سوريون وقوقازيون.. تقرير جديد يرصد عمليات تجنيد تركيا للمرتزقة للقتال في أذربيجان
كشف تقرير حقوقي عن استمرار نقل
تركيا للمرتزقة السوريين وقوقازيين إلى اذربيجان للقتال ضد أرمينيا في المنطقة
المتنازع عليها بـ"قره باغ".
منظمة "سوريون من أجل الحقيقة
والعدالة" معلومات مدعومة بشهادات وصور وفيديوهات، تؤكد نقل المئات من المقاتلين
الحاليين والسابقين وعشرات المدنيين من سوريا -عبر الأراضي التركية- للقتال كمرتزقة
إلى جانب الحكومة الأذربيجانية في صراعها العسكري مع أرمينيا في إقليم ناغورنو/قره
باغ/كراباخ/أرتساغ المتنازع عليه.
رصدت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
نقل مالا يقل عن 2000 مقاتل سوري إلى أذربيجان (على دفعات تألفت من 250 مقاتل في كل
دفعة)، جلّهم من المقاتلين المنخرطين في صفوف “الجيش الوطني السوري/المعارض” الذي يتبع
إلى “الحكومة السورية المؤقتة”، التي تشكّل أحد أجهزة الإئتلاف السوري لقوى الثورة
والمعارضة السورية، وهو المظلّة السياسية للقوى السورية المعارضة، ومقرّه اسطنبول.
واوضحت المنظمة السورية، أنه سبقت عمليات نقل المقاتلين السوريين
التي حدثت في النصف الثاني من شهر سبتمبر 2020، عمليات نقل لـ150 من الجهاديين القوقاز
نحو أذربيجان، في ثلاث تواريخ/أيام مختلفة من شهر يوليو 2020، وتحديداً ممن قاتل خلال
النزاع السوري تحت مسمّى فصيل “أجناد القوقاز” المتطرف، والذي انتشر مؤخراً بشكل أساسي
في ريف محافظة اللاذقية (جبل التركمان وجبل والأكراد) وأجزاء من محافظة إدلب السوريّة
الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”.
كذلك استطاعت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، توثيق عمليات
تجنيد عشرات المدنيين، لم يسبق لهم الانخراط في العمليات العسكرية داخل سوريا بتاتاً
اضطروا لقبول “العرض التركي” بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية في سوريا والحاجة المادية.
وقد تمّت عمليات التجنيد بشكل أساسي في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية/المعارضة السورية،
منها منطقة عفرين (مناطق غصن الزيتون) بشكل أساسي.
وأوضح التقرير أن عمليات تسجيل الأسماء الراغبين بالقتال في
أذربيجان بدأت فعلياً بتاريخ 13 من شهر سبتمبر 2020، حيث قادت عمليات التجنيد
فصائل معروفة بارتباطها الوثيق مع الحكومة التركية منها "فرقة السلطان مراد، لواء
سليمان شاه المعروف باسم العمشات، فصيل فيلق المجد، وفصيل فيلق الشام".
وأضاف التقرير أنه نقل المقاتلين السوريين إلى الأراضي التركية
عبر معبر "حوار كلّس" الحدودي العسكري، ليتم تجميعهم داخل الأراضي التركية،
ونقلهم إلى المطارات التركية بواسطة طائرات عسكرية، وإرسالهم باتجاه أذربيجان، حيث
انطلقت الرحلة الأولى بتاريخ 22 سبتمبر 2020، أي قبل خمسة أيام من بدء العمليات
العسكرية الأعنف في الإقليم المتنازع عليه.
تتشابه الإغراءات التي تقدمها تركيا للمقاتلين السوريين الذين يذهبون إلى أذربيجان مع ما تمّ تقديمه سابقاً مقابل ذهابهم إلى ليبيا، كذلك تتشابه عمليات الاحتيال التي تقوم بها فصائل الجيش الوطني بحقّ المقاتلين الذين يسجلون أسمائهم للذهاب.
وأكد تقرير منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"،
أن العقد التركي المقدم للمقاتل تتراوح مدته ما بين 3 و 6 أشهر، وينصّ على أن يقبض
المقاتل 3 آلاف دولار أمريكي، والتعويض عن الوفاة هو 75 ألف دولار أمريكي، لكن الفصائل
لا تسمح للمقاتل بقبض كل تلك الأموال حيث تبتزه للتنازل عن جزء منها وخاصة الراتب الشهري
مقابل تسجيل اسمه للذهاب وسرعة جلب الموافقة على السفر.
وأوضح التقرير أن الفصائل "تحتال" على المقاتلين بإجبارهم
على الاتفاق معها على قبض مبالغ أقل بكثير مما ينصّ العقد، ففي الوقت الذي ينص العقد
على راتب 3 آلاف شهرياً مثلاً، فإن الفصائل تعطي المقاتل ما بين 800 دولار إلى
1400 دولار فقط، حيث يتمّ إعطاء 300 دولار من المبلغ للمقاتل في أذربيجان، أما الباقي
فيتم، تسلميه لذويه في سوريا، وفيما يخصّ تعويض الوفاة فالفصائل تتفق مع المقاتل على
إعطاء ذويه 50 ألف دولار أمريكي فقط من أصل 75 ألف التي ينص عليها العقد مع تعهّد بجلب
جثته لتدفن في سوريا في حال مقتله.
وأشار التقرير أنه بعد وصول الدفعة الأولى من المقاتلين السوريين
إلى أذربيجان، بدأت وسائل إعلام سورية محلية بتداول معلومات عن مقتل العشرات منهم إثر
قصف طال موقعاً لهم في إقليم ناغورني كرا باخ، حيث بدأ تسريب صور وفيديوهات لجثث القتلى
خلال الاشتباكات.
وأكدت "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" أن 64 جثة
لمقاتلين سوريين وصلت إلى معبر "حوار كلس العسكري" حيث تم إبلاغ ذويهم بمقتلهم
وطلب منهم استلام الجثث.