الإخوان وليبيا.. مؤامرات "لتفجير" جهود السلام من أجل تركيا

الجمعة 13/نوفمبر/2020 - 03:32 م
طباعة الإخوان وليبيا.. جبريل محمد
 
رغم موجة التفاؤل التي عمت الأجواء في ليبيا من نجاح ملتقى الحوار الذي تستضيف تونس بين الفرقاء في رسم خريطة لإنهاء الأزمة التي تعصف بالدولة الواقعة في شمال أفريقيا، عبر وضع أسس تشكيل السلطة الجديدة التي ستقود الفترة الانتقالية التي تستمر 18 شهرا.
إلا أن تلك الموجة أجهضتها مؤامرات الإخوان والتي نجحت في تمرير مادة في مسودة الاتفاق عبر لجنة الصياغة من شأنها نسف اتفاق مفاوضات 5+5 العسكري وعودة شبح الحرب من جديد، بحسب المرصد الليبي.
مؤامرات الإخوان أكد خبراء في الشأن الليبي أنها تصب في صالح تركيا التي زرعت أدوات لإفشال الحوارات السياسية والعسكرية الليبية الهادفة للوصول لحل سياسي للأزمة الليبية، مشيرين إلى أن أبرز أدواتها هو المفتي المعزول الصادق الغرياني.
وقال موقع "المرصد" الليبي، الخميس، إن الإخوان أصروا على إدراج بند في "المادة رقم 10 المتفرعة من المادة السادسة" تشدد على "ألا تنظر السلطة التنفيذية الجديدة في المرحلة القادمة في أي اتفاقات أو قرارات جديدة أو سابقة بما يضر باستقرار العلاقات الخارجية لدولة ليبيا أو يلقي عليها التزامات طويلة الأمد".
وبحسب "المرصد" فإن المقصود بهذه المادة، رفض إعادة النظر في الاتفاقات مع تركيا، وإضفاء الشرعية على الحضور العسكري التركي في غرب ليبيا، وبقاء المرتزقة السوريين، عملاً بمذكرة التفاهم الموقعة بين حكومة الوفاق وتركيا.
وشدد خبراء في تصريحات لـ "البوابة نيوز" على أن قوة الغرياني تكمن في السرايا الإرهابية التابعة له والتي تتكون من مجموعات تنظيم القاعدة وداعش بالإضافة لمجالس شورى أنصار الشريعة الإرهابية.
وأكد الخبير في الشأن الليبي، رضا شعبان، أن المفتي المعزول الصادق الغرياني عقبة في طريق أي توافق سلمي بين الليبيين منذ ما قبل حوار الصخيرات المغربية عام 2016. 
وأضاف شعبان لـ "البوابة نيوز" أن عرقلة المسارات التي يتبناها رموز إفتاء جماعة الإخوان في ليبيا ليست لإنصاف الحق إنما خدمة لسياسة قطر في البلاد والتي تعتمد على دعم جماعة الإسلام السياسي.
وأكد المحلل السياسي أن قطر و تركيا يسعيان لإفشال الحوار العسكري الليبي لأنه سينتهي بإقصائهم من ليبيا بالتالي لن يجد أردوغان ولا حليفه أمير قطر  لأنفسهم حصة في كعكة غاز المتوسط لهذا فهم يدعمون مقوضي السلام وزارعي الفتنة من جماعة الإخوان الإرهابية.
وكتب الكاتب والشاعر والناشط السياسي الليبي، عمر التكبالي، على صفحته بموقع "فيسبوك": "المشاركون في حوار تونس مجموعة من الإخوان والإرهابيين والباقي كومبارس ومصيره الفشل كالصخيرات".
ورأت الحركة الوطنية الشعبية الليبية على الحوار في بيانها الثلاثاء: "بأن الملتقى ينبئ باستمرار الأزمة، وربما تعقيدها في الفترة القادمة، ولن تكون بأحسن حال مما جلبه حوار الصخيرات من تهميش وخراب وتدمير للبلاد وتهجير وإفقار للشعب".
أما الخبير المختص في الشأن الليبي عبدالهادي ربيع، إن الإخواني خالد المشري عضو المجلس الرئاسي والصادق الغرياني هما أدوات الفوضى في ليبيا.
وأضاف لـ "البوابة نيوز" أن جماعة الإخوان تريد حل يضمن بقائها في ليبيا لتأسيس القاعدة التي يعودون فيها للسلطة في أغلب الدول التي طردوا منها لهذا فهم متمسكون ببقاء الأمر تحت نفوذهم فيها طمعاً لتقدم إلى مواقع أخرى فيما بعد.
وأكد قدري أن البعثة الأممية تعلم أيضا أن الحل لن ينجح في ظل وجود التنظيمات الإرهابية الموالية للغرياني لكن ستيفاني ويليامز المبعوثة بالإنابة تريد أي حل تلفت به الأنظار إلى نجاح لم يحققه قبلها غسان سلامة لكي تتحصل على دور المبعوث الرسمي في ليبيا.
واختتم حديثه بالقول : إن النفاق السياسي الذي تتبعه البعثة الأممية سيسهل على تركيا نسف الجهود أي أنه لابد من إخراج تركيا و مرتزقتها من ليبيا قبل أي حوار ليضمن النجاح و الانطلاق بطريقة سلسة".
وفي 23 أكتوبر، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن توقيع اتفاق يمهد لحلحلة الأزمة يشمل وقف إطلاق نار دائم، نص على إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة وحل المليشيات وتعليق العمل بالاتفاقيات المبرمة بين الرئيس التركي رجب أردوغان مع حكومة فايز السراج في طرابلس.
كما نص على تشكيل قوة عسكرية محدودة العدد من العسكريين النظاميين تحت غرفة يتم تشكيلها من قبل اللجنة تعمل كقوة تساهم في الحد من الخروقات المتوقع حدوثها، على أن توفر الموارد اللازمة لتشغيلها من كل الأطراف والجهات.

شارك