرية التركية في رسالة عبر نظام الإنذارات البحري "نافتيكس" أن سفينة الرصد الزلزالي "عروج ريس" ستواصل مهمّتها حتى 14 نوفمبر الجاري.
وأثار الإعلان استياء اليونان واستفزازها في الوقت ذاته، وحثت اليونان بدورها تركيا على وقف تحركاتها وإلغاء الإخطار البحري.
وقال وزير الخارجية اليوناني اليوناني نيكوس دندياس إن بلاده تدين السلوك التركي ووصفه بالمستهتر وغير القانوني، مشيرًا إلى أن أثينا تعد احتجاجًا رسميًا تجاه تلك التحركات وستقدمه لشركائها في الاتحاد الأوروبي وحلفائها.
ذلك لأن المنطقة التي يغطيها الإنذار البحري التركي تقع داخل الجرف القاري اليوناني، وتقع على بعد كيلو مترات من جزر تابعة لأثينا وفق التصريحات اليونانية.
يشار إلى أن رئيس الوزراء اليوناني، اتصل في لافتة إنسانية نادرة، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة للتعزية في ضحايا زلزال بحر إيجة والذي أوقع قتلى في مدينة إزمير التركية وإحدى الجزر اليونانية.
ورغم التضامن اليوناني مع تركيا، إلا أن أنقرة مازالت ماضية في أطماعها في الثروات النفطية شرقي المتوسط، بل وتمارس تصعيد غير مبرر ضد أثينا التي اعتبرت أن إرسال أنقرة لسفينة التنقيب تهديد مباشر للسلام والأمن في المنطقة، الأمر الذي يعيد للواجهة التهديدات الأوروبية لفرض عقوبات على أنقرة في حال عدم احترامها لسيادة دول الاتحاد.
وذكرت صحيفة "لاتريبيون" الفرنسية أن تركيا تلعب بورقة "الاستفزاز" مرة أخرى في خلافها مع اليونان، على الرغم من الإجماع الدولي على أن أنشطة السفينة التركية في شرق المتوسط "غير قانونية".
وقالت الصحيفة في تقريرها إن إصرار تركيا على تمديد أعمال السفينة في المتوسط، يزيد التوترات مع اليونان، وهو ما أدى إلى تصاعد الخلاف في الأشهر الأخيرة.
في المقابل، هاجمت وزارة الخارجية التركية، احتجاج اليونان على إعلان أنقرة الإخطار الملاحي الجديد «نافتكس»، في شرق البحر المتوسط.
وقال المتحدث باسم وزير الخارجية التركي، حامي أكسوي، لليونان إن "مساعيكم عقيمة ولا جدوى منها"، وأشار إلى دعوة أنقرة لحوار مثمر دون أي شروط مسبقة مع أثينا.
وزعم أكسوي أن ما تقوم به اليونان ما هو إلا جهد لا طائل من ورائه، قائلًا "تواصل بلادنا أنشطتها في المنطقة في إطار الحقوق التي يكفلها القانون الدولي»، حسبما أفاد موقع "يني عقد" التركي.
وعلى الرغم من تأكيده أن تركيا على كامل استعدادها للحوار البناء وحل المشاكل مع اليونان، إلا أنه قال "مستمرون في حماية الحقوق والمصالح لبلدنا ولجمهورية شمال قبرص التركية".
وكانت سفينة المسح السيزمي التركية "عروج ريس" استأنفت أنشطتها في منطقة متنازع عليها قرب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية قبالة الساحل التركي، في 12 أكتوبر، بعدما أعلنت أنقرة عودتها إلى المنطقة بعد أن كانت سحبتها في 13 سبتمبر الماضي "لإفساح المجال أمام الدبلوماسية".