تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 10 نوفمبر 2020.
الاتحاد: تدمير تعزيزات حوثية شرقي الجوف
تمكن الجيش اليمني مسنوداً بمقاتلي القبائل وطيران التحالف العربي من استعادة مناطق من ميليشيات الحوثي الإرهابية بين محافظتي مأرب والجوف، وتكبيدها خسائر فادحة في صفوف مقاتليها.
وقالت مصادر ميدانية إن ميليشيات الحوثي شنت هجوماً واسعاً من جهات عدة شرق محافظة الجوف وتمكنت من الوصول إلى أطراف «المسيجد» الأقرب إلى محافظة مأرب.
وأضافت أنه «بمشاركة قوات الدروع وإسناد جوي من طيران التحالف تمكن الجيش ورجال القبائل من إطباق الحصار على المجاميع الحوثية وسحقها في مناطق مفتوحة في عدوان».
وأكدت المصادر استعادة جميع المناطق التي سقطت خلال الساعات الماضية بين مأرب والجوف والإجهاز على المجاميع الحوثية، ومقتل وجرح عشرات من عناصرها وأسر أكثر من 20 آخرين في مناطق المواجهات. ونوهت المصادر بالدور الكبير لمقاتلات التحالف في إسناد الجيش والقبائل، حيث شنت غارات مكثفة على الأرتال والآليات الحوثية، مؤكدة تدمير ثلاثة أطقم بقوتها البشرية كما شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد منها.
وفي الحديدة، أحبطت القوات المشتركة، أمس، محاولة تسلل للميليشيات الحوثية في مدينة «حيس»، ضمن خروقاتها المتصاعدة لوقف إطلاق النار. وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن الميليشيات دفعت بالعشرات من عناصرها لتنفيذ محاولة تسلل صوب تباب ومواقع قرب خطوط التماس شمال غرب مدينة حيس من جهة مفرق «العدين»، وباءت بالفشل وخسائر بشرية، مؤكداً أن الوحدات المرابطة من القوات المشتركة لتأمين حياة المدنيين في مركز مديرية «حيس» تصدت للمتسللين، وأجبرتهم على الفرار بعد مصرع وجرح عدد منهم.
ولفت إلى أن عناصر الميليشيات كانت مرصودة بدقة منذ تحركها، الأمر الذي جعلها صيداً سهلاً للقوات المشتركة، كما تم إخماد مصادر النيران التي شكلت غطاء نارياً للمتسللين وطالت في معظمها الأحياء السكنية في الأطراف الشمالية للمدينة.
إلى ذلك، أصيبت فتاة، أمس، بطلق ناري من أسلحة ميليشيات الحوثي أثناء تواجدها في حفل زفاف بمركز مديرية حيس. وأفادت مصادر محلية أن فتاة تبلغ 16 عاماً، أصيبت برصاصة حوثية اخترقت جانبها الأيمن واستقرت في الجانب الأيسر خلال فتح الميليشيا النيران على قرية «ربع السوق» شرق مدينة حيس، أثناء تواجد عدد كبير من الأهالي بحفل زفاف.
وفي سياق آخر، أصدرت إحدى المحاكم الخاضعة لسيطرة الميليشيات حكماً جديداً بإعدام أحد المعارضين بتهمٍ ملفقة. وأوضح المحامي عبدالمجيد صبرة، إن الميليشيات الحوثية أصدرت حكمًا بالإعدام بحق المختطف في سجونها منذ قرابة 3 أعوام «هادي عبده جابر راجح المسلماني» مبررة حكم الإعدام الصادر عما يسمى الشعبة الاستئنافية الجزائية المتخصصة، التابعة لها تعزيراً لما أسمتها بـ«جريمتي التخابر مع دولة أجنبية وإعانة العدوان».
وكان المسلماني المنتمي لمحافظة حجة اعتقل في يوليو 2017 عن بحث الأمن السياسي ونقل إلى الأمن القومي في العاصمة، وظل محتجزا لعشرة أشهر قبل إحالته إلى النيابة الجزائية، ثم محاكمته وصدور الإعدام بحقه في نوفمبر العام 2018 أيدته الشعبة الاستئنافية. ووجهت منظمات حقوقية اتهامات لميليشيات الحوثي باستخدام المحاكمات الصورية من أجهزة القضاء الخاضعة لسيطرتها لاستهداف المعارضين، ومحذرة من التمادي الحوثي في إرهاب المواطنين والمعارضين.
اعتراض مسيّرتين مفخختين أطلقتهما الميليشيات باتجاه السعودية
أكدت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، اعتراض وإسقاط طائرتين مفخختين من دون طيار أطلقتهما ميليشيات الحوثي الإرهابية باتجاه الأعيان المدنية في السعودية.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، في بيان صحفي أوردته وكالة الأنباء السعودية، إن محاولات ميليشيات الحوثي الإرهابية المتكررة بإطلاق الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية استهداف متعمد للمدنيين والتجمعات السكانية وتهديد حياة المئات من المدنيين. وأكد أن قوات التحالف ستتخذ الإجراءات كافة، وأفضل الوسائل للتعامل مع هذه الطائرات لحماية المدنيين والأعيان المدنية وتنفيذ الإجراءات الرادعة ضد الميليشيات الإرهابية لتحييد وتدمير قدراتها، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.
البيان: صراع أجنحة «الإخوان» يفاقم الكارثة الإنسانية في تعز
بين فكي كماشة صراع أجنحة ميليشيا «الإخوان»، فضلاً عن حصار ميليشيا الحوثي، يعيش سكان مدينة تعز أياماً من الرعب والمعاناة، مع حصار خانق، مستمر منذ ستة أعوام، وزادت شدته مع تجدد القتال شرقي المدينة، وقتال أجنحة «الإخوان» في شوارعها.
الصراع المسلح بين أجنحة الإخوان في تعز، ينذر بحرب تقضي على ما تبقى في المدينة، التي دمرت ميليشيا الحوثي أجزاء منها، ويهدد الاستقرار النسبي الذي عاشته طوال السنوات الأربع الماضية، قبل أن ينقض الإخوان على اللواء 35 مدرع، بعد اغتيال قائده العميد عدنان الحمادي العام الماضي. ويزيد من خطورة الوضع هناك، عودة ميليشيا الحوثي لمهاجمة شرقي المدينة بمختلف أنواع الأسلحة، واستهداف التجمعات السكنية والمستشفيات.
وإذا كان التصعيد يفترض توجيه كل القوات نحو مواقع وجود ميليشيا الحوثي، إلا أن ما يدور منذ أيام عدة وسط المدينة، واقتسام أجنحة الإخوان شوارعها، وإثارة حالة من الرعب وسط السكان الذين تحاصرهم الاشتباكات وإغلاق الشوارع وإحراق الإطارات، يشير بوضوح إلى حجم الكارثة، التي ينتظرها سكان المدينة، إذا لم يتم وضع حد للعبث، وتوجيه القوات نحو المعركة الأساسية مع ميليشيا الحوثي، التي تخنق المدينة منذ بداية الحرب، من خلال سيطرتها على كل المنافذ المؤدية إليها.
تفجّر المواجهات
ومن آخر مسببات التوتر في تعز بين أجنحة الإخوان، ما حدث مع الطالب في الثانوية، سعيد، وقتل بإطلاق مسلحين الرصاص عليه، أثناء عودته في باص المدرسة إلى منزله، ووالده هو المنافس الأول للقائد العسكري النافذ، عبده فرحان سالم، وكان سابقاً أمين عبده سعيد، ضمن قيادات الإخوان، التي عملت في الجنوب، في القطاع التربوي، كونه غطاء للنشاط التنظيمي للإخوان.
تصفية نجل القيادي الجديد، دفعت بخاله عمر، للتوجه إلى مستشفى الروضة، ليشتبك مع القتلة، الذين قاموا على الفور بقتل اثنين من مرافقيه، ما أشعل مواجهة لم تتوقف حتى الآن، حيث اتخذت المواجهات طابعاً مناطقياً بين أنصار القيادي الإخواني سالم، الذي يصطف خلفه المنحدرون من مناطق شرعب والمخلاف، فيما يصطف المنحدرون من مديرية جبل حبشي، خلف القيادي الآخر سعيد.
وأفاق سكان تعز على مسلحين يقطعون شوارع المدينة، والتزام قوات الأمن والجيش المتمركزة في كل أحيائها، بعدم اتخاذ أي موقف، فيما رد جناح سالم، بفتح مواجهة مع ميليشيا الحوثي، في محاولة للهروب من الضغط عليه لتسليم القتلة، حيث تبادل الطرفان القصف صباحاً حتى العصر، غير أنه يتوقف عصراً، فيما تستمر أعمال الفوضى وسط المدينة، في انتظار تدخل حاسم، يمنع الانهيار الشامل.
الشرق الأوسط: اليمن يشدد على مجابهة التدخلات الإيرانية
دعت الحكومة اليمنية إلى مجابهة التدخلات الخارجية في المنطقة «الرامية إلى تمزيق النسيج العربي»، بما في ذلك تدخلات إيران ومساعيها لتحويل اليمن إلى «أداة تابعة لمشروعها التوسعي».
وجاءت الدعوة اليمنية على لسان وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال معمر الإرياني بالتزامن مع تنامي الأدوار التخريبية لطهران في اليمن عبر القيادي في «الحرس الثوري» المعين أخيراً «سفيراً» لدى الجماعة الحوثية في صنعاء حسن إيرلو.
وقال الإرياني في تصريحات رسمية، أمس، إن «اليمن ودول المنطقة العربية دفعت منذ عقود ولا تزال تدفع حتى اللحظة أثماناً باهظة للتدخلات الخارجية الناجمة عن الأطماع التوسعية ومساعي أطراف إقليمية لاستعادة أمجادها التاريخية الآفلة، ولو كان ذلك على حساب وحدة واستقلال وسيادة وأمن واستقرار الدول العربية وسلامة أراضيها».
وأكد أن «المواجهة الحازمة لهذه التدخلات مهمة وطنية عربية وكل لا يتجزأ، بعد أن تجلت بوضوح أطماعها وعناوينها الاستعمارية، ومتاجرتها بالشعارات الدينية، وقضايا الأمة، لتحقيق مآربها الخبيثة، ومسخ الهوية وتمزيق النسيج العربي، وتحويلها مرتعاً لتنفيذ أجندتها التوسعية وتصفية أحقادها التاريخية».
وأشار الوزير إلى أن «خطورة المرحلة وحجم التحديات التي تواجهها المنطقة العربية يحتمان الالتفاف حول المشروع العربي الذي هو طوق النجاة الوحيد، وتوحيد العمل والجهود لما من شأنه الحفاظ على أمن واستقرار دول المنطقة ومصالح شعوبها ومواجهة الأطماع والمؤامرات والأخطار التي تحدق بالجميع».
وتقول الحكومة اليمنية إن إيران تواصل السعي لتكريس نفوذها في اليمن عبر أتباعها الحوثيين، من دون أن تلتفت إلى التداعيات الإنسانية التي خلفها انقلاب الجماعة على ملايين السكان.
ومع وصول إيرلو إلى صنعاء، كانت الجماعة الحوثية احتفلت قبل أيام بتخريج دفعة من طلبة جامعة صنعاء في قسم اللغة الفارسية أطلقت عليها اسم «دفعة قاسم سليماني» قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الذي قُتل بغارة أميركية مطلع العام.
وندد الإرياني في تصريحات رسمية سابقة بقيام ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بافتتاح قسم لتعليم اللغة الفارسية في كلية اللغات في جامعة صنعاء، وإطلاق اسم سليماني على دفعة الخريجين. وقال إن «ميليشيا الحوثي حولت جامعة صنعاء من صرح أكاديمي يضاهي أعرق الجامعات العربية ويخرج المؤهلين في المجالات والتخصصات كافة بمختلف الدرجات العلمية، إلى وكر لغسل عقول الشباب ومسخ هويتهم ونشر الأفكار المتطرفة وتدريس اللغة الفارسية وتمجيد رموز الإرهاب الإيراني الذي لم تسلم من إرهابهم دول وشعوب المنطقة».
وأشار إلى أن «هذا السلوك الحوثي لتدمير الهوية اليمنية يؤكد من جديد حقيقة الدور التخريبي الإيراني، وأن الحوثية مجرد أداة لتكريس الهيمنة والنفوذ الفارسي على اليمن وتحويله منطلقاً لنشر سياسات الفوضى والإرهاب في المنطقة».
وشدد على أن «اليمنيين بمختلف مكوناتهم السياسية والاجتماعية مطالبين بترك خلافاتهم جانباً وإدراك حجم التحديات وطبيعة المؤامرة والمعركة التاريخية الدائرة بين اليمن بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية من جهة وإيران وأداتها الحوثية من جهة».
وكانت وسائل إعلام الجماعة الحوثية بثت أن إيرلو التقى أمس رئيس حكومة الانقلاب الحوثية غير المعترف بها عبد العزيز بن حبتور. ونقلت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» أن إيرلو «أكد أنه سيواصل العمل لتعزيز العلاقة» بين الجماعة الحوثية وطهران «في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية»، فيما أكد له رئيس حكومة الانقلاب أنه سيحظى «بأوجه الدعم والتعاون كافة» لتسهيل مهمته في اليمن.
وزير يمني: الوقت ينفد لتفادي كارثة «صافر»
أكدت الحكومة اليمنية أن الوقت بات ينفد أمام تفادي الكارثة المحتملة لناقلة النفط «صافر» الراسية قبالة ميناء رأس عيسى في البحر الأحمر قرب مدينة الحديدة، بسبب استمرار تعنت الميليشيات الحوثية وحيلولتها دون صيانة النقالة أو تفريغ الخام منها.
وقال وزير الثروة السمكية في حكومة تصريف الأعمال اليمنية فهد كفاين في تصريحات رسمية، أمس، إن «ميليشيا الحوثي الانقلابية مستمرة بعرقلة المساعي والجهود التي تبذل محلياً ودولياً لحل مشكلة خزان صافر قبالة سواحل الحديدة وتمنع مفتشي الأمم المتحدة من الوصول للسفينة والصعود إليها وتفريغها من النفط».
وأوضح أنه «في حال عدم اتخاذ أي إجراء حيالها، يمكن أن يتسرب منها 1.14 مليون برميل نفط إلى مياه البحر الأحمر وهو ما سيتسبب بكارثة غير مسبوقة على الأحياء البحرية والبيئة البحرية في المنطقة بصورة عامة وبمساحة تمتد لمئات الأميال البحرية وقد تمتد لسواحل الدول المشاطئة لليمن، وبما يجعل المنطقة أمام تحدٍ كبير في مواجهة هذه الكارثة».
وبين الوزير أن حكومة بلاده «تسعى إلى معالجة المشكلة وحلها وبمرونة وتعاون كبير وأبدت استعدادها لأن يتم تفريغ الخزان وأن تذهب قيمة النفط الخام لدعم القطاع الصحي والجوانب الإنسانية». وأعرب عن خشيته «من نفاد الوقت بسبب تعنت ميليشيا الحوثي لمعالجة الكارثة قبل وقوعها»، مشيراً إلى أن الحكومة اليمنية «تنتظر من المجتمع الدولي مزيداً من الضغوط على الحوثيين للسماح للفريق الأممي بالوصول إلى السفينة والبدء بحل المشكلة من خلال الشروع في تفريغ الخزان من النفط وفي أقرب وقت في استباق لوقوع الكارثة البيئية في حالة انهيار الخزان لأي سبب من الأسباب».
وقبل أسبوع، كان وزير النفط والمعادن في حكومة تصريف الأعمال اليمنية أوس العود جدد التحذير من المخاطر المرتبطة بناقلة النفط «صافر»، متهماً الميليشيات الحوثية بحشد مسلحيها على متنها «وهو ما يضاعف من خطر انفجارها أو غرقها».
وفيما حمّل العود الجماعة الانقلابية مسؤولية الكارثة المحتملة عن تسرب أكثر من مليون برميل من النفط الخام في البحر الأحمر، أشار في تصريحات رسمية إلى الأوضاع المتردية المستمرة للناقلة النفطية العائمة في منطقة رأس عيسى وزيادة المخاطر حال غرقها أو انفجارها بسبب التصرفات غير المسؤولة من قبل الميليشيات الحوثية.
وقال إن الجماعة كثفت خلال الآونة الأخيرة من حضور مسلحيها على متن الخزان العائم من دون أدنى التزام بقوانين الأمن والسلامة. وأضاف أن «الوضع الذي يمر به خزان النفط العائم (صافر) في منطقة رأس عيسى بمحافظة الحديدة يزداد سوءاً كل يوم، بسبب عرقلة الميليشيا الحوثية للفريق الفني لأعمال الصيانة بشكل عام».
وعلى رغم النداءات الدولية وشكاوى الحكومة اليمنية إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بخصوص الخطر المحدق جراء وضع الناقلة المتهالكة، فإن الميليشيات الحوثية واصلت تعنتها خلال الأشهر الماضية ولم تسمح بوصول الفريق الأممي لتقييم الناقلة وإجراء الصيانة اللازمة، فضلاً عن عدم سماحها بتفريغ حمولتها من النفط المجمد منذ أكثر من خمس سنوات.
وأواخر الشهر الماضي، كان سفراء الاتحاد الأوروبي لدى اليمن قالوا في بيان إنهم يشعرون «ببالغ القلق حول وضع خزان صافر العائم قبالة ساحل الحديدة على البحر الأحمر إذا ظلت ناقلة النفط من دون صيانة خلال السنوات الخمس الماضية، وهي الآن في خطر وشيك ستنجم عنه كارثة صحية وبيئية واقتصادية كبرى ستؤثر على ملايين الناس في اليمن وأبعد من ذلك».
وأشار السفراء إلى أن الدراسات العلمية بينت أن «حدوث تسرب كبير للنفط سيؤدي على الأرجح إلى خروج ميناء الحديدة عن الخدمة، مما سيؤثر على الأمن الغذائي لملايين اليمنيين. بالإضافة إلى ذلك، سيؤثر ذلك بشكل كبير على الثروة السمكية في البحر الأحمر والنظام البيئي البحري، وقد يؤثر على التجارة البحرية، كما أن إمكانية فقدان خاصية طفو النفط ستعقد أي عملية لتنظيف التسرب».
ودعا سفراء الاتحاد الأوروبي الجماعة الحوثية إلى «التعاون الكامل مع الأمم المتحدة بالسماح لفريق الخبراء بالوصول إلى السفينة من دون قيود أو شروط مسبقة أو تأخير». وشددوا على أنه «في حال لم يُسمح لفريق الأمم المتحدة بالوصول إلى السفينة من دون أي عوائق، سيكون الحوثيون مسؤولين في حالة حدوث كارثة على مستوى الإقليم، وبالتالي يجب عليهم التحرك مع استشعار مدى إلحاح الأمر وبإحساس بالمسؤولية».
اتهامات للحوثيين بموجة تعذيب جديدة لمعتقلات
اتهمت مصادر يمنية في صنعاء الميليشيات الحوثية بشن موجة جديدة من التعذيب بحق المئات من النساء المختطفات في سجون الجماعة، وبخاصة الموجودات في سجن صنعاء المركزي.
وكشف أهالي معتقلات وعاملون في منظمات محلية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن أن مسلحي الجماعة برفقة مجندات من فرق «الزينبيات» (الأمن الحوثي النسائي) أقدموا قبل يومين على الاعتداء على عشرات المعتقلات من خلال الضرب بالهراوات والأسلاك الكهربائية والركل بالأرجل ومن ثم نقلهن إلى زنازين انفرادية.
وأكد الأهالي وحقوقيون أن المئات من السجينات اليمنيات في معتقلات الحوثيين ما زلن يتعرضن لشتى أنواع التعذيب والانتهاك والتعسف والضرب المبرح بصورة تكاد تكون شبه يومية من قبل عناصر و«زينبيات» الجماعة.
وتحدثوا عن أن المسلحين و«الزينبيات» دهموا قبل أيام أيضاً معتقلات نسائية عدة في العاصمة المختطفة وباشروا بالضرب والاعتداء على النساء المعتقلات بحجة احتجاجهن ورفضهن للتعسفات المتكررة بحقهن.
في غضون ذلك، كشفت «رابطة أمهات المختطفين» و«منظمة مكافحة الاتجار بالبشر» (منظمتان حقوقيتان محليتان) عن تعرض مختطفات يمنيات في السجن المركزي بصنعاء وسجون حوثية أخرى لموجة تعذيب جديدة رافقها ضرب مبرح من قبل تلك العصابات الحوثية قبل أسبوع.
وقالت الرابطة والمنظمة في بيانات حقوقية إنهما تلقيتا من عائلات بعض السجينات بلاغات تفيد بأن الجماعة لا تزال تمارس شتى أنواع الانتهاكات ضد المختطفات، إذ يُضرب العشرات منهن كل يوم بالعصي والأسلاك الكهربائية من دون أي مبرر. وأشارتا إلى أن الاحتجاز الحوثي للنساء «تم في زنازين مغلقة لمدة ثلاثة أسابيع ومنعهن من التواصل مع ذويهن».
وقدرت «رابطة أمهات المختطفين» وتقارير محلية ودولية أخرى أن عدد النساء المختطفات والمعتقلات حالياً في سجون الانقلابيين في صنعاء فقط يصل إلى أكثر من 500 امرأة، لا تزال الميليشيات تفرض على الغالبية منهن تعتيماً إعلامياً كبيراً.
وفيما أدانت «رابطة أمهات المختطفين» تلك الانتهاكات الحوثية بحق المحتجزات في السجن المركزي وغيره من المعتقلات في صنعاء التي وصفتها بـ«اللاإنسانية»، دعا أهالي وأسر عدد من المختطفات المنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لإنقاذهن من سجون الميليشيات، وتقديم الرعاية لهن، ومعرفة ما يتعرضن له وإيقاف كل الإجراءات التعسفية بحقهن والإفراج عنهن.
وأعلنت الرابطة عن تضامنها الكامل مع المحتجزات في السجن المركزي، ودعت إلى محاسبة المعتدين على السجينات، مطالبة بالعدالة ورفض أي ممارسات خارج إطار القانون، وتحسين ظروف احتجاز النساء السجينات بما يكفل لهن الكرامة الإنسانية.
وبينما نددت «منظمة مكافحة الاتجار بالبشر» بالصمت الدولي والأممي حيال تلك الانتهاكات التي قالت إنها تتعارض مع كل القوانين الدولية الإنسانية، طالب بيان آخر مشترك لـ«رابطة أمهات المختطفين» و«شبكة نساء من أجل اليمن»، مجلس الأمن الدولي بإلزام الجماعة بإطلاق سراح النساء المختطفات والمعتقلات تعسفاً بشكل عاجل ومن دون قيد أو شرط.
وعلى المنوال نفسه، أفاد أهالي بعض المعتقلات في صنعاء بأن «الميليشيات بجرائمها بحق اليمنيات قد تجاوزت كل الخطوط الحمر وداست على أخلاق وقيم وأعراف اليمنيين كافة التي عُرفوا بها فيما يتعلق بالنساء».
وكانت الجماعة حاولت مطلع الشهر الماضي احتواء الغضب من جرائم بعض عناصرها في حق النساء، عندما أصدرت حكماً على أحد المنتمين لها بعد إدانته بجرائم اغتصابات واختطافات وابتزاز جنسي.
وبحسب تقارير محلية، فقد شكك محامون وحقوقيون حينه بصنعاء في جدية تلك المحاكمة. واعتبروا أنها تعد لمجرد الدعاية السياسية فقط ولن تأخذ العدالة مجراها، مشيرين إلى أن الجماعة تقدم فقط إثباتاً واقعياً لجرائم الاختطافات والاغتصابات في ظل حكمها الانقلابي.
وكان تقرير الخبراء التابعين لمجلس الأمن الدولي أكد أن قيادات في الميليشيات متورطون في جرائم الاختطافات والابتزاز الجنسي للنساء في صنعاء، وعلى رأسهم القيادي المعين من الانقلابيين رئيساً لمباحث العاصمة المدعو سلطان زابن.
وفي حين دعت الحكومة اليمنية في وقت سابق إلى التحقيق في جرائم قتل عدد من الأسرى وتعذيب سجينات في معتقلات الحوثيين، شدد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال معمر الإرياني، في تصريحات رسمية، على ضرورة إجراء تحقيق عاجل وشفاف في جرائم تصفية أسرى فارقوا الحياة تحت التعذيب النفسي والجسدي، بعضهم اقتلعت أجزاء من أجسادهم وتم التمثيل بجثثهم بطريقة وحشية.
وفي ظل استمرار الانقلابيين (وكلاء إيران في اليمن) في ارتكاب صنوف عديدة من الجرائم والانتهاكات ضد آلاف المختطفين والمختطفات والمخفيين قسراً بسجونهم المنتشرة في معظم مدن ومناطق سيطرتهم، كانت معلومات وتقارير حقوقية محلية قدرت أن الجماعة قتلت أكثر من 200 مختطف وأسير ومخفي قسراً في سجونها بينهم نساء، عقب تعرضهم لجرائم تعذيب شنيعة على أيدي مسلحين ومجندات حوثيات يعملون فيما يسمى «جهاز الأمن الوقائي».
وتشير تقارير حقوقية إلى أن الميليشيات ارتكبت خلال العام الماضي فقط أكثر من 12 ألفاً و636 حالة اختطاف وإخفاء قسري، شملت سياسيين وطلبة ونشطاء وعسكريين، بينهم 52 امرأة و7 أجانب، بينما بلغ عدد المخفيين قسراً نحو 2537 حالة، بينهم 231 امرأة و158 طفلاً.
العربية نت: أنباء متضاربة.. مصرع قيادي حوثي بارز يربك الميليشيا
في ظل احتدام المعارك مع قوات الجيش اليمني في عدة جبهات، اعترفت ميليشيا الحوثي الانقلابية، بمصرع أحد قياداتها الميدانية الموالية لإيران، دون أن تفصح عن مكان مقتله.
ونعت الميليشيا القيادي برتبة لواء ويدعى عبدالكريم حسين الجماعي والمكنى أبو جواد، والذي يقود ما تسميه الميليشيا "اللواء الرابع نصر"، ويعد من أبرز قياداتها الميدانية، في جبهة شرق حيران بمحافظة حجة، شمالي غرب اليمن.
حرّض على الانتقام
وأكدت مصادر ميدانية، أن الصريع الجماعي من الدارسين في الحوزات الحوثية في صعدة، وغيرها، ويعد من المحرضين على الانتقام من المديريات المحررة في المحافظة بإحراقها، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للجيش اليمني.
وأضافت أن الصريع الحوثي المنتحل رتبة لواء، أصاب الميليشيا بارتباك ظهر في إعلانها لأكثر من مكان لمقتله، في محاولة منها لإخفاء مكان مقتله الحقيقي، وذلك حفاظاً على نفسيات أتباعه بحسب المصادر، التي أكدت أنه دليل على اضطرابها الكبير نتيجة للضربات الموجعة التي تتلقاها في جبهات القتال.
إلى ذلك رجح قيادي عسكري في المنطقة العسكرية الخامسة، أن الصريع الجماعي قُتل شرق مديرية حيران، بجوار مزارع الزنداني، بضربات لمدفعية الجيش أمس الأول، والتي استهدفت طقمين، وأدت إلى مقتل أغلب من كانوا فيهما.
3 غارات محكمة للتحالف
وتابع أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية نفذت ثلاث غارات جوية محكمة، على تجمعات للميليشيا غرب مدينة حرض، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من العناصر، وتدمير كاميرات رصد للميليشيا في المكان ذاته.
يذكر أنه خلال الأيام القليلة الماضية، اعترفت الميليشيات الحوثية بمصرع العشرات من قياداتها معظمهم سقطوا في مواجهات مع الجيش الوطني وغارات للتحالف في جبهات مأرب والجوف وصنعاء وتعز، والتي تشهد معارك شرسة ومتواصلة منذ أكثر من شهر.
صنعاء.. "انتخابات برلمانية" تفجر غضب الحوثيين
عقب فشلها في استبدال رئيس برلمان صنعاء الحالي الموالي لها وفرض أعضاء هيئة رئاسة من أعضائها، أقدمت ميليشيات الحوثي على غلق مبنى مجلس النواب في صنعاء بالأقفال والسلال بعد أن طردت النواب المتبقين، بمن فيهم نواب ينتمون إليها.
في هذا السياق، ذكرت وسائل إعلام محلية أن "الحوثيين أرسلوا الأحد عناصر مسلحة إلى البرلمان لإجبار النواب على مغادرة القاعة، ومن ثم غلق أبواب المبنى، إثر منح الثقة لرئيس برلمان صنعاء الموالي لهم، يحي الراعي، والتمديد له فترة جديدة في منصبه، وانتخاب عبد السلام هشول نائباً له عن ميليشيات الحوثي، إضافة إلى النائبين أكرم عطية وعبده بشر".
كما أوضحت أن "النائب عن ميليشيات الحوثي، عبد الرحمن الجماعي، والذي ينتمي إلى محافظة صعدة، حصل على 21 صوتاً فقط، ما أثار غضب قيادات الحوثيين فأمروا بطرد النواب وغلق المجلس".
يذكر أنه في بداية العام الحالي، تفجر الصراع بين نواب في برلمان الانقلابيين في صنعاء وشبكة الهوية الإعلامية التابعة للحوثيين على خلفية قضايا فساد.
وأعلن النائبان في برلمان الحوثيين، أحمد سيف حاشد وخالد مجور الصعدي، الاعتصام في المجلس للمطالبة بتصحيح وضع البرلمان مالياً وإدارياً، واتهما المجلس بالفساد.
إلى ذلك وجه قيادي حوثي اتهامات لأعضاء المجلس، ووصفهم بأبشع الصفات.