أردوغان يقبل استقالة صهره .. سيناريوهات القرار المفاجئ لـ" ألبيرق "
الثلاثاء 10/نوفمبر/2020 - 03:46 ص
طباعة
أميرة الشريف
مع الانتقادات المستمرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب انهيار الليرة التركية يوما بعد يوم وسقوطها سقوطا مدويا بفعل تبعات جائحة كورونا، دفع أردوغان لمطالبة صهره براءت ألبيرق وزير المالية بالاستقالة علي الفور ، وبعد أكثر من 24 ساعة وافق أردوغان علي الاستقالة، فيما عين لطفي علوان وزيرا خلفا لصهره.
ولطفي علوان (58 عاماً) رئيس لجنة التخطيط والموازنة في البرلمان التركي، وسبق أن شغل مناصب حكومية عدة من بينها نائب رئيس الوزراء ووزير التنمية.
وأعلن ألبيرق، أنه يستقيل لأسباب صحية، وذلك بعد يوم من تعيين أردوغان وزير المالية السابق، ناجي إقبال، ليحل محل محافظ البنك المركزي، مراد أويسال.
لكن العديد من التقارير أشارت إلي سيناريوهات الاستقالة وأن القرار جاء بعد أن هدد ما يقرب من 40 نائب عن حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، بالاستقالة حال استمرار صهر أردوغان في منصبه، والانضمام لحزب "الديمقراطية والتقدم"، بزعامة علي باباجان.
تقارير أخرى ذكرت أن الاستقالة جاءت لتجاهل أردوغان له عندما قرر تعيين ناجي آغبال، رئيسًا للبنك المركزي، ولم يعلمه بهذه الخطوة.
وفي تقرير أخر قال إن خلافات نشبت بين ألبيرق وأردوغان، بعد إقصاء الأول عن المشاركة في تدشين السياسات النقدية لتركيا، فيما أراد الرئيس التركي إرضاء صهره بمنصب نائب الرئيس، مقابل خروجه من وزارة المالية، وهذا ما رفضه الوزير، وآثر ترك العمل السياسي.
وقالت إدارة الاتصالات بالرئاسة التركية في بيان "نتيجة لتقييم أجراه رئيسنا.. تم قبول طلب وزير المالية والخزانة براءت ألبيرق الاستقالة".
وأضافت أن أردوغان معجب بما قال البيان إنه نجاح ألبيرق أثناء فترة عمله كوزير للمالية التي استمرت عامين.
ولم يهمل ألبيرق في بيان استقالته، الإشارة إلى تعرضه لنوع من الظلم والحملة المغرضة.
فيما أكدت مصادر من داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، أن الاستقالة جاءت بناء على طلب من أردوغان.
وعلي الرغم من أن البيرق متزوج من إسراء، الابنة الكبرى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكان وزيرا للمالية منذ عام 2018، وشغل سابقا منصب وزير الطاقة بين عامي 2015 و 2018، إلا أن ذلك لم يشفع له وحاول الرئيس التركي النأي بنفسه بعد انهيار الليرة التركية والغضب التركي الذي يواجهه، وجاءت استقالة ألبيرق بعد يومين من إقالة أردوغان محافظ البنك المركزي الذي عينه ألبيرق قبل 16 شهرا، وتعيين وزير المالية الأسبق مكانه، وذلك بعد تدهور سعر الليرة التركية التي فقدت 42 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام الجاري.
ومعروف أن محافظ البنك المركزي الجديد هو الرجل الذي كان يعتمد عليه أردوغان في شؤون الاقتصاد قبل تولي ألبيرق الوزارة، في إشارة إلى قبول أردوغان فشل صهره في قيادة دفة الاقتصاد، والحاجة إلى رجل خبير لتصحيح المسار.
هذه التطورات جاءت أيضا بعد تململ عدد من نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم وشكواهم للرئيس من حرجهم الشديد أمام الناخبين بسبب ما آل إليه الاقتصاد التركي، حيث عقد أردوغان اجتماعا مع هؤلاء النواب، حضره ألبيرق في مجلس خاص.