باشاغا يتعهد بإيجاد حل لمعضلة الميليشيات في ليبيا/موسكـو: إرهابيـون أيـديهـم مغطـاة بالدمـاء ينقلـون إلـى كارابـاخ/المجتمع الدولي يدشن معركة إحباط أطماع أردوغان في ليبيا
باشاغا يتعهد بإيجاد حل لمعضلة الميليشيات في ليبيا
مصر تطالب بوقف تنقل المقاتلين من سوريا إلى مناطق أخرى
توافق ليبي في غدامس على عودة القوات إلى مقراتها وسحب المرتزقة
أعلنت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، انتهاء اجتماعات غدامس بين وفدي اللجنة العسكرية من الجيش الليبي وحكومة الوفاق، بتوافق كلّي على بنود تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وعودة كافة القوات إلى معسكراتها فيما شهدت مدينة ترهونة «غرب»،أمس الأربعاء، مواجهات مسلحة بين ميليشيات موالية لحكومة فايز السراج أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وتوقف الامتحانات،في حين وصل وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، أمس، إلى العاصمة المصرية القاهرة للتباحث حول مستجدات الملف الليبي.
وأكدت وليامز أن اجتماع اللجنة العسكرية في غدامس أنجز كل أعماله، مشيرة إلى أن المشاركين في اجتماع لجنة العشرة اتفقوا على العودة الفورية للرحلات الجوية إلى مدينتي سبها وغدامس.
وأوضحت البعثة، في بيان متأخر مساء أمس الأول الثلاثاء، أن الطرفين اتفقا على تشكيل لجنة عسكرية فرعية للإشراف على عودة كافة قوات الطرفين إلى مقراتها، وسحب القوات الأجنبية من خطوط التماس، وعلى اختيار مدينة سرت مقراً للجنة «5+5»، وسرت وهون مقراً للجنة العسكرية الفرعية للترتيبات الأمنية، كما طالبت مجلس الأمن بالتعجيل لإصدار قرار ملزم لتنفيذ بنود اتفاق جنيف الموقع في تاريخ 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
أول اجتماع للجنة في سرت
كما أضافت أنه تم الاتفاق كذلك على عقد أول اجتماع للجنة الفرعية في مجمع قاعات واغادوغو في سرت خلال هذا الشهر، واتفقت على أن يكون هذا المجمع هو مقرها الرئيسي، إضافة إلى تحديد موعد 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري لعقد اجتماع في منطقة البريقة لمناقشة توحيد جهاز حرس المنشآت النفطية، إلى جانب إنشاء فرق هندسة عسكرية مشتركة لنزع الألغام بالتعاون مع خبراء أمميين، والاستئناف الفوري للرحلات الجوية باتجاه مدينتي غدامس وسبها، إلى جانب مطالبة اللجنة العسكرية المشتركة مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار ملزم لتنفيذ كامل بنود تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت وليامز أن اللجنة العسكرية اتفقت على العمل على «تشكيل لجنة لمكافحة خطاب الكراهية تحمل الطابع المدني».
توقف امتحانات الثانوية
من جهة أخرى، شهدت مدينة ترهونة «غرب»،أمس الأربعاء، مواجهات مسلحة بين ميليشيات موالية لحكومة فايز السراج أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وتوقف امتحانات الثانوية.
واشتدت الاشتباكات بين ميليشيات «الردع» وميليشيات «النعاجي»، التابعتين لحكومة السراج، بسبب أوامر قبض ضد قيادات الأخيرة، بمدينة ترهونة،أمس الأول الثلاثاء.
وأرسلت ميليشيات طرابلس عدداً من السيارات المسلحة لتنفيذ أمر القبض ما أسفر عن اشتباكات بين الميليشيات، قتل على إثرها يوسف محمد الرطب غويلة المُلقب ب «زكريا زيكو» أحد أفراد ميليشيات الردع، كما ألقي القبض على وسيم النعاجي آمر ميليشيات النعاعجة.
باشاغا يبحث في القاهرة مكافحة الإرهاب
إلى ذلك وصل وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، أمس، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للتباحث حول مستجدات الملف الليبي.
أشارت مصادر دبلوماسية مصرية، فضلت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن «باشاغا يسعى لمد جسور ثقة مع القاهرة بوساطات دولية، تمهيداً لطرح نفسه رئيساً للوزراء في الحكومة المقبلة خلفاً لحكومة السراج».
فيما أكدت مصادر مقربة من اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبي، أن«القضايا المطروحة للنقاش في اللقاء أبرزها سبل مكافحة الإرهاب، وتفكيك الميليشيات المسلحة وإمكانية إعادة دمج عناصرها في المؤسسات العسكرية والأمنية والشرطية،إضافة إلى إخراج المرتزقة الأجانب»
موسكـو: إرهابيـون أيـديهـم مغطـاة بالدمـاء ينقلـون إلـى كارابـاخ
أكدت الخارجية الروسية، أمس الخميس، تلقيها معلومات عن نقل مسلحين متشددين من الشرق الأوسط إلى منطقة الصراع الأرميني-الأذربيجاني في إقليم ناجورنو كاراباخ، فيما اتهمت أرمينيا أذربيجان بمهاجمة مناطق مدنية في خطوة صوب بلدة شوشي الرئيسية داخل الإقليم المتنازع عليه.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أثناء موجز صحفي: «حسب المعلومات الواردة، يجري الآن نقل عناصر للتنظيمات الإرهابية الدولية من الشرق الأوسط، وأيديهم مغطاة بالدماء، إلى منطقة نزاع كاراباخ، والحديث يدور عن مرتزقة متطرفين ينتهجون الإيديولوجية المتطرفة». وأكدت الدبلوماسية الروسية أن هذه التطورات تثير بالغ القلق لدى موسكو، محذرة من أن ذلك يهدد في المستقبل بظهور جيب إرهابي في جنوب القوقاز. ودعت زاخاروفا طرفي نزاع كاراباخ إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتفادي استهداف المدنيين، ومنع تدخل أي قوى خارجية في الصراع، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة في سبيل ضمان وقف إطلاق النار وخفض التصعيد واستئناف مفاوضات السلام؛ بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع بناء على المبادئ الأساسية.
من جهة أخرى، اتهمت أرمينيا جارتها أذربيجان، أمس، بمهاجمة مناطق مدنية في خطوة صوب بلدة شوشي الرئيسية التي تسيطر عليها أرمينيا في منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها. ودخلت أرمينيا وأذربيجان في قتال كثيف لأكثر من شهر، فيما تقدم الجيش الأذربيجاني صوب المنطقة المتنازع عليها التي تسيطر عليها أرمينيا. وكانت المنطقة خاضعة لسيطرة القوات الأرمينية لأكثر من ربع قرن، ولكن تعتبرها الأمم المتحدة جزءاً من أذربيجان. وذكرت وكالة الأنباء الأرمينية (أرمنبريس)، في تقرير، أن القوات الأذربيجانية «استأنفت مهاجمة البلدات والمدن في الفجر، واستهدفت المدنيين والبنية التحتية المدنية». وجاء في التقرير: «تعرضت بلدتا مارتوني وشوشي لقصف أذربيجاني كثيف». ووصفت أرمينيا شوشي بأنها نقطة استراتيجية حاسمة للسيطرة على المنطقة الجبلية. ونفت أذربيجان على الفور مهاجمة المناطق المدنية، وبدورها اتهمت أرمينيا بمهاجمة المناطق السكنية في جورانبوي وترتر القريبتين نسبياً من المنطقة المتنازع عليها.
(الخليج)
المجتمع الدولي يدشن معركة إحباط أطماع أردوغان في ليبيا
يتساءل الليبيون عما إذا كان الرئيس التركي رجب أردوغان، سيستجيب لما ورد في قرار اللجنة العسكرية الليبية المشتركة من دعوة إلى إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة خلال مهلة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، تاريخ إبرام اتفاق جنيف، فيما أكدت المبعوثة الأممية لدى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز أن اللجنة حددت خلال اجتماعها بمدينة غدامس يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، جدولاً زمنياً طالبت فيه بانسحاب المرتزقة. وأكدت وليامز أن المسؤولية الآن تقع على المجتمع الدولي والبلدان لاحترام الطلب الليبي ذي السيادة، مشددة على أن المرتزقة سيغادرون في غضون ثلاثة أشهر، وأردفت أن اجتماع غدامس شهد متابعة لهذه المسألة، وخاصة فيما يتعلق بإنشاء لجنة فرعية تشرف على انسحاب القوات العسكرية من الخطوط الأمامية وانسحاب المرتزقة. ويرى المراقبون أن تنفيذ اتفاق جنيف الذي حظي بترحيب إقليمي ودولي وبث التفاؤل في نفوس الليبيين، أضحى مرهوناً بقرار جدي ومعلن بالبدء في إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من كافة أرجاء البلاد.
محاولة التفاف
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أمس، مواصلة قواتها في ليبيا، تدريب القوات الليبية، ضمن ما تسميها، اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين، في إشارة لمذكرة التفاهم الموقعة بين أردوغان والسراج شهر نوفمبر الماضي. ويعتقد محللون سياسيون أن الزيارات المكوكية التي قام بها خلال الأيام القادمة عدد من مسؤولي الوفاق وقيادات الإخوان إلى الدوحة وأنقرة، بما فيها الزيارة السرية التي أداها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إلى تركيا الأسبوع الماضي، تدخل في إطار العمل على إفشال الاتفاق العسكري والحوار السياسي، والترويج لعدم القبول بأي حل للأزمة تكون قيادة الجيش الوطني شريكاً فيها. وكانت البعثة الأممية وسفارة الولايات المتحدة في ليبيا قد أشارتا إلى وجود أقلية تعمل على عرقلة الاتفاق المبرم في جنيف، وحذرتاها من عقوبات دولية قد تستهدفها في حالة استمرارها في موقفها.
هل تردع العقوبات «الأقلية المعرقلة» للاتفاق الليبي؟
ينظر الليبيون إلى نتائج اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة، التي اختتمت جولتها الخامسة بمدينة غدامس، على أنها تمثل انتصاراً للإرادة الوطنية، ومنطلقاً جدياً للخروج بالبلاد من أزمتها المستفحلة منذ تسع سنوات، وتمهيداً جيداً لملتقى تونس، الذي سيدشن أعماله الاثنين المقبل، ويراهن الفرقاء والمجتمع الدولي، على أن يشهد إعلاناً عن الحل السياسي، بعد توفير المناخ المناسب لذلك.
وحذرت الأمم المتحدة والولايات المتحدة، أطرافاً لم تسمياها، بمحاولة عرقلة الحوار السياسي، وأنذرتاها بعقوبات دولية، مشيرتين إلى أن أقلية معروفة لديهما، تقف عقبة في وجه الاتفاق، خدمة لمصالحها ولأجندات خارجية، وهو ما فسره المراقبون بالدور السلبي الذي تلعبه قوى الإخوان والميليشيات المتطرفة الخاضعة للمشروع التركي، والتي رفعت خلال الأيام الماضية، من وتيرة تحركاتها بين أنقرة والدوحة، بهدف تعطيل التوصل إلى تنفيذ اتفاق جنيف، الذي ينص على خروج القوات الأجنبية والمرتزقة، والحيلولة دون تحقيق أي تقدم منتظر في حوار تونس.
نتائج مثمرة
وخرجت اجتماعات غدامس، وهي الأولى بين طرفي النزاع، التي تجري داخل ليبيا، باتفاق على تشكيل لجنة عسكرية فرعية، للإشراف على عودة القوات إلى مقراتها، وسحب القوات الأجنبية من خطوط التماس، على أن تعقد هذه اللجنة، أول اجتماع لها في سرت، بحضور لجنة 5+5، في موعد لاحق من شهر نوفمبر الجاري، بحضور ممثلي البعثة الأممية.
كما تم الاتفاق على تدابير تشكيل أجهزة المراقبة، بما في ذلك حضور المراقبين الدوليين، وتحديد موعد وآليات وضع الترتيبات الأمنية في المنطقة المحددة (خط سرت الجفرة)، وتشكيل فرق هندسة لإزالة الألغام، بالتعاون مع فريق الأمم المتحدة، وجهاز المخابرات العام، ولجنة مختصة بمتابعة ومكافحة خطاب الكراهية من ذوي الاختصاص، وبالتعاون مع البعثة، ويكون لديها طابع مدني، مع استمرار اللجنة الفرعية لتبادل المحتجزين في عملها، إلى حين إتمام الملف.
كما جرى الاتفاق على أن يعقد أول اجتماع لتوحيد حرس المنشآت النفطية في 16 نوفمبر بمدينة البريقة، الواقعة إلى الجنوب الغربي من بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي، بنحو 200 كلم، بحضور آمري حرس المنشآت النفطية، ومدير المؤسسة الوطنية للنفط، والبعثة الأممية، وترفع أعمالها إلى اللجنة 5+5.
ترحيب أمريكي
وفي بيان لها، أمس، رحبت السفارة الأمريكية، بما وصفتها «بالجهود الشجاعة التي يبذلها المشاركون الليبيون في مشاورات اللجنة العسكرية المشتركة في غدامس، محذرة «أولئك الذين يقفون عقبة في طريق التقدم، بأنّهم ما زالوا عُرضة لخطر العقوبات»، وفق نص البيان.
ويرى المراقبون أن التحذيرات الصادرة عن البعثة الأممية والسفارة الأمريكية بطرابلس، تؤكد وجود توافق كامل بين الطرفين، حول تشخيص الأوضاع الليبية، وتحديد الأطراف التي تعمل على عرقة الحل السياسي، خصوصاً أنهما ربطاها بقوى خارجية، وأجندات دول تطمح إلى تكريس نفوذها في ليبيا، وهو ما ينطبق بالخصوص على تركيا، التي شكك مسؤولوها في جدية الاتفاق العسكري، وجدوى الحوار السياسي.
(الخليج)