يبدو أن ملاحقة التنظيمات الإرهابية في العالم الافتراضي هي المعركة القادمة، وهو التطور الذي طفى على السطح بعد أن أظهرت التحقيقات في الهجمات التي وقعت مؤخرًا ارتباط منفذيها أيديولوجيًا بالتنظيمات الإرهابية ومن بينها الإخوان، جاء ذلك عبر الصفحات المرتبطة بالتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن هذا المنطلق أعلنت "فيسبوك" حذف آلاف الحسابات والصفحات المدارة من مختلف أنحاء العالم، على إثر اتهام القائمين على هذه الصفحات بممارسة ما صفته "فيسبوك" بالسلوك الزائف المنسق وبث محتوى متعلق بالإرهاب.

وأشارت شركة "فيسبوك" في تقريرها الشهري أنها أزالت قرابة 8 آلاف صفحة من بينها صفحات على صلة بالإخوان، ومتورطة في حملات تضليل خلال شهر أكتوبر الماضي.

وأكدت الشركة أنها فككت 7 شبكات منفصلة من الحسابات والصفحات الزائفة كانت تنشط في العديد من الدول من بينها إيران وأفغانستان ومصر وتركيا والمغرب وميانمار وجورجيا وأوكرانيا.

هذا وقد أثبتت التحقيقات أن الكثير من هذه الحسابات والصفحات التي كانت تدار من جانب تنظيم الإخوان متورطة في حملات تأثير سياسي مضللة.

ووفقًا لفيسبوك فإن تنظيم الإخوان قام باستخدام حسابات زائفة لاستهداف دول إقليمية عبر إيديولوجية تحث على التطرف والإرهاب.

ويأتي تحرك الشركة بعد هجمات شهدتها دول أوروبية عدة مؤخرًا، إذ يبدو أن مواجهة العنف والتطرف أصبحت تأخذ مسارات عدة لا تقتصر على ما هو أمني فقط.

ويرى المراقبون إن خطوة إغلاق شركة "فيسبوك" لأكثر من 8000 حساب على صلة بعناصر جماعة الإخوان الإرهابية؛ جاءت تحت ضغط كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد تفشي الشائعات وتزييف الحقائق وصناعة الأحداث المفبركة بمصر وذلك بالآونة الأخيرة.

وفي هذا السياق طالب النائب يحيى الكدواني عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الدولة بضرورة التنسيق مع دول المنطقة العربية ووضع اتفاقية دولية تهدف إلي تقنين استخدامات منصات التواصل الاجتماعي وذلك لتحطيم أمال جماعة الإخوان وإيقاف محاولاتهم لنشر الفتنة والصراع بين طوائف الشعب المصري.

وأكد عضو مجلس النواب في تصريحات صحفية له، على ضرورة بذل جهود من شأنها تصحيح المسار وضبط المحتوى المتداول بين رواد تلك المنصات وبالتحديد منصة "تويتر" وما تحمله من عناصر مرتزقة ممولة من أجهزة استخباراتية خارجية تسعي لجمع أهم المعلومات عن الدولة وتحريفها بما يتناسب مع مصالحها وأغراضها الخبيثة .

وأضاف النائب أن دولة الصين مثال يحتذي به في حجب مواقع التواصل الإجتماعي عديمة الجدوى والأمان والخصوصية مثل " الفيسبوك" و استخدام  المنصات الإلكترونية بالمجالات الهامة كالتعليم والتجارة وغيرها، وعلي العرب التكاتف والتضامن معا من أجل التصدي للفكر المتطرف والمخططات الإرهابية الموجهة بشأن تفتيت الوحدة العربية والأمن القومي لمصر.

يشار أنها ليست المرة الأولى التي يحظر فيها فيسبوك حسابات تحض على الكراهية والعنف ففي يونيو الماضي،  أكدت الشبكة الاجتماعية أنها أزالت ما يقرب من 200 حساب للمستخدمين المرتبطين بمجموعات الكراهية مثل Proud Boys و American Guard ، وكلاهما تم حظرهما مسبقًا، بسبب تشجيع الأعضاء على الاحتجاجات ضد الشرطة، واستخدام الأسلحة في بعض الحالات، وانتهاك القواعد التي تحظر خطاب الكراهية.

وكان المسئولون بالشبكة الاجتماعية يراقبون بالفعل الحسابات استعدادًا لإزالتها بعد رؤية منشورات تحاول استغلال الاحتجاجات المستمرة التي أثارها وفاة جورج فلويد فى مينيابوليس.