تمسك "الغنوشي" بالسلطة... يهدد مستقبل إخوان تونس

الإثنين 16/نوفمبر/2020 - 03:07 م
طباعة تمسك الغنوشي بالسلطة... فاطمة عبدالغني
 
تقترب حركة النهضة – ذراع الإخوان في تونس- من الهاوية السياسية بخطى ثابتة، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى الشخصنة التي يمارسها رئيسها راشد الغنوشي وتفرده بالقرار.
 ووفقًا لتقارير إعلامية تتعدد مؤشرات تصدع الحركة وأبرزها تزايد الاستقالات، حيث شهدت الأشهر الماضية استقالة عدد من القيادات البارزة ومنها عبدالفتاح مورو الرجل الثاني في الحركة، وعبدالحميد الجلاسي وزياد العذاري إضافة إلى قيادات شبابية.
ومن بين مؤشرات التصدع أيضًا تشكيل جبهة معارضة داخلية لاستمرار الغنوشي في منصبه باسم مجموعة "المائة"، وفيما يتعلق بالاختلاف بشأن سياسات الحركة الداخلية والخارجية فتشهد الحركة تململ بين صفوف قياديها إزاء خيارات الغنوشي وتفرده بالقرار.
وأحدث ملامح التصدع والانقسامات داخل "إخوان تونس"، فشل اجتماع مجلس شورى حركة النهضة، الأحد 16 نوفمبر، بعدما انسحب ثلث أعضاء المجلس من الاجتماع لأول مرة في تاريخ التنظيم الإخواني.
وذكرت إذاعة "موزاييك أف أم" المحلية عن مصادرها أن مجموعة متكونة من 63 عضوا كانت قد وقعت على عريضة لطلب عقد دورة استثنائية لشورى النهضة على أن يكون جدول أعمالها متضمنا لمحورين، التداول في الشأن الوطني وخصوصا الوضع الوبائي وقانون المالية والوضع الاجتماعي، ثم الشأن الداخلي للحركة أي موضوع الانقسام الحاصل ومسألة تطبيق القانون.

وتفاجأت المجموعة الأحد بدعوة مجلس الشورى أعضاءه للانعقاد في دورة عادية غير استثنائية يضم جدول أعمالها نقطتين، الأولى محاسبة من أدلوا بتصريحات إعلامية من مجموعة "المائة" المناهضة للغنوشي، والثانية تتعلق بالتداول في عمل اللجان المعطلة أصلا بسبب الوباء والوضع الداخلي للحركة.
وعزت مصادر مقربة من الاجتماع، الذي كان من المقرر أن يُعقد افتراضيا بسبب القيود التي تفرضها جائحة كورونا، أسباب انسحاب 60 قياديا من هذا الاجتماع إلى تعمد "قادة الحزب انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام بتجاهل مطالب مناقشة الأزمة داخل الحركة والبت في مسألة التمديد للغنوشي".
ويواجه الغنوشي انتقادات كبيرة داخل حزبه واتهامات باحتكار الحزب وتمويلاته والتفرّد بالرأي، من قبل قيادات معارضة له باتت تشكل أغلبية بالحركة، وتدعوه إلى التنحي عن منصبه واحترام النظام الداخلي للحزب، انتهت باستقالة قيادات بارزة بسبب غموض موقف الغنوشي من مسألة الترشح لولاية ثالثة حتى الآن.
يذكر أن الفصل 31 من النظام الأساسي للحركة ينص على أنه: لا يحق لأي عضو أن يتولى رئاسة الحزب لأكثر من دورتين متتاليتين، ويتفرغ رئيس الحزب فور انتخابه لمهامه.
وأمام هذا الواقع وبحسب تقارير مطلعة يمكن رسم سيناريوهات محتملة لمستقبل النهضة، أولها انقسام الحركة إلى حزبين أحدهما تقليدي برئاسة الغنوشي وحداثي يضم المستقيلين ومجموعة "المائة" والقيادات الشبابية.
والسيناريو الثاني فيشمل التفاف الغنوشي على المعارضين من خلال ترشيح أحد المقربين منه لخلافته شكليًا وبذلك يحافظ على قيادته للنهضة في الظل.
أما السيناريو الثالث فهجين عبر إجراء استفتاء داخلي أو تعديل النظام الأساسي للحركة للتصويت على توفير مخرج يسمح للغنوشي بالترشح لدورة جديدة من عدمه.
وتوقع مراقبون تونسيون أن الأسابيع المقبلة ستكشف عن خلافات جديدة داخل الحركة، خصوصا مع إصرار الغنوشي على البقاء في رئاستها.

شارك