مؤتمر دولى عن اللاجئين السوريين بدعم روسي
الثلاثاء 10/نوفمبر/2020 - 09:02 ص
طباعة
هاني دانيال
تستعد سوريا لعقد مؤتمر دولي حول اللاجئين في دمشق يومي الأربعاء والخميس المقبلين، بدعم روسي، مع دعوة عدد من المنظات الدولية ودول عربية وأجنبية ، وهو المؤتمر الذى تراه دمشق بأنه سيساعد على تسهيل عودة السوريين المجبرين على ترك البلاد بسبب الحرب التى اندلعت منذ 2011.
وفى اجتماع عبر تقنية الفيديو كونفرانس أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري بشار الأسد على ضرورة العمل سويا من أجل التسوية في سوريا والقضاء على الإرهاب الدولي وإبعاد الجماعات الإرهابية والفصائل المتطرفة من البلاد لتسهيل عملية إعادة الإعمار، والإشارة إلى مواصلة موسكو بذل جهود نشطة "لتعزيز تسوية طويلة الأمد في سوريا واستعادة سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها".
من جانبه أكد الرئيس الروسي بقوله" لا يسع المرء إلا أن يلاحظ العمل الفعال الذي تم في إطار صيغة أستانا ، وحققنا الكثير من خلال الجهود المشتركة، لقد تم القضاء على بؤرة الإرهاب الدولي في سوريا، حيث انخفض مستوى العنف في سوريا بشكل كبير ، وعاد الناس إلى الحياة المدنية ، وتجري العملية السياسية الشاملة التي ترعاها الأمم المتحدة".
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره السوري بشار الأسد إن أكثر من 6.5 مليون لاجئ لا يزالون خارج سوريا في حين أن معظمهم يمكن أن يشارك في إعادة إعمار البلاد، وأن إعادة إعمار سوريا بعد الصراع مهمة للغاية في هذه المرحلة ، والتي تتعلق بشكل خاص بعودة اللاجئين السوريين والنازحين داخلياً، معتبرا أنه "لسوء الحظ ، ما زال أكثر من 6.5 مليون لاجئ خارج سوريا، معظمهم يتمتعون بالأقوى الجسدية ويمكنهم ويجب عليهم المشاركة في إعادة إعمار بلدهم".
شدد الرئيس الروسي إلى أن عودة اللاجئين تصب في مصلحة الدول المضيفة ، وفي مقدمتها جيران سوريا الذين كانوا يواجهون عبئا ثقيلا، عليهم أن يتحملوا نفقات كبيرة ، وتوفير أماكن إقامة مؤقتة والضروريات الأساسية للسوريين، خاصة وأن اللاجئين الشباب يقعون في كثير من الأحيان تحت تأثير المتطرفين ، وينضمون إلى صفوف المقاتلين ويمكن أن يشكلوا تهديدًا للدول المضيفة".
ركز بوتين على انه دعا فى عام 2018 المجتمع الدولي إلى دعم عملية عودة اللاجئين التي بدأها الرئيس والحكومة السورية، مضيفا بقوله " في ذلك الوقت اتفقت مع الرئيس السوري على تعزيز التعاون في هذا المجال ، وعلى وجه الخصوص ، تم إنشاء مراكز تنسيق مشتركة بين الوكالات، معتبرا على أنه يجري اتخاذ خطوات لتحسين ظروف العمل والمعيشة وإزالة العقبات السياسية والاجتماعية والنفسية في سوريا، وأكد بوتين أن "أكثر من 850 ألف مواطن سوري عادوا من الخارج وأكثر من 1.3 مليون شخص عادوا إلى أماكن إقامتهم الدائمة داخل البلاد، مضيفًا أن حجم الكارثة الإنسانية في سوريا لا يزال كبيرًا.
بينما أكد الرئيس السوري بشار الأسد بقوله "بالنسبة لنا في سوريا لدينا آمال كبيرة في هذا المؤتمر بأن يخرج بنتائج عملية"، معتبرا أن "العقبة الأكبر" أمام عودة اللاجئين "بالإضافة إلى بقاء الإرهاب في بعض المناطق التي يفترض أن يعودوا إليها هي الحصار على سوريا"، في إشارة إلى العقوبات التي تفرضها دول غربية على بلاده، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
من ناحية آخري قال السفير الروسي في سوريا ألكسندر إيفيموف أن المؤتمر سيكون إشارة إلى أن سوريا تعود إلى السلام وهي مستعدة لقبول كل أبنائها كأم حنون، وسيعزز جهود أولئك الذين هم حقا قلقون على مصير سوريا ويهتمون بإعادة وحدة الشعب السوري ".
وناقش الرئيس السوري بشار الأسد الاستعدادات لمؤتمر اللاجئين مع المبعوث الرئاسي الروسي الخاص لسوريا ألكسندر لافرنتييف، وتطرقوا خلال المحادثة إلى قضية الصعوبات التي تعترض تنظيم الحدث نتيجة "محاولات بعض الدول إخراج المؤتمر عن مساره أو التأثير على الدول الراغبة في المشاركة فيه".
اتفق الجانبان على أن المؤتمر سيكون "فرصة جيدة لبحث مشكلة اللاجئين من وجهة نظر إنسانية ، دون تسييس القضية"، وشكر الأسد روسيا على جهودها الرامية إلى عقد المؤتمر.
كانت سوريا قد أرسلت في وقت سابق دعوات للمشاركة في المؤتمر إلى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وعدد كبير من الدول والمنظمات الدولية، وأعلن لبنان عن مشاركة وزير الشؤون الاجتماعية ممثلاً عنه، وسيحضر المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا عمران رضا المؤتمر بصفة "مراقب".
بينما لم تتضح مشاركات أوروبية حتى الآن فى المؤتمر، بالرغم من تصريحات وزير الداخلية الألمانية هورست زيهوفر على ضرورة مراجعة قرارات وزارة الخارجية الألمانية بوقف ترحيل اللاجئين المخالفين للقواعد أو الصادر بحقهم أحكام فى ألمانيان خاصة بعد تورط عدد من اللاجئين السوريين فى عمليات ارهابية أو جرائم عنف على الأراضي الألمانية، وربما ستتابع الحكومة الألمانية جهود وانعكاسات المؤتمر على مستقبل ترحيل اللاجئين المخالفين للقواعد، أو من يرغب من اللاجئين العودة طواعية لبلادهم.
حيث سبق وأن قدمت ألمانيا برنامجا طموحا لإعادة اللاجئين السوريين الراغبين فى العودة طواعية لبلادهم مع تقديم مكافات مادية لتسهيل عملية العودة والبدء فى عمل مشروعات خاصة عبر دعم لمدة 12 شهرا على الأقل.
فى حين لم تكشف تركيا أو الاردن عن موقفها من المؤتمر باعتبارهما من أكثر الدول المحتضنة للاجئين السوريين مع لبنان، وإن كانت الجهود الروسية مستمرة لدعوة أكبر عدد من الدول العربية والأجنبية لانجاح خططها فى عودة الاستقرار للبلد الذى مزقته الحرب الأهلية خلال السنوات التسع الماضية، وهو ما يسمح بعودة الحياة لطبيعتها تدريجيا وعقد مؤتمر عقد مؤتمر إعادة الإعمار قريبا، والحصول على نصيب الأسد من الاستثمارات، إلى جانب استمرار الامتيازات المختلفة التى تحصل عليها روسيا فى سوريا.