تفاؤل أممي بانفراج الأزمة يرافق تفاهمات الفرقاء الليبيين في محادثات غدامس
الثلاثاء 03/نوفمبر/2020 - 12:53 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
بوادر انفراج الأزمة الليبية يلوح في الأفق، فلأول مرة تعقد اللجنة العسكرية المشتركة الليبية اجتماعها داخل البلاد في مدينة غدامس جنوب غربي طرابلس بين 2- 4 نوفمبر، وبحسب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا فإن المشاركين في الاجتماع سيبحثون أليات تنفيذ وقف إطلاق النار الدائم، فضلاً عن مناقشة مسألة لجان فرعية بالإضافة إلى آليات المراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، في مؤتمر صحفي عقدته عقب انتهاء اليوم الأول من أعمال اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) الإثنين، إن المحادثات العسكرية الليبية بمدينة غدامس حققت "توافقا كبيرا"، معتبرة أن لجنة "5+5″ باتت تُعرف فعليًا بـ"لجنة العشرة".
وأضافت ويليامز، حصل توافق كبير في الاجتماع والآن لم تصبح اللجنة معروفة (باسم) 5+5، لكن فعليا وعمليا «لجنة العشرة»، وهي لجنة ليبية محضة"، لبحث آليات تنفيذ الوقف الدائم لإطلاق النار.
وتابعت:" أدعو السياسيين الذاهبين إلى تونس للمشاركة في ملتقى الحوار المباشر إلى التحلي بشجاعة وتوافق لجنة الضباط العشرة، وهذا ما نترقبه نحن من الحوار السياسي في تونس".
وأضافت ستيفاني ويليامز، أنها ستعلن بعد انتهاء اليوم الثاني لاجتماع اللجنة، الثلاثاء، تفاصيل ما توصلت إليه.
بدوره اعتبر محمد المصباحي، رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، أن اجتماع غدامس هو "نقلة نوعية للحوار من الواقع النظري للواقع التنفيذي من تشكيل اللجان والبدء الفعلي في هذا العمل"، وأضاف المصباحي في تصريح له أن "هناك واقع نظري يبحث في المسار العسكري وهناك واقع عملي يصطدم بمطالب الاحتلال التي تمارسه قطر وتركيا وتوقيع الاتفاقيات الآن بما يعني عرقلة الجهود التي ستقدمها القوات المسلحة".
وتابع المصباحي أن "ستيفاني ويليامز قامت هذه المرة في موضع المسار العسكري بخطوات تستحق عليها التحية والتقدير" مردفًا أن "الجهد والتقديم في شعاراتهم بمشاركة البعثة الأممية لليبيين على أرضهم لم يكن هناك طعون في الحيثيات والأشخاص الذين حضروا، وسمتهم مؤسساتهم سواء كانت المؤسسة العسكرية المنبثقة عن البرلمان الليبي وهي القوات المسلحة العربية الليبية، أو القوات التي في الطرف الآخر التي سماها المجلس الرئاسي برئاسة فايز السراج".
وأوضح أن "هذه المجموعات عندما تلتقي اليوم في ليبيا، توجه رسالة أن الإرهاب الآن والجماعات المسلحة والمرتزقة القادمين من الخارج سيواجهون الليبيين والقوات المسلحة العربية الليبية سواء".
وأوضح المصباحي إننا "طالبنا أكثر من مرة بضرورة خروج المستعمر والمرتزقة وتجميع السلاح وحصره في القوات المسلحة والشرطة، وذلك لضمان تحقيق استقرار حقيقي في ليبيا".
وأضاف المصباحي أن "هذا ما حدث الآن في الخطوات الرائعة التي نراها الآن في لجنة (5+5) التي تعقد الآن اجتماعها الخامس على أرض ليبية"، لافتًا إلى أن ذلك الأمر أكد لنا "أن البعثة الأممية هي فعلا بعثة للدعم والمساندة".
واستبق هذا الاجتماع محادثات الحوار السياسي التي دعت الأمم المتحدة 75 شخصية ليبية للمشاركة فيها ابتداءً من 9 نوفمبر، والتي ستعقد في العاصمة التونسية بهدف التباحث حول تشكيل سلطة موحدة وتوافقية تتولى الفترة الانتقالية إلى حين إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وفي هذا السياق اتفق رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج مع مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا على أن ملتقى الحوار السياسي فرصة تاريخية لكي يقرر الليبيون التحرك نحو حل سياسي بعيدًا عن أي تدخل خارجي.
وبناء على ذلك شدد الطرفان على أن يشمل الحل السياسي كل اللبيين، وتأتي هذه التصريحات عقب إعلان السراج عدوله عن الاستقالة من منصبة نهاية اكتوبر الماضي مثلما كان مقررًا بذريعة توالي الدعوات المنادية ببقائة لفترة مؤقتة.